اثر استخدام التدريس التبادلي في التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف الثاني المتوسط
في مادة الفيزياء
م.م. غادة شريف عبد الحمزة
جامعة بابل/ كلية التربية الاساسية
الفصل الاول
مشكلة البحث:-
لقد اكدت اهداف تدريس العلوم ومنها علم الفيزياء على القدرات العقلية لذا فالقصور في التحصيل يقابله ضعف في ممارسة مهارات التفكير لان التحصيل وعملية التفكير العلمي عمليتان متلازمتان اذ اشارت كثير من الدراسات والبحوث التربوية في مجال الفيزياء بان هناك قصورا في التحصيل الدراسي وضعف القدرة على ممارسة عمليات التفكير كدراسة (السعدي1999) ودراسة (السامرائي2003)
ودراسة (الفلوجي2008) وتوصلت هذه الدراسات الى ان اساليب التعليم التقليدية التي تعطي اهتمامها للمعرفة العلمية لا ينشأ عنها تغيرات سلوكية لها دلالتها الواضحة في ما يتصل بتنمية قدرة الطالب على ممارسة مهارات التفكير وتحسين مستوى الطالب ومن خلال اطلاع الباحثة على نسب النجاح في مادة الفيزياء للصف الثاني المتوسط للعامين السابقين في مديرية تربية بابل تبين ان نسب النجاح في التحصيل الدراسي لطلبة الصف الثاني المتوسط في مادة الفيزياء للعامين السابقين كما مبين في الجدول (1):-
السنة الدراسية | نسب النجاح |
2009-2010 | 75% |
2010-2011 | 57% |
ومن الجدول اعلاه تبين انه هناك انخفاض في نسب النجاح بنسبة تتراوح ما بين (25%-43%) وهي تشكل مشكلة يجب تدراسها والبحث عن سبل معالجتها وهذا ما اكدته الدراسة الاستطلاعية التي قامت بها الباحثة لاستطلاع وجهات نظر (30) مدرس ومدرسه حول انخفاض مستوى تحصيل الطلبة في مادة الفيزياء من خلال استبيان مفتوح تضمن سؤال تم توجيهه للعينة مفاده: مااهم اسباب انخفاض مستوى تحصيل طلبة الصف الثاني المتوسط في مادة الفيزياء؟ وبعد جمع البيانات وتحليلها تم التوصل الى عدة اسباب كان من ابرزها (اتباع اساليب التدريس التقليدية) التي تؤكد على الحفظ والاستظهار ووانعدام ممارسة التفكير ومهاراته.
لذا تبين للباحثة ان المشكلة ظاهرة للعيان وان هناك قصور في التدريس يكمن في ضعف ممارسة مهارات التفكير وتوظيفها في التحصيل الدراسي لمادة الفيزياء، انطلاقا مما تقدم لابد من مواكبة كل ماهو حديث وجديد من استراتيجيات التدريس اذ لم يعد مقبولا التمسك باستراتيجيات التحاضر والالقاء والتسميع لمجرد التعود عليها وسهولتها. لانها لم تعد كافية لتلبية متطلبات العملية التعليمية والتربوية
ولم تعد قادرة على الاستجابة لاهداف التعليم في ضوء الرؤية الحديثة للتربية والتعليم (عطية2008,ص24) لذلك لابد من التفكير بجدية في حل المشكلة ومعالجتها والبحث عن اساليب واستراتيجات تدريسية حديثة ومناسبة ومنها التدريس التبادلي باعتباره من الاستريجيات التي تنمي مهارات التفكير ما وراء المعرفية من اجل النهوض بتدريس مادة الفيزياء في مدارسنا المتوسطة لذا تكمن مشكلة البحث الحالي في التساؤل الاتي:- ما اثراستخدام التدريس التبادلي في التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف الثاني المتوسط في مادة الفيزياء؟
اهمية البحث:-
تعد التربية علم صناعة الانسان وهي اساس صلاح البشرية وفلاحها وقوه هائله تستطيع تنمية الافراد وصقل مواهبهم وشحذ عقولهم وافكارهم (الحيله ,2008, ص5-21) والتربية ابداع لان نشوء وتطور القوى الانسانية يجب ان يخضع للمراقبة باساليب ابداعية متباينة وهي خدمة للانسان ذاته وللمجتع الانساني (القائمي,2008 ,ص128) لذا اضحى تقدم الامم والمجتمعات مرهون بما تمتلكه من معرفة متطورة وتقانه متقدمة وثروة بشرية متعلمة قادرة على الا بداع والانتاج والمنافسة العالمية وتحقيق افضل معدلات التنمية البشرية الراقية (دعمس ,2009, ص263) واكثر الامم المتقدمة هي امم صناعية اقامة نهضتها على التكنولوجيا واساس التكلنوجيا هي العلوم لذا يجب ان يتقن الجيل الجديد هذه العلوم ويعد علم الفيزياء احد هذه العلوم لذا تنبهت الكثير من الدول المتقدمة بضرورة تعزيز هذا العلم في نفوس المتعلمين كونه ركن اساسي من اركان التقدم الحضاري والعلمي فقد اجتهدو كثيرا للتوصل الى افضل السبل لنقل هذا العلم من جيل الى جيل بهدف الاستمرار والتواصل واعداد العلماء الذين يساهمون في المزيد من الكشف العلمي وبالتالي المزيد من القوة والسيطرة لهذه المجتمعات (الزعانين وثبات, 2002,ص36).
ويعد علم الفيزياء اهم العلوم التي تشكل عصب التكلونجيا الحديثة وعليه لقد تطورت النظرة الى هذا العلم من كونه مجرد فرع من فروع العلوم الطبيعية الى
اصل الفروع الاخرى ويمكن تعريفه على انه علم دراسة الجسيمات والموجات ودراسة المظاهر الطبيعية وتحليل ظواهرها وتفسيرها. لذلك مرت مناهج الفيزياء في كثير من بلدان العالم بتطورات عدة سعيا لتحقيق المستوى المقبول لتدريس هذا العلم الاساسي للمواطن والدولة (الزعانين وثبات,2002,ص87).فعلى الصعيد المحلي مرت مناهج الفيزياء بتغيرات ايجابية كبيرة لذلك لابد ان يقابل هذا التطور الالمام بكل ماهو جديد في التدريس ووضعه موضع التنفيذ في مجال العمل التربوي.
كما تبرز اهمية البحث من اهمية المرحلة المتوسطة التي اختارتها الباحثة لكونها المرحلة التي تبدأ فيها القدرة الاستدلالية وهذا ما اكده بياجية ودراساته التي اشارت الى ظهور القدرات الاستدلالية بشكلها المنطقي المجرد في مرحلة المراهقة المبكرة التي تمتد عادة بين (11-15) سنة أي العمر الذي يشمل مرحلة الدراسة المتوسطة في العراق. وهذا ما يلزم المدرسة في هذه المرحلة بتدريس الطلبة وتدريبهم على مهارات تسهم في تنمية تفكيرهم بصورة عامة (بياجية,1986,ص101).
ومن الحقائق الملموسة ان غالبية الطلبة ينظرون الى عملية تعلم المباحث المدرسية المقررة على انها عملية مملة لان اساليب التدريس تخلو تماما من التشويق او اثارة رغبة الطلبة نحو التعلم وحتى العمل المخبري في العلوم غالبا مايكون لتأكيد المعلومات النظرية او تحقيق ماتم تعلمه نظريا (ابراهيم,2009,ص14).
ان التنويع في استراتيجيات التدريس التي يستخدمها المعلم مع طلبته من شأنه ان يكسر الروتين الممل في نظر الكثير من الطلبة بالمقارنة مع طريقة التدريس التقليدية فالطريقة التقليدية ترتكز على دور نشط للمعلم وتغفل دور الطالب كعنصر فاعل في عملية التعلم في حين ان الاتجاهات التربوية الحديثة ترتكز على ان الطالب هو المحور الرئيس لعملية التعلم والتعليم ويجب ان يكون له الدور الاكبر في هذه العملية (دعمس,2008,ص100-101).
وفي هذا الاتجاه يرى الباحثون ان النظم التعليمية المتقدمة تسعى دائما الى تطوير منهاج تدريس العلوم بمختلف فروعه ومنها الفيزياء فضلا عن السعي لتحقيق اهداف تدريس الفيزياء وتطبيق النماذج التدريسية الحديثة كونها تنمي قدرات الطلبة على التفكير وممارسة مهارات عمليات العلم الاساسية والمتكاملة وهذا يتسق بدرجة كبيرة مع حركة الانتقال المتطور والايجابي التي تنادي بوجوب بلوغ المتعلمين معايير عالية في التحصيل الدراسبي وتطوير قدرات الطلبة على الفهم العميق للمادة الدراسية التي يتعلمونها واثارة مستوى عالي من الدافعية الداخلية وتعزيز مستوى تولي الحلول الابداعية والاستقلالية والاعتماد على النفس (ابو جادو ومحمد ,2010,ص297).
ان استخدام استراتجيات التدريس الحديثة يسهم في تغير دور الطالب من متلقي سلبي الى دور نشط وحيوي ايجابي باحث عن المعلومة كما يسهم في تطوير ممارسات المتعلمين التدريبية داخل الصف وخارجه (دعمس,2008,ص16).
حيث ان تفاعل المعلم مع تلاميذه يعتمد بشكل اساسي على الطريقة التدريسية التي يتبعها والتي من خلالها يستطيع تحقيق الاهداف التربوية العامة والخاصة المراد تحقيقها (الاحمد,2001,ص55).
ومن بين الاستراتيجيات الحديثة في التدريس استيراتيجيات ما وراء المعرفة حيث يرى التربويون ان التفكير ما وراء المعرفة يشمل ارقى انواع عمليات التفكير اذ ان عمليات التفكير المختلفة تشمل عمليات التفكير الاساسية (المعرفة, الاستدعاء, الاستيعاب,الملاحظة, التطبيق,المقارنة,التصنيف) ثم يليها عمليات تفكير مركبة مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات ثم يليها مهارات التفكير ما وراء المعرفة وهي ما وصف حديثا بانها اعلى مستويات التفكير وهذه العمليات بمجملها تبدأ تتطور لدى الافراد بشكل تطوري مع المراحل العمرية كما هو في مراحل بياجية (الخوالدة ,2003,ص7) وهذا يناسب الفئة العمرية التي اختارتها الباحثة لتكون عينة البحث لتنمي لديهم مهارات التفكير ماوراء المعرفية 0
وان التعلم باستخدام استراتيجيات ماوراء المعرفة يشتمل على المعرفة الخاصة بالمهمة المراد القيام بها والمهارات المعرفية التي يقتضيها القيام بتلك المهمة واختيار الاستيراتيجية الملائمة لانجاز المهمةو وعي الدارس بما يريد تحقيقه او ما يسعى اليه
النشاط التعليمي والإجراءات التي ينبغي إن يقوم بها من اجل ذلك وضبط القرارات والأفعال التي يقوم بها الدارس ذاتيا في إثناء ممارسة النشاط في ضوء معرفته ووعيه المشار اليهما (عطيه، 2009، ص141)، وتعد استراتيجية التدريس التبادلي من بين الاستراتيجيات المهمة في تنمية مهارات ما وراء المعرفة وان استراتيجية التدريس التبادلي تتطلب ان يتعلم الطلبه كيفية استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفه وقد استخدمت استراتيجية التدريس التبادلي في دراسات عربية بحثت عن اثرها في متغيرات عديدة مثل فهم المقرؤ والتحصيل الدراسي واثبتت فاعليتها مثل دراسة (الادغم، 2004) في اللغة العربية وتناولتها دراسات محلية بحثت عن اثرها في اللغة العربية مثل دراسة (محمود، 2007) ودراسة (المشهداني، 2008) واستخدمت في العلوم في مادة علم الاحياء دراسة (العمشاني، 2011) لذا ستقوم الباحثة باجراء الدراسة الحالية للبحث عن اثراستخدام التدريس التبادلي في التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف الثاني المتوسط في مادة الاحياء 0
واستراتيجية التدريس التبادلي RECIPROCAL TEACHING هي استراتيجية تدريسية تفاعلية طورت لتحسين مهارات الاستيعاب عند الطلبة حيث انها تمكنهم من الفهم العميق للموضوع ومحاولة سبر غور هذا الموضوع لاستخلاص المعنى الذي يمثل الغاية الرئيسية للموضوع كما انها تفيد الطلاب في تدريبهم على مراقبة استيعابهم وفهمهم الخاص0
وقد اقترحها (براون وبالينسار (BROWN &PALINCSAR والتي تشمل تدريس المعلم مع مجموعات تعاونية من قبل الطلاب حيث يتبادلون الادوار في ادارة النقاش والمحاورة فيما يتصل بالموضوع موضع الدرس0
وتعداستراتيجية التدريس التبادلي نشاط تعليمي يقوم على الحوار وتبادل الادوار في العملية التعليمية بين الطلبة انفسهم او بين الطلبة والمعلمين لذلك فان استراتيجية التدريس التبادلي تتاسس على الحوار وبموجبها يتم توزيع الطلبة بين مجموعات صغيرة توزع الادوار فيما بين افرادها ويحدد قائد او مرشد لكل مجموعة مهمته توجيه افراد المجموعة ويتم تقسيم الموضوع او المحتوى على فقرات او اجزاء او افكار تجري مناقشتها من افراد المجموعة كلا على حدة واذا ماانتهى افراد المجموعة من مناقشة الجزء اوالفقرة واستيعاب محتواها والتعمق فيه يتم اختيار قائد اومرشد اخر من بين افراد المجموعة يتولى قيادة المجموعة في معالجة الجزء التالي ومناقشته وهكذا يتم تبادل الادوار بين افراد المجموعة وهذا يعني ان هذه الاستراتيجية عندما تستخدم في تعليم الموضوع تقتضي:
- توزيع الطلبة بين مجموعات صغيرة0
- تسمية مرشد او قائد لكل مجموعة0
- تقسيم الموضوع الدراسي على فقرات0
- مناقشة كل فقرة على حدة وتحديد ما تتضمن من افكار واراء والاحاطة بجميع ابعادها من جميع افراد المجموعة على ان يتولى قائد المجموعة قيادة المناقشة وتوجية مسارها0
- استبدال قائد جديد للمجموعة بالقائدالسابق عند الانتهاء من مناقشة الفقرة والانتقال الى الفقرة الجديدة ليتولى القائدالجديد ادارة النقاش وتوجيه مساره0
- تشجيع افراد المجموعات على طرح اسئلة حول مضمون النص او الفقرة ومساءلة بعضهم بعضا للتعمق في فهم الفقرة0
(عطية، 2009، ص184-185)
الأساس العلمي لاستراتيجية التدريس التبادلي
يمكن القول ان استراتيجية التدريس التبادلي تندرج ضمن نظريتين من نظريات التعلم هما:
ا- نظرية التعلم الاجتماعي لالبرت باندورا وفيجوتسكي
ان نظرية التعلم الاجتماعي تقوم على مسلمة مؤداها ان الانسان في تفاعل دائم ومستمر مع بيئته حيث يتلقى العديد من المثيرات التي تؤثر عليه وتدفعه للاستجابة لها من هنا يعرف التعلم الاجتماعي بانه نوع من انواع التعلم الذي يهتم بدراسة المثيرات الاجتماعية الانسانية في سياق اجتماعي ولما كان التعلم تغير شبه دائم في سلوك الفرد أي انه تغير قابل للمحو او التقدم وكذلك للاضافة او الحذف فان التعلم الاجتماعي هو تغير شبه دائم نسبيا في المعرفة او السلوك يحدث من خلال المواقف التي تتضمن علاقة فرد باخر او فرد بجماعة حينما يحدث تاثير متبادل بينهما وهنا يتعلم الفرد المعايير والقيم والعادات الاجتماعية والمعارف والمهارات التي تساعده على التوافق الاجتماعي ولعل اهم ما قدمته نظرية التعلم الاجتماعي هي تركيزها على التعلم القائم على الملاحظة learning by observation حيث ان التعلم يحدث عندما نتعامل مع الاخرين حيث يتم تعلم الاستجابات الصحيحة عند ملاحظة سلوك زملائنا وابائنا ومعلمينا بالاظافة الى تتابعات هذا السلوك ويمكن للفرد ان يكتسب بعض انماط السلوك الجيد من خلال الملاحظة الدقيقة والواعية لسلوكيات الاخرين وللتعرف على كيفية حدوث التعلم بالملاحظة فان نظرية التعلم الاجتماعي تؤكد على وجود اربعة جوانب اساسية هي:
ا-الانتباهattention
ب-الاحتفاظretention
ج-اعادة الانتاج reproduction
د-الجانب الدافعي motivational
وتتسم نظرية التعلم الاجتماعي بعدة سمات هي:
- يحدث السلوك نتيجة لتفاعل معقد بين العمليات الداخلية لدى الفرد والمؤثرات البئية الخارجية وتقوم هذه العمليات الداخلية على خبرات الفرد السابقة 0
- تتيح العمليات العقلية للفرد ان يسلك سلوكا مستبصرا عند حله للمشكلات أي ان الفرد لايلجأ الى استخدام المحاولة والخطأ في حله لما يعترضه من المشكلات 0
- ينظم الفرد سلوكه الاجتماعي بناء" على النتائج المتوقعه 0
- يمكن اكتساب السلوك دون استخدام التعزيز الخارجي اذ يمكن للفرد ان يتعلم كثيرا من المظاهر السلوكية بناءا على القدوة والمثل فيلاحظ الفرد الاخرين ثم يكرر افعالهم وهذا معناه ان الفرد يكتسب السلوك عن طريق التعلم بالملاحظة.
- ان مقدارا كبيرا من التعلم الانساني يمكن ان يحدث على اساس بديلي أي من خلال ملاحظة سلوك الاخرين.
- ان الناس قادرون على ملاحظة سلوكهم وترميزه وتقويمه.
- تتيح المهارات المعرفية الرمزية للناس ان يحولوا ما تعلموه او ان يربطوه بما تعلموه من المواقف الى انماط سلوكية جديدة ويستطيعون عند ئذ تنمية انماط سلوكية جديدة مبتكرة بدلا من تقليل ما رأوه.
- يمكن اكتساب الاستجابات الانفعالية بالطرق المباشرة او الطرق البديلة من خلال الملاحظة.
ب- استيراتيجية تجهيز المعلومات
تقوم نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات في تفسيرها لعملية التعلم على مجموعة من الافتراضات لما يجري في الدماغ في اثناء تفاعلة مع المثيرات الخارجية لمساعدة الافراد بعامة على الفهم والاستيعاب علاوة على كيفية استدخال المعلومات الجديدة والاحتفاظ بها مع دمجها فيما يمتلكه الفرد من معلومات سابقة 0
ان نظرية تجهيز ومعالجة المعلومات قد استخدمت مصطلحات جديدة مثل مصطلح المدخلات بدل من المثيرات والمخرجات بدل من الاستجابة او السلوك ومستوى معالجة المعلومات بدلا من العوامل الوسيطة وقد استندت هذه النظرية على المحاكاة او التناظر بين الانسان والحاسوب فكلاهما يستخدم المعالجة المعرفية الذهنية المتعلقة بالتعلم (اكتساب المعرفة) وعملية تذكر المعلومات واسترجاعها لاتخاذ القرارات والاجابة عن الاسئلة المختلفة وجاء هذا التناظر بين الانسان والحاسوب كذلك فيما يتعلق بادخال البيانات وترميزها ومعالجتها للحصول على المخرجات المرغوبة وهذه هي المرتكزات التي يقوم عليها علم النفس المعرفي Cognitive Psychology
كما تؤكد نظرية تجهيز المعلومات على ان المعرفة يمكن تحليلها الى سلسلة من المراحل او الخطوات بحيث ينظر الى كل مرحلة منها على انها نوع افتراضي مستقل تحدث في طياته مجموعة من العمليات الاجرائية الفريدة من نوعها بحيث تترك بصماتها على المعلومات الواردة ويفترض هذا التصور الاستجانة النهائبة من قبيل:نعم اعرف، اين توجد الاهرامات، هي عبارة عن المخرجات الناتجة عن هذه السلسلة من المراحل والعمليات الاخرى ويمكن الاشارة الى:
- ان العمليات المعرفية يمكن فهمها بصورة اوضح بمقارنتها بالعمليات والمراحل التي يتم عن طريقها تجهيز المعلومات في الحاسب اللآلي 0
- امكانية اخضاع العمليات المعرفية المختلفة للدراسة العلمية الدقيقة بوسائل تمكن من تحديد واختيار المكونات المختلفة لعملية الاستثارة في أي مرحلة منها0
- يقوم اتجاه تكوين وتناول المعلومات على مجموعة من الافتراضات المهمة بالنسبة لعملية الادراك مثلا ان الاستجابة الادراكية ليست مجرد ناتج فوري للمثير ولكنها تمر بعدة مراحل كما ان عملية تكوين وتناول المعلومات في ذاتها تحكمها امكانيات قنوات تناول ومحتوى معلومات المثير الذي يتعرض له الفرد 0
مبادىء استراتيجية التدريس التبادلي
تستند استراتيجية التدريس التبادلي الى اربعة اسس هي:
ا- المساندة او التدعيم Seaffolding
تعد المساندة او التدعيم في البرنامج تدريس الموضوع شأنها شأن تعليم الطفل مهارة ركوب الدراجة فالطفل عندما يتعلم مهارة قبادة الدراجات يلاحظ بداية الاخرين وهم يقودون هذه الدراجات لتتولد لديهم الدافعية لممارسة هذه المهارة 0
ب- التفكير بصوت مرتفع Think Aloud
ليست استراتيجية التدريس التبادلي استراتيجية تعتمد على انشطة يتم تنفيذها باستخدام الورقة والقلم وأنما صممت هذه الاستراتيجية في شكل مناقشة حوارية او ما يمكن تسميتة بالتفاكر فهذه الاستراتيجية تستثير القارىء كي يفكر بصوت مرتفع ويتم هذا الحديث مع الاستراتيجيات الفرعية للتدريس التبادلي 0
ج- ماوراء المعرفة Metacognition
وتشير ماوراء المعرفة الى وعي الفرد او الطالب بتفكيره والعمليات العقلية الخاصة التى يمارسها عند قراءته للموضوع ومن ثم تتكاتف تقنية التفكير بصوت مرتفع مع ماوراء المعرفة بحيث يسهمان في تنمية مهارات الطالب في توظيف استراتيجية التنبؤ، والتساؤل، والتوضيح، والتلخيص 0
د- التعلم التعاوني Cooperative Learning
يعد التعلم التعاوني من الامور المهمة جدا لتقنية المساندة او التدعيم في التدريس التبادلي وكذلك لتقنية التفكير بصوت مرتفع ولما وراء المعرفة وذلك لانها تتيح لكل الطلاب المشاركين في تنشيط معارفهم السابقة حول الموضوع ومحاولة تبادلها مع بعضهم البعض مما يتيح فهما اكثر عمقا للموضوع 0
ان استراتيجية التدريس التبادلي تنطلق من عدة مبادىء او مسلمات هي:
ا- ان فهم الطلاب للموضوع الدراسي هي مسؤولية مشتركة بين المعلم والمتعلم 0
ب- المساندة والتدعيم يمثل الدورالرئيس للمعلم حيث يعين طلابه عن طريق نمذجته للاستراتيجيات الفرعية للتدريس التبادلي
ج- ان للطلاب دورا محوريا في هذه الاستراتيجية ويبدوا ذلك فيما يلي:
- التعاون مع افراد المجموعة التي ينتمي الطالب لها
- استحظار ما لديه من معارف ومعلومات ترتبط بالموضوع الدراسي 0
- ربط المعلومات الجديدة بما يمتلكه المتعلم من معارف ومهارات سابقة
- التفكير بصوت مرتفع في اثناء تنفيذه لكل استراتيجية
- التخطيط، والوعي، والمراقبة، والتنظيم، والحكم على ما فهمه الطالب من الموضوع
اجراءات استراتيجية التدريس التبادلي
تشير (Oezkus,Lori,2003,22-2) بان استراتيجية التدريس التبادلي هي استراتيجية رئيسية ينطوي تحتها اربع استراتيجيات فرعية تستخدم معا لفهم الموضوع وتتكون استراتيجية التدريس التبادلي مما يلي:
ا- استراتيجية التنبؤ Predicting
وتشير التنبؤ الى توقعات الفرد عما سيحدث ويمكن ان يوظف القراء المعلومات المستقاة من النص القرائي او الدراسي مع ما لديهم من معارف وخبرات لوضع تنبوات او توقعات قبل عملية الدراسة وفي اثناء دراسة اجزاء من الموضوع حيث يمكن تخمين الطلاب لبعض عناصر الموضوع مثل:
- الشخصيات
- الاماكن الواردة في الموضوع
-العقدة
-الحل
- الموضوع
ولذا فقد حدد موراي Mowery مجموعة من العبارات التي يمكن تدريب الطلاب على استخدامها لصياغة تنبؤات او توقعات عن الموضوع مثل:
*افكرفي كذا
*اراهن على كذا
*اتخيل ان الموضوع سيحدث بهذه الكيفية
*افترض ان الموضوع سيكون هكذا
*اتنبأ بكذا
فاستراتيجية التنبؤ او التوقع تساعد الطلاب في:
- تحديد الغرض من الموضوع
- مراقبة فهمهم للموضوع
- تنمية تفاعل الطالب مع الموضوع الدراسي
- تنمية فهم الطلاب للموضوعات الدراسية المختلفة
وتتم استراتيجية التنبؤ وفق الخطوات التالية:
- تنشيط المعلومات السابقة عن الموضوع
- وضع تخمينات حول الموضوع
- قراءة بعض الجداول الواردة بالموضوع
- ربط المعلومات الجديدة ببعض المعلومات القديمة في ذاكرة القارىء
- قراءة العناوين الرئيسية الواردة بالموضوع
- صياغة بعض الاسئلة المرتبطة بطبيعة الموضوع
- طرح هذه الاسئلة على ذاته
- تعديل الاسئلة في ضوء المعلومات الجديدة المكتسبة عن الموضوع
ب-استراتيجية التساؤل Questioning
القارىء الماهر هو الذي يستطيع صياغة وطرح مجموعة من الاسئلة الجيدة في اثناء القراءة فاستراتيجية التساؤل تتطلب منه اسئلة صعبة ومعقدة عن الموضوع المقروء وعندما يعلم الطلاب قبل البدء في عملية القراءة ان كل طالب عليه ان يجيب عن مجموعة من الاسئلة في اثناء قراءته لهذا الموضوع او ذاك فان هذا الاجراء من شانه تنمية وعيهم بالافكار المهمة في موضوع القراءة هذا الوعي يساعد الطلاب بدرجة كبيرة في فهم الموضوعات التي تقدم لهم والطالب الذي يقرأ موضوعا ما لسبر غور هذا النص او يسعى لفهم هذا النص والتوصل الى المعنى العام له يسعى لطرح او صياغة مجموعة من التساؤلات تدور حول الموضوع الافكار الواردة فيه هذا الامر يساعد الطلاب في وضع استنتاجات وترابطات بين المعلومات الجديدة في النص وبين مايمتلكونه بالفعل من معلومات سابقة حول الموضوع كما ان فهمهم الجيد لموضوع القراءة يمكنهم من صياغة اسئلة صحيجة وعميقة عن كل فكرة في هذا الموضوع فاستراتيجية التساؤل تتضمن صياغة القارىء مجموعة من الاسئلة التي تحاول تحديد المعلومات المهمة في النص وتحديد افكاره وموضوعاته الفرعية ويمكن للطلاب الاستعانة بادوات الاستفهام المعروفة مثل:
- من فعل هذا ؟
- لماذا حدث هذا الامر ؟
- كيف حدث؟
- اين حدث؟
- ماذا لو؟
- متى حدث؟
وتبرز اهمية هذه الاستراتيجية الفرعية في كونها من الاستراتيجيات المعينة على الفهم وتتم وفق الاجراءات التالية:
- طرح اسئلة حول عنوان الموضوع0
- طرح اسئلة حول بعض فقراته0
- توظيف جميع ادوات الاستفهام 0
- ربط الطالب ما لديه من معلومات مع ما متوافر في الموضوع0
- تعديل صياغة بعض الاسئلة0
ج- استراتيجية التوضيحCiarifying
بالرغم من ان الطلاب يعملون تحديد الكلمات الصعبة في المقروء بدقة فان الامر يعد بالغ الصعوبة لدى بعض الطلاب في تحديد الجمل غير الواضحة في الموضوع اوالفصل باكمله ومن ثم تقف الجمل غير الواضحة حجر عثرة امام الطلاب في استخلاص الفكرة الرئيسة التي يدور حولها الموضوع فاستراتيجية التوضيح تساعد الطلاب في مراقبة فهمهم للموضوع علاوة على تحديد المشكلات التي تواجههم في هذ ا الموضوع وترتبط استراتيجية التوضيح بنمطين هما:
ا-تحديد المشكلات Identifying the problem
- لم افهم الجزء الخاص ب 000
- هذه الجملة او الفقرة او الصفحةاو الفصل غير واضح0
- هذا غير واضح 0
- لااستطيع تحديد هذا الشكل0
- او هذا صعب لان الكلمة غامضة0
- لتتضح الفكرة عليك بكذا، لكي اوضح الكلمة اقوم ب0
- ساعيد قراءة الموضوع مرة اخرى0
- ساعيد قراءة الجزء الذي لم افهمه0
- ساعيد قراءة بعض الاشارات او الالماعات الواردة بالنص0
- اقرأ للتعرف على بعض الماعات السياق0
د- استراتيجية التلخيص Summarizing
يعد التلخيص عملية معقدة تتطلب من القارىء تنسيق وتنظيم مختلف الاستراتيجيات لتلخيص الموضوع تلخيصا جيدا عليه ان يعرف ترتيب احداث الموضوع علاوة على تمييزه اللاحداث المهمة وغير المهمة في الموضوع كما يجب عليه معرفة طبيعة الموضوع الذي سيلخصه من جهة ونوع الموضوع من جهة اخرى وتتم وفق الاجراءات التالية:
- حذف التفاصيل غير المهمة 0
- حذف الحشو والزوائد0
- تحديد الافكار الرئيسية بالموضوع0
- حذف المعلومات المكررة0
- التركيز على العناوين الرئيسية والفرعية0
- التركيز على بعض الصور والرسوم المعبرة0
- صياغة مجموعة من الاسئلة المرتبطة بالموضوع مثل ما الفكرة الرئيسية؟
- اعادة تقديم الملخص في شكل جديد (عبد الباري,2010,ص163- 181 )
ميزات التدريس التبادلي
- تزيد من دافغية الطلبة ورغبتهم في الدراسة وتشجع الضعاف على المشاركة0
- تزيد من انتباه الطلبة وتركيزهم على الموضوع0
- تدعم ثقة الطلاب بانفسهم وقدرتهم على ضبط التفكير0
- توفر الفرصة امام الطلبة الاستقصاء والاكتشاف0
- توفر التغذية الراجعة والتعزيز0
- توفر بيئة تعلم اكثر اثراء ولاتعتمد على طريفة واحدة0
- تؤكد على التقويم البنائي والمبدئي والختامي0 (عطية,2008,ص 235)
في ضوء ما تقدم يمكن أيجاز أهمية البحث بما يأتي:
1- أهمية علم الفيزياء كونه من العلوم الطبيعية الأساسية التي لها دور كبير في التقدم العلمي والتكنلولوجي.
2- اهمية الوقوف على فاعلية الاستراتيجيات الحديثة في التدريس ولاسيما استراتيجية التدريس التبادلي ودورها في تحسين العملية التعليمية
3- أهمية المرحلة المتوسطة كونها المرحلة التي تظهر فيها التفكير الاستدلالي المجرد حسب تقسيم بياجية وضرورة تعويد الطالب كيفية ممارسة مهارات التفكير في البحث عن المعلومة.
4- تؤكد على ايجابية المتعلم وفاعليته في تنفيذ الأنشطة والفعاليات وممارسة مهارات التفكير والاستقلالية في التعلم.
5- ان هذه الاستراتيجية تطبق لأول مره في مادة الفيزياء حسب علم الباحثة للوقوف على اثرها في التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف الثاني المتوسط في مادة الفيزياء.