قال أبن مسعود رضي الله عنه:
إن للقلوب إقبال وإدبار،
#فأعطوها إن أقبلت
#ودعوها إن أدبرت..
والإدبار هنا الفتور، ويقصد بذلك إن النفس لها زهوة وانقباض، فلعلك تحملها أمرا تجدها كاره، وهذا شر فتركها حتى تستقيم اكمل وأفضل من ردعها فتأثم..
بينه عبدالله بن عمر فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكلِّ عاملٍ شِرَّةٌ ولكلِّ شرَّةٍ فترةٌ فمن كانت فترتُه إلى سنَّتي فقد أفلح
المزيد
الراوي : عبدالله بن عمرو.
المحدث : ابن حجر العسقلاني الأمالي المطلقة ٢٠ حكم المحدث : صحيح.
أخرجه أحمد ٦٤٧٧ وابن خزيمة ٢١٠٥ وابن حبان ١١ و للترمذي بلفظ: إنَّ لكلِّ شيءٍ شِرَّةً، ولكلِّ شِرَّةٍ فترةً؛ فإنْ صاحبُها سدَّدَ وقارَبَ فارْجُوه، وإنْ أُشِيرَ إليه بالأصابِعِ فلا تَعُدُّوه.
الراوي : أبو هريرة.
سنن الترمذي ٢٤٥٣
حكم المحدث: حسن صحيح غريب
ويسأل أحدهم فيقول:
س/ أنا دائما عندي فتور في العبادة، وكلما تقربت إلى الله انتكس مرة اخرى، رغم أنني أحب ربي ، وأرغب أن أتقرب منه .. ماذا أفعل؟!
ج/ كلنا كذلك .. وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
" سيروا إلى الله عرجى ومكاسير ، ولا تنتظروا الصحة ، فإن انتظار الصحة بطالة " :yellow_heart:
ومعنى كلامه :
إذا أحسست وأنت تمشي في هذه الحياة أن عبادتك مليئة بالمطبات وبعدم وجود روح في العبادة أو هناك تقطع أو ملل من العبادة ، أو ثقل على النفس .. فعليك أن تبقى متمسكاً بأستار الإستمرار ، حتى تنال الرحمة ..
وإذا ما سقطت في الطريق فقم وأكمل ، وتأكد أن هذا من الجهاد الذي يقول الله فيه ( والذين جاهَدُوا فِينا لنَهدِينهُم سُبلَنا )
فأكمل طريقك إلى الله حتى ولو زحفاً ..
تصلي ولكنك مُقصر في الصلاة؟ لم تحسن هيئاتها ولا أركانها بالخضوع والخشوع؟، فصل رغم التقصير ، لكن لا تقطعها واجتهد ما استطعت ..
#وانت حجابك يا أختي ليس كامل؟
استمري على العفاف وحاولي بالستر تحسينه ، لكن لا تخلعيه ..
#وأنت تقرأ القرآن بشكل متقطع؟
استمر على ما أنت عليه ، وإياك أن تهجره ..
وهكذا في كل العبادات لا يكن تقصيرك سبب التوقف عن الخير ، ولا تقطع حبالك مع الله ..
قال إبن القيم رحمه الله:" لا يزال المرء يعاني من الطاعة ، حتى يألفها ويحبها ، فيقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً ، توقظه من نومه إليها ، ومن مجلسه إليها "
فإياك وترك سترة العبادة مهما كانت مرقعة ..
واعلم أن ربنا جل وعلا لن يتركك أبداً وسيعينك إذا رأى منك صدق الإِقبال عليه، والإصرار على الطاعة، كيف وانت تدعوه في كل ركعة إياك نعبد وإياك نستعين..
وتذكر دائماً قول الله تعالى في الحديث القدسي: ومن تقَرَّب إليَّ شِبراً ، تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ، ومَنْ تقَرَّب مني ذِراعاً ، تقَرَّبت مِنْه باعاً ، ومن أَتاني يَمْشِي أتَيتُهُ هرْوَلَة )
فاستمسك بالعبادة ولو كنت مقصراً ، و استعن بالله ولا تعجز ، و لا تخلع عن نفسك سترة العبادة مهما اعتقدت أنها مرقعة .:yellow_heart: