"تعتبر اكاسيد الكبريت SO2 ، SO3 أحد مصادر التلوث التي تنبعث إلى الهواء الجوي وعلى الرغم من أن نسبة ( SOx ) الموجودة في الهواء الجوي ضئيلة نسبياً إذا ما قورنت ببعض الأنواع الأخرى من الغازات ، إلا أن تأثيراتها الضارة كبيرة ومباشرة الأثر على الإنسان .
ويمثل غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO2) الجزء الأكبر من غازات اكاسيد الكبريت (SOx) ، والجزء الباقي هو غاز ثالث أكسيد الكبريت (SO3) وقد وجد أن اغلب غاز ثاني أكسيد الكبريت الناتج من المصادر الطبيعية يأتي من أكسدة غاز كبريتيد الهيدروجين ( H2S ) .
مصادر غازات أكاسيد الكبريت (SOx ) :
يمكن حصر أهم مصادر غازات الكبريت في الآتي :
1. مصادر طبيعية : متمثلة في تحلل المواد العضوية وكذلك نواتج البراكين النشطة التي تعتبر المصدر الأساسي لغاز كبرتييد الهيدروجين ( H2S) الذي يتحول بالأكسدة إلى غازات اكاسيد الكبريت(SOx ) .
2. احتراق الفحم : يحتوي الفحم الحجري على ما بين 0.2 – 7 % من وزنه كبريت مما يجعله المسئول بشكل أساسي على انبعاثات غازات اكاسيد الكبريت عند احتراقه حيث وجد أن حوالي 87 % من غازات (SOx ) المنبعثة إلى الجو يرجع إلى احتراق الفحم بصفة عامه .
3. العمليات الصناعية المختلفة : تساهم العمليات الصناعية المختلفة مثل استخلاص المعادن وصناعة حمض الكبريتيك وعمليات تكرير النفط بشكل ثانوي في انبعاثات هذه الغازات.
مخاطر و أضرار غازات اكاسيد الكبريت (SOx ):
تعتبر غازات اكاسيد الكبريت من الغازات ذات الميل الحمضي والتي تعطي مع الماء حمضاً قوياً هو حمض الكبريتيك (H2SO4) مما يجعل هذه الغازات ذات خطورة وضرر بالبيئة ويتمثل هذا الضرر في الآتي:
1. الأمطار الحمضية : كما أشرنا أن غازات اكاسيد الكبريت (SOx ) ذات ميل حمضي حيث يتحد غاز ثاني أكسيد الكبريت في طبقات الجو العليا مع الأكسجين في وجود ضوء الشمس مكوناً ثالث أكسيد الكبريت الذي يتحد مع بخار الماء مكوناً حمض الكبريتيك حسب المعادلتين
SO2 + 1/2O2 = SO3
SO3 + H2O = H2SO4
عندما يصبح الجو مهيئاً لسقوط الأمطار فإن هذا الحمض يذوب في ماء المطر ويسقط على الأرض على هيئة مطر حمضي والذي بدوره يؤثر على خواص التربة وخواص المياه الموجود على سطح الأرض وبالتالي يؤثر علي كل الكائنات الحية البحرية والنباتية والحيوانية ، كذلك تدمير الغابات بالإضافة لتخريب الآثار التاريخية.
2. زيادة أمراض الجهاز التنفسي : حيث يعمل غاز ثاني أكسيد الكبريت على تخريش الأغشية المخاطية مسبباً السعال والألم بالصدر والتهاب القصبات وضيقاً في التنفس ويعد مسئولا والى حد كبير على زيادة معدلات الربو والالتهابات الرئوية.
3. التأثير على النبات : لوحظ أن لغاز ثاني أكسيد الكبريت تأثيرات مختلفة على النبات فهو يزيل اللون الأخضر لورقة النبات ويتحول لونها بالتدريج إلى الأصفر كما ينخفض معدل البناء الضوئي بدرجة كبيرة قد تصل إلى التوقف.