الاسعافات الأولية

الاسعافات الأولية

قد تجد نفسك وأنت في مكان العمل أو المدرسة أو المنزل أو الشارع أو أينما كنت تقف وجهاً لوجه أمام شخص عزيز عليك أباً كان أو ابناً أو قريباً أو صديقاً أو حتى شخصا لا تعرفه.
قد تعرض لجرح،نزيف، كسر،صدمة، أو لنوبات مرض ما، فهل فكرت ماذا ستفعل؟
هل ستقف عاجزا عن تقديم بعض الاسعافات الاولية التي قد تنقذ حياته حتى يتم نقله إلى أقرب مستشفى أو عيادة طبية لتلقي العلاج المناسب.
إن الاسعافات الاولية على الرغم من أنها علاج مؤقت لأي أزمة أو حالة إلا أنها قد تنقذ حياة الإنسان.
ولهذا فيجب على كل شخص منا التعرف على مبادئ الاسعافات الاولية ووسائلها وكيفية التعامل مع المصاب

ما هي الاسعافات الأولية:

الإسعافات الأولية هي الرعاية والعناية الأولية والفورية والمؤقتة التي يتلقاها الإنسان نتيجة التعرض المفاجئ لحالة صحية طارئة
أدت إلى النزيف أو الجروح أو الكسور أو الإغماء .. إلخ لإنقاذ حياته وحتى يتم تقديم الرعاية الطبية المتخصصة له بوصول الطبيب لمكان الحادث أو بنقله إلى أقرب مستشفى أو عيادة طبية.

أهمية الاسعافات الأولية:

إنقاذ حياة الأشخاص وإزالة خطر الموت عنهم، خصوصاً في الحالات الطارئة جداً التي تتطلب تدخلاً سريعاً وعاجلاً لإنقاذ حياة الشخص المصاب.
منع حدوث أي مضاعفات خطيرة للمريض وإزالة الضرر عنه قدر المستطاع لحين وصوله إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.
تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمصابين وتشجيعهم على تحمل الألم لحين وصول فرق الإنقاذ المتخصصة أو لحين وصول المصابين إلى المستشفى، مما يُسهم في بث الطمأنينة في نفس الشخص المصاب.
مساعدة الفرق الطبية المتخصصة في تقييم حالة المصابين ومعرفة نوع العلاج الذي يحتاجونه أو معرفة نوع المرض الذي أصابهم، ومعرفة الظروف الخاصة المحيطة بهم كأن يكونوا يعانون من أمراض مزمنة مثلاً.
منع تفاقم الأعراض التي تصيب المريض وإيقاف تطورها مثل حالات النزيف أو الكسور الصعبة مثل كسور العمود الفقري، أو دخول المصاب في غيبوبة نتيجة هبوط السكر في الدم مثلاً.

أشهر حالات الإسعافات الأولية و كيفية التعامل معها:

الاسعافات الأولية و الاختناق

يحدث اختناق الشرقة عندما يعلق جسم غريب في الحلق أو القصبة الهوائية بحيث يُعيق مرور الهواء.
لأن اختناق الشرقة يمنع وصول الأُوكسجين إلى الدماغ عليك القيام بالإسعافات الأولية بأسرع ما يُمكن
إذا كان مجرى الهواء مغلقاً جزئياً، بحيث يكون الشخص قادراً على الكلام أو البكاء أو السعال أو التنفس
حيث يكون البالغ أو الطفل فوق عمر السنة قادرين على إزالة الانسداد بأنفسهم.

وهذه أهم النصائح والخطوات لتقديم المساعدة لشخص بالغ أو لطفل فوق عمر السنة يعاني اختناقاً خفيفاً:

حاول أن تجعل الشخص يستمر في السعال ليحاول إزالة الإنسداد.
أزل أي عائق واضح من فم المصاب مستخدماً بنصرك وخنصرك وإبهامك لإمساك العائق.
كن مستعداً للمساعدة في حال أصبح مجرى التنفس مسدوداً كلياً أو أصبح الاختناق حاداً.

عندما يكون الاختناق حاداً، فلن يكون المختنق قادراً على الكلام أو البكاء أو التنفس
وبلا مساعدة مناسبة، سينتهي الأمر بالمصاب فاقداً للوعي.

وهذه أهم النصائح والخطوات لتقديم المساعدة لبالغ أو لطفل فوق عمر السنة يعاني اختناقاً حاداً:

قف برفق خلف الشخص من جانب واحد. إذا كنت تستخدم اليد اليمنى قف إلى يساره.
وإذا كنت تستخدم اليسرى قف إلى يمينه.
أسند صدر المصاب بيد واحدة، ثم قم بإمالة المختنق إلى الأمام حتى يخرج ما يسبب الانسداد من فمه.
و ذلك بدلاً من النزول إلى الأسفل أكثر.
قم بضرب الشخص بمقدار خمس ضربات حادة بين كتفيه مستخدماً كعب يدك.
توقف بعد كل ضربة لترى إذا ما كان الإنسداد قد زال.
إذا لم يكن قد زال، أضغط على البطن عدد ضغطات أقصاه خمس ضغطات.
توقف بعد كل ضغطة لترى إذا كان الإنسداد قد زال.

ضغطات البطن هي تقنية للطوارئ لإزالة انسداد في مجرى التنفس لشخص بالغ أو طفل يختنق تجاوز عمره السنة، وتعرف أيضاً باسم هيمليش مانوفر.

وهذه هي الخطوات الصحيحة لعلاج الاختناق هنا:

قف خلف الشخص الذي يختنق.
ضع ذراعيك حول خصره وأمله جيداً إلى الأمام.
ضم قبضتك وضعها فوق سرة بطن الشخص مباشرة.
ضع يدك الأخرى إلى أعلى ثم اضغط بيديك الاثنتين إلى الخلف على بطن المصاب.
وفي حركة قوية إلى أعلى حتى خمس مرات، ثم انظر إذا كان الانسداد لا يزال موجوداً.
كرر القيام بما ذكر حتى يخرج ما يسد الحلق من الفم.

الاسعافات الأولية مع ارتفاع درجة الحرارة

الحمى هي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم الداخلية، و تكون عادةً مؤشر على وجود التهاب أو مرض.
فالحرارة المرتفعة عبارة عن عَرَض و مؤشر لوجود مشكلة صحية و ليس مرض بحد ذاته.
حيث ترتفع درجة حرارة الجسم كجزء من دفاع الجسم ضد العدوى و كرد فعل طبيعي لوجود الالتهاب أو المشكلة الصحية و مقاومتها.
إن المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم يتراوح بين 36.1 – 37.2 درجة مئوية.

متى تُعتبر درجة حرارة الجسم مرتفعة؟

تُشير القراءات التالية لميزان الحرارة لوجود الحمّى عندما:

إذا كانت درجة الحرارة التي تم قياسها عبر الشرج أو الأذن أو الشريان الصدغي (الجبهي) 38 درجة مئوية أو أعلى.
و إذا كانت درجة الحرارة التي تم قياسها عبر الفم (تحت اللسان) 37.8 درجة مئوية أو أعلى.
أما إذا كانت درجة الحرارة تحت الإبط 37.2 درجة مئوية أو أعلى.

لكن لا يُعتبر مدى ارتفاع درجة الحرارة مؤشراً على شدة المرض، لذلك يجب الانتباه للأعراض المرافقة للحمّى.
لعلاج الحرارة المرتفعة بشكل نهائي، يجب معرفة سبب الحرارة أولاً، فإذا كان نتيجة التهاب فيروسي أو بكتيري أو خلل هرموني أو غيرها من الأسباب، لكل حالة علاج معين.

لكن لخفض درجة الحرارة سريعاً يجب القيام بالخطوات التالية لحين معرفة السبب الأساسي و علاجه.

ارتداء ملابس خفيفة و مريحة.
الحصول على كمية كافية من الراحة.
أخذ حمام دافئ قليلاً أو استخدام كمادات باردة لخفض الحرارة.
و يفضل وضع الكمادات على جبهة المريض و تحت الإبطين و على جانبي الرقبة و الفخذين.
تناول كمية وفيرة من الماء و السوائل الباردة لترطيب الجسم و تجنب الجفاف.
و في بعض الحالات يتطلب الأمر لإعطاء السوائل عبر الوريد.
تناول مادة الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين و نابروكسين. تساعد هذه الأدوية في التحكم في الألم و خفض الحرارة العالية.

الاسعافات الأولية مع الجروح و النزيف

عند حدوث إصابات شديدة مصحوبة بنزيف حاد، فقد يؤدي هذا لعواقب خطيرة

وبالتالي فإنه يستلزم اتخاذ الإجراءات التالية على الفور:

قم بإزالة أي أوساخ أو بقايا واضحة عن الجرح

فقط قم بإزالة الأوساخ الظاهرة، ولا تقم بإزالة الأجسام الكبيرة أو المغروسة بعمق داخل الجسم، ولا تفحص الجرح أو تحاول تنظيفه، ووظيفتك الأولى هي إيقاف النزيف، وارتدِ القفازات الواقية المعدة للاستخدام مرة واحدة في حال توافرها

قم بإيقاف النزيف

ضع ضمادة معقمة أو قطعة قماش نظيفة على الجرح، واضغط على الضمادة بقوة براحة يدك للتحكم في النزيف، وحافظ على الضغط من خلال “تعصيب” الجرح بضمادة أو بقطعة قماش نظيفة بشكل محكم، وقم بربط الجرح بشريط لاصق، واستخدم يديك في حال عدم توفر أي شيء آخر

ساعد الشخص المصاب على الاستلقاء، ويُفضل أن يكون على سجادة أو بطانية لمنع فقدان حرارة الجسم.. وإن أمكن، ارفع ساقيه.
لا تقم بإزالة الشاش أو الضمادة

في حالة تسرب النزيف من الشاش أو قطع القماش الأخرى الموجودة على الجرح، فقم بوضع ضمادة أخرى أعلى الضمادة الحالية، واستمر في الضغط بقوة على المنطقة.

ثبت الجزء المصاب من الجسم بمجرد توقف النزيف

اترك الضمادات في مكانها واذهب بالشخص المصاب إلى غرفة الطوارئ في أسرع وقت ممكن.

الاسعافات الأولية مع لسعة النحلة

خلال لعب الأطفال في الحدائق والمتنزهات يكونوا عرضة للدغات النحل و الدبابير.
و التي غالباً ما يمكن التعامل معها بشكل بسيط يضمن تخفيف الألم وتقليل الآثار الناتجة عن اللدغة.
في معظم الحالات تكون الأعراض بسيطة، عبارة عن ألم، أو إحمرار، أو تورم، أو حكة مكان اللسعة أو العضة التي غالبا ما تنتهي خلال يوم.
في حالات بسيطة قد يكون الطفل لدية حساسية من سموم تلك اللدغات و أعراض هذه الحساسية كالتالي:

الشعور بالدوار، أو فقدان فى الوعى.
سرعه نبض القلب.
الإصابة بالصدمة، وانخفاض حاد في الدورة الدموية. صعوبة في التنفس، وتضخم في الحلق.

يمكن للإسعافات الأولية التالية أن تساعد على علاج لسعة النحل والدبابير في الأطفال:

ابتعاد الطفل عن المكان الذى يكون فيه النحل أو الدبابير لحمايته.
إزالة أجزاء الحشرة من جسم الطفل بأصابع اليد فى أسرع وقت. تطهير مكان اللدغة باستخدام االبيتادين أو بالماء والصابون.
وضع الثلج على المنطقة المصابة.
استخدام مضادات الهيستامين بالجرعات المناسبة للأطفال إذا كانت هناك حكة شديدة.
و استخدام بعض المسكنات البسيطة مثل البارسيتامول إذا كان الألم شديد.
أيضا استخدام المضادات الحيوية اذا كان هناك عدوى مكان الجرح.

عضة الحيوان

ممكن أن تساعد هذه الإرشادات على تقديم الرعاية في حالة الإصابة بالعضات البسيطة من الحيوانات:

ينبغي غسل الجرح كله جيدًا بالماء والصابون.
ينبغي وضع كريم المضاد الحيوي وتغطية العضة بضمادة نظيفة.

اطلب العناية الطبية الفورية إذا:

كان الجرح عميقًا أو إذا لم تكن متأكدًا من مدى خطورته.
الجلد ممزق بشدة أو مسحوق أو ينزف بقدر كبير — استخدم الضغط أولاً بضمادة أو قطعة قماش نظيفة لإيقاف النزيف.
لاحظت زيادة في تورم أو احمرارًا أو ألمًا أو حكة، وهي علامات تحذير من حدوث عدوى.
كنت لديك أسئلة عن خطر إصابتك بداء الكلب أو الوقاية منه.
إذا كانت العضة ناتجة عن قطة أو كلب، فحاول أن تتأكد من أن تطعيم داء لكلب للحيوان حديث.
إذا كانت العضة من حيوان بري، فاطلب استشارة من طبيبك بشأن الحيوانات الأكثر ترجيحًا أن تنقل داء الكلب.

الخلاصة من الاسعافات الأولية

إن الاسعافات الاولية على الرغم من أنها علاج مؤقت لأي أزمة أو حالة إلا أنها قد تنقذ حياة الإنسان.
يجب على كل شخص منا التعرف على مبادئ الاسعافات الاولية ووسائلها وكيفية التعامل مع المصاب.
في هذا المقال نوضح أشهر حالات الإسعاف الأولية و كيفية التعامل معها في المنزل و لحين الوصول إلي الطبيب.

» الاسعافات الأولية بالصور
» اهم الاسعافات الاولية للاطفال
» الأجسام الغريبة المبلوعة: الإسعافات الأولية
» الأعمدة الأولية و الأعمدة الثانوية