منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى المعلم مصطفى دعمس - منتدى تربوي شامل
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى تربوي شامل للأستاذ مصطفى دعمس
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ورقة عمل الشهر الثاني للفصل 2
لطائف من القرآن الكريم Emptyالثلاثاء أبريل 23, 2024 11:48 pm من طرف مصطفى دعمس

» شركة تنسيق حدائق بعنيزة
لطائف من القرآن الكريم Emptyالثلاثاء أبريل 09, 2024 6:41 pm من طرف ثناء مجدى

» شركة مقاولات بالهفوف
لطائف من القرآن الكريم Emptyالأربعاء أبريل 03, 2024 4:57 pm من طرف ثناء مجدى

» شركة تنسيق حدائق بالباحة
لطائف من القرآن الكريم Emptyالخميس مارس 14, 2024 12:20 am من طرف ثناء مجدى

» شركة تركيب المصاعد بالقصيم
لطائف من القرآن الكريم Emptyالجمعة مارس 08, 2024 8:32 pm من طرف ثناء مجدى

» شركة مقاولات بجدة
لطائف من القرآن الكريم Emptyالسبت مارس 02, 2024 11:01 pm من طرف ثناء مجدى

» ورقة عمل الوحدة الخامسة
لطائف من القرآن الكريم Emptyالإثنين فبراير 26, 2024 11:44 pm من طرف مصطفى دعمس

» كيفية التسجيل في حملة الراجحي المجانية للحج
لطائف من القرآن الكريم Emptyالإثنين فبراير 26, 2024 6:21 pm من طرف gogou

» تسليك مجاري بحفر الباطن
لطائف من القرآن الكريم Emptyالجمعة فبراير 23, 2024 2:14 am من طرف ثناء مجدى

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

 لطائف من القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
omar




عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 16/11/2010

لطائف من القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: لطائف من القرآن الكريم   لطائف من القرآن الكريم Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 4:26 am

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما وبعد:

يقول الله سبحانه:"اهدنا الصراط المستقيم" ثم قال: "صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين".

أخي الكريم: سبق الحديث عن قوله سبحانه: "اهدنا الصراط المستقيم"، وفي هذه الحلقة نفصِّل القول عن قول الحق سبحانه: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين".

هذه الآية الكريمة تضمَّنت فوائد جليلة، هذه الآية الكريمة أشارت إلى معانٍ عظيمة، وإلى لطائف بديعة.

من فوائد الآية: إيجاب أن نلتزم بطريق السلف، بطريق الصحابة رضي الله عنهم، فيها فرض الاقتداء بمنهجهم وبطريقهم في فهم الدين وفي العمل به، وأن يكون المسلمون مقتدين بالسلف الصالح.

وجه الدلالة: أن الله تعالى أمرنا أن نطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم، إلى الهداية إلى الإسلام، الهداية إلى الكتاب والسنة.

ثم لم يقف الطلب عند هذا الحد، بل زادت وأوضحت وبينت "صراط الذين أنعمت عليهم".

كأنه يقول: الصراط المستقيم، والهدي المستقيم، والدين المستقيم هو طريق الذين أنعمت عليهم، والذين أنعم الله عليهم من هذه الأمة كثير، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الله زكّاهم، ولأن الله مدحهم.

من فوائد الآية: إثبات حجية الإجماع، لاسيما الصحابة؛ لأن إجماعهم من الطريق الذي أمر الله أن نسلكه، وأن ندعو الله أن يهدينا إليه، وهذا واضح لا إشكال فيه، وفيه إثبات حجية قول الصحابي إذا لم يُخالف أحداً من الصحابة، ولم يُخالف الدليل، وهذا في الدلالة أقل من الذي قبله.

ومن التفريع على هذه الفائدة: إثبات خلافة الصديق رضي الله عنه فإنه من الذين أنعم الله عليهم. قال تعالى:"مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين" وهو الصديق الأكبر في هذه الأمة.

قال سبحانه: "الصراط" وقال: "صراط الذين" جاء كلا اللفظين مُعرفاً، الأول بـ(أل) والثاني بالإضافة، قال العلماء: التعريف يدل على الإفراد وفي هذا تنبيه إلى أن الطريق الحق واحد وأنه لا يتعدد، وأما طرق الشر فهي كثيرة ومتشعبة كما قال الله سبحانه: "وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ". [الأنعام: 153].

وقال الله سبحانه: "أنعمت عليهم" الإنعام إيصال النعمة، والإنعام لا يُطلق على غير ابن آدم، ولا يُسمى إيصال النعمة إلى البهائم إنعام، لا نقول: أنعمتُ على الحمار، أو على الفرس، ولكن على بني آدم، قال تعالى: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه".

قال هنا: "أنعمت عليهم" بالضمير الصريح، وهذا في حق المهتدين، في بيان الفضل، وقال بعدها: "المغضوب عليهم" وقال: "الضالين" لماذا؟

هذا لأجل الأدب مع الله، من حُسن خطاب المولى سبحانه: في حال الخير يُنسب القدر إليه، وينسب الفعل إلى الله، وفي حال الشر وفي حال الضر ينسبه إلى المخلوق، هذه السنة لا ننفي أن الله لم يُقدره ولكن من حُسن الأدب.

ولهذا قال العلماء: من حُسن أدب الجن المؤمنين أنهم قالوا: "وأنا لا ندري أشر أُريد بمن في الأرض "هذا بدون نسبة، وقالوا: " أم أراد بهم ربهم رشداً " فنُسب الخير والرشد إلى الله، وهكذا هنا.

قال: "غير المغضوب عليهم" وقال: "ولا الضالين " مَن هم المغضوب عليهم؟ ومَن هم الضالون؟

المغضوب عليهم مَن استوجبوا غضب الرب سبحانه، والضال هو الذي خطئ الطريق الصحيح، وعلى رأس المغضوب عليهم اليهود، وعلى رأس الضالين النصارى. قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: "غير المغضوب عليهم " قال: (هم اليهود)، و "لا الضالين" قال: (هم النصارى).

قال العلماء: لا يُقصد بهذا الحصر، لكن اليهود من المغضوب عليهم والنصارى من الضالين. والسبب أن اليهود عرفوا الحق فكتموه ولم يعملوا به؛ فاستحقوا غضب الله، والنصارى جهلوا الحق وضيعوه وعملوا بغير علم؛ فاستجوبوا الضلال والخروج عن الصراط.

ولهذا علينا أن نتنبه، علينا ألا نتشبه بهم، علينا أن نعرف الحق وأن نعمل به، عرفنا هذا من الآية الكريمة.

إذاً من فوائد الآية: أنها أوجبت علينا أن نتعلم حتى لا نكون ضالين، وأوجبت علينا أن نتعبد حتى لا نكون مغضوباً عليهم، أوجبت علينا أن نعلَم وأن نعمل حتى نكون من الذين أنعم الله عليهم، وأن نكون على الصراط المستقيم.

قال الله تعالى: "ولا الضالين " ولم يقل: والضالين. يعني أضاف كلمة: (لا).

قال العلماء إضافة كلمة (لا) هنا لها فوائد:

منها: أنها تدل على التأكيد، أي تأكيد انحراف الضالين عن أصحاب الصراط المستقيم، الذين أنعم الله عليهم، لنعلم أن لفظ " الضالين " ليس معطوفاً على الذين أنعمت عليهم.

ومنها: أن نعلم أن الضالين فرقة مستقلة، ليست داخلة في فرقة المغضوب عليهم.

ومنها: لئلا يتوهم متوهم أن المقصد هو الجمع بين الغضب والضلال، لتعلم أن المغضوب عليهم منحرفون، وأن الضالين منحرفون، يعني يتحقق التحذير والانحراف منهم مجتمعين ومتفرقين.

الآية الكريمة تدلنا على أن الدين هو أعظم النعم. كيف؟

قال: " أنعمت عليهم " لفظ عام ثم حدد فقال " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " يعني كأنه سلب عن المغضوب عليهم وعن الضالين كل نعمة، كأنه أخرجهم من كل نعمة. لماذا؟ لأن مَن فقد نعمة الدين كأنه لا نعمة عنده ألبته.

الآية الكريمة تدلنا على أن أصحاب الصراط المستقيم في غاية الانشراح في غاية الانبساط في غاية التلذذ. كيف؟

قال: "اهدنا الصراط المستقيم" ثم وصفهم وحددهم بقوله: "الذين أنعمت عليهم" قال: أنعمت عليهم بصفة العموم، وهذه تدخل فيها النعمة في الدنيا، وتدخل فيها معنى النعمة في اللغة، النعمة في كلام العرب: الحالة التي يستلذها الإنسان، ويهنأ بها.

وهذا المعنى يوافق قول الحق سبحانه: "ومَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينه حياة طيبة (أي في الدنيا) ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (أي في الآخرة)".

في الآية الكريمة إثبات صفة الغضب لله سبحانه، إثبات هذه الصفة على ما يليق بجلاله سبحانه، فلا نقول: إن غضبه كغضب البشر، ولا نقول: إن الغضب لله لا يليق به. أو أن نقول: معناه الانتقام، هذا تغيير لمعنى كلام الله، ويرده كلام الله، قال تعالى: فلما آسفونا (أي أغضبونا) انتقمنا منهم"، انظر رعاكَ الله كيف فرَّق الله بين المعنيين. ورتب الثاني على الأول، وهذا التفريق يدلنا على الاختلاف في المعنى.

قال الله تعالى: "الضالين" ولم يقل: المُضلين؟

قالوا: أيهما أبلغ هنا: الضالين أو المضلين؟ يعني ما الأفضل والأعم والأقوى أن يستعيذ العبد من أن يكون من المضلين أو الضالين؟

الجواب: الضالين. لماذا؟ لأن كل مُضل فهو ضال، وليس كل ضال مُضل، وبهذا يتبين لنا مزية اللفظ القرآني.

في هذه الآية: هدم لغرور العبد، هدم لقول أهل الزيغ: أن الإنسان له القدرة التامة، هدم لمذهب نفاة القدر، قال القرطبي رحمه الله: قد كذبهم الله في هذه الآية إذ سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم، فلو كان الأمر والاختيار بيدهم دون ربهم لما سألوه الهداية، ولا كرروا السؤال في كل صلاة.

وفي الآية لطيفة بديعة: دلت الآية على وجوب أن يكون أهل الحق طائفة واحدة، أن يكونوا على طريق واحد. كيف؟ الآية ذكرت أقسام الناس كلهم، جعلت المقبولين طائفة واحدة " الذين أنعمت عليهم " وجعل المردودين طائفتين "المغضوب عليهم" و"الضالين ".



الحلقة الثانية عشرة

حديثنا في هذه الحلقة عن أول آية من سورة البقرة.

افتتح الله هذه السورة العظيمة بقوله: " الم ". هذه الأحرف تُسمى حروفاً مُقطعة، يعني أننا نقرؤها قراءة مُقطعة من غير إعرابٍ لها، نُسكن آخرها على الدوام، ونحن أيضاً في القراءة ننطق بمسماها، فنقول: ألف لام ميم، ولا نقول ألم.

الحديث عن هذه الأحرف ينطبق على الأحرف المُقطعة في كتاب الله، في هذه السورة وفي غيرها.

هذا الحديث يتضمن ثلاثة مباحث:-

الأول: عن معناها وتفسيرها. الثاني: عن الحكمة منها. الثالث: عن الفوائد والاعتبار بها. نبدأ بالعنصر الأول:

ما هو معنى هذه الأحرف؟ وما هو تفسيرها؟

نقول: قد خاض في تفسيرها كثير من الناس، وجزموا فيها بأقوال مُتعددة، ونقول أيضاً: ينبغي لنا أن نجزم بأن التفسير لها لا يصح، وليس له مُستند مُعتبر.

فإن قلتَ: ولمَ؟

فالجواب: إن التفسير لكلام الله لا يسلم إلا إذا جاء عن أحد طريقين: إما عن طريق اللسان الذي نزل به القرآن، وإما عن طريق الرسول الذي نزل عليه القرآن. وما لم يعتمد على أحد هذين الطريقين فسبيله هو الهوى ومُجرد الظن.

إذا رجعنا إلى اللسان العربي لم نجد في قواعد هذه الأحرف بهذه الكيفية، ولا نجد في أساليب بلاغته تفسيراً لهذه الأحرف، لم يكن النطق بأسماء الحروف معهوداً عندهم للتخاطب، هذه الأحرف هي حروف المباني، وحروف المباني غير حروف المعاني، حروف المباني لا تدل على معنى إذا لم تقترن بغيرها، وحروف المباني لا تدل على معنى إذا لم يسبقها كلام.

إذاً تفسير هذه الأحرف من جهة اللغة ليس له مدخل.

أيضاً: من جهة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يُنقل عنه نقلاً صحيحاً في تفسير حرف منها، قال العلماء: والعلم والعمل الذي يتقرب به العبد والذي يتعبد به إذا لم يكن عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم فهو رد على صاحبه.

لو كان بيان هذه الأحرف مقصوداً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم. إذاً الواجب من باب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلمأن نسكت عنها كما سكت، وأن لا نخوض في تفسيرها.

إذاً لا نقول شيئاً في تفسيرها، والذين جزموا بتفسير شيء منها لم يكن عندهم علم.

فلا يصح لنا أن نقول: هذه الأحرف أسماء لله. ولا نقول: إنها رموز على جُمَل ومعاني عقدية إيمانية، كقول القائل: " الم " يعني أنا الله العلم أو خلاف هذا من المعاني والتفاسير المظنونة بغير علم.

أسوأ من هذا، استغلال هذه الأحرف في إدخال عقائد فاسدة في التفسير، زعم بعض الضلال أن هذه الأحرف تدل على أسرار، وأنها تدل على وقائع وغيوب، وأنه يُستخرج بها حوادث مُستقبلية. فصاحب هذا القول – كما قيل – قد تقوّل ما ليس له، وقد طار في غير مطاره، وادعى علم ما لا يعلمه إلا الله.

هذه الطريقة الحسابية طريقة باطلة، يُسمونها (حساب الجُمّل) أو (حساب أبا جاد)، طريقة مأخوذة عن السحرة، سحرة بابل نقلها عنهم اليهود، ثم انتقلت إلى المسلمين. أخرج الإمام البيهقي وابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن قوماً يحسبون أبا جاد وينظرون في النجوم، ولا أرى لِمَن فعل ذلك من خلاق.

ننتقل إلى الحديث عن تلمس الحكمة في إيراد هذه الأحرف. هذا الحديث ليس من الخوض في التفسير لها أو تحديد معانيها.

ما الحكمة في إيرادها؟

أكثر العلماء قالوا: إيراد هذه الأحرف يتضمن معنى الإعجاز ومعنى التحدي. قالوا: تدلنا هذه الأحرف على أن القرآن كلام الله. تدل على أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثله، هذه الأحرف رمز للتحدي والإعجاز.

فإن قلتَ كيف نفهم ذلك منها؟

قالوا: دلالة هذه الأحرف أن الكلام المتلو عليكم كلام منظوم مما تنظمون منه كلامكم، هذا القرآن مُركب من هذه الحروف التي هي مادة كلامكم، وهذا أبلغ في الإعجاز، وأقوى في التحدي.

وزاد البعض في بيان الدلالة فقال: كأنه بهذه الأحرف يُغريهم بمحاولة المُعارضة، وكأنه يستأنس لأنفسهم بالشروع في ذلك. يتهجى الأحرف أمامهم، ويُلقنهم كتلقين الصبيان.

قالوا: إن سياق الآيات بعدها يدلنا على مقصد الإعجاز. كيف؟

يأتي بعد ذكر الأحرف غالباً خبر القرآن، وذكر تنزله وبيان إعجازه وعظمته، وبيان أنه كلام الله سبحانه.. فكأن الأحرف هذه إجمالاً لمعنى ما يأتي بعدها أو تنبيه وتقديم له.

ننتقل إلى البحث الثالث في هذه الأحرف، هذا البحث هو من باب الاعتبار، من باب الاستفادة العامة، وليس تفسيراً، وليس ذكراً للمعاني، ولا الدلالات، يُفهم من جهة المُقتضى واللازم والاعتبار بالشيء.

إن تأملنا هذه الأحرف وجدنا فيها فوائد، وجدنا فيها عبراً تتعلق بحياتنا، وتتعلق بتلاوتنا للقرآن، وتتعلق بإيماننا وعقيدتنا في الله تعالى.

من الفوائد: أن يتبرأ العبد من نفسه، وأن يتعلق بربه ويُقر لنفسه.

يعني أن أول درس لنا في هذه الأحرف أن نعلم عظمة الخالق سبحانه، وأن قدرته سبحانه مُطلقة، وأن علمه سبحانه لا يحده شيء.

يعلم العبد أنه مخلوق، وأن قدرته ضعيفة ومحدودة، وقدرته أقل من أن يُفسر هذه الأحرف، أو يعلم معناها، قدرته أقل وأضعف أن يأتي بشيء من مثل هذا الكتاب الذي أُنزل بهذه الأحرف.

ننتقل إلى فائدة ثانية، هذه الفائدة تتعلق بقراءتنا للقرآن، وبالتحديد بطريقة تلاوة القرآن، يتبين من خلالها كيف نتلوا القرآن، يتبين لنا أن الطريقة الصحيحة لتلاوة القرآن هي طريق التلقين، طريق المُشافهة والتلقي المُباشر عن الأشياخ وأهل العلم، يعني لا يجوز لنا أن نعتمد في قراءة القرآن على مُجرد الكتابة، بل لابد أن يكون الاعتماد على التلقي والتلقين.

فإن قلتَ: كيف عرفنا هذا من هذه الأحرف؟

نقول: أولاً، هذه الأحرف إن نظرنا إلى مُجرد اسمها، وإلى مُجرد كتابتها فإننا لا نعرف أن ننطقها نطقاً صحيحاً، فنحن لا نُفرق بين "الم" في سورة البقرة، و "ألم" في سورة الفيل في الكتابة.

لكن الفرق يتبين لنا حين النطق بها، كيف عرفنا أن نُطق هذه (ألف لام ميم) وعرفنا نُطق تلك (ألم)؟‍‍لم نعرف ذلك إلا بالتلقين، فإذاً طريق التلاوة الصحيح لكلام الله هو طريق التلقين.

مسألة أخرى: ألف لام ميم، هذه لها خصيصة ليست لغيرها من كلمات القرآن.

كل كلمات القرآن تُبنى على الوصل، أما هذه الأحرف فإنها لا تكون موصلة أبداً، يعني لا نُحرك أواخرها، بل دائماً نسكت آخرها، فنقول: (ألف) بالسكون، (لام) بالسكون، و (ميم) بالسكون، على جميع الأحوال.

كيف عرفنا هذا؟ لم نعرفه عن طريق الكتابة، وإنما عرفنا عن طريق التلقين والمُشافهة والتلاوة المُباشرة عن الأشياخ.

ننتقل إلى فائدة ثالثة في هذه الأحرف، وهذه الفائدة عزيزة، نختم بها الكلام عن الأحرف المُقطعة.

هذه الأحرف نتعلم من قراءتها أن الله رحيم بنا، نعلم عظم عطاء الله لنا في قراءة كلامه.

إننا نقرأ هذه الأحرف ونحن لا نعلم معناها، ولا نُدرك تفسيرها، ومع هذا فإن الله تعالى يأجرنا على تلاوتها، نعم يأجرنا بكل حرف نتلوه منها حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا أقول: ألف لام ميم حرف، بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".

ماذا يعني هذا؟

يعني أنا لو قرأنا القرآن للتعبد والتلاوة فنحن مأجورون، ولو قرأنا مع الفهم والتدبر فنحن مأجورون أكثر، فهذا جائز، وهذا جائز. لكن الأصل هو قراءة التدبر والفهم؛ لأن القرآن أُنزل لأجل الفهم، ولأن الغاية منه العمل.

قد يأتي للإنسان وقت لا يُمكن أن يتدبر كل ما يقرأ. فهل يؤجر؟ نعم ! يؤجر على مُجرد القراءة، وقد عرفنا هذا من هذه الأحرف، فهذا من فوائدها، وهذا من رحمة الله.

اللهم ارزقنا تلاوة كتابك على الوجه الذي يُرضيك عنا، وعلمنا منه ما لم نعلم، وذكرنا منه ما نسينا واجعله حجة لنا يا رب العالمين.



الحلقة الثالثة عشرة:

الحديث في هذه الحلقة يكون عن الآيات الأول من سورة البقرة. من قول الحق سبحانه: "ذلك الكتاب لا ريب فيه" إلى قوله تعالى: "إن الله على كل شيء قدير".

حديثنا عن الآيات يتناول العبر والفوائد، يتناول اللطائف والنكات، يتناول الدقائق في التفسير.

يقول تعالى:"ذلك الكتاب" في قوله: ذلك. إشارة إلى علو منزلة هذا الكتاب وإظهار لرفعة مكانته، قال العلماء: أشار إليه بلفظ: (ذا) الدال على البعيد؛ لبعد مكانته وعلو درجته.

وفي قوله: الكتاب، فوائد فقهية ولطائف ونكات:

الأولى: تسمية القرآن بالكتاب، إشارة إلى جواز كتابة القرآن، وقد اتفق العلماء على أن كتابة القرآن فرض كفاية على الأمة.

الثانية: جواز جمع القرآن الكريم لتسميته كتاباً، وهذا ما فعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

الثالثة: "أل" في الكتاب للعهد، أي ذلك الكتاب المعهود عندكم المعروف لديكم، المحفوظ، فدل ذلك على أن القرآن محفوظ لدى المسلمين.

وقد فرّع العلماء على هذه الفائدة حكمين:

الأول: وجوب حفظ القرآن الكريم عن الضياع والدرس والتحريف.

الثاني: أن مَن أنكر شيئاً من ذلك الكتاب - ولو حرفاً واحداً - فهو كافر مرتد.

الفائدة الرابعة: إن لفظ (الكتاب) يدل على تعظيم شأن الكتاب، لأن الله أطلق عليه لفظ الكتاب، فهو الكتاب الكامل، الذي لا يستحق غيره أن يُسمى كتاباً في جنسه.

وفي قوله تعالى: "هدى للمتقين" إثبات أن هداية القرآن هداية عامة في كل شيء؛ لأن لفظ (هدى) جاء مُنكّراً، والتنكير يدل على الإطلاق وعلى العموم.

ويتفرع عن هذه الفائدة الرد على المكذبين بهداية القرآن العامة، فبينت هذه الآية الكريمة أن القرآن هادٍ للمسلمين في جميع أمورهم وفي جميع أحوالهم وشؤونهم.

قال أهل السياسة المُنحرفة: القرآن ليس هداية في سياسة الأمة. وقال أهل الكلام المذموم: القرآن ليس هدىً في إثبات المعاد والصفات والنبوات. وقالت الشرذمة اللادينية: إن هداية القرآن محصورة بين العبد وبين ربه.

وقد أكذبهم الله جميعاً في هذه الآية، وأثبت للقرآن الهداية التامة العامة بلفظ موجز.

وفي قوله تعالى:"هدى للمتقين" دليل على أن الاهتداء بالقرآن مرتبط بتقوى الله تعالى، ومرتبط بالخوف من عقابه، وأن غير المهتدي لا ينتفع بهداية القرآن.

ويتفرع عن هذه الفائدة: أن الداعية إلى كتاب الله، وأن المُتصدي لإصلاح الناس ينبغي له أولاً أن يزرع في قلوبهم التقوى والخوف من الله، وأن يسعى لإزالة القسوة وأسباب الإعراض عن دين الله، فإذا نجح في هذا وُفق للموعظة بالكتاب، ونجح في التجاوب والتأثير.

وفي قوله تعالى: "هدى للمتقين" إيضاح المقصد من القرآن، وأنه أُنزل لسوق الناس إلى الآخرة وتخويفهم من الله ومن عذابه، فهو كتاب موعظة وهداية إلى التقوى. ويتفرع عن هذا أن القرآن ليس كتاباً في العلوم التجريبية، لا في الطب ولا في الفلك، ولا في الجغرافيا ولا في علوم الأحياء، وأن مَن تكلف لأجل إخضاع آيات القرآن لهذه العلوم ليس بمُصيب ولم يعرف مقاصده. نعم قد يوجد فيه إشارات إلى مسائل علمية مُعجزة، وهذا لا يُخرجه عن مقصده الأساس.

قال الله سبحانه: "هدى للمتقين" ثم بين معنى التقوى فقال: "الذين يُؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون" فهذه الآية تفسير للتي قبلها، وفيها بيان معنى المتقين، وتفسير لفظ التقوى في كتاب الله الكريم.

والله تعالى قد وصف المتقين بثلاث صفات، هذه الصفات تتضمن كمالات العبد، فـ (الإيمان بالغيب) حظ القلب، و(إقامة الصلاة) حظ البدن، و (مما رزقناهم يُنفقون) حظ المال.

في قوله تعالى: "يؤمنون بالغيب" الإشارة إلى أن كل عمل صالح أساسه الإيمان بالغيب، وتقدّم ذِكْره هنا لتقدم أمره، ولبناء غيره عليه.

وقال الله: " يؤمنون بالغيب " ولم يقل: ( الغائب )، فالغيب يدخل فيه الإيمان بالله، وأما الغائب فلا يدخل فيه. قال بعض العلماء: فرق بين الغيب والغائب، فالغيب: هو مالا تراه أنت، وأما الغائب: فهو ما لا تراه ولا يراك.

وفي قوله: "ويُقيمون الصلاة " إشارة إلى وجوب المحافظة على الصلاة، وإدامة أدائها في كل مرة بدون تخلف؛ لأن مادة الإقامة تدل على المواظبة والتكرار، والإقامة بمعنى جعلها قائمة.

قال العلماء: في قوله يُقيمون الصلاة دليل على أن المطلوب من المسلم هو إقامة الصلاة، وليس مجرد أدائها، وفرق بين مجرد الأداء والإقامة.

قالوا: وإقامة الصلاة تشمل أداء الصلاة في وقتها كل مرة، والإتيان بها ظاهراً وباطناً كما أمر الله، وحصول الأثر بها على عمل العبد وسلوكه.

وفي قوله: "ومما رزقناهم يُنفقون" ثلاث فوائد ولطائف:

الأولى: أن الرزق كله من عند الله، وأن الرزاق هو الله وحده لا شريك له، فلا نُسمي غيره رزاقاً، ولا نقول: فلان يقطع رزق فلان.

الثانية: أن يستشعر العبد في حال التصدق والنفقة، أن المال هو مال الله، وأنه عنده عارية.

الفائدة الثالثة: (مما) أصلها (من ما) و (من) هنا للتبعيض، فيكون الكلام في قوة: من بعض أموالهم يُنفقون، وفيه دليل على أن المطلوب من العبد أن يُنفق بعض ماله لا كله.

وفي قوله: "وبالآخرة هم يوقنون" الإشارة إلى فضيلة التفكر والتدبر في أمور الآخرة، وإعمال العقل وغوص الفكر للتوصل إلى اليقين بالآخرة، لا مجرد التقليد، وقد عرفنا هذا من مادة (يوقنون) قال أهل اللغة والبلاغة: اليقين هو العلم بالشيء عن طريق النظر والاستدلال.

وفي قوله تعالى: "أولئك على هدى" فائدتان عزيزتان:

الأولى: أن المؤمن متمكن من الهداية ومستمر عليها، فشُبهت حاله وتمسكه بالحق، بحال مَن اعتلى شيئاً وركبه. فهو ثابت فوقه مستمر في السير عليه.

الفائدة الثانية: فيها الإشعار بأن صاحب الحق في حال العلو والارتفاع؛ لأن لفظ (على) يدل على الاستعلاء، ولفظ (في) يدل على السُفل والانحطاط، ولهذا جاء في القرآن: "وإنا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مُبين".

وفي قوله تعالى: "أولئك هم المُفلحون" دلالة على أن الفلاح مرتبط بالتقوى، وأن غير المتقي لا يفلح أبداً. قال العلماء: لفظ (هم) في الآية يدل على حصر الخبر في المبتدأ، فإنك لو قلتَ: الإنسان ضاحك. فهذا يُفيد أن الضاحكية تحصل من الإنسان ومن غيره. وأما لو قلتَ: الإنسان هو الضاحك. فهذا يُفيد أن الضاحكية لا تحصل إلا من الإنسان.

ننتقل إلى الكلام عن الآيات النازلة في شأن الكفار والمنافقين.

قال الله في شأن الكافرين: "ختم الله على قلوبهم" ففيها دلالة على أن القلب هو محل العلم، وهذا هو الموافق لقوله سبحانه: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وغيرها من الآيات.

وقال الله في شأن المنافقين: "وما هم بمؤمنين" وذلك بعد أن حكى قولهم: " آمنا بالله وباليوم الآخر" قال العلماء: في الآية الكريمة رد على الكرّامية وأشباههم ممَن يقول الإيمان هو قول باللسان وإن لم يقترن به الاعتقاد بالقلب.

وقال الله تعالى عن المنافقين أيضاً: " ألا إنهم هم المفسدون " هذا التعبير فيه فائدتان لطيفتان:

الأولى: حذف معمول (يُفسدون) ليدل على أن فسادهم عام في كل شيء، فهو لم يقل: مفسدون في كذا. بل أطلق لفظ (مفسدون).

الثانية: في الآية حصر الإفساد فيهم دون غيرهم، وذلك ليكون أبلغ في الرد على دعواهم: "إنما نحن مصلحون" هم حصروا أنفسهم في الصلاح، وهو رد عليهم بحصر الإفساد فيهم، وهذا أبلغ.

وقال الله عن المنافقين: "ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"وقال قبل ذلك: "ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " قال مرة: يعلمون. وقال مرة: يشعرون؟

قيل: هاهنا ناسب ذكر السفه مع ذكر الجهل الذي هو خلاف العلم، لأنه لا يتسافه إلا جاهل، وقال عند ذكر فساد المنافقين: لا يشعرون؛ لأن النفاق وما فيه من البغي المُفضي إلى الفساد أمر ضروري جاري مجرى المحسوس الذي يُعلم من غير حاجة إلى العلم النظري.

وقال الله عن المنافقين: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا " وقال: "وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ".

عند المؤمنين قالوا: آمنا. وعند شياطينهم قالوا: إنا معكم. أيهما أبلغ؟ قولهم للكفار أبلغ وآكد.

قال أهل اللغة: الجملة الاسمية تدل على الاستمرار والثبوت، والجملة الفعلية تدل على التجدد. فقولهم للكفار: إنا معكم. جملة اسمية تدل على الثبات والتأكيد والاستمرار على الكفر. وقولهم للمؤمنين: آمنا. ليست كذلك في اللفظ إشارة مع ما بعده إلى أن إيمانهم إيمان متذبذب غير ثابت وليس بمستمر.

وقال عنهم: "اشتروا الضلالة بالهدى" فلفظ (اشتروا) فيه معنيان لطيفان:

الأول: أن لفظ (الشراء) هو الاستبدال، فكأنهم امتلكوا الحق فتخلوا عنه، وفي هذا زيادة في توبيخهم.

الثاني: لفظ (الشراء) يدل على محبتهم للشيء الذي اشتروه، فهم قد اختاروا الضلالة محبة ورغبة – عياذاً بالله -.

وقال تعالى: "ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يُبصرون" هاهنا لطيفة دقيقة: ربط سبحانه بين النور وبين الإبصار، أي إذا لم يكن ثمة نور، لا يكون إبصار. وهذا المعنى قد ثبت بواسطة العلم التجريبي الحديث، قال أهل الطب: إن العين لا تُبصر بذاتها، لكن تُبصر بانعكاس النور على الأشياء، ثم انعكاسه على العين، ولهذا فإن الإنسان لا يُبصر في الظلام.



الحلقة الرابعة عشرة:

حديثنا اليوم من قول الله تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" إلى قول الحق سبحانه وتعالى في آخر قصة آدم: "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".

حديثنا عن الآيات يتناول العبر والفوائد، يتناول اللطائف والنكات، يتناول الدقائق في التفسير.

في قوله تعالى: "لعلكم تتقون" إثبات الغاية من العبادة، وبيان أن غاية عبادة العباد هي تقوى الله تعالى واتقاء عذابه وعقابه في الآخرة، وهذا البيان يتضمن التكذيب لمن يزعم خلافه، ويرد على مَن يقول إنه يعبد الله لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في جنته، وفيه أيضاً الرد لمَن يعيد فوائد العبادات ومصالحها إلى مصالح دنيوية وفوائد جسمانية.

وفي قوله تعالى: "جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
omar




عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 16/11/2010

لطائف من القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: فوائد ونكات:   لطائف من القرآن الكريم Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 4:27 am

الفائدة الأولى: إثبات كمال رحمة الله بالخلق في الدنيا، وإثبات أن النعم كلها من عند الله. قال العلماء: إن النعم الحاصلة للعباد إما أن يكون سببها الإيجاد، وإما أن يكون سببها الإمداد، فأما الإيجاد فقد بينه الله تعالى في قوله: "الذي خلقكم والذين من قبلكم"، وأما الإمداد بالنعم فذكره في هذه الآية: " الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً ".

الفائدة الثانية: إن قيل: جعل هنا بمعنى صيّر. فهذا فيه دليل على انتقال الأرض من حال إلى حال، وهكذا السماء حتى صارتا كما هي، وقواعد علم طبقات الأرض المسماة بـ (الجيولوجيا) توافق هذا المعنى تمام الموافقة.

الفائدة الثالثة: يُستنبط من الآية لطيفة فقهية، وهي أن الإنسان إذا مَلَك أرضاً فإنه يملك قرارها، ويملك ما يُقابله أيضاً من سمائها، فالأرض له فراش والسماء له هواء كما أشارت إليه الآية.

وقد فرّع الفقهاء على هذه المسألة مسائل منها: أن الجار لا يتعدى على هواء جاره، ومن المسائل المستحدثة، البحث عن حُكم مرور وسائل النقل الجوية من فوق الأراضي المملوكة للغير، وهل يلزم الإذن بذلك أم لا؟ وهل يملك صاحب الأرض الإذن في جميع الأحوال أم لا؟

الفائدة الرابعة: قال الإمام القرطبي – رحمه الله – قد دلت هذه الآية على أن الله تعالى أغنى الإنسان عن كل مخلوق. وقال غيره: أعلم الله عز وجل في هذه الآية سبيل الفقر، وهو أن يجعل الأرض وطاء والسماء غطاء، والماء طيباً والكلأ طعاماً، ولا نعبد أحداً في الدنيا من الخلق بسبب الدنيا.

وفي قوله تعالى: "فأخرج به من الثمرات " إثبات المسببات وأسبابها، أي أن الله تعالى جعل في بعض المخلوقات خواصاً وأسباباً يُتوصل بها إلى الغير، كما جعل في النار خاصية الإحراق، وجعل في الماء خاصية الإحياء للنبات، ولهذا قال تعالى: "فأخرج به" أي بالماء، بسببه، ولو لم يكن الماء سبباً ولم يكن الله قد أودع فيه خاصية الإحياء للنبات لما قال: به، وإنما قال: عنده أو نحو ذلك.

وفي قوله تعالى: "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون " بيان أن المعاصي مع العلم أقبح وأشد من وقوعها مع الجهل، وأن ذنب العالم أعظم من ذنب غيره.

وقال تعالى مُتحدياً: "فأتوا بسورة من مثله" أي من مثل القرآن الكريم وهذا فيه غاية التحدي، بأن يأتوا بمثل سورة، وليس بسورة، وهو أقل ما وقع به التحدي، وقد ظن البعض أن التحدي قد وقع بآية، وهذا ليس بصحيح وليس في كتاب الله الكريم، ومن الآيات ما يكون حروفاً مقطعة كقوله تعالى: "الم" وقوله: "طه".

وقوله تعالى: "وادعوا شهداءكم من دون الله" فيه فائدتان لطيفتان:

الأولى: أن الله أعظم لهم التحدي بأن يأتوا بشهداء من حزبهم هم، لا من حزب الله يشهدون بذلك.

الثانية: استدل بعض الفقهاء بالآية على عدم اشتراط العدالة في إثبات العيوب والسلامة لأهل المعرفة، وعللوا ذلك بأن المقصود من العدالة تحقق الوازع عن شهادة الزور، وقد قام الوازع العلمي أو العرفي في شهادة أهل المعرفة مقام الوازع الديني، لأن العارف حريص ما استطاع ألاّ يؤثر عنه الغلط والخطأ (أفاده ابن عاشور في تفسيره).

وقال تعالى: "فإن لم تفعلوا " أي في الحاضر، وهذا تحدٍّ عظيم، ثم قال: "ولم تفعلوا" أي في المستقبل وهذا تحدٍّ أعظم. قال العلماء: قد تضمنت الآية إعجازين:

الأول: التحدي لهم بأن يأتوا بمثل سورة من القرآن.

والإعجاز الثاني: أنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بمثل سورة من القرآن.

وفي قوله تعالى: "فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة" توبيخ للمشركين بتغليظ وتبليد، كأنه يقول لهم: أنتم والحجارة سواء في نار جهنم، كما كنتم في الدنيا كالحجارة لا تفهم ولا تعي عن الله، وكما كانت قلوبكم قاسية كقسوة الحجارة لا تتأثر بمواعظ الله.

وفي قوله تعالى عن النار: "أعدت للكافرين" إثبات أن النار موجودة مخلوقة الآن، وهذا هو المذهب الحق الذي عليه أهل السنة، وخالف فيه بعض أهل البدع.

وقوله سبحانه: "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات" دليل على أن العمل من الإيمان ويُعرف هذا من وجهين: الأول، أن الجنة تُنال بالإيمان وبالعمل الصالح معاً، ولهذا جمع الله بينهما في الآية، والإيمان المُتنازع فيه هو الإيمان الذي يُدخل الجنة.

الوجه الثاني: قال القرطبي – رحمه الله -: قوله تعالى:"وعملوا الصالحات " رد على مَن يقول: إن الإيمان يقتضي الطاعات؛ لأنه لو كان ذلك ما أعادها. انتهى.

وقال سبحانه:"إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " قال ابن عاشور– رحمه الله-: أن الآيات السابقة اشتملت على تحدي البلغاء بأن يأتوا بسورة مثل القرآن، فلما عجزوا عن معارضة النظم سلكوا في المعارضة طريق الطعن في المعاني.

وقوله تعالى: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً" فيه فوائد:

الأولى: صحة مذهب جمهور الفقهاء في إباحة كل ما في الأرض مما يُنتفع به، وليس فيه ضرر، ولم يحرم، وأن الأصل في الأشياء الإباحة لا التحريم. قال الفقهاء: لو اشتبه علينا حل حيوان وحرمته فالأصل إباحته، ولو اشتبه علينا حل عمل دنيوي أو حرمته فالقول لمَن قال بالإباحة حتى يأتي المُحرم بدليل.

الثانية: في قوله: "لكم" إظهار تكريم الله لعباده، وتفضله عليهم، وأنه سبحانه قصدهم بالانتفاع.

الثالثة: قال القرطبي – رحمه الله -: قال علماؤنا – رحمهم الله – خوف الإقلال من سوء الظن بالله، لأن الله خلق الأرض بما فيها لولد آدم.

الرابعة: في الآية إثبات أن الإنسان هو الكائن الأعلى في الأرض، وأنه هو المخلوق الأول الذي يُخدم ولا يَخدم في هذا الميدان الواسع، وأنه هو سيد الأرض وسيد الآلة. (أفاده صاحب الظلال).

ويتفرع عن هذه الفائدة: أن القيم الإنسانية مُقدمة على القيم المادية، وأن فيها هدماً لمناهج الغربيين في تقديس المادة، وإبطال كل هدف ينطوي على تصغير قيمة الإنسان، وأن المادة مُسخرة للإنسان لا أن تستذله أو تستعلي عليه (أفاده صاحب الظلال).

الفائدة الخامسة: في الآية الكريمة الحث على إثارة الأرض، والعمل في استعمارها، والتقدم في بنائها وعمرانها والانتفاع بها. وقال تعالى: " جميعاً " ليتحصل الانتفاع بكل الأرض لا ببعضها. وفي هذا غاية التقدم المادي والتطور الحضاري.

الفائدة السادسة: في قوله تعالى: "لكم" إثبات تعليل أفعال الله تعالى وتعلقها بالأغراض. وقد نقل الشاطبي – رحمه الله – في الموافقات عن جمهور علماء المسلمين: أن أحكام الله تعالى مُعللة بالمصالح ودرء المفاسد.

ننتقل إلى قصة آدم عليه السلام وذكر خلقه وخلافته.

قال تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " قال القرطبي – رحمه الله -: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة ليُسمع له ويُطاع، لتُجمع به الكلمة، وتستفيد به أحكام الخليقة.

وفي الآية: إثبات أن الملائكة مخلوقات لها عقول مُدركة، ولها إرادات وهم يتحاورون ويتكلمون، فلهم القدرة على الأعمال، وفي هذا إبطال لقول بعض الفلاسفة: أن الملائكة عبارة عن القوى الخيرية وأنها ليست أجساماً تعقل وتتكلم.

وفي الآية: إثبات صفة الكلام لله تعالى، وأن كلامه سبحانه مسموع، سمعته الملائكة، وأجابوا عليه، وهذا هو الحق.

وفي قوله تعالى: " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " إثبات كمال عبادة الملائكة، وإثبات كمال تعظيمهم لله سبحانه، ويُفهم هذا من جهات مُتعددة:

الأولى: قوله: " نُسبح بحمدك " أي بالقول. " ونُقدس لك " أي بالاعتقاد، فجمعوا في تعظيم الله بين القول وبين الاعتقاد.

الثانية: لفظ (نسبح بحمدك ونُقدس لك) جملة اسمية والجملة الاسمية تفيد الدوام والثبات، بمعنى نحن ملازمون لتسبيحك وتحميدك مستمرون على ذلك.

الثالثة: قالوا: "نُقدس لك" ولم يقولوا: نُقدسك. قال بعض العلماء: فائدة اللام هنا لمزيد الاختصاص، أي نُقدسك أنت ولا نُقدس غيرك.

وقوله: " اسكن أنت وزوجك الجنة" أي اتخذا الجنة مسكناً، قال بعض العلماء: في لفظ (اسكن) تنبيهاً على الخروج، لأن السكنى لا تكون ملكاً، وهذا معنى عُرفي لا لغوي، ولهذا لو أسكن رجلا منزلا له، لم يكن بذلك قد ملكه.

في قوله تعالى: "ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"فائدتان أصوليتان:

الأولى: دلت الآية على أن النهي من الشرع يقتضي التحريم، لأن الله خلقه على الظلم، والظلم محرم.

الثانية: أن الله لم ينهِ عن أكل الشجرة فقط، ولكن عن كل ما يدعو إلى الأكل منها، قال ابن عطية – رحمه الله -: وهذا مثال يبين في سد الذرائع.

وقوله تعالى عن الملائكة: "قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم " استنبط منه العلماء فائدتين:

الأولى: أن الواجب على مَن سأل عن علم لا يعلمه أن يقول: الله أعلم، لا علم لي ولا أدري، اقتداء بالملائكة عليهم السلام.

الثانية: في قوله تعالى: "مما نزلنا على عبدنا" إثبات صفة العلو لله تعالى، لأن التنزيل لا يكون إلا من عند الأعلى إلى الأدنى.



الحلقة الخامسة عشرة:

الحديث في هذه الحلقة عن قول الله تعالى: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " إلى قول الحق سبحانه: "فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ".

ولنذكر لك أخي الكريم من فوائد الآيات، ومن لطائف الإشارات، ونكات التأويل.

في قوله: "يا بني إسرائيل" تهييج للمدعوين أن يستجيبوا للحق، وترغيب لهم أن يمتثلوا أمر الله ويدخلوا في دينه كما كان أبوهم إسرائيل، الذي هو يعقوب بن إبراهيم عليهم السلام، قال ابن كثير – رحمه الله -: تقدير الآية: يا بني العبد الصالح المُطيع لله كونوا مثل أبيكم في مُتابعة الحق.

ويتفرع عن هذه الفائدة قاعدة دعوية وطريقة شريفة في مُخاطبة الناس، فإذا أردنا أن ندعوهم إلى الحق فإن الواجب أن نتخير أحسن اللفظ، وأن نأتي بأفضل الكلمات التي تُرغبهم في قبول الحق.

وقال سبحانه: "أوفوا بعهدي أوف بعهدكم"بينه في سورة المائدة بقوله تعالى:"ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمَن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل".

وفي قوله تعالى: "واركعوا مع الراكعين" فوائد:-

الأولى: الإرشاد إلى شهود الجماعة، والخروج إلى المساجد، استدل بها بعض الفقهاء على وجوب الجماعة، قالوا: لأن الأمر يقتضي الوجوب، ولفظ (مع) يقتضي الوجود والمصاحبة، ويقوي هذا المسلك أن الأمر بوجوب مطلق لصلاة قد مضى في أول الآية. ولا معنى هنا لتكراره سوى الإرشاد إلى الجماعة.

الفائدة الثانية: تضمنت الآية الإشارة إلى وجوب أن يدخل اليهود في دين محمد صلى الله عليه وسلم وفي صلاته وعبادته. ولفظ الأمر بالركوع دال عليه، إذ إن صلاتهم لا ركوع فيها. قال مُقاتل: أمرهم أن يركعوا مع أمة محمد، يقول: كونوا معهم ومنهم.

الفائدة الثالثة: دلت الآية على إيجاب الصلاة كاملة بأركانها وشروطها، كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يفعله المسلمون العابدون الله تعالى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ووجه الدلالة: إن الله تعالى أمر بركن الركوع، والأمر ببعض أركان الصلاة دالٌ على غيره من الأركان والشروط، وهذا من باب دلالة الفرد على النوع والجنس.

ويتفرع عن هذه الفائدة: وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلمفي تفسيره لمجمل القرآن الكريم، لاسيما في أمر العبادة.

ويتفرع كذلك من الفوائد: وجوب اتباع سبيل المؤمنين والاقتداء بهم في العبادات الشرعية، واتباعهم لا مُخالفتهم.

وفي قوله تعالى: "ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً " الإشارة اللطيفة إلى أن جميع ما في الدنيا ثمناً قليلاً مهما عظم ومهما كبر.

وفي قوله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة" الإشارة إلى أن في الصلاة سراً إلهيّاً عظيماً في تجلية الأمر وفي كشف الغم عن النفس. وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلمأنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

وقوله: "وإنها لكبيرة" أي مجموع الصبر والصلاة، فهما كالدواء الواحد يُشار إليه بضمير الفرد. كما قال سبحانه: "والله ورسوله أحق أن يرضوه".

وفي قوله تعالى: "يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم" فائدتان:-

الأولى: أنه نسب الذبح إلى آل فرعون، والآمر به هو فرعون؛ وذلك لأنهم هم الذين يُباشرون الذبح.

ويتفرع عن هذه فائدة وقاعدة، وهي أن مَن أمره ظالم بقتل أحد أو ظلمه فقتله فإن المُباشر للفعل مؤاخذ بالفعل، كما يؤاخذ الآمر سواء بسواء، إلا في أحوال خاصة بيّنها العلماء.

الثانية: قال: "ويستحيون نساءكم" ولم يقل: بناتكم كما قال: "أبناءكم"!

قال بعض أهل التفسير: لأن الغرض من إبقاء عنصر الإناث وهو الاستمتاع بهن والتلذذ المحرم وهذا أعظم في الابتلاء كما أخبر الله سبحانه: " وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ".

وقال سبحانه: "وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون" قال أهل اللغة: فائدة " مِن " الإشارة إلى استعجالهم في المخالفة، وبيان أنهم اتخذوا العجل ابتداء من أول زمن بعد مغيب موسى - عليه السلام - عنهم.

في قوله تعالى: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" فائدة، قال رشيد رضا – رحمه الله -: تضمنت الآية تقريراً لقاعدة مهمة، وهي أن كل ما يطلبه الدين من العبد فهو لمنفعته، وأن كل ما نهاه عنه فإنما يقصد به دفع الضرر عنه.

ويتفرع عن هذه القاعدة: إثبات التعليل لأوامر الله الشرعية، وبناءً عليه إثبات صحة القياس في شرعنا، وأن ما لم ينص الشرع على إباحته أو تحريمه، فهو مُلحق بنظيره مما نص عليه الشارع.

وقال سبحانه: "فبدل الذين ظلموا" ثم قال: " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً " كرر لفظ (الظلم) هنا مرتين، لماذا؟

قال العلماء: تشنيعا عليهم ولتعظيم الأمر عليهم، وإشارة إلى أنهم كانوا ظالمين فيما بدلوه، وإلى أنهم استحقوا الرجز بسبب الظلم.

وفي قوله عز وجل: "فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم " فائدة شرعية، وهي أن الألفاظ التي أمر الله تعالى بها عباده أن يقولوها، وأراد منهم أن يلتزموا بها لفظاً ومعنى، لا يجوز تبديلها ولا تغييرها ولا تحريفها.

قال العلماء: من ذلك في شريعتنا ألفاظ القرآن الكريم، والذكر المخصوص في الصلاة، والأذكار الشرعية النبوية.

وقال سبحانه: "وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر … الآية " ذكر العلماء فيها فوائد وأحكاماً:

أولاً: مشروعية الاستسقاء والتوسل بدعاء الرجل الصالح كما قال بعد ذلك: "فادع لنا ربك".

الفائدة الثانية: جواز توزيع الماء بين الناس إذا حصل بينهم تشاحٌ عليه وتكاثر على طلبه.

الفائدة الثالثة: في قوله تعالى: "قد علم كل أُناس مشربهم" دليل على صاحب البئر والنبع من الماء وهو أحق به من غيره، وهذه الفائدة من قوله: " مشربهم " فأضاف المشرب إلى صاحبه.

في قوله تعالى: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" فائدتان تتعلق بآداب الأكل:-

الأولى: جواز تخير الأطيب من الطعام، ويتفرع عن هذا أن العاقل لا يتخير الأدنى على الأعلى من أمور الدين من باب أولى.

والثانية: من لفظ الآية نستفيد جواز قول القائل: هذا الطعام أطيب من هذا، وذاك الطعام أدنى من ذاك، وليس في هذا اللفظ ازدراء لنعمة الله كما يُفهم من سياق الآية وتقريرها.

وقال سبحانه: "اهبطوا مصراً " لماذا قال "مصراً" ولم يقل: مصر؟

قال علماء البيان: التنوين يدل على التنكير، وعدمه يدل على العلمية، والعلم ممنوع من الصرف، يعنى لفظ (مصرَ) بدون تنوين يعني البلدة المعروفة، و (مصراً) يعني بلدة من البلدان، وهذا هو المراد.

وقال سبحانه: "ويقتلون النبيين بغير الحق" في قوله: "بغير الحق" نكتتان:-

الأولى: زيادة التشنيع عليهم.

الثانية: أن فعلهم هذا منكر حتى في معتقدهم ودينهم، فهو بغير حق حتى عندهم، وأنه لم يكن لهم فيه عذر ولا تأويل ولا جهل، قال بعض المفسرين: دل لفظ الآية على شدة التقبيح لفعلهم، فهو أولاً: قتل نبي لا أي نفس، وثانياً: قتل جماعة لا واحد، وثالثاً: كونه بغير حق. والله تعالى أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
m7madkher
مشرف
m7madkher


عدد المساهمات : 814
تاريخ التسجيل : 21/09/2011
العمر : 26
الموقع : عفاريت المدارس

لطائف من القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: لطائف من القرآن الكريم   لطائف من القرآن الكريم Emptyالخميس ديسمبر 15, 2011 6:53 pm

لطائف من القرآن الكريم 615257124

_________________
لطائف من القرآن الكريم 1e721f10cf very romantic [justify]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://afaret.jordanforum.net
 
لطائف من القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جمع القرآن الكريم
» أثر القرآن الكريم
» إحصاءات عن القرآن الكريم
»  كتب ومقالات حول القرآن الكريم
»  تفسير القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي :: الفئة الأولى :: ملتقى القرآن الكريم-
انتقل الى: