بالرغم من الكارثة الإنسانية والابادة الجماعية ستبقى غزة رمز للصمود و العزة.
للأسف أن آلة الحرب الإسرائيلية لم تقتصر حربها على «حماس» كحركة مسلحة كردة فعل على ضربات «حماس» الموجعة في العمق الإسرائيلي، لكنها تحولت إلى عقاب جماعي لكل ساكني غزة المدنيين، بدءاً بالتهجير القسري لأكثر من مليون ساكن في شمال غزة دون توفير ممر آمن، ولا حتى السماح للمنظمات الإنسانية بالتدخل حتى بنقل هؤلاء البائسين الذين وجدوا أنفسهم بين آلة القمع الإسرائيلي المدججة بكافة الأسلحة الفتاكة وعجز المنظمات الدولية والعربية من ذلك.
ان استمرار القمع الوحشي من الجيش الإسرائيلي أكبر منظمة إرهابية ونازية في العالم تجاه المدنيين من دون أدنى احترام لحقوق الانسان، في ظل صمت عالمي وعربي غير مسبوق .
حان الوقت للعالم لأن يقول كلمته ضد الكيان الإسرائيلي للتوقف عن التهجير القسري للمدنيين، وإفراغ الأرض من سكانها، وتجويع السكان بمنع الماء والكهرباء والطعام والدواء وأي شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. كما اشتكت من بطش إسرائيل منظمات محايدة لا علاقة لها بـ«حماس»، مثل «الصليب الأحمر» و«الأونروا»، ومن عدم احترام إسرائيل لقواعد الاشتباك والتدمير بشكل عشوائي وقصف البيوت على ساكنيها دون أدنى تحذير مسبق، بل ومنع أطقم الإسعاف من عملها!
حتى الإعلام تورط في الحرب بالتزييف والكذب، ولعل قصة قطع الرؤوس لأطفال إسرائيليين التي وجدت طريقها للتصديق على لسان الرئيس الأميركي بايدن، الذي تعجل في ذكرها قبل أن يتراجع البيت الأبيض بالنفي وسحب كلام الرئيس، بعد أن اعترف الجيش الإسرائيلي نفسه بأنها كانت كذبة ولا أساس لها من الصحة.
عملية التهجير القسري الكبرى (massive transfer) التي تقوم بها القوات الإسرائيلية لسكان شمال غزة نحو الجنوب، هي محاولة إفراغ فلسطين التاريخية من أي وجود فلسطيني ودفعهم باتجاه مصر، وإحداث تغيير ديموغرافي كبير ووطن بديل للغزيين في سيناء ورفح المصرية.
المجازر والإبادة والتجويع وقصف المستشفيات تأتي في سياق مخططات تهجير أبناء شعبنا من شمال غزة. وأن ما يحدث من مجاز ما كان ليتم لولا الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته والصمت الدولي.
إن «الأرقام اليوم لا تستطيع أن تلتقط حجم الكارثة التي يشهدها قطاع غزة»، بسبب استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية وعدم توافر متطلبات الحياة داخل القطاع، من طاقة ومياه نظيفة، وانقطاع التعليم والتراجع الكبير في مستويات تقديم الخدمات الصحية بعد خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
بالرغم من حجم الخسارة الإقتصادية وهدم معظم منازل غزة حتى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ما زالت في ظل القصف اليومي الهجمي الغاشم، وما زال القتل والدمار في غزة يشمل كل شيء بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية. وبالرغم من ارتفاع عدد الشهداء ما يزيد عن 19 ألفا الا ان المقاومة ما زالت تلقن العدو يوميا مزيداً من الخسائر ،وكتائب القسام وسرايا القدس تثخن بجيش الاحتلال وتكبده خسائر في عناصره وضباطه ومعداته. وقد أثبت أهلنا في غزة بصمودهم سدّا منيعا أمام مخططات الاحتلال ولا هجرة بعد اليوم وإنما تحرير وعودة وتحت شعار شهادة او انتصار.
إن "غزة ستبقى دوما مقبرة للطغاة، وقد كتبت الانتصار في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، وستبقى المقاومة تقاتل على كل الجبهات وتوقع خسائر كبيرة في صفوف العدو. وستبقى المقاومة في غزة ولن تستطيع أي قوة في الأرض انتزاعها من أرضها وشعبها، وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بحكومة عميلة أو بمن يأتي عميلا على دبابة صهيونية أو أميركية.
واخيرا كما قال الناطق باسم "كتـ.ـائب القسـ.ـام" للشعب الفلسطيني: العدو يقف حائرًا مرتبكًا أمام ضربات "مقاتليكم" وصمودكم الأسطوري الذي سيخلده التاريخ.
