أطاح نشامي الأردن بنظيره السعودي وأخرجه من البطولة مبكرا ليكون أول المنتخبات التي ودعت بحسرة وألم بعد أتى للدوحة وترشيحاته سبقته ليكون أحد المرشحين لنيل اللقب والأخضر السعودي طالما كان على منصات التتويج في أغلب البطولات ولكن هنا في الدوحة كتب للأخضر الفشل الذي سجله بتوقيع لاعبيه دون تأثيرات خارجية ليخرج السعودي خالي الوفاض دون أن يترك ذكرى طيبة لجماهيرهم التي كانت تعول عليهم بالكثير في إعادة الأمجاد ولكن ودعوا البطولة مبكرا وبنيران دول شقيقة!
نعم نادر أن يخسر السعودي في مباراتين متتاليتين فهو عودنا على النهوض بعد الصدمة الأولى والكبوة في البداية ولكن سرعان ما يقوم ويسجل الحضور ويقلب الموازين ويصل لمنصات التتويج ولكن هذه المرة انصدم بحماس نسور قاسيون المنتخب السوري الذي أذاقوا بيسيرو الأخضر الأمرين بالخسارة الأولى والإطاحة برأس المدرب البرتغالي بيسيرو الذي تمت إقالته على وجه السرعة ليعود الجوهر رجل المهمات الصعبة ومدرب الطواري لقيادة الأخضر لكي يعيد التاريخ في كأس آسيا في لبنان قبل عشر سنوات عندما تمت الاستعانة به بعد إقالة المدرب ماتشالا ولكن ليست الظروف والأجواء والمنتخبات والملاعب كما كانت في بيروت!
وأتت الضربة القاصمة الثانية من النشامي الذين كتبوا شهادة الوفاة للأخضر الذي كان يحتضر في الملعب ليتم الإعلان بصورة رسمية عن الوفاة التي جاءت طبيعية بحكم ما شوهد من مستوى متذبذب لمنتخب حاصل على لقب اسيا ثلاث مرات والوصيف مرتين!
ويجب أن نحيي ونثني على المستوى الكبير الذي ظهر به نشامي الأردن والذي توجوه بالفوز الثمين الذي أتى بفضل الروح العالية التي قلما نشاهدها في منتخباتنا الخليجية التي ما زالت تلعب من أجل تأدية الواجب لا أكثر!.
فهنيئا لرجال الأردن بهذا الفوز الكبير الذي وضع قدمهم الأولى في الدور الثاني ليعلنوا بأنهم على قدر المسؤولية وكذالك يجب أن نشيد بما قام به المدرب العراقي عدنان حمد الذي استطاع بحنكته وخبرته التدريبية المتمرسة أن يعد خطة محكمة وتكتيك مثالي جلب به الفوز الرائع والحصول على النقاط كاملة من فم الأسد!
(آخر الكلام)
(النشامي قول وفعل.. والأخضر طاح في الوحل!!)
أسلوب لعب المنتخب 4-2-3-1، وفر عمقا دفاعيا تمكن من احتواء الطلعات الهجومية السعودية، ومن ثم الارتداد بهجوم سريع نحو نصف الملعب السعودي، مما أجبر رباعي خط الظهر السعودي أسامة الحربي وأسامة هوساوي في العمق وكامل الموسى وعبدالله الشهيل في الركنين الأيمن والأيسر على عدم التقدم للاسناد، وهو الأمر الذي ساعد لاعبي وسط منتخبنا على تبادل السيطرة على منطقة المناورة مع الرباعي السعودي محمد الشلهوب وتيسير الجاسم في طرفي الملعب وسعود كريري وعبده عطيف في العمق، فيما كان ثنائي الهجوم السعودي ياسر القحطاني ونايف هزازي تحت رقابة مدافعي منتخبنا، وإن كان هزازي أكثر من خطورته من خلال تحركه الدؤوب وهروبه من الرقابة الدفاعية. منتخبنا حاول قدر المستطاع تطبيق الانضباط التكتيكي في الثلث الأخير من ملعبه، والدفاع بشكل جماعي لمنع العبور الى مواجهة الحارس عامر شفيع، الذي منح ثقة لزملائه عندما حول رأسية نايف هزازي الى ركنية اثر تمريرة عرضية من الشلهوب.
وانحصر اللعب في وسط الملعب لدقائق عديدة وكثرت التمريرات المقطوعة من لاعبي كلا الفريقين، نتيجة التسرع وغياب التركيز في ظل الضغط المستمر على اللاعب المستحوذ على الكرة، ولاحت في الافق بشائر هجومية أردنية فتبادل حسن عبدالفتاح الكرة مع عدي الصيفي ليسددها بقوة لكن الحارس أمسكها، وتوغل عدي فقطعت كرته لحساب ركنية نفذت من عامر ذيب واحدثت دربكة، وقدم حسن فاصلا من المراوغة ثم مرر كرة عرضية أخذها عدي برأسه بمحاذاة القائم. ورغم عودة المنتخب السعودي الى نهجه الهجومي وتهديد مرمى عامر شفيع بكرتين واحدة لسعود كريري مرت عاليا، فيما كان شفيع يقطع الثانية بقبضة يدة، إلا أن منتخبنا أبى أن ينهي الشوط الأول بتعادل سلبي، ففي الدقيقة 42 أرسل بهاء عبدالرحمن كرة ماكرة من بعيد فاجأت الحارس السعودي وليد عبدالله المتقدم عن مرماه، واستقرت في شباكه معلنة عن هدف أردني مستحق، وسط هتافات الجماهير الأردنية بينما لاذت الجماهير السعودية بالصمت.