مهام الإدارة الصفية:
يقوم المعلم في إدارته لصفه بمهام إدارية، تختلف كثيراً عن المهام الإدارية التي يقوم بها مدير أو رئيس أي مؤسسة إدارية تعليمية، أو مدرسية بشكل عام، وذلك لاختلاف طبيعة الطلاب حيث يؤدي هذا الاختلاف إلى وجود اختلاف في الممارسات العملية لتنفيذ هذه المهام خاصة في المرحل الثانوية؛ لأنه يتعامل مع طلاب كبار، ذي قدرات عالية، حيث يحتاجون إلى تعامل راقٍ في تحديد الأهداف، والوسائل المستخدمة، وكذلك تهيئة كمية ونوع من الواجبات المطلوبة منهم، وبشكل عام فهناك مهام مشتركة للإدارة الصفية، يقوم بها المعلم مهما اختلفت نوعية طلابه، ومستوياتهم، وأهدافهم، ويذكر كلٌ من (الزغول والعديلي، 1427هـ)و (العجمي،1428هـ) و(نبهان،2008م) أن من هذه المهام ما يلي:
أولاً: التخطيط: ويقصد به وضع التدابير المتخذة مسبقاً، من أجل بلوغ أهداف الدروس المحددة، وهو أول المهام الإدارية للمعلم، وبالتالي فإن أي خللٍ أو تقصيرٍ يحصل للمعلم في هذا الجانب فإنه سيؤدي حتماً إلى خلل في جوانب العمليات الإدارية الأخرى، وعلى هذا فإن عليه أن يقوم بوضع خطط عدة من أهمها:(الخطة السنوية، الخطة الدراسية، الخطة الزمنية للمنهج، خطط علاجية، خطط للمتفوقين، خطط للمتأخرين دراسياً، المشاركة في إعداد خطة التطويرية للمدرسة) (نبهان،2008م:ص23).
ويمكن تلخيص أهم عمليات التخطيط فيما يلي:
1. وضع الأهداف المناسبة بصورة إجرائية يمكن ملاحظتها، وقياسها.
2. اختيار وتصميم الأساليب التي ستتبع في الدروس، والأنشطة التي ستمارس من أجل بلوغ الأهداف المرسومة.
3. إشراك الطلاب في وضع الأهداف وممارسة الأنشطة.
4. توضيح الوسائل التعليمية المعينة التي يستخدمها المعلم.
5. اختيار وتوضيح أساليب التقويم المناسبة.
ثانياً: التنظيم: ويقصد به تنظيم الطلاب للتعلم بترتيبهم حسب أسلوب معين، وتوزيعهم على مجموعات، وتعريفهم بأدوارهم الفردية، والجماعية، وبالأحكام والمبادئ التي سيسيرون عليها، أو تنفذ بواسطتها العملية التربوية، كتنظيم الغرفة الدراسية، وما تحتويه من مواد، وأجهزة ،ووسائل، وتجهيزات، وأثاث، بشكل يفيد عملية التربية الصفية، ويسهل حدوثها، وتوفير الإضاءة، كل ذلك من أجل أن تعمل العناصر البشرية معاً بانسجام لتحقيق الأهداف التعليمية.
ثالثاً: التنسيق: ويقصد به وضع أحكامٍ مناسبةٍ لتنظيم بعض أنواع السلوك والروتين الصفي، مثل انتقال أفراد الطلاب من مكان لآخر في الغرفة الدراسية، وخروجهم منها، وترتيب أدوار الطلاب وتسلسلها أثناء التعلم، والانتقال المناسب من نشاط لآخر (حمدان، 1997م: ص 102).
رابعاً: التوجيه والانضباط: ويقصد بالتوجيه التحكم في تنفيذ الخطط والأحكام والإجراءات المختارة للتعليم والتعلم، والتعرف على مدى مناسبة هذا التنفيذ ونجاحه، وضبط وتعديل السلوك الصفي للطلاب بصيغ تساعد على التعليم والتعلم، ويكون التوجيه الصحيح بمراعاة مدى انتباه الطلاب، وتقديم حوافز للأداء الجيد، مع توفير النشاطات المناسبة، التي تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، كما يتيح التوجيه الصحيح الفرصة للطلاب للتعبير عن أفكارهم، ومشاعرهم وتشجيعهم على ذلك، ومراعاة احتياجات المتفوقين دراسياً.
أما الانضباط فيقصد به: السيطرة والتحكم في السلوك الصفي للطلاب، بصيغ تساعد على التعلم، وتعزيز السلوك الصفي الملائم، وإبعاد السلوك غير الملائم الذي يعوق إجراء النشاط أو المهمة التعليمية، مثل مقاطعة شرح المعلم أو تحدث بعض الطلاب مع بعضهم دون أذن المعلم، أو الحركة في الصف أو الدخول والخروج دون أذن المعلم، ولذلك على المعلم أن يعود طلابه بشكل تدريجي على ممارسة النظام والانضباط، لما له من دور في توفير المناخ اللازم لكي يتعلموا، ويسيروا نحو الأهداف المنشودة، وبذلك ينمو لديهم الانضباط الذاتي النابع من داخلهم.
خامساً: التسجيل والتدوين: ويقصد به تسجيل الحضور، والغياب، ونتائج الاختبارات، وتعبئة البطاقات، والنماذج المدرسية اللازمة لكل طالب، وتوزيع الكتب والدفاتر، وتأمين الوسائل التعليمية (عبد الله، 1428هـ:ص 45).
سادساً: التنفيذ: ويشمل إثارة الدافعية عند الطلاب وتشويقهم للدرس، واستخدام أسلوب التدريس المناسب، مع مراعاة ما يستجد لإدارة الصف وإحداث ما يلزم من تعديل في الأسلوب، وإدارة مناقشة الطلاب، وإدارة الصف بشكل فعال، ومراعاة أهداف الدرس، ومدى مناسبتها لمستويات الطلاب، والإمكانيات المتوفرة، وإشراك الطلاب في الحوار، والمناقشة، واستخدام طرق التدريس، والوسائل التعليمية المناسبة، استخداماً سليماً، وتغيير نمطها بين الحين والآخر، ومراعاة رغبات الطلاب، وميولهم وتوفير جوٍ هادئٍ منظم، وتقديم أشياء مثيرة لجذب انتباه الطالب، وهناك وسائل لا تكون متضمنة في الموقف التعليمي، وتقوم على استخدام المعلم للثواب والجوائز، والمحفزات الأخرى الخارجة عن الموقف التعليمي، كما تشمل مهمة التنفيذ تقديم المعرفة بأساليب تدريسية مختلفة مع مراعاة قواعد ومبادئ أساسية في التعليم، كالانتقال من المعلوم إلى المجهول، ومن السهل إلى الصعب، ومن الكل إلى الجزء، ومن العملي إلى النظري، ومن أهم الأدوار التي يقوم بها المعلم داخل حجرة الدراسة، أن يشرك الطالب في العملية التعليمية، وفي النقاش، والمحاورة ولكي يضمن مشاركة الطالب مشاركةً فعالةً، عليه أن يقوم بإثارة الأسئلة التي تتطلب التفكير، وتقديم الآراء، والاقتراحات، واستخدام التعزيز الايجابي، كألفاظ المعلم، وإشاراته، وتعبيرات وجهه، التي تشجع سلوكاً معنياً، وتدعمه، وكذلك معرفة النتائج، بأن يقدم لطلابه معلومات عن مدى تقدمهم نحو هدف معين مرغوب فيه.
سابعاً: الإشراف والمتابعة: وتشمل هذه المهمة بالنسبة لإدارة الصف الضبط والمحافظة على النظام، ويعتبر الضبط من أهم الشروط الأساسية، التي يجب أن تتوفر في داخل حجرة الصف، حتى يتمكن المعلم من مباشرة تدريسه، وعندما يكون الصف غير منضبط، وغير محافظ على النظام فإن المدرس لا يستطيع أن ينتقل إلى عملية التدريس، وتقسم عملية الضبط إلى نوعين:
1. انضباط داخلي: ينبع من الطالب نفسه، حيث يعمل على المحافظة على الهدوء والنظام داخل غرفة الدراسة، وهذا النوع يكون أكثر جدوى، وينبغي للمعلم أن يثبتها لدى الطلاب.
2. انضباط خارجي: حيث يقوم الطالب بالمحافظة على النظام داخل الصف، باستخدام وسائل خارجية مثل الثواب والعقاب.
ويزيد كلٌ من ( المخلافي 2013م) و ( الخزاعلة وآخرون 2012م) على مهام الإدارة الصفية السابقة ما يلي:
ثامنًا: الاتصال: الذي يتقاطع مع كافة عناصر العملية الإدارية التي تعمل على تحقيق أهداف إدارة الصف، سواء كان الاتصال لفظيًا أو غير لفظي كتابيًا أو غيره بين المعلمين والطلاب لتخطيط جهودهم وتنسيقها، كما يتم مع الأسرة بالتواصل المباشر أو عن طريق التقارير الدورية اجتماعية كانت أو شخصية.
تاسعًا: القيادة: حيث تمثل النشاط التخصصي الذي يمارسه شخص للتأثير في الآخرين، وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرعبون تحقيقه؛ فالمعلم القائد المؤثر الذي يقود طلابه إلى بر الأمان، ويجعلهم يتعاونون معه كما يتعاونون فيما بينهم ؛ لتحقيق الأهداف المنشودة بثقة وود واحترام دون قسر أو إرهاب فالمعلم القائد يؤثر على آراء طلابه ويجعلهم يسلكون سلوكًا يتفق مع تصوراته، لقوة شخصيته، وثقة طلابه فيه.
عاشرًا: التقويم: وهو وسيلة يمكن بواسطتها تحديد مدى إسهام العملية الإدارية الصفية في تحقيق الأهداف المرسومة، وتشخص مصدرها، وتصحيح مسارها، وفق أسس سليمة سواءٌ كان التقويم قبليًا أم تكوينيًا أم ختاميًا مع تقديم التغذية الراجعة في كلٍ؛ للاستفادة منها في إعادة النظر في أي عنصر من العناصر السابقة، كما يعمل على تقويم مدى كفاية الموارد والإمكانيات، ويحرص على تشجيع وتحفيز الطالب الجيد، ومحاسبة الطالب المقصر.
