حياتنا أصبحت مشوشة فمتى يعود اليها الهدوء؟!
الضجيج يضعف من إنتاج العامل وقد يؤدي إلى الموت !
</A> |
أصبح الضجيج والضوضاء جزءاً كبيراً من حياتنا اليومية في الشارع والمكتب وجلسات الاصدقاء وفي الاعراس بدون ضوابط ولاتقنين حيث اصبحت شوارع العاصمة مسرحاً للضجيج في فترة ماقبل الظهيرة حيث تطلق ابواق السيارات بدون وعي ولاضابط ولا احترام ولاحاجة الى ذلك وكذلك ورشات صناعة الالمونيوم القريبه من الاحياء السكنية لاتتوقف عن اطلاق ضجيجها في ساعات العمل دون توقف وهناك ايضاً المفرقعات التي تطلق في اوقات الليل والتي اصبحت مصدر قلق وازعاج للسكان المقيمين في مدينة صنعاء وفي غيرها من المدن وكل هذا سببه عدم الضبط أووضع قوانين تعمل على حماية الصحة السمعية للأفراد.
قوانين للقياسأما في الدول القريبة فقد تم وضع قوانين لقياس الضجيج والحد منه ، ففي سويسرا تركب اجهزة قياس في الاماكن التي يتم فيها تجاوز حدود الانبعاثات الضوضائية لتحديد مستويات الضوضاء في المناطق المأهوله وتبني الحكومة السويسرية الاسوار والحواجز واحزمة الاشجار التي تحد من الضجيج على جوانب الطرق وتركب في المباني نوافذ عازلة للصوت كما وضعت حدود للضجيج الخاص بحركة الطيران الدولي وفرضت ضرائب تعتمد على مستوياته في المطارات وفي الهند تم منع إطلاق ابواق السيارات والمفرقعات ليلاً من قبل المحكمة العليا التي أصدرت قرارها في العام الماضي.
وفي جزيرة اوكيناوا - جنوب اليابان ،صدر حكم قضائي في دعوى تلوث سمعي على الحكومة اليابانية بدفع (8.2) مليارين ياباني (7.26 مليون دولار) كتعويضات للمقيمين بالقرب من قاعدة ( كادينا) الجوية الامريكية في الجزيرة حيث يتعرضون لمستوى الضوضاء فوق (85) ديسيبل طبقاً للمعايير المعترف بها دولياً.
آثار الإزعاج
وتقول الدراسات الطبية ان الاذن لاتنزعج من صوت بمعدل (40) ديسيبل وتستطيع ان تحتمل صوتاً بمعدل (60) ديسيبل كمحادثة هادئة بين شخصين،ومن المستحسن ان يعيش الانسان في مستوى صوت لايتعدى (60) ديسيبل اما اذا زاد قوة الصوت إلى (80) ديسيبل اي مايقارب صراخ طفل فان المستمع يشعر بالانزعاج دون ان يتعرض للأذى.
ومايجدر الاشارة اليه هنا انه غالباً ماتكون للأصوات العالية اثار سلبية توازي فقدان السمع ،وحتى الضجة الخفيفة التي تسببها الثرثرة في المكتب او آلات الطباعة والتصوير تؤدي الى تدني مستوى الانتاج لدى الموظفين وضياع (15 ) في المئة من ايام العمل ،فالاصوات الحادة تفقد المرء قدرته على التركيز وتضعف انتاجيته.
كما ان التعرض المطول للاصوات العالية فوق (90) ديسيبل يقتل خلايا الأذن الداخلية ويسبب خللاً في عصب السمع وقد يكون خللاً مزمناً كما تسبب ايضاً ردة فعل عنيفة إذ يرسل الدماغ إنذاراً الى الجهاز العصبي مما يسبب تشنجاً في الأعصاب ،والضجيج يسرع الدورة الدموية بتأثير من الدماغ، حيث تتقلص الشرايين ويرتفع ضغط الدم كما يؤثر على الجهاز الهضمي وخصوصاً الغدد المكلفة في تنظيم التوازن العام كالغدتين النخامية والكظرية.
مخاطر أخرىواستنتجت دراسة اوروبية شملت (300) طفل يتعلمون في مدارس قريبة من مطارات كبرى في بريطانيا وهولندا واسبانيا ان ضجيج المطارات يضعف تعلم القراء وتنمية الذاكرة لدى الاطفال.
كما اشارت دراسة اجرتها مؤسسة ( سينتف) الاسكندنافية للأبحاث الى آثار الضجيج ومنها الاضطرابات النفسية وقلة النوم والارهاق وضعف القدرة على هضم الطعام وقرحة المعدة وسرعة الانفعال وامراض القلب والاخطر من هذا ان الضجيج الليلي يتسبب في ارتفاع خطر الموت المبكر وأكدت دراسة المانية ان معدل الوفيات بامراض ناتجة عن الضجيج يكاد يوازي معدل الوفيات في حوادث المرور في المانيا اذ لايقل عدد ضحايا الضجيج عن (300) شخص سنوياً .