المقدمة
تعد طرائق التدريس من الأدوات الفعالة والمهمة في العملية التربوية ،اذ انها تؤدي دوراً اساسياً وفعالاً في تنظيم سير الحصة الدراسية وفي تناول المادة العلمية ولا يستطيع المعلم الاستغناء عنها لان من دون طريقة تدريسية يتبعها المعلم لا يمكن تحقيق الاهداف التربوية العامة والخاصة ، وبما ان الطريقة تحدد من قبل المعلم معتمداً على بعض الاسس مثل المادة العلمية، المرحلة الدراسية ، التلاميذ، الاهداف وغيرها من العوامل ، فأن تفاعل المعلم مع التلاميذ يعتمد بشكل اساسي على الطريقة التدريسية التي يتبعها المعلم .
فطرائق التدريس من الأدوات الفاعلة والفعالة ومن المهمات الأساسية في العملية التربوية، أي أنها تلعب الدور الأهم في تنظيم الحصة المقررة وفي تناول المادة العلمية ولا يستطيع المعلم أنى ' كان الاستغناء عنها، لأن من دون طريقة تدريسية يتبعها لا يمكن تحقيق الأهداف التربوية العامة والخاصة' (الأحمد، و يوسف، 2003 ص 53).
أن طرائق التدريس تساهم في إنتاج الصورة التعليمية الناجحة، لذلك وجب على المعلمين التنويع في هذه الطرق المتعددة والمتنوعة بهدف إنجاح العملية التعليمية التعلمية والتي أساسها المتعلم الذي يتلقى هذه المعلومات. وقد شاع استخدام طرائق التدريس القديمة أكثر من غيرها واستخدمها المعلمون منذ زمن قديم يعود إلى ما قبل القرن العشرين (عطية، 2009، ص379)من المعروف أن ثمة طرائق عديدة قد برزت للوجود وكلها تبحث في مضامين التدريس وبعضها أيضا استند إلى الدراسة النفسية للمعلم والى التجارب التربوية الحديثة ، وقد اشتهرت طرائق البحث في المواقف التعليمية المختلفة منذ القدم إذ تعلم بها الكثير من العلماء وعلى المعلم في هذا المجال أن يحرص على هذه الطرائق ويتعلمها ولكن يجب أن يعرف المعلم أن الطريقة مهما كانت ليست مفروضة على أحد. فقد توصل المربون " والمهتمون بطرائق التدريس إلى أنه لا توجد هناك طريقة مثلى تتوافر فيها أسس النجاح التي ذكرناها آنفا وبمعنى آخر أنه لا يوجد نظام صارم يجب اتباعه في كل موضوع ومع كل متعلم" (إبراهيم، 1981 ، ص 32)تعد عملية التدريس واحدة من اهم العمليات التي تتأثر بحركـة تطـور المجتمعـات، ومــدى تقدمــه، فالتــدريس وفلــسفته واجراءاتــه قــد تغــيرت منــذ نهايــة القــرن العــشرين، انعكاسا لما شهده العالم من تطور علمي هائل، ولعل اهـم هـذه الانعكاسـات كانـت زيـادة عـدد المساهمين في التدريس حديثا، فصار المدرس والمتعلم والإدارة المدرسية والاسرة والمجتمـع وكـل مـا يحيط بالمتعلم من عناصر مهمة تؤدي دورا معينـا مـن اجـل تحقيـق الأهـداف التربويـة للعمليـة التعليمية، "كما أن العلاقة بين المدرس والمتعلم أصبحت علاقة تبادلية وتفاعلية "(العتـوم، 2007 ، ص126 ).
واصبح دور المتعلم اكثر فاعلية وتحـول دور المـدرس إلى موجـه وميـسر لعمليـة الـتعلم ، انــسجاما مــع الفلــسفة الحديثــة في التــدريس، مــما فــرض تطــور حتميــا عــلى طرائــق التــدريس المستخدمة داخل قاعة الدرس لتنسجم مع هذه النقلات المعرفية في الـتعلم والتعلـيم، بـل وبـات استخدام استراتيجيات متنوعة وأساليب تدريسية مختلفة امر لابد للمعلمين و للمدرسين الإحاطـة بها لتحقيق الأهداف التعليمية بناء على التوجه الحديث في التدريس ( دعج ، 2020،ص53).
وبذلك يكون التدريس بأصالته وحداثته إبداعا يلعب دورا فاعلا في تـوفير سـعادة للإنسـان، وهـو يساهم في الإرتقاء بسوية التعلم والتعليم، فالتـدريس كـان وسـيبقى ملتقـى العلـوم بجعلهـا أكـثر حيويـة واستثارة لفضول العلماء والمتعلمين ليتعرفوا على علومهم وإمكانات تعلمهم بصورة أكثر موضوعية، إذ بـه يتفاعلون معه بأشكال شتى وفهم العلوم المختلفة ككل متآخذ متماسك (أبو شريخ ، 2008،ص7).
هناك مجموعة من طرق ووسائل التدريس التي تقدم من الجانب المحسوس إلى الجانب المعقول. والبدء من الجوانب الظاهرة وصولاً إلى الجانب المجهول، ومن الجانب البسيط إلى الجانب المعقد والمركب. ومن طرق التدريس المهمة الطريقة الاستقرائية وهي إحدى الطرق الاستدلالية التي ينتقل فيها الدارس من الجزيئيات إلى الكليّات، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة عند الرغبة بالخروج بقوانينَ أو نظريات، ويتم من خلال هذه الطريقة الخروج بالتعميمات بعد عمل دراساتٍ فرديةٍ، ومن ثم استنباط العوامل المشترك. (جابر ، 2005)
تعريف نموذج التدريس :
عرّف (أبو جادو 2007) الأنموذج (Model) : "مجموعة من الإجراءات التي يمارسها المعلم في الوضع التعليمي ، والتي تتضمن المادة واساليب تقديمها ومعالجتها" (أبو جادو، 2007 ، ص317) .
ويعرف (طلافحة، 2013) النموذج: “النموذج تنظيم يعطينا صورة عن طريقة عمل تستند إلى إطار نظري ويتألف من عدة خطوات واصفا العلاقات والوسائل والأدوات التي يمكن استخدامها.”( طلافحة، 2013، ص 225)
وتوجد نماذج تعليم عديدة ، بعضها عام وصالح للتطبيق في تدريس مختلف المواد التعليمية ، وبعضها خاص تم تطويره لتدريس مواد تعليمية بعينها . ومن هذه النماذج نموذج (ديك وكاري) ، ونموذج أوزيل، وبرونر،، ونموذج جانيه، وميريل، ونورمان ، ونموذج فراير، والنموذج الاكتشافي ، والنموذج الاستقرائي ، ونموذج سوخمان الاستقصائي ، نموذج كوكز الاستقصائي ، والنموذج التعاوني ، ونموذج المناقشة الصفية ، والنموذج السلوكي ، ونموذج التعليم المباشر ، ونموذج العرض التوضيحي ، ونموذج المحاكاة ، ونموذج التعليم غير المباشر لكارل روجرز (العمل الذاتي) ، نموذج تمثيل الأدوار ، نموذج المعمل ، نموذج حل المشكلات ، وغيرها من نماذج التعليم.
النموذج الاستقرائي( Model Inductive): اشتق هذا الإسم من مفهوم الإستقراء ( Induction ) وهو معرفة القوانين والمفاهيم والنظريات والقواعد العامة الموجودة في الحياة والتي صارت مسلمات أو قريبة من المسلمات ، عن طريق المشاهدة والملاحظة والتجريب وبذلك نكون كأننا قد أعدنا بناء هذه المفاهيم والنظريات والقواعد بناءاً جيداً بقصد أن نتعلمها ونعلمها لغيرنا ، والإستقراء كما يراه صبري الدمرداش علاقة صاعدة في تناول البناء الهرمي للعلم حيث يبدأ بالحقائق المحسوسة إلى تكوين الكليات المجردة ( النظريات ) (جابر ، 2005).
النموذج الاستقرائي من الطرائق مهمة من طرائق التدريس ومحوره المعلم والمتعلم معا، ويعتبر من أفضل الطرق التعليمية التي لا يستغنى عنها في المراحل الدراسية المتنوعة، حيث يرقى فيه العقل من الخاص إلى العام، ومن المعلول إلى العلة، ومن الوقائع الخاصة والمتفرقة إلى القاعدة أو النظرية العامة، فالباحث ينطلق من ملاحظة الأشياء وتفاعلاتها ليستنبط الأحكام و النتائج التي تترتب عنها. وبموجب الطريقة الاستقرائية يعرض المدرس حالات أو أمثلة متنوعة ويحاول إيصال الطلبة إلى إدراك العلاقات بينها والوصول من خلال الربط بين الجزئيات أو الأمثلة إلى التعميم أو القاعدة أو القانون الملائم، وهي طريقة تعود إلى المربي هربارت تشدد على إثارة التفكير لدى الطلبة ، ومشاركتهم في العملية التعليمية مشاركة حقيقية(عطية، 2009، ص405).
الطريقة الاستقرائية هي أحد فرعي طريقة الاستنباط وفيها يساعد المعلم المتعلم علي الوصول إلي المعلومات باستخدام خطوات منطقية من خلال الانتقال من الجزء إلي الكل وهي معاكسة للطريقة الاستنتاجية حيث ينتقل فيها العقل من الكل إلي الجزء.
تقوم الطريقة الاستقرائية في التدريس التربوي من خلال العمل على تقديم وعرض الأمثلة، ومن ثم القيام على مناقشتها مع الأشخاص المتعلمين، وبعد ذلك العمل على البحث عن أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين الأمثلة المطروحة، وذلك كله من أجل أن تتم عملية الوصول إلى القاعدة الكلية، ومناقشتها مع الطلاب والبحث عن أوجه الاختلاف والشبه بينها حتى يتم التوصل إلى القاعدة العامة، وتعرف أيضاً بأنّها عبارة عن تتبع الأمثلة والعمل على فحصها من أجل التعرف على التشابه والاختلاف من أجل العمل على تحديد القاعدة أو المفهوم.
تعتمد الطريقة الاستقرائية على عرض الأسئلة ثم مناقشتها مع الطلاب والبحث عن أوجه الاختلاف والشبه بينها حتى يتم التوصل إلى القاعدة العامة حيث تستند على ثلاث خطوات أساسية:
ـ إعداد الأمثلة وتـدوينها على السبورة
ـ مناقشة الطلاب في الأمثلة وموازنتها
ـ صياغة القاعدة النهائية (جمال وآخرون، 1962)
خطوات الطريقة الاستقرائيةالنموذج الاستقرائي له خطوات متعددة منها : السرد، التجميع، التصنيف، التمييز، المقارنة، الاستدلال، الافتراض، التدليل. وعن طريق مقارنة نماذج التدريس نستطيع أن نتعامل مع أهم الأسئلة المتعلقة بالتطبيق على المنهج واستخدامها في مواقف معينة ، فالنموذج الاستقرائي يقدر على تنمية قدرات التلاميذ ، فمثلا إذا أردنا أن نقدم درسا باستخدام الأسلوب الاستقرائي عن العقاد نبدأ بعرض حياته نقوم بالتالي: (زيتون، 2004 ، ص 248)
1. جمع البيانات هي الخطوة الأولى في النموذج نقوم بسؤال التلاميذ ونسجل أفكارهم على السبورة .
2. نسأل التلاميذ أن يضعوا عنوانا تصنيفيا للمجموعات التي صنفوها مثلا: حالة العقاد وقت الكتابة ،مجموعة أخرى العقاد خارج المنزل، سؤال المعلم للتلاميذ عن العقاد كإنسان.
وكنتيجة لتتابع مثل هذه الخطوات أو الأطوار ومعالجة البيانات بالطريقة التي تتطلبها هذه الأطوار فإن الاستدلالات مثل هذه تصبح متاحة للتلاميذ.
الخطـوات الإجرائية في تطبيقها:ـ يعرض المعلم القاعدة العامة ثم يشرحها ويبسطها للمتعلمينـ يعطي المعلم أمثلة عن تطبيق تلك القاعدة ويوضح كيفية استخدامهاـ تكليف المتعلم بحل أمثلة اعتمادا على أنفسهم وتتكون الطريقة الاستقرائية من خمس خطوات هي :1- التمهيد : وهي الخطوة التي تهيئ التلاميذ ذهنيا لعملية المشاركة في الدرس واستقراء المفاهيم والتعميمات ، وبها يثير المعلم انتباه المتعلمين ويشدهم الى الدرس بأساليب متعددة منها :- اثارة اسئلة تستدعي الخبرات السابقة للربط بينها وبين الموضوع الجديد وتأسيس الموضوع الجديد عليها .- عرض حادث او قضية لها صلة بالموضوع واعتبارها مدخلاً للدخول في دراسة الموضوع .- عرض قصة قصيرة ترتبط بالموضوع الجديد والانطلاق منها للدخول في الموضوع .2- العرض : في هذه الخطوة يجري عرض الجزئيات او الامثلة الجزئية على ان تكون الامثلة مقدمات صالحة للاستقراء ويمكن ان تقود الى التعميم المطلوب لاحتوائها على جزئياته او عناصره ، ويقوم المعلم بترتيب الامثلة على السبورة ترتيبا منطقيا يسهل استنتاج القاعدة او القانون وان ترتب هذه الامثلة بحسب الخصائص التي تجمع بينها وتقتضيها صياغة القاعدة .3- الربط او المقارنة بين الأمثلة : وذلك بان يقوم المعلم بمشاركة الطلبة بالبحث عن الخصائص الخاصة بكل مثال وتحديدها بشكل دقيق ثم يجري عملية مقارنة بين الامثلة لإظهار نقاط التشابه وتحديد العلاقة بين هذه الامثلة لغرض التوصل الى القاعدة او القانون .4- استنتاج القاعدة او التعميم : في ضوء عملية الربط بين الحقائق او الامثلة الجزئية وتحديد العلاقات بينها يطلب من التلاميذ استنتاج القاعدة ، على ان يشرك اكبر عدد من التلاميذ في عملية الاستنتاج ، ويتأكد من ان الجميع تمكنوا من الاستنتاج الصحيح ، ثم يكتب القاعدة على السبورة بخط واضح ولغة واضحة فيقرؤها ويطلب من التلاميذ قراءتها ثم كتابتها في دفاترهم .5- التطبيق : ويطلب فيها المعلم من التلاميذ وضع القاعدة موضع التطبيق الفعلي وللتطبيق مستويان :الاول : المستوى الشفهي : فيها يطلب المعلم التلاميذ امثلة تنطبق عليها القاعدة وتكون شاملة جميع جزئيات القاعدة .الثاني : المستوى التحريري : وغالبا ما يكون على شكل تمرينات مكتوبة يطلب من التلاميذ حلها على السبورة او دفاتر الواجب المنزلي في ضوء ما تم التوصل اليه .مميزات الطريقة الاستقرائية : تتميز الطريقة الاستقرائية بما يأتي : (جابر ، 2005)1 – أثبتت التجارب أن القاعدة التي يصل إليها المتعلم بنفسه تساعد على تنمية قدرته على التفكير .2 – المواد المكتسبة عن طريق الاستقراء أسهل في الفهم والحفظ من المواد الجاهزة .3 – يستطيع الطالب استرجاع أي قاعدة إذا نسيها عن طريق استرجاع خطوات التعرف عليها4 – تساعد هذه الطريقة على الثقة بالنفس والاعتماد عليها .5 – تساعد على إثارة دافعية التعلم لدى الطلاب .6 – تعمل هذه الطريقة على جذب انتباه الطلاب والتغلب على ظاهرة الشرود الذهني .7- تزيد من مشاركة الطلبة في الدرس .8- تجعل الطلبة اكثر ايجابية في التعامل مع محتوى الدرس .9- تجعل المفهوم او القاعدة اكثر ثباتا في الذهن لان التلميذ توصل اليها بنفسه.10- تحقق فهما اكبر للمفاهيم والتعميمات للتلاميذ بمساعدة المعلم .11- تعود الطلبة اسلوباً من اساليب التفكير يستفيدون منه في مواجهة بعض المشكلات او القضايا التي يتعرضون لها في الحياة .عيوب الطريقة الاستقرائية : من عيوب الطريقة الاستقرائية : (جابر ، 2005، جمال وآخرون، 1962)1- تتطلب جهداً كبيراً وخبرة عالية من المدرس .2- قد لا يتوصل جميع التلاميذ الى الاستنتاج الصحيح بأنفسهم .3- تستغرق وقتاً طويلاً .4- بعض الموضوعات او المواد التعليمية لاتصل ان تدرس بطريقة الاستقراء.5 – لا تصلح لتدريس المواد التي لا تحتوي على قواعد أو قوانين عامة مثل التاريخ والأدب .6 – لا تصلح للطلاب الصغار لأنها طريقة منطقية تعتمد على التفكير والاستدلال