منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى المعلم مصطفى دعمس - منتدى تربوي شامل
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى تربوي شامل للأستاذ مصطفى دعمس
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شركة تنسيق حدائق بعنيزة
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالثلاثاء أبريل 09, 2024 6:41 pm من طرف ثناء مجدى

» شركة مقاولات بالهفوف
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالأربعاء أبريل 03, 2024 4:57 pm من طرف ثناء مجدى

» شركة تنسيق حدائق بالباحة
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالخميس مارس 14, 2024 12:20 am من طرف ثناء مجدى

» شركة تركيب المصاعد بالقصيم
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالجمعة مارس 08, 2024 8:32 pm من طرف ثناء مجدى

» شركة مقاولات بجدة
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالسبت مارس 02, 2024 11:01 pm من طرف ثناء مجدى

» ورقة عمل الوحدة الخامسة
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالإثنين فبراير 26, 2024 11:44 pm من طرف مصطفى دعمس

» كيفية التسجيل في حملة الراجحي المجانية للحج
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالإثنين فبراير 26, 2024 6:21 pm من طرف gogou

» تسليك مجاري بحفر الباطن
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالجمعة فبراير 23, 2024 2:14 am من طرف ثناء مجدى

» طريقة استخراج بطاقة صراف الراجحي بدل فاقد
خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالثلاثاء فبراير 20, 2024 11:59 am من طرف gogou

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

 خصائص منهج أهل السنة والجماعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
omar




عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 16/11/2010

خصائص منهج أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: خصائص منهج أهل السنة والجماعة   خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 4:21 am

إن أمة الإسلام اليوم تعيش أزمة خطيرة جداً مع تغيبها عن مصدر التلقي الشرعي لها، وبالتالي تخبطها في منهجية التطبيق، فتوسع الخلاف بين الأمة، واستحكمت بذلك مظاهر الفرقة، وفرخت في جنابتها أصناف شتى من الجماعات والحزبيات، فأصبح كل حزب بما لديهم فرحون، كل منهم يدعو لمنهجه ويروج لبدعته، ويلبس ذلك بلبوس الحق، ولذلك لزم أهل المنهج الحق أهل السنة والجماعة أتباع السلف أن يرفعوا رايتهم بالحق وأن يعلنوا منهجهم، وأن ينشروا عقيدتهم، ليتمسك بها أتباعهم، ويهتدي بها من ضل عن طريقهم ممن شاء الله أن يهديه.
فمن الضروري رفع راية أهل السنة والجماعة، وإيضاح حقيقة منهجهم حتى لا تختلط برايات أخذت ترفع صوتها عالياً بكل قوة وكأن الحق معها.
ومن المهم كذلك بيان سمات ومعالم منهج أهل السنة والجماعة حتى لا يحيد عنها أهل السنة فيبتلوا بالفرقة والاختلاف، وينشغل بعضهم ببعض تحذيراً وتجريحاً وهجراً، مع أن من المتعين أن تكون جهودهم جميعاً في مواجهة أهل البدع والمناوئين لأهل السنة، وأن يكون بينهم التواد والتراحم والتناصح برفق ولين.

* من هم أهل السنة والجماعة وما سبب تسميتهم بذلك :
" أهل السنة والجماعة "
هم من كان على مثل ما كان عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه،وهم المتمسكون بسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهم الصحابة والتابعون وأئمة الهدى المتبعون لهم، وهم الذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع في أي مكان وأي زمان، وهم باقون منصورون إلى يوم القيامة.

* سبب تسميتهم بذلك"
سموا بذلك لانتسابهم لسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- واجتماعهم على الأخذ بها ظاهراً وباطناً، في القول، والعمل، والاعتقاد.

* علاماتهم وصفاتهم:
1. أهل السنة هم الذين يجددون للأمة أمر دينها :
فهم الذين يعملون على إحياء الدين، ويسعون لدفع الغربة عنه، وتجديد ما اندرس من معالمه.

2. هم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر بمراتب الإنكار الثلاث، باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب، تبعاً للقدرة والمصلحة، ويسلكون في ذلك أقرب طريق يحصل به المقصود، بالرفق، والتيسير، والسهولة، متقربين بنصيحة الخلق إلى الله، قاصدين نفع الخلق، وإيصالهم إلى كل خير، وكفهم عن كل شر، محافظين بذلك على خيرية هذه الأمة،حريصين على دفع العذاب عنها.

3. هم أهل الدعوة إلى الله:
فهم يدعون إلى دين الإسلام، بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ويسلكون في ذلك شتى الطرق المشروعة والمباحة، حتى يعرف الناس ربهم ويعبدوه حق عبادته. فلا أحد أحرص منهم على هداية الخلق، ولا أحد أرحم منهم بالناس.

4. هم القدوة الصالحون:
لأن فيهم الصديقين،والشهداء، والمجاهدين،ومنهم أعلام الهدى، مصابيح الدجى، وأولي المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم أئمة الدين الذين أجمع الناس على هدايتهم.
فمن هنا يجد الإنسان فيهم القدوة أياً كان، فإن كان مجاهداً وجد من يقتدي به منهم، وإن كان محباً للعلم راغباً فيه وجد في سيرهم من يسير على نهجه، وهكذا....

5. هم الغرباء:
الذين يصلحون ما أفسد الناس، ويصلحون إذا فسد الناس.

6. هم الفرقة الناجية :
التي تنجو من البدع والضلالات في هذه الدنيا، وتنجو من عذاب الله يوم القيامة.

7. وهم الطائفة المنصورة :
لأن الله معهم،وهو مؤيدهم وناصرهم.

8. وهم الظاهرون إلى قيام الساعة :
فهم معروفون بارزون مستعلون، وهم ثابتون على ما هم عليه من الحق والدين، وهم غالبون متمكنون، فلقد جعل الله حجتهم ظاهرة، وكلمتهم هي العليا.

* خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة:
كما أن للعقيدة الصحيحة مميزات تمتاز بها عن غيرها من العقائد فكذلك لأهلها الذين هم أهل السنة والجماعة منهجية ومميزات يمتازون بها عن غيرهم من أهل الملل والنحل، تلك المنهجية التي تميز بها سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان، والتي يجدر بكل من انتسب إليهم أن يأخذ بها، ويأطر نفسه عليها، حتى ينال ما نالوه من خير وفضل.
* فمن تلك الخصائص التي تميز بها منهجية أهل السنة والجماعة ما يلي:

1. الاقتصار في التلقي على الكتاب والسنة:
فهم ينهلون من هذا المنهل العذب عقائدهم وعبادتهم، ومعاملاتهم، وسلوكهم، وأخلاقهم، فكل ما وافق الكتاب والسنة قبلوه وأثبتوه، وكل ما خالفهما ردوه على قائله كائناً من كان.
بخلاف أهل البدعة والضلالة الذين أخذوا دينهم عن طريق الرؤى والأحلام والمكاشفات أو الذين أخذوه فيما يزعمون من أئمتهم الذين ادعوا لهم العصـمة أو أهل الكلام الذين ألهوا العقل، وجعلوه حاكماً على نصوص الوحي .

2. التسليم لنصوص الشرع، وفهمها على مقتضى منهج السلف الصالح:
فهم يسلمون لنصوص الشرع، سواء فهموا الحكمة منها أم لا، ولا يعرضون النصوص على عقولهم، بل يعرضون عقولهم على النصوص، ويفهمونها كما فهمها السلف الصالح.

3. الاتباع وترك الابتداع:
فهم لا يقدمون بين يدي الله ورسوله، بل هم متبعون لهدي رسول الهدى منقادون له، بخلاف المبتدعة الضالين، الذين ابتدعوا في الدين، مستدركين على وحي رب العالمين.

4. الاهتمام بالكتاب والسنة:
فهم يهتمون بالقرآن حفظاً وتلاوة، وتفسيراً، وبالحديث دراية ورواية، ويرجعون إليهما في جميع أمورهم وما أشكل عليهم وفيما هم فيه يختلفون.
بخلاف غيرهم من المبتدعة الذين يهتمون بكلام شيوخهم أكثر من اهتمامهم بالكتاب والسنة.
5. عدم التفريق بين الكتاب والسنة إلا بما حدده الشارع :
فالكل من عند الله،والقبول لهما على حد سواء، قال تعالى "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" [النجم:2-4]،وقال –صلى الله عليه وسلم- :" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه".

6. ليس لهم إمام معظم يأخذون كلامه كله، ويدعون ما خالفه إلا الرسول –صلى الله عليه وسلم- :
أما غير الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإنهم يعرضون كلامه على الكتاب والسنة، فما وافقهما قبل، وما لا فلا، فهم يعتقدون أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ما غيرهم من الفرق الأخرى، ومن متعصبة المذاهب فإنهم يأخذون كلام أئمتهم كله حتى ولو خالف الدليل.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (20/164) وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة ،بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يعادون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام ويعادون".
وقال :"فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعياً عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعياً لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحبسوا الناس، ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء ، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [المائدة:2].
انتهى كلامه رحمه الله.

7. الدخول في الدين كله :
فهم يدخلون في الدين كله ويؤمنون بالكتاب كله ، امتثالاً لقوله تعالى: "ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" [البقرة:208]، بخلاف الذين فرقوا دينهم،وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون.
وبخلاف الذين نسوا حظاً مما ذكروا به،والذين جعلوا القرآن عضين،فآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض.

8. الأخذ بأوامر الإسلام بقوة:
وذلك بالالتزام بها، وقبولها في الرخاء والشدة، والمنشط والمكره، وفي الغضب والرضا،وعند الأثرة.

9. تعظيم السلف الصالح:
فأهل السنة يعظمون السلف الصالح، ويقتدون بهم، ويهتدون بهديهم، ويرون أن طريقتهم هي الأسلم، والأعلم، والأحكم.

10. الجمع بين النصوص في المسألة الواحدة،ورد المتشابه إلى المحكم :
فهم يجمعون بين النصوص، ويردون المتشابه إلى المحكم، حتى يصلوا إلى الحق في المسألة.
بخلاف كثير من الطوائف التي نظرت إلى النصوص الشرعية بعين عوراء، فضلَّت وأضلَّت، وذلك كحال المعطلة، والممثلة،والقدرية، والجبرية.

11. التوافق بين القول والعمل:
وعدم الاختلاف بين العلم والتطبيق المنهجي له، فأهل السنة والجماعة بعيدون كل البعد عن التضاد والتناقض الذي يعيشه أهل الأهواء بين أقوالهم وعلومهم وأعمالهم وأحوالهم. وقد جعل الله المقت والبغض لمن يقول ما لا يفعل.

12. الجمع بين الخوف والرجاء والحب:
فأهل السنة والجماعة يجمعون بين هذه الأمور،ويرون أنه لا تنافي ولا تعارض بينها، قال سبحانه وتعالى: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" [الأنبياء:90]،وقال في معرض الثناء على سائر عباده المؤمنين "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" [السجدة:16].
وأمرنا أن نعبده بالخوف والرجاء، كما في قوله تعالى: " وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف:56]. هذه طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب.
أما من عداهم فلا يجمعون بين الخوف والحب والرجاء،وإنما يأخذون بعبادة من هذه، ويدعون ما سواه.
فغلاة الصوفية – مثلاً – يقولون نحن نعبد الله لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في ثوابه،وإنما نعبده حباً لذاته فحسب.أما الخوارج فعبدوا الله بالخوف وحده.
أما أهل السنة والجماعة فيرون – كما مضى – أنه لابد من الجمع بين الخوف والحب والرجاء، فالخوف يستلزم الرجاء،ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً،والرجاء يستلزم الخوف،ولولا ذلك لكان أمناً من مكر الله .
وهناك مقولة مشهورة عند السلف، وهي قولهم: "من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ،ومن عبده بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمن موحد".

13. الجمع بين الرحمة واللين والشدة والغلظة :
قال تعالى في وصف الصحابة رضي الله عنهم: " أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ " [الفتح:29].
وقال في وصف عباده المؤمنين الذين يحبهم ويحبونه: "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ" [المائدة:54]، ثم إن نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- هو نبي الرحمة، وهو في الوقت نفسه نبي الملحمة، بخلاف غيرهم ممن يأخذون بالشدة في جميع أحوالهم أو باللين في جميع أحوالهم، وبخلاف غيرهم ممن عكس الأمر، فتنكر للمؤمنين، وأغلظ لهم القول،وتودد للكافرين والمبتدعة والمنافقين وتلطف لهم وألان لهم الجانب.
أما أهل السنة فيجمعون بين هذا وهذا، كل في موضعه حسب ما تقتضيه المصلحة الشرعية قال –صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
فما أحوج طلبة العلم إلى التأدب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تثمر إلا الوحشة والفرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.

14. العدل:
فالعدل من أعظم المميزات لأهل السنة والجماعة،فهم أعدل الناس، وأولاهم بامتثال قول الله –عز وجل-:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ " [النساء:125]، وقوله تعالى: "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى" [الأنعام:256]، حتى إن الطوائف إذا تنازعت احتكمت إلى أهل السنة، ومن مظاهر عدلهم أنهم لا يكفرون كل من كفرهم.
ومن قواعد العدل عندهم أنهم لا يحكمون على أحد من الناس حتى يستمعوا له ويتبينوا أمره، وأنهم لا يأخذون بالقول من طرف واحد خاصة فيما بين الأقران، ومن قواعد العدل عندهم أنهم يحفظون لصاحب الفضل فضله، ويذكرون خيره وإن خالفهم في بعض الأمر.
وهناك ممن خالف منهج أهل السنة والجماعة ممن اشتغل بتتبع الأخطاء والبحث عنها ثم نشرها، والتحذير ممن حصل منه شيء من هذه الأخطاء، وترك استعمال العدل معه بنصحه وتذكيره، وقد يكون أحد المجروحين نفعه عظيماً سواءً عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب.

15.ومنها الأمانة العلمية والوسطية:
الأمانة زينة العلم، وأهل السنة والجماعة هم أكثر الناس أمانة في العلم، وأحرصهم على التحلي بتلك الحلية.
ومن مظاهر الأمانة العلمية عندهم، الأمانة في النقل، والبعد عن التزوير، وقلب الحقائق، وبتر النصوص، وتحريفها، فإذا نقلوا عن مخالف لهم نقلوا كلامه تاماً، فلا يأخذون ما يوافق ما يذهبون إليه، ويدعون ما سواه، كي يدينون المنقول عنه، وإنما ينقلون كلامه تاماً، فإن كان حقاً أقروه، وإن كان باطلاً ردوه، وإن كان فيه وفيه، قبلوا الحق وردوا الباطل، كل ذلك بالدليل القاطع، والبرهان الساطع.
ومن مظاهر الأمانة العلمية عندهم أنهم لا يحمّلون الكلام ما لا يحتمل، وأنهم يذكرون ما لهم وما عليهم، وأنهم يرجعون للحق إذا تبين، ولا يفتون ولا يقضون إلا بما يعلمون، كما أنهم أحرص الناس على نسبة الكلام إلى قائله، وأبعدهم من نسبته إلى غير قائله.
أما أهل الأهواء فلا تسل عن تفريطهم بهذا الجانب، فما أكثر إتباع الهوى عندهم، والحكم بالمتشابه، وحمل الكلام على غير محمله، وتحريف الكلم عن مواضعه، والاستدلال بلوازم يرتبون بعضها على بعض تحقيقاً لأمر في صدورهم من تضليل لغيرهم أو تبديع أو تكفير من غير تثبت ولا دليل بيّن ظاهر.

16. لا يتسمون إلا باسم الإسلام والسنة والجماعة :
فهذا من أبين الفروق بين أهل السنة والجماعة، وبين أهل البدعة والفرقة، أهل السنة ينتمون للسنة والجماعة، وأهل الأهواء والبدع كل طائفة منهم تنتسب إلى شخص من أهل البدع ورؤوس الضلال كالجهمية، أو إلى شخص خالف السلف في بعض الأصول كالكلابية والأشعرية، والماتريدية، أو إلى أصل من أصول الضلالة، كالقدرية، والجبرية، والمرجئة، أو إلى وصف يدل على حقيقتهم وشعارهم كالرافضة والصوفية، والفلاسفة، والباطنية والمعتزلة وغيرهم، وكذلك يشذ عن هذه القاعدة انتساب بعض أهل البدع لأشخاص من أئمة السنة زوراً وبهتاناً، كانتساب المعتزلة للصحابة الذين اعتزلوا الفتنة، وكانتساب العلويين النصيريين الباطنيين إلى علي –رضي الله عنه-، وقد سأل رجل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال: "أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمي ولا قدري ولا رافضي".

17.التوافق في وجهات النظر وردود الأفعال:
فأهل السنة والجماعة تتفق في الغالب وجهات نظرهم وردود أفعالهم، حتى ولو تباعدت أعصارهم وأمصارهم، وهذا ناتج عن وحدة المصدر، بخلاف غيرهم من أهل البدع الذين تختلف مواقفهم تبعاً لأهوائهم.

18.عدم الاختلاف في أصول الاعتقاد :
فالسلف الصالح لم يختلفوا بحمد الله في أصل من أصول الدين، وقواعد الاعتقاد، فقولهم في أسماء الله وصفاته وأفعاله واحد، وقولهم في الإيمان وتعريفه ومسائله واحد، وقولهم في القدر واحد، وهكذا في باقي الأصول.
بخلاف أهل البدع، فإنهم أنفسهم لا يتفقون على أصولهم، بل إن الفرقة الواحدة منهم لا يتفق أفرادها كل الاتفاق على أصل من أصولهم.

19.ترك الخصومات في الدين ومجانبة أهل الخصومات:
لأن الخصومات مدعاة للفرقة والفتنة، ومجلبة للتعصب واتباع الهوى، ومطية للانتصار للنفس، والتشفي من الآخرين وذريعة للقول على الله بلا علم.
ولما كان هذا شأن الجدل والخصومات ابتعد عنها السلف الصالح، وحذروا منها، وورد عنهم آثار كثيرة في ذلك. وأخرج أن عمر بن عبد العزيز –رحمه الله– قال: "من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل".
وقال جعفر بن محمد رحمه الله: "إياكم والخصومات ، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق".
وقيل للحكم بن عتيبة الكوفي: "ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء؟ قال: الخصومات".

20. البعد عن القيل والقال وكثرة السؤال :
وذلك امتثالاً لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تبارك وتعالى يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا لمن ولاه الله أمركم، ويكره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".
فالقيل والقال وكثرة نقل الكلام مدعاة لتتبع الناس والنيل منهم، وكثرة السؤال مدعاة للتشديد والتنطع، والتقعر، والتنقيب والاعتراض، والتعنت، والسؤال عما لا ينبغي السؤال عنه، ولا الخوض فيه.
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ " [المائدة:101]، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- :"ذروني ما تركتم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"، ومن سأل متعنتاً ومتلمساً للعثرات غير متفقه ولا متعلم، فهو الذي لا يحل قليل سؤاله ولا كثيره.

21.أمرهم شورى بينهم :
قال تعالى مثنياً على عباده المؤمنين : " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" [الشورى:28]، وهذا يشمل أمورهم الدينية والدنيوية ، الخاصة والعامة، كذلك أمر سبحانه نبيه عليه الصلاة والسلام مع وفور عقله وسداد رأيه بالشورى فقال سبحانه " وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ " [آل عمران:159].
وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- كثير المشاورة لأصحابه ، وكان أصحابه يتشاورون فيما بينهم،لذلك فأهل السنة أكثر الناس شورى، وأبعدهم عن التفرد والاستبداد،امتثالاً لأمر الله –عز وجل-، وأتباعاً لرسول –صلى الله عليه وسلم- ولعلمهم بفضائل الشورى وعوائدها الجمة ،فهي تزرع الألفة بين المتشاورين وتقوي الروابط بين المسلمين، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "نعم المؤازرة المشاورة، وبئس الاستعداد الاستبداد".
بخلاف الذين ذهبت بهم خيالات الغرور كل المذهب، فاعتدوا بأنفسهم أكثر من اللازم، فلم يرعوا للشورى حقها، ولم يقدروها قدرها، فما أكثر خطأهم وما أقل صوابهم.

22.الاهتمام بأمور المسلمين :
فأهل السنة والجماعة أكثر من يهتم بأمر المسلمين ، فهم يسعون في نصرتهم وأداء حقوقهم، وكف الأذى عنهم،ورفع الظلم الواقع عليهم، ويشاركونهم أفراحهم، ويشاطرونهم أتراحهم "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ " [التوبة:71]. وقوله عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" وقوله: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه.

23.الأدب في الخلاف:
فأهل السنة قد يختلفون في بعض المسائل الاجتهادية، مع بقاء الألفة والمحبة والمودة فيما بينهم، ومن الأمثلة الرائعة ما أسنده ابن عبد البر إلى العباس بن عبد الملك العظيم العنبري أحد الثقات الحفاظ الكبار، وممن روى عن الإمام أحمد وشاركه في الرواية عن بعض شيوخه، قال :"كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي المديني راكباً على دابة ، فناظر في الشهادة – يريد الشهادة بالجنة للعشرة المبشرين بها – وارتفعت أصواتهما حتى خفت أن يقع بينهما جفا، وكان أحمد يرى الشهادة وعلي يأبى ويدفع، فلما أراد علي الانصراف قام أحمد فأخذ بركابه".
وقد يحتاجون إلى الرد على بعض، ولكن في حدود الأدب واللياقة ، بعيداً عن الإسفاف والصفاقة أو التنقص والغيبة، لأن الله –عز وجل- أمرنا ألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، فما الشأن مع المسلمين؟! بل مع خاصة المسلمين من العلماء والدعاة والمصلحين؟! فهم يدينون لله تعالى بسلامة قلوبهم وألسنتهم لإخوانهم المسلمين.
قال الذهبي رحمه الله عن الإمام الشافعي رحمه الله: "ما رأيت أعقل من الشافعي! ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً, وإن لم نتفق في مسألة!!"
هذا هو منهج أهل السنة في الخلاف، لا كما يفعله بعض من خالف منهجهم ممن يمتحن طلبته وأتباعه بأن يكون لهم موقف معادٍ مع من خالفه، فإن لم يوافقه بدع وهجر.
وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضاً أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج أهل السلف، وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله تعالى في جوابه لأهل البحرين: "كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله في قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء:59]، وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين، نعم من خالف الكتاب المستبين، والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه، فهذا يعامل معاملة أهل البدع".

24.الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق:
فهم حريصون كل الحرص على وحدة المسلمين، ولمَّ شعثهم، وجمع كلمتهم على الحق، وإزالة أسباب النزاع والفرقة بينهم، لعلمهم أن الاجتماع رحمة والفرقة عذاب، ولأن الله –عز وجل- أمر بالائتلاف، ونهى عن الاختلاف كما في قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ *وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ [آل عمران:102-103]، بخلاف الذين يسعون للفرقة بين المسلمين، ويبذرون بذور الشقاق في صفوفهم، ويحزبونهم ويصنفون ويؤلبون بعضهم على بعض بدعاوى وأوهام بعيدة عن الحقائق، وخالية من التثبت.

25. حسن الخلق:
فأهل السنة والجماعة من أحسن الناس أخلاقاً، وأكثرهم حلماً وسماحة وتواضعاً، وأحرصهم دعوة إلى مكارم الأخلاق، فيندبون الناس ويربون أتباعهم إلى أن يصلوا من قطعهم، ويعطوا من حرمهم، ويعفوا عمن ظلمهم، وينهون عن الفخر،والخيلاء، والبغي، والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بمعالي الأمور وينهون عن سفاسفها.

26. سعة الأفق :
فهم أوسع الناس أفقاً، وأبعدهم نظراً، وأرحبهم بالخلاف صدراً، وأكثرهم للمعاذير التماساً، فهم لا يأنفون من سماع الحق، ولا تحرج صدورهم من قبوله، ولا يستنكفون من الرجوع إليه، والأخذ به، ثم إنهم لا يلزمون الناس باجتهاداتهم، ولا يضللون كل من خالفهم ، ولا تضيق أعطانهم في الأمور الاجتهادية التي تختلف فيها أفهام الناس، وكما أنهم يحرصون على تصحيح الأخطاء والمناصحة حتى لا تضل الأمة، فهم كذلك يحرصون على أن لا تفترق الأمة، ومن مظاهر سعة الأفق عندهم بعدهم عن التعصب المقيت، والتقليد الأعمى والحزبية الضيقة.

27. تعاونهم فيما بينهم وتكميل بعضهم بعضا:
فهم يعلمون أن دين الله واحد وأنه كل لا يتجزأ، ويدركون أنه لا يستطيع أحد مهما أوتي من علم وقوة أن يقوم بالدين كله، لذلك فهم يسعون لإقامة دين الله، ونشره بين الخلق والأخذ به كله ،مدركين أن ذلك لن يتم إلا بالتعاون والتكاتف، والاستفادة من بعضهم البعض، فهذا يسد ثغرة الجهاد في سبيل الله، وهذا يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يقوم على نشر العلم وبثه بين الناس، وتربيتهم عليه، وهذا ينبري لتربية الشباب،والاهتمام بقضاياهم، وهذا ينبري للرد على الكفار والمبتدعة وأهل الأهواء، وهذا يشتغل بأمور الأخلاق والسلوك، وهذا يهتم بأحوال المسلمين، وهكذا دواليك.
فمع ذلك لا ينكر بعضهم على بعض طالما أن كل واحد يعمل ما في وسعه ومقدوره، فالكل على خير وهدى وسنة.

28.التربية المتكاملة المتوازنة:
فهم يربون أتباعهم على العلم والعمل، ويبدؤون بهم بالأهم فالمهم، ولا يغلبون جانباً على جانب، فلا يربونهم على العلم دون العمل، أو العمل دون العلم، ولا يربونهم على التعصب والتحزب، ولا على التميع والذوبان، ولا يربونهم على التعالي واحتقار الآخرين، كما لا يربونهم على الذلة والتبعية المطلقة.

29. يدينون بالنصيحة :
لله سبحانه وتعالى، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فدينهم النصيحة للناس، ولاسيما فيما بينهم من إخوانهم وأقرانهم.
وأن يكون الرد برفق ولين ورغبة شديدة في سلامة المخطئ من الخطأ، حيث يكون الخطأ واضحاً جلياً، وينبغي الرجوع إلى ردود الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- للاستفادة منها في الطريقة التي ينبغي أن يكون الرد عليها.

30.يسعون في طلب الكمال على قدر جهدهم واستطاعتهم:
فأهل السنة والجماعة يسعون إلى الأكمل، ويبحثون في كل شيء عن الأمثل ويعملون ما بوسعهم لتحصيل المنافع وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وفي الوقت نفسه لا يطالبون بالمستحيل، ولا يرمون ما لا طاقة لهم به، ولا قدرة لهم عليه.
ومن الأمثلة التي توضح ذلك موقف أهل السنة من المنكرات ، فهم يسعون لإزالتها، ويطمحون لقطع دابرها بالكلية بالوسائل الشرعية في حدود مقدرتهم واستطاعتهم، فإذا لم يستطيعوا القضاء عليها جميعها قضوا على ما يستطيعون منها، واجتهدوا في محاولة القضاء على الباقي، وهكذا...
أما غيرهم فإن تطلبهم للكمال قد يجرهم للمطالبة بالمستحيل ، كما فعل الخوارج عندما حلوا بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، لأنه حكم الرجال في كتاب الله – بزعمهم – وقالوا: لا نريد إلا مثل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-.
ولكن من أين يؤت بمثل عمر-رضي الله عنه-؟
فهذا طلب في غير محله ، وهذا علي –رضي الله عنه- أفضل أهل زمانه.
تركوا علياً –رضي الله عنه- وحلوا البيعة، وليتهم عندما فعلوا ذلك بايعوا أحد الصحابة كابن عمر –رضي الله عنه-، وسعيد بن زيد –رضي الله عنه- وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
بل إن الغلو والإفراط قادهم إلى التفريط، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، " فبايعوا شيت بن ربعي مؤذن سجاح أيام أدعت النبوة، بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تداركه الله –عز وجل- برحمته، ففر منهم وتبين ضلالتهم، فلم يقع اختيارهم إلا على عبد الله بن وهب الراسبي، أعرابي بوال على عقبيه، لا سابقة ولا صحبة، ولا فقه، ولا شهد الله له بخير".
وهذه الحالة تحصل مع الأسف كثيراً، فتجد بعض الغالين يتطلب الكمال مما يؤدي به إلى الانحراف عن منهج الحق في إنكار المنكر، فتحدث فتنة البغي والاعتداء والخروج على الولاة.
ومنهم من يضع في ذهنه صورة خيالية، مغرقة في المثالية، فإن حصل له كل ما يريد وإلا قعد بدون سعي، أو جهد، أو تسديد، أو مقاربة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الجبل
عضو نشيط
وردة الجبل


عدد المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 20/09/2011

خصائص منهج أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: خصائص منهج أهل السنة والجماعة   خصائص منهج أهل السنة والجماعة Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 10:21 pm

خصائص منهج أهل السنة والجماعة Picture
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خصائص منهج أهل السنة والجماعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نحو منهج عملى للمبتدئين في التربية
» منهج الرسول عليه الصلاة والسلام في تبليغ الدعوة
» خصائص الضوء
» خصائص شعر درويش
» خصائص الصوت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي :: الفئة الأولى :: ملتقى السنة النبوية المطهرة والأحاديث الشريفة-
انتقل الى: