طوفان الأقصى" معركة تاريخية استراتيجية، لن تعود المنطقة بعدها كما كانت، بل سيتغيّر وجهها بسواعد المقاومين الأحرار الذين يُدافعون عن الأرض والأمة والمقدسات، في سبيل التحرر من الاحتلال والاستعمار، وطلوع فجرٍ جديد في المسجد الأقصى.صمود أسطوري
[size=31]لكن في نظرةٍ شاملةٍ على أرض الواقع بعد عام من المواجهة، فشل "جيش" الاحتلال في تحقيق هذه الأهداف باعتراف المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم على المستويين العسكري والسياسي. فهو بعد سنة من الحرب، لا يزال يواجه مقاومة شرسة ومستبسلة، والتي لا تزال، على الرغم من كل الدمار والوحشية الإسرائيلية، والضغط السياسي والحصار، تُري المحتل المفاجآت والويلات، بصمودها في الميدان، وبتسطيرها البطولات من مسافة صفر، وتنفيذها الكمائن النوعية، وباشتباكها وتصدّيها في مختلف محاور القتال، كما أنّ الاحتلال لم يستطع أن يستعيد أسراه، ولا أن يدفع حماس نحو المساومة على حقوق الشعب الفلسطيني في المفاوضات، ولم يحقق هدفه بتهجير الشعب من أرضه. وقد دفع إخفاق الاحتلال في تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة، إلى التوحّش وارتكاب أقسى المجازر.[/size]
[size=31]كانت المقاومة تعلم أنّ مثل هكذا عملية كبيرة، ستكون لها أثمانٌ وتضحيات عظيمة، في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية، مع مواجهة عدو لا خطوط حمر لديه، ولا قوانين ولا أعراف دولية، لكنّها كانت تدرك، وبيئتها، أنّ ذلك ضريبة لا مهرب منها في سبيل التحرير والتحرر من الاحتلال والاستعمار.[/size]
[size=31]وعليه، صمدت المقاومة والغزيون، في وجه كل الضغوط، وتمسكوا بالأرض والتراب وبالحطام والرماد، وبذلوا الدم وآلاف الأرواح والجراح، وتحملوا، ولا زالوا يتحملون، شظف العيش وأهوال القصف المتواصل، والمجاعة والحصار، فداءً للأقصى وفلسطين. ولولا احتضان الشعب الفلسطيني لمقاوميه وأبطاله. ولولا صمودهم هذا في وجه عدوان الاحتلال وإبادته الشاملة، ورفضهم لمخططات التهجير إلى خارج القطاع، لما استطاع المقاومون أن يصمدوا. [/size]