مدخل إدارة الجودة الشاملة كأحد مداخل تفعيل الإدارة الصفية:
الجودة هي عملية تنموية تهدف إلى تحسين المخرجات التعليمية (الطلاب) وهي تشتمل على تحسين ظروف العمل لكل الأفراد العاملين داخل المدرسة، والجودة أيضاً هي عبارة عن سلسلة أو مجموعة من الحلقات المترابطة والمتتابعة مع بعضها لتحسين عمليات الجودة إذ أن كل حلقة من حلقات الجودة تسعى إلى تجويد وتحسين المخرج النهائي (الطلاب)، وأيضاً توجد معايير أو مقاييس أو مؤشرات للجودة الشاملة داخل المدارس من تلك المعايير هو ارتفاع نسب التحصيل الدراسي لدى الطلاب وجودة المعلم، وامتد مفهوم جودة المدرسة إلى مفهوم آخر وهو جودة الإدارة الصفية والذي يعني زيادة الكفاءة وتحسين التعلم من خلال الاهتمام بجودة المعلم وخلق بيئة تعلم أفضل (Jerame, Arcaro: 1995, p. 55).
وعن مبادئ الجودة في إدارة الصف تسعى الجودة الشاملة إلى إيجاد بيئة تعليمية فاعلة تسمح بالمشاركة الفاعلة من كافة الأطراف المعنية بأمور التعليم في المشاركة في إدارة وتمويل التعليم حيث يشترك كل من المعلمين وأولياء الأمور ومسؤولي الحكومة وأصحاب العمل في إدارة وتمويل التعليم بالمدارس لمواجهة أو لمقابلة التحديات الأكاديمية والاجتماعية الجديدة، ولسوق العمل المتغيرة. (Jerame, Arcaro: 1995, pp. 60-61) .
متطلبات إدارة الجودة الشاملة في الإدارة الصفية ما يلي:
1. توضيح الجودة الشاملة في أولويات العمل داخل البيئة الصفية.
2. إرضاء العملاء أو المستفيدين من العملية التعليمية في الإدارة الصفية.
3. إرضاء الطلاب باعتبارهم أهم العملاء داخل الإدارة الصفية.
4. جمع البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات داخل الإدارة الصفية.
5. اتساق الأهداف ووضوحها مع التنظيم في البيئة الصفية.
6. تركيز سياسة التنظيم على العمليات داخل البيئة الصفية.
7. تشجيع العمل الجماعي والتعاوني داخل الإدارة الصفية.
8. تعميق الاحترام والثقة بين كل أفراد التنظيم الصفي.
9. الاستخدام الأمثل للبيانات المتاحة لاتخاذ القرارات الفاعلة داخل الإدارة الصفية.
10. التركيز على حل المشكلات داخل التنظيم الصفي.
11. التركيز على تدريب العاملين داخل التنظيم الصفي.
12. إجراء عمليات التحسين المستمر داخل التنظيم الصفي.
13. إشباع حاجات الطلاب دائماً داخل البيئة الصفية.
14. الاعتماد على أدوات الجودة وأساليبها في حل المشكلات داخل البيئة الصفية.
15. تعميق القيم الإيجابية داخل التنظيم في البيئة الصفية.
16. تحديد المهام داخل التنظيم في البيئة الصفية.
17. تدعيم القرارات الفاعلة داخل التنظيم في البيئة الصفية.
18. القدرة على اتخاذ القرارات الفاعلة داخل التنظيم في البيئة الصفية.
19. إشراك الأفراد في صنع واتخاذ القرارات الفاعلة داخل التنظيم في البيئة الصفية.
[ltr](Jerame: op. cit., pp 61-66)[/ltr]
والإدارة الصفية في ضوء هذا المدخل(مدخل إدارة الجودة الشاملة) هي تلك المنظومة التي تهدف إلى توفير الإمكانات المتاحة لتحقيق التربية المتكاملة لشخصية الطالب داخل البيئة الصفية بمعناها الواسع، ويتضمن عدداَ من العمليات الإدارية المختلفة من تخطيط وتنظيم وتوجيه وتسيير وتقويم للعمل والأداء والأفراد.
تنفيذ الجودة في الإدارة الصفية لا بد أن يكون المتعلم هو محور الارتكاز في العملية التعليمية بالنسبة للإدارة الصفية التي تتبع مدخل إدارة الجودة الشاملة في تطبيقاتها الإدارية، هذا إلى جانب تهيئة البيئة الفيزيقية الفعالة والمشجعة على عمليات التعلم بالنسبة للطلاب، بالإضافة إلى مشاركة الطلاب أنفسهم في الإدارة الصفية بما يضمن نجاح هذه الإدارة وفعاليتها. (Jerome: op. cit pp. 82-83).
ومن ثم يلاحظ تمركز العملية التعليمية حول الطالب إذ يعتبر هو محور العملية التعليمية في داخل الصف الدراسي والذي تضمنه الإدارة الصفية ليس هذا فقط بل ويسمح للطالب بمشاركة المعلم في مسؤولية إدارة الصف، وكذلك مسؤولية الطلاب في المشاركة بفاعلية في العملية التعليمية، واقتراح المشروعات التعليمية وطرق التقييم، واعتماد طرق التقييم على بعض المشروعات التعاونية بين الطلاب داخل الصفوف.
ويمكن ملاحظة أيضاً مدى اشتراك أولياء الأمور مع المعلمين في الإدارة الصفية بغرض تدعيم العملية التعليمية وتشجيع عملية الاتصال والتفاهم بين المجتمع المحلي والمدرسة وذلك فيما يتعلق بمتطلبات نجاح الجودة الشاملة في العملية التعليمية (Jerame, Aroaro: Op. cit., pp. 147-151).
ومن أهم ملامح إدارة الصف في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة:
1. أن إدارة الجودة الشاملة نظام متطور للتعليم يتطلب الوقت والجهد، وبمجرد أن تصبح ثقافة الجودة جزءاً من ثقافة المجتمع المدرسي فإنه يصبح من السهل السيطرة على المشكلات ويتحمل الطلاب مسؤوليات أكبر عن تعلمهم.
2. تهتم إدارة الجودة الشاملة بالطالب، وتنقله إلى بؤرة الاهتمام وتجعله محور العملية التعليمية بدلاً من المعلم الذي يحتل هذا المكان في الأساليب التقليدية للتعليم، وتتخذ إدارة الجودة الشاملة العديد من الوسائل والأساليب من أجل تحقيق تحسن مستمر في مستوى الطالب وقدراته المتعددة.
3. يجب تحديد الأهداف المرجوة بدقة في الإدارة الصفية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة، ووضع خطوط عريضة وإطار عام لخطوات تحقيق هذه الأهداف مع توافر المرونة الكافية.
4. تقوم الجودة الشاملة على التعاون والعمل الجماعي والمشاركة حيث يعبر كل طالب عن أفكاره بحرية كما تهدف إلى تعليم الطالب كيف يتعلم وتساعده على اكتساب مهارات التعلم الذاتي والبحث عن المعلومة من مصادرها الأصلية.
5. مهام المعلم في الإدارة الصفية في ضوء مدخل إدارة الجودة الشاملة مساعدة الطلاب على تحمل مسئولية تعليمهم، وتعليمهم كيف يفكرون؟، ومساعدتهم على التعبير عن أنفسهم وأفكارهم والمشاركة والثقة، وأن يكون مرناً ويراعى الفروق الفردية بين طلابه، ويبحث عن طرق جديدة لمقابلة حاجاتهم المتنوعة، واتباع أنماط إرشادية جديدة للتطوير والتعديل لتقابل احتياجات الطلاب المتنوعة.
6. ضرورة مشاركة أولياء أمور الطلاب كما لو كانوا شركاء متساوون في العملية التعليمية للتعرف على آرائهم وأفكارهم ودعمهم في حل كثير من مشكلات الطلاب والمعلم في نفس المدرسة، والتدخل في إدارة المدرسة إذا لزم الأمر وضبط جودتها.
7. تسمح إدارة الجودة الشاملة بقدر كبير من الحرية للطلاب للتعبير عن أفكارهم والمشاركة وطرح بدائل متعددة والاختيار من بينها وبذلك يتحملون بأنفسهم مسؤولية تعلميهم، كما أن تطبيق هذا المدخل الجديد يتطلب توفير مزيد من الحرية للمعلم والطالب بصفة خاصة وكل القائمين على العملية التعليمية بصفة عامة (أحمد، 2003م: ص ص 213-214).
8. إن إدارة الجودة الشاملة تتطلب إيجاد واستمرار بيئة مفتوحة تركز على التعلم في هذه البيئة، ويكون كل طالب مقبول ومعترف به كفرد معهم له حاجاته الاجتماعية والعاطفية والعقلية مع ملاحظة أن مدخل الجودة الشاملة ليس من أجل الأفضل والأكثر تفوقاً من الطلاب بل إنها تعمل بصورة متساوية لكل المستويات المختلفة للطلاب.
9. يعد العمل في فريق (التعلم الجماعي أو التعاوني) إستراتيجية مهمة في إدارة الجودة الشاملة، فالطلاب غالباً ما يتعلموا المهارات المطلوبة للعمل بتعاون وفاعلية في فرق، ويقوم المعلم بتوجيه وإرشاد هذه الفرق من خلال تقسيمها إلى فرق عمل مصغرة (أحمد، 2003م: ص214).
