#موقف_يستحق_التأمل::point_down:
غزا الناس في زمان معاوية ، رضي الله عنه ، وعليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه وعن أبيه، فغلَّ رجل من المسلمين مائة دينار رومية(أي أخذها خُفيَةً) . فلما قفل الجيش ندم وأتى الأمير عبدالرحمن بن خالد ، فأبى أن يقبلها منه ، وقال : قد تفرق الناس فكيف أجمعهم؟ ولن أقبلها منك ، حتى تأتي الله بها يوم القيامة ، فجعل الرجل يستقرئ الصحابة ، فيقولون له مثل ذلك ، فلما قدم دمشق ذهب إلى معاوية ليقبلها منه ، فأبى عليه . فخرج من عنده وهو يبكي ويسترجع ، فمر بعبد الله بن الشاعر السكسكي وكان عالماً فقيهاً ، فقال له : ما يبكيك ؟ فذكر له أمره ، فقال أمطيعُني أنت ؟ فقال الرجل : نعم ، فقال : اذهب إلى معاوية فقل له : اقبل مني خمسك وهو نصيب بيت مال المسلمين ، فادفع إليه عشرين دينارا ، وانظر الثمانين الباقية فتصدق بها عن ذلك الجيش ، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ، وهو أعلم بأسمائهم وأماكنهم ففعل الرجل ، فقال معاوية ، رضي الله عنه : لأن أكون أفتيته بها أحب إلي من كل شيء أملكه ، أحسن الرجل .
في القصة إشارة إلى ورع المسلمين بصورة عامة فقد أصبحت هذه الدنانير المئة عبئاً ثقيلاً على الذي أخذها بدون حق ، وفي القصة إشارة إلى أثر التوبة النَّصوح في نفس المسلم، وإلى الخوف من الله سبحانه وتعالى، فهذا الرجل استيقظ ضميره فتاب إلى الله، وأصرّ على التخلّص من هذه الدنانير ، حتى
وجد هذه النصيحة الثمينة من الفقيه الذّكي " عبدالله بن الشاعر السكسكي"
وقد أُعجب معاوية بهذه الفتوى وتمنى أنه صاحبها :herb:
أولئك مَن سطّروا للعلا
أجلَّ الصفات وأغلى السِّيَرْ
منقول