كان هناك حكاية بحثت عنها لأني كنت قرأتها من زمان ، ولكن كنت ناسياً مكانها ، ولكن وجدتها في صحيح البخاري ، قرأتها من أول عهدي للطلب ، لكن جلست أتذكر من هو الصحابي حتى استطعت أن أعرفه ، شيء من فراسة عمر تستغرب لها جدًا ، و هذا الحديث أتي بأكثر من لفظ ، له سياقات مختلفة بعض سياقاتها تخالف ما جاء في صحيح البخاري .أنظر ماذا يقول ؟ يقول: الحديث عن عبد الله بن عمر يقول:" ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني أظنه كذا إلا كان كذلك ، فبينما عمر جالسًا إذ مر به رجل جميل ، فقال عمر: لقد أخطأ ظني ، أو إن هذا علي دينه في الجاهلية ، أو لقد كان كاهنهم " ، عمر تفرس هكذا ، قال: إما أنه مازال كافراً علي دين قومه ، أو كان كاهنًا للكفرة في الجاهلية عليَّ بالرجل ، والرجل هذا اسمه سواد بن قارب ، فدُعي له ، فقال له: ذلك قال له: أنظر أنا تصورت أنك علي دين قومك ، أو أنك كاهنًا ، أو كنت تكهن لهم في الجاهلية ، فقال له:" ما رأيتك اليوم استقبل به رجل مسلم " لماذا تكلمني هكذا ، وظننت في هكذا ؟ .فقال:" فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني , قال: كنت كاهنهم ,قال: فما أعجب ما جاءت به جنيتك ، فقال: بينما أنا يومًا في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع ، فقالت: ألم تري الجن وإبلاسها ويأسها من بعد إنكاسها ولحوقها بالقراص وأحلاسها ؟فقال عمر: صدق بينما أنا عند آلهتهم ، _وهذا الكلام في الجاهلية _ إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ ، لم أسمع صارخًا قط أشد صوتاً منه يقول_، وهذا الصوت جاء من بطن العجل_في بعض الروايات يقول هذا الصوت:" يا جليح ، أمر نجيح ، رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله ،"_وهذا كان في أول بعثة النبي- ﷺ ،_ فوثب القوم ، فقلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء ذلك _ قال عمر: لابد أن أجلس لحين ما يذهبوا ليروا القصة ويرجعوا ، ثم نادي يا جليح ، أمر نجيح ، رجل فصيح ، يقول: لا إله إلا الله ، فقمت فما نشبناا أن قيل هذا نبي " أنظر عمر بن الخطاب عنده فراسة ، يقول هذا كاهن ، أو علي دين قومه ، أو كان يكهن لهم ، فعندما عزم علي سواد بن قارب أخبره ، قال: نعم كنت كاهنهم في الجاهلية فحديث:" إن يكن منكم محدثون " أن يُلقي إليهم الصواب ، أو ملهَمون يلقي إليهم الصواب فعمر بن الخطاب- رضي الله عنه .
فابن الجوزي يقول: (لو هَبَت نَفحةً فَأخذَت البَصر كَيف كانت تَطِيبُ لك الدنيا ؟ وأسفًا عليك لقَد عَشِيَت البَصيرة ) لو هبت ريح فأخذت البصر أتطيب لك الحياة ؟ طبعًا لا ، فكيف إذا عشيت البصيرة التي هي نور بصر القلب نفسه ، فلا شك أن المصيبة تكون أعظم كل ذلك يؤنب نفسه أنها لا تقنع, وطبعًا تأنيب النفس نحن لنا معه كلام غدًا بإذن الله - عز وجل - ، هل يؤنب المرء نفسه أم لا يفعل ؟ أي يأخذها علي راحتها أم يضغط عليها ؟ هذا إن شاء الله تعالي غدًا يكون بدء حديثنا إن شاء الله .
مدرسة الحياة لعام 1430 (يَانَفْس جِدِّي) للشيخ أبي إسحاق الحويني