الاختبارات :
القياس عملية تمكن الاختصاصي في ميدان التربية الخاصة من الحصول على معلومات كمية عن ظاهرة ما كما أنه عملية منهجية في الملاحظة وجمع المعلومات تستعين بوسائل وأساليب متنوعة تتم في مواقف اختبارية وتستغرق فترة قصيرة نسبيا غير أنه يمكن جمع الكثير من هذه المعلومات في ظروف عادية ولكن لمدة أطول .
وفي هذا الاطار ينبغي التركيز على إبراز بعض المفاهيم المتداولة كمفهوم الاختبار والامتحان والتقنين والتحصيل والاستعداد والمفهوم الإجرائي والسمة والخاصية والمهارة والمتغيرات وتصنيفاتها والخطة التربوية الفردية والأساليب الإحصائية وغيرها من المفاهيم التي سوف يتم التعريف بها في هذا الفصل .
فالاختبار هو إجراء منظم لقياس عينة من السلوك أو إجراء منظم لملاحظة ووصف سمة أو أكثر من سمات الفرد بالاستعانة بمقياس أو نظام معين .
وهو أيضا عبارة عن مجموعة من المثيرات وضعت لتقيس بعض المعطيات العقلية والخصائص النفسية بطريقة كمية أو كيفية وتؤدي هذه المثيرات إلى إحداث استجابات يمنح على أساسها الأفراد درجات معينة .
وهو أيضا طريقة منظمة لتحديد وتعيين درجة امتلاك الفرد لسمة معينة من خلال الاستجابة لعينة من المثيرات التي تمثل السمة .
ويحدث أحيانا الخلط بين مفهومي الاختبار والامتحان إذ أن الاختبار أشمل من الامتحان ويتعلق الامتحان بقياس الأداء في المجالات التحصيلية .
ومن ناحية أخرى يحدث التباين بين مفهومي الاختبارات والمقاييس فالاختبار أداة لقياس القدرات وخصائص الشخصية وهي تتطلب الابداع والتفكير الواضح والشك العلمي الحذر لمن أراد أن يستخدمها استخداما مفيدا .
وحتى تساعد الاختبارات أصحاب القرار على اتخاذ القرار المناسب يجب أن تتوفر فيها العديد من الشروط وأهم تلك الشروط صدق الاختبار وثباته بالإضافة إلى شروط أخرى تبدو في كلفة الاختبار وإجراءات تطبيقه وتصحيحه وتفسير نتائجه .
الصدق والثبات :
الصدق : يقصد بصدق الاختبار أن يقيس الاختبار ما وضع من أجله أي مدى صلاحية الاختبار لقياس هدف أو جانب محدد .
وتبدو هذه الصلاحية في أشكال متعددة منها صدق المحتوى والصدق التلازمي والصدق التنبئي وصدق البناء وصدق المحك وصدق المحكمين وفيما يلي تعريف يهذه الأنواع من الصدق .
1- صدق المحتوى : بقصد به مدى تطابق فقرات المقياس مع مضمون أو محتوى أو هدف الاختبار ويسمى هذا النوع من الصدق أحيانا بالصدق الظاهري والذي يعنى مدى تطابق اسم الاختبار مع محتواه .
كما يسمى أحيانا بصدق العينة من السلوك والذي يعني مدى تمثيل فقرات الاختبار لعينة من مظاهر السلوك الممثلة للسلوك المراد قياسه .
ويمكن التحقق من صدق محتوى الاختبار باتباع أسلوب مراجعة المحكمين حيث يطلب إلى عدد من الحكمين ومن ذوي الاختصاص مراجعة فقرات الاختبار للحكم على مدى مطابقة فقرات الاختبار لمحتواه وأهدافه ومراجعة مدى وضوح العبارات .
2- الصدق التلازمي : يقصد به مدى التطابق أو الارتباط بين الأداء على فقرات الاختبار الحالي والأداء على فقرات اختبار آخر ثبت صدقه في نفس الوقت أو خلال فترة زمنية قصيرة ويطلق على هذا النوع من الصدق أحيانا بصدق المحك .
3- الصدق التنبئي : بقصد به مدى التطابق أو الارتباط بين الأداء على فقرات الاختبار الحالي والأداء على فقرات اختبار آخر يجري في المستقبل ويطلق عليه أحيانا بصدق المحك .
4- صدق البناء للاختبار : يقصد بهذا النوع من الصدق مدى العلاقة بين الأساس النظري للاختبار أو الخلفية النظرية التي انطلق منها الاختبار وبين فقراته ويطلق عليه أحيانا بصدق المفهوم أو صدق التكوين الفرضي .
5- الثبات : يقصد بثبات الاختبار أن يعطى الاختبار نتائج متماثلة أو متقاربة في قياسه لمظهر من مظاهر السلوك إذا ما استخدم ذلك الاختبار أكثر من مرة وتحت نفس الظروف ويحسب معامل الثبات بطرق متعددة منها :
طريقة الاتساق الداخلي وطريقة الصور المتكافئة وطريقة الإعادة وطريقة اتفاق المقيمين وكطريقة الخطأ المعياري وفيما يلي تعريف بأنواع الثبات تلك :
· طرق الاتساق الداخلي : من طرق حساب معامل الاتساق الداخلي طريقة التجزئة النصفية وطريقة حساب الثبات بدلالة الأداء على الفقرة وذلك باستخدام معادلة كيودر ريتشاردسون رقم 20 و 21 كما تستخدم معادلة كرونباخ ألفا في حساب الثبات وفق هذه الطريقة .
· طريقة الصور المتكافئة : في طريقة الصور المتكافئة تصمم صورتين متكافئتين للاختبار بحيث يطبقان على نفس العينة ويحسب معامل الارتباط بين الأداء على الصورتين ويسمى معامل الثبات في هذه الحالة باسم معامل ثبات الصور المتكافئة للاختبار .
· طريقة الإعادة : في طريقة الإعادة يطبق الاختبار على عينة من الأفراد ثم يعاد تطبيقه بعد فترة من الزمن ثم يحسب معامل الارتباط بين الأداء في التطبيق الأول والتطبيق الثاني ويسمى معامل الثبات وفق هذه الطريقة باسم الثبات بطريقة الإعادة .
· طريقة اتفاق المقيمين : في طريقة اتفاق المقيمين يحسب معامل الثبات عن طريقة حساب معامل الارتباط بين تقييم المقيمين لنفس المجموعة من الأفراد وتسمى هذه الطريقة أيضا باسم طريقة ثبات المصححين .
· طريقة الخطأ المعياري : في طريقة الخطأ المعياري يطبق الاختبار أكثر من مرة على العينة ويحسب الخطأ المعياري فكلما كان الخطأ المعياري كبيرا كلما كان معامل الثبات متدنيا والعكس صحيح .
وغالبا ما يتساءل البعض عن معامل ثبات الاختبار الذي يعتبر مقبولا إلا أنه لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال .
فمعامل الثبات الأدنى يجب أن يكون 90 لاتخاذ قرارات حول الطالب و80 لأدوات المسح الأولى و60 للاختبارات الجمعية التي تستخدم لأغراض إدارية .
في حين ذهب البعض إلى أن الاختبارات التي تكون درجة ثباتها ما بين 50 – 60 تكون مقبولة لإجراء دراسات معينة ولكن درجة الارتباط البالغة 95 تعتبر مرغوبة للاختبارات المستخدمة في تطبيق بعض القرارات المتعلقة بوضع الطلاب في الأماكن التعليمية حيث أن معامل الثبات الذي يقل عن 95 لن يكون مقبولا ( الروسان , 1999 , أبو زينة , 1992 , هارجروف وبوتيت , 1988 ) .
أنواع الاختبارات :
الاختبار كما ذكرنا سابقا أداة تقييم تضم سلوكيات مختارة تمثل الصفة أو المجال المراد قياسه وتصنف الاختبارات عادة إلى نوعين : الاختبارات الرسمية والاختبارات غير الرسمية بيانها كالتالي :
· الاختبارات الرسمية : تصمم الاختبارات الرسمية للمجموعات والأفراد وتعتبر إجراءات تطبيقها وتصحيحها محددة ولا تسمح بأي مجال من مجالات الإبداع من قبل المعلم أو أخصائي التشخيص وتستخدم مثل هذه الاختبارات عندما يرغب المعلم أو أخصائي التشخيص بمقارنة الطالب بالطلاب الآخرين الذين يشبهونه وتستخدم غالبا لأغراض المسح الأولى وتحديد الأهلية في التربية الخاصة .
وتصنف الاختبارات الرسمية إلى اختبارات الذكاء واختبار القدرات واختبارات التحصيل معيارية المرجع والاختبارات محكية المرجع والاختبارات التشخيصية .
· الاختبارات غير الرسمية : هي ذلك النوع من الاختبارات التي ليس لها معيار أو محك مرجعي وتهدف إلى التعرف على أداء الطالب على المهارة التي يقيسها الاختبار دون الاهتمام بمقارنة أداء الطالب بأداء الآخرين .
وتبنى الاختبارات غير الرسمية عادة على المنهاج الدراسي وقد تكون منشورة أو مطورة من قبل المعلم أو أخصائي التشخيص أو مطوري المنهج ويستخدم معظمها غالبا في الأنشطة التشخيصية وذلك من أجل تحديد جوانب القوة وجوانب الاحتياج وتقرير الاستراتيجيات التدريسية المناسبة .
المقاييس :
الاختبارات والمقاييس أدوات صممت من أجل أغراض إنسانية وهي بمفردها لا تحسم حوارا نظريا ولا تحل مشكلات اجتماعية ولا تعالج مرضا ولا تعلم من أراد التعلم ولكنها في أيدي الأخصائيين الماهرين الذين يفهمونها تستطيع أن تساعدنا في جميع هذه المهام .
وإذا كان الاختبار مرتبطا أكثر بقياس الأداء في المجالات المعرفية ( الذكاء والاستعدادات والتحصيل ) فإن المقياس أداة قياس للجوانب المعرفية وكذلك الوجدانية أو تلك التي يتم قياسها على سلم يتألف من عدد من البدائل وهو أيضا طريقة منظمة للمقارنة بين شخصين أو أكثر في ناحية أو خاصية معينة من السلوك والمستهدف منها هو تقدير الأشياء والمستويات تقديرا كميا وفق إطار معين من المقاييس المدرجة .
وذلك اعتمادا على الفكرة السائدة بأن كل ما يوجد يوجد بمقدار وكل ما له مقدار يمكن قياسه .
ولأن الكثير من مفاهيم وخصائص علم النفس لا تخضع للإدراك الحسي المباشر لذلك تستخدم ما نسميه المكون الافتراضي ذلك أن العديد من المفاهيم النفسية هي من قبيل المكونات الافتراضية مثل مفهوم الذكاء فهو مفهوم افتراضي حيث نفترض أنه يوجد عند الإنسان شيء اسمه الذكاء حتى نستطيع أن نفسر سلوك الفرد وما يتسم به هذا السلوك من خصائص أو سمات أو شذوذ أو سواء .
فالمكون الافتراضي مفهوم نفترض وجوده لنفسر به الظواهر العلمية المختلفة مثل الجاذبية والمغناطيسية والمكونات الافتراضية في علم النفس هي مفاهيم هذا العلم الأساسية فاتقان مهارات القياس والتجريب تفيد القارئ شخصيا لأنها تساعده على تنمية مهارات عقلية أخرى كالموضوعية والدقة والاستدلال والحياد والملاحظة الواعية والاستنتاج والاستقراء والمقارنة والنقد والتطبيق والتحليل والتركيب .
وعلى العموم فهي تساعد في تنمية قدرات التفكير العلمي المنظم والتفكير الناقد وهي مفيدة للباحث لأنها تستطيع أن تعطيه مبادئ مفيدة في التحصيل العلمي وفي حل كثير من المشكلات الدراسية التي تواجه الطلاب .
فالقياس من أهم أدوات العلم الحديث في جميع العلوم لقياس الظواهر الطبيعية وتقديرها تقديرا كميا دقيقا وفي العلوم النفسية والتربوية يقوم القياس العقلي على أساس وجود الفروق الفردية بين الناس في الذكاء والقدرات والمواهب والميول ووجود هذه الفروق الفردية أوجب قياسها قياسا كميا ورقميا دقيقا .
وتتوقف دقة ما نحصل عليه من نتائج على دقة أدوات القياس المستعملة في الاجراءات فالقياس هو التعبير الكمي عن الخصائص أو السمات أو الأحداث بناء على قوانين أو قواعد محددة والمعروف أن التعبير الكمي عن السمة يفيد في تقدير شدة وجودها من ناحية ويساعد في إجراء المقارنات بشكل أكثر دقة من ناحية أخرى.
وهو أيضا أساس القواعد في استخدام الأعداد بحيث تدل على الأشياء بطريقة تشير إلى كميات تعبر عن الصفة أو الخاصية وهو أيضا عملية تحويل الظواهر النوعية إلى كمية نسبة إلى معايير محددة ويقصد هنا تحويل الخاصية أو السمة إلى كم أو إلى رقم .
فالخاصية مفهوم إدراكي وكمي لا يتوفر في كل الأوقات ولكل الأفراد بالرغم من وجودها في حياتنا اليومية الجاذبية الأحلام زلات اللسان الاستجابات الشرطية المختلفة ... الخ
كما أنها تعبر عن صفة أو نوعية أو ميزة يفترض وجودها عند عامة الناس مع افتراض أنها لا توجد بنفس الكمية ( الطول – الوزن – الذاكرة – التفكير – الميل ) وهي أيضا بسيطة ومركبة منفردة ومتداخلة متصلة أو متباعدة .
أما السمة فهي مفهوم يستخدم في وصف سلوك الأفراد وهو عبارة عن سلوك أو مجموعة من السلوكيات التي يميل الفرد إلى إظهارها .
فالسمة ليست صفة مفردة وليست شيئا ملموسا بل هي مفهوم مجرد وهناك سمات عقلية وشخصية ووجدانية كذلك هناك سمات تتعلق بالجانب الجسمي كشكل القفص الصدري والطول والوزن وحجم الكفين والقدمين والخصائص الفسيولوجية المتعلقة بالسلوك الداخلي لأعضاء الجسم الحيوية كضغط الدم ونشاط الغدد وبشكل عام تتمتع السمات العقلية بثبات نفسي أكثر من السمات الوجدانية .
ويتحقق القياس النفسي بشرطين اثنين هما الوصف الكمي والاستناد إلى معيار لأن قياس الظاهرة بالنسبة للإطار الكمي أو القياس الخاص بها يتضمن مقارنة نتيجة القياس بغيرها فإذا كنا بصدد قياس الاستعداد العقلي لمجموعة من الأطفال في عمر عامين مثلا يتم اختيار مقياس ذكاء مناسب حتى يساعد الفاحص على التحديد الكمي .
أما المعايير فهي أسس الحكم على الظاهرة من خارجها وأن المحكات هي أساس الحكم على الظاهرة من داخلها في حين أن المستويات هي أسس داخلية تتحدد في ضوء ما يجب أن تكون عليه الظاهرة .
أنواع المقاييس :
يمكن إجراء القياس باستخدام أربعة مقاييس مختلفة لكل واحد منها خصائصه وقواعده ومحدداته الخاصة به وبسبب خصائص كل مقياس لكل واحد منها خصائصه وقواعده ومحدداته الخاصة به وبسبب خصائص كل مقياس فإن هناك قيما معينة يمكن أن تعين لكل منها وعمليات رياضية يمكن أن تطبق على كل واحد منها وسيتم عرض هذه المقاييس فيما يلي :
القياس الأسمى : تصنف فيه الظواهر وموضوعات القياس إلى فئات أو مجموعات رقمية حيث يستخدم العدد لتسمية وتعيين فئة معروفة والعمليتان الرياضيتان الوحيدتان اللتان يمكن أداؤهما عند استخدام مقياس التسمية هما حساب العدد الحقيقي في مجموعة معينة وتحديد النسبة المئوية للأفراد في كل مجموعة .
القياس الرتبي : يتم فيه تصنيف موضوعات القياس إلى فئات حسب أهميتها وأفضليتها تنازليا تصاعديا وتوضع الدرجات في هذا المقياس على شكل نظام رتبي من الأعلى إلى الأدنى ودرجة الفرق بين أي عددين حسب هذا المقياس ليست متساوية .
من مثل تصنيف الطلاب حسب صفوفهم وقدراته العقلية أو السمعية وما يمكن أن نشير إليه في استخدامنا لهذا النوع من المقاييس هو أن أحد الدرجات أعلى من أو أدنى من علامة أخرى أو أن إحدى المجموعات أفضل من أو أقل من .
فالنتائج التي يتم الحصول عليها من هذه المقاييس لا يمكن جمعها أو طرحها أو ضربها أو قسمتها بسبب أن الفرق بين الدرجات غير متساوية ولكن نستطيع استخدام العد والنسب المئوية والوسيط والمئينات .
القياس الفتري أو (قياس الفترات) : يتم فيه تصنيف موضوعات القياس إلى فئات حسب أهميتها وأفضليتها تنازليا وتصاعديا وتمتاز الدرجات على هذا المقياس بأن وحداتها متساوية وحيث إن المقياس ليس له صفر مطلق بل صفر افتراضي مما يعني عدم غياب السمة المقاسة بشكل تام فإن ذلك ينعكس على استخدام جميع العمليات الرياضية من جمع وطرح وعد ونسبة مئوية والوسيط والمئينات عدا عمليتي الضرب والقسمة .
القياس النسبي (قياس النسبة) : يمتاز هذا المقياس بأن له صفرا مطلقا ووحدات متساوية من القياس وبالنتيجة فإن جميع الاستخدامات الإحصائية والرياضية التي تستخدم من مقاييس التسمية والترتب والفترات تعتبر ممكنة الاستخدام إلى جانب عمليتي الضرب والقسمة ولا يستخدم مثل هذا النوع من المقاييس في ميدان العلوم التربوية بشكل عام أو ميدان التربية الخاصة بشكل خاص.
التشخيص :
دائما ما يسيطر على تفكيرنا عند ذكر كلمة تشخيص الصحة والمرض ولكن الأمر يختلف هنا فالتشخيص يتم من خلال مجالات عديدة منها المجال الطبي والمجال المجتمعي والمجال الإرشادي على الصعيدين النفسي والتربوي .
ويعرف البعض التشخيص على أنه شكل من أشكال التقييم وهو مصطلح شائع في العلوم الطبية ويستخدم بشكل خاص في ميدان التربية الخاصة لأغراض الحكم على السلوك وأصبح دارجا في جل مناحي الحياة .
وتتبلور كلمة التشخيص في التربية الخاصة في إطارين :
أولا : التعرف على الحالة والحكم الظاهري :
- سيتم التعرف على الحالة إما عن طريق تحديد أعراضها أو عن طريق الاختبارات المقننة ولكن ما المقصود بالتقنيين ؟ التقنيين هو عملية تطوير مقاييس واختبارات من أجل تحسين استخدامها لصالح مجتمع طور لخدمته أو لصالح مجتمع غير الذي بني من أجله .
ويتطلب التقنيين تجريب فقرات المقياس وتحليل الأداء عليها كما يتضمن تقييم درجة صدق المقياس وتحديد مستوى ثباته ويشمل التقنيين أيضا اشتقاق أو تطوير معايير خاصة لاستخدام المقياس أو الاختبار وهو أيضا الاتساق في الاجراءات المتبعة لتنفيذ الاختبار وتحديد الوقت والتعليمات المقدمة للمفحوص ومعايرتها بالمفحوصين الآخرين.
- الحكم الظاهري : وهو ما يتم التوصل إليه من حكم بعد معاينة وفحص دقيقين .... ويتم التشخيص عن طريق فريق ينتمي أفراده إلى منظومة متخصصة حيث يقوم بتحليل أسباب الحالة ومسح شامل له .
ثانيا : الفحص النفسي :
وهذا الفحص يتم بواسطة المقابلات الشخصية وملاحظة السلوك وتطبيق الاختبارات على ذوي الحالات بهدف (تقويم) توافق الشخصية وما يمتلكه من قدرات وما يحمله من ميول وعلى الأداء وتوظيف كل ذلك في الجوانب الهامة مراعيا المراحل النمائية ويهدف هذا النوع من الفحص إلى تحديد الحاجات والصعوبات والمشكلات التي تواجه الحالة والإسهام في التشخيص سواء كان الاضطراب ذهنيا أو عضويا أو سلوكيا وصولا إلى نمط العلاج المناسب والتقييم في التربية الخاصة مصطلح شامل يتضمن العد والتصنيف والتسلسل والملاحظة وجمع المعلومات وتدوينها وتفسيرها في ضوء القياس والتقييم متطلب حيوي سابق لأية عمل ومصاحب له بل وبه يصمم ويطور البرنامج العلاجي فالتقييم يسمح للمعلم أن يصل إلى خط قاعدي أو إحداثي بياني يحدد به نقط الانطلاق ثم القيام بتحليل كل ذلك للإجابة عن أسئلة واتخاذ قرارات رسمية تعليمية تتعلق بالفئة المستهدفة للبدء بعمليات العلاج .
التقييم :
عملية تجميع ووصف المعلومات والبيانات المتعلقة بالأداء بصورة كمية أو كيفية بغرض المساعدة في اتخاذ قرار ما ويعرف التقييم بأنه أسلوب متعدد السمات ومتعدد الطرق وليس قياساً أحادي البعد بمعنى إذ يتم التركيز على أكثر من متغير وباستخدام أكثر من أسلوب ( الاختبارات المقابلات والملاحظات والاستبانات والحقائب التعليمية وغير ذلك من مقاييس التقدير ) .
والتقييم أكثر شمولا من القياس ويسبق التقويم وهو أقل شمولا منه ويقترن مفهوم التقييم عادة بالمجالات الإكلينيكية حيث يميل الإكلينيكيون إلى استخدام هذا المفهوم في فحوصهم وتشخيصاتهم لاضطرابات الشخصية التي يعاني منها الفرد .
وهناك أيضا التقييم الصفي أو المدرسي أو الدراسي والذي يختلف عن الاختبارات وبعض جوانب تقييم المتعلم الأخرى في أنه يهدف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم أكثر من تحديد الجوانب الوجدانية كما يهدف كذلك إلى تحسين طرائق التدريس وفلسفتها أيضا .