مصطفى دعمس المدير العام - الأستاذ مصطفى دعمس
عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
| موضوع: التعلم الذاتي - أهميته - أساليبه الأحد ديسمبر 02, 2012 9:43 pm | |
| التعلم الذاتي - أهميته - أساليبه
العصر الذي تعيش فيه مليء بالمتغيرات الكثيرة المعاصرة ومجمعات التعلم وقد انعكست هذه المفاهيم على التعلم الذاتي ومنه جاء التعلم الذاتي ووصفة أسبابه لهذه المتغيرات وفي وصفه أساس للتعلم وأصبح له (أي التعلم الذاتي).. أهميه فائقة جديدة لها متضمنات هائلة بالنسبة للمؤسسات والجماعات والإفراد. وان التعلم الذاتي تعلم دائم لأنه يستجيب بايجابيه للتغير لكونها معها أو منها أواحد أفرادها.
أن المعرفة والتطوير نشأت معها حاجات للتعلم الذاتي وهي أن نفهم المعرفة ونستوعبها ونتعرف على مصادرها.
ونجيد معالجتها ونتقن مهاراتها ونحسن توظيفها واستثمارها ونتعلم كيفية مشاركة الآخرين بها.
وهذا يتطلب من الفرد ان يكون متهيئا ومستعدا لتعلم دائم مقبلا علية ومتفاعلا معه ومن المفاهيم الحديثة التي رافقت ثورة وتكنولوجيا المعلومات وعصر المعرفة مفهوم .
التعلم المؤسسي: ( وهي العملية التي تحصل فيها المؤسسة على المعرفة مستخدمة احدث الأدوات والقيم ) .
ولهذا التعلم المؤسسي أهمية كبيرة فهو الذي يميز أي مؤسسة ويعمل باستمرار على توسيع مقدرتها أن تخلق مستقبلا.
لكن ما لمقصود بالتعلم الذاتي؟
يعد التعلم الذاتي واحد من الأنماط التي بدأت في الانتشار حول العالم مدفوعة بحاجة الفرد إلى التعلم .
فهو من أهم أساليب التعلم التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً، وتزويده بسلاح هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم، وهو نمط من أنماط التعلم الذي نعلم فيه التلميذ كيف يتعلم ما يريد هو بنفسه أن يتعلمه .[1]
و تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على أهمية التعلم الذاتي الذي ينقل محور اهتمام العملية التعليمية من المادة الدراسية إلى التلميذ نفسه ويسلط عليه الأضواء ليكشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية بهدف التخطيط لتنميتها وتوجيهها وفقا لوصفة تربوية خاصة بكل تلميذ على حدة لتقابل ميوله الخاصة وتتمشى مع حاجاته الذاتية واستعدادات نموه ولتحفز دوافعه ورغباته الشخصية ليتمكن بذلك من الوصول إلى أقصى طاقاته وإمكاناته الخاصة به .
وقد بدأ التعلم الذاتي في أوروبا وذلك على يد الطبيبة الإيطالية” ماريا مونتيسوري” التي طورت في أوائل القرن الـ20 الميلادي أسلوبا جديدا في التعليم يشجع الطفل على التعلم بنفسه ويكون فيه الطفل هو المعلم والمتعلم في آن واحد، وقد أعدت مونتيسوري غرفة تربوية للتعلم الذاتي تم تجهيزها بكل ما يحتاج إليه التلاميذ لتطوير مهاراتهم العملية واللغوية والرقمية والحسية.[2]
تعريف التعلم الذاتي :
النشاط الواعي للفرد الذي يستمد حركته ووجهته من الانبعاث الذاتي والاقتناع الداخلي والتنظيم الذاتي بهدف تغييره لشخصيته نحو مستويات أفضل من النماء والارتقاء .″ وهنا نجد أن طلعت منصور يجعل أن من شروط هذا النشاط الذي تقوم به المتعلم هو أن يكون نشاطا واعياً بمعنى أنه مقصود وله هدف من جانب المتعلم .[3]
و في تعريف آخر هو العملية الإجرائية المقصودة التي يحاول فيها المتعلم أن يكتسب بنفسه القدر المقنن من المعارف والمفاهيم والمبادئ والاتجاهات والقيم والمهارات والممارسات التي تحددها البرامج المطروحة من خلال التقنيات التعليمية المتمثلة في الكتب المبرمجة والرسائل وآلات التعلم والتقنيات المختلفة كالإذاعة والتليفزيون والمسجلات الصوتية وغيرها من التقنيات الحديثة المصممة على أساس استكشاف القوانين العلمية التي تحكم ظاهرة تغيير السلوك وتفسيره. [4]
و قد أشار رونتري إلى أن التعلم الذاتي هو النشاط التعليمي الذي يتم عن طريق قيام المتعلمين بتعليم أنفسهم بأنفسهم عن طريق التعليم المبرمج ، أو أي مواد تعليمية أخرى لتحقيق أهداف واضحة دون تدخل المدرس .
أهمية التعلم الذاتي :
(1) إن التعلم الذاتي كان وما يزال يلقى اهتماما كبيراً من علماء النفس والتربية ، باعتباره أسلوب التعلم الأفضل، لأنه يحقق لكل متعلم تعلما يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعيته للتعلم .
(2) يأخذ المتعلم دورا إيجابيا ونشيطاً في التعلم .
(3) يمّكن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة .
(4) إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم .
(5) تدريب التلاميذ على حل المشكلات ، وإيجاد بيئة خصبة للإبداع .
(6) إن العالم يشهد انفجارا معرفيا متطورا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم وطرائقها مما يحتم وجود استراتيجية تمكن المتعلم من إتقان مهارات التعلم الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة وحتى مدى الحياة .
مبـررات التعلـم الــذاتي :
إن كثرة الطلاب أعجزت عن قيام المدرسة بمسؤولياتها كما ينبغي كما أن ضعف مستويات المعلمين وخريجي الجامعات العلمي والمسلكي أثار فكرة تعليم الطالب نفسه بنفسه .
بالإضافة إلى أن التربية المعاصرة بدأت في إعفاء المعلم من واجباته الروتينية وحملته مسؤوليات أخرى .
أساليب التعلم الذاتي :
- هناك العديد من التقسيمات لأساليب التعلم الذاتي، والتعلم الفردي أشار كمب kemp 1977 إلى أن التعليم الفردي ينقسم إلى أنماط عديدة منها:
التعلم الذاتي، الدراسة المستقلة، التعلم بالخطو الذاتي، والتعلم الفردي الجماعي.
- كما عرض طاهر عبد الرازق أنماطا أخرى من التعلم الفردي :
منها الدراسة الموجة ذاتيا، برامج مركزة حول المتعلم، التعليم المحدد من جانب الطالب، مما يؤدي إلى أن التعليم الذاتي نوع من أنواع التعلم الفردي.
- كما أشار أحمد منصور إلى العديد من أساليب التعلم الذاتي :
مثل الرزم التعليمية أو الحقائب التعليمية متعددة الوسائل، الخطو الذاتي عن طريق وسيلة واحدة، الوحدات المصغرة للتدريس (الموديل) التعليم المبرمج أعماله بأنواعه، البرامج المتفرعة، البرامج الخطية، البرامج الأفقية،التعليم المصغر الذاتي،التعليم بالمراسلة (وتأخذ صورتين، مرشد للدراسة ، والبرامج الشاملة ) التعليم المنزلي أو الجماعة المفتوحة، الألعاب التعليمية .[5]
الخلط بين مفهوم التعلم الذاتي ومفهوم تفريد التعليم :
من الملاحظ وجود خلط بين مفهوم التعلم الذاتي ومفهوم تفريد التعليم ، على الرغم من وجود فرق بينهما ، حيث ان تفريد التعليم يقصد به تحليل خصائص الفرد وأساليبه فى التعلم ، تحليل مستوى قدراته وخبراته ومعارفه السابقة ، أي مراعاة خصائص الفرد فى كل جوانبه ، ثم تصميم برامج تعليمية تتناسب مع قدرات هذا الفرد ، وهذه البرامج لا تعتمد بالضرورة على التعلم الذاتي ، فمن الممكن إعداد برنامج تعليمي مصمم لفرد واحد بهدف معالجة نواحي الضعف عنده وإثراء قدراته ، وهذا البرنامج ليس بالضرورة أن يتم تنفيذه بأسلوب التعلم الذاتي ، أي أن الفرد لا يشترط أن يكون هو الذي يقوم بتحصيل المادة وتعلمها ، وإنما قد يساعده المدرس أو احد الرفاق ، وطالما كان هذا البرنامج يراعى الخصائص الفردية للمتعلم ، فهو برنامج مفرَد .
- أي أن تفريد التعليم يقصد به ” تقديم تعليم يراعى الفروق الفردية بين المتعلمين ، وهو برنامج تعليمي يمد كل متعلم بمقررات دراسية تتناسب مع حاجاته وادراكاته واهتماماته ، ويكون كل متعلم حرا في اختيار المادة التي تناسبه ، ويتفاعل مع البيئة التعليمية وفقا لقدراته وبطريقته الخاصة “[6]
أنماط التعلم الذاتي :
التعلم الذاتي المبرمج :
يتم بدون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه باكتساب قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال وسائط وتقنيات التعلم ( مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو جزء من مادة ) ، وتتيح هذه البرامج الفرص أمام كل متعلم لأن يسير في دراسته وفقاً لسرعته الذاتية مع توافر تغذية راجعة مستمرة وتقديم التعزيز المناسب لزيادة الدافعية ، و ظهرت أكثر من طريقة لبرمجة المواد الدراسية :-
أ – البرمجة الخطية :
وتقوم على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطارا وتتوالى في خط مستقيم وتقدم الأسئلة بحيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار التالي حيث يجد الإجابة الصحيحة ثم يتابع وهكذا …
ب – البرمجة التفريعية :
وهنا الإطارات تتصل بإطارات فرعية تضم أكثر من فكرة ، ويكون السؤال من نمط الاختيار من متعدد ، والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار التالي في التتابع الرئيسي ، وإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذي يفسر له الخطأ من بين الإطارات الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد المرور على الإطار العلاجي يعود إلى الإطار الرئيسي ويتابع .[7]
المراجع :
- طلعت منصور، التعلم الذاتي وارتقاء الشخصية ، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1977 م .
- احمد جاسم الساعي ، نجاح محمد النعيمي ، تطوير برامج التعلم الذاتي باستخدام بعض انماط الاختبارات الموضوعية ، 2001 م ، رسالة الخليج العربي ( ربيع الاول 1422 ، مايو 2001 ) .
- توفيق أحمد مرعي ، محمد محمود الحيلة ، تفريد التعليم دار الفكر ،الأردن ، 1998 م
- د. صلاح عبد السميع ، كلية التربية ، جامعة حلوان ، مصر ، http://slah.malware-site.www/beh.htm
- علي محمود ، 2006 م ، الحوار المتمدن ، العدد : 1700 ، happyfreeworld@yahoo.com
- محمد رضا البغدادى ، التعليم المبرمج ، الكويت ، 1982 م .
- السيد البحيري ، مقالة في التعلم الذاتي ، 2008 م ،
http://www.almekbel.net/main/modules.php?name=News&file=article&sid=85&mode=thread&order=0&thold=0
[1] : ( مرعي و الحيلة ، 1998 م )
[2] : (علي محمود ، 2006 م )
[3] : ( منصور ، 1977 )
[4] : (الساعي والنعيمي ، 2001 )
[5] : ( البحيري ، 2008 م )
[6] : ( البغدادى ، 1982 م )
[7] : (د. صلاح عبد السميع ، 2006 م )
| |
|