مسرحه المناهج:
ركيزة هامة من ركائز الأنشطة التربوية التي تسهم في نمو شخصية الطالب فكريا وبدنيا وروحيا وتؤدي إلى خلق الشخصية الواعية المتكاملة القادرة على ربط النظري بالواقع العملي الملموس ومواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات.
أهداف المشروع:
1. تنمية روح الجماعة والعمل في إطار فريق.
2. تعويد الطالب على مواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات.
3. اكتشاف المواهب الحقيقية وخلق عالم من الإبداع والابتكار.
4. ترسيخ بعض القيم والمبادىء والعادات العربية السليمة.
5. خدمة المناهج الدراسية من خلال مسرحة المناهج .
6. خلق مناخ من الترفيه التعليمي .
آلية التنفيذ:
1. توضيح مفهوم التمثيل المسرحي وأهميته التربوية.
2. تفجير الطاقات المبدعة وتوجيه إمكاناتها في المجالات المناسبة كالإلقاء أو التأليف أو التمثيل المسرحي… إلخ .
3. المشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية والتعبير عنها مسرحيا.
4. تدريب الطالب على إتقان الحركة المسرحية المعبرة وإظهار الانفعال المعبر عن المعنى المطلوب ولا سيما علامات الوجه ونبرات الصوت.
5. ترجمة بعض الموضوعات المنهجية كأعمال مسرحية بما يسهم في إثراء العملية التربوية.
من الأساليب الفعالة في التعليم والتعلم أسلوب التعلم بالأنشطة، الذي بدأه المفكر التربوي الأمريكي جون ديوي ويتلخص في أن يتعلم الطفل المهارات والمعارف الأكاديمية عن طريق خبرات الحياة اليومية والممارسة.
والتعلم بالنموذج وهو أن يتعلم الفرد عن طريق ملاحظة الغير وتقليدهم عند الاقتناع بهم، ثم التوحد معهم، فيدخل ضمن التعلم بالنموذج الأنشطة الدرامية المتنوعة من دراما إبداعية ونشاط تمثيلي، ومسرح، التي تُستخدم في إكساب الطلاب عددا من المهارات والقدرات، وأهمها القدرات اللغوية.
تعتبر دورثي هيثكوت رائدة في مجال (الدراما عبر المنهاج) يقول البرفيسور ديفيد ديفز عنها( إنها ترى الدراما على أنها وسيلة لإعادة تأصيل المنهاج الإنساني الذي نبع منه؛ لذلك فإن تلك المعرفة ليست مجردة أو علما مؤسسا على موضوع منعزل وتفاعل والتزام إنساني ومسئولية إنسانية ) كذلك فإن هيثكوت القادمة من عالم المسرح إلى عالم التربية في توظيف الدراما عبر المنهاج المدرسي بفاعلية مثيرة للانتباه أفضت إلى تمثلها واقتدائها من قِبَل من استخدموا الدراما كوسيلة تعليمية سواء أولئك الذين درسوا عليها أو قرأوها أو شاهدوا تطبيقاتها.
لكن لابد لعملية المسرحة من مبادئ أساسية يجب الاهتمام بها أثناء القيام بعملية المسرحة منها:
1. مراعاة الدقة العلمية وسلامة الحقائق والمفاهيم.
2. أن يكون من يقوم بهذه العملية مبدعا وملما بالنواحي التربوية.
3. أن تتوفر الحركة وأساليب الإثارة والتشويق والطرافة.
4. العناية برسم الشخصيات التي تقدم المضمون لنضمن تعاطف الطلاب مع تلك الشخصيات بخيالهم.
5. عدم الإسراف في عدد الممثلين أو تقارب صفاتهم وأسمائهم.
6. الحرص على الفكرة الأساسية للدرس الذي يجري مسرحته دون التطرف في التفاصيل المتشابكة. الترابط الواضح بين الدرس وموضوع المسرحية.
7. بساطة الأسلوب واللغة المستخدمة.
8. ملائمة المادة العلمية مع مستوى المشاهدين والمؤدين.
وهنا نتساءل هل تصلح المسرحة لكل المباحث أم أنها قاصرة على مبحث دون الآخر؟
في الواقع أنه بالإمكان مسرحة جميع المناهج دون استثناء وإن كانت بعض المباحث يمكن مسرحتها أكثر من غيرها، كما أن استعمالها يختلف باختلاف المراحل الدراسية.
إنه في ظل عصر التطور المتسارع لتكنولوجيا المعلومات، وفي ظل الثورة المعلوماتية، كل ذلك فرض على العملية التعليمية أن تأخذ على عاتقها مراعاة طموحات التنمية الشاملة ومتطلباتها، تلك الطموحات التي تتمثل في تحقيق مستوى الجودة في العملية التعليمية، ولعل مدخل مسرحة المناهج يعتبر أحد المداخل التعليمية التي تسهم في تحقيق مستوى الجودة، وفي خلق جيل واعٍ، و ذكي، ومبدع، وقادر على تلقي المعلومات وتنظيمها.
بعض النقاط التي تتمحور حول مدخل مسرحة المناهج، وتتمثل فيما يلي:
مفهوم مسرحة المناهج(الخبرة الدرامية):
يقصد بمسرحة المناهج: "تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي؛ بهدف اكتساب التلاميذ المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات؛ مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، بصورة محببة ومشوقة ". وتعني أيضاً: أنها " نموذج لتنظيم المحتوى الدراسي، وطريقة للتدريس تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وإلباسها ثوباً درامياً جديداً؛ وذلك لخدمة، وتفسير، وتوضيح المادة التعليمية".
والخلاصة أن مسرحة المناهج تتضمن إطاراً نظرياً، ونموذجاً عملياً كطريقة للتدريس يمكن تطبيقها في الممارسات التربوية أو في الحقل التعليمي.
أهمية مدخل مسرحة المناهج:
من المعروف أن المسرح يعدُّ من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، إضافة إلى أنه أبو الفنون بإجماع المفكرين والأدباء؛ وذلك لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه نجد الأدب، والشعر، والتمثيل، والموسيقى، والغناء.
و تعدّ المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها التلاميذ، فهي تبعث فيهم النشاط والحركة، والحيوية، وتحببهم إلى المدرسة، وتدخل المتعة والبهجة في نفوس المتعلم، وتجذب انتباههم للتعلم، وتحوّل المسرح المدرسي إلى ميدان علمي ثقافي ترفيهي، وتجعل المادة التعليمية قابلة للهضم؛ مما يؤدي إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة التعليمية والمعلم.
ووفقاً لنظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة فيعد هذا المدخل من أفضل استراتيجيات التدريس الموظفة في تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، فنحن نتمتع وفقاً لهذه النظرية بسبعة ذكاءات، وهذه الذكاءات لها مناطق خاصة ترتبط بوصلات عصبية في المخ البشري، والآن سنعرض هذه الذكاءات ومدى إسهام مدخل مسرحة المناهج في تنميتها:
أولاً- الذكاء اللغوي:
فهي تعمل على إكساب المتعلمين ثروة لغوية راقية، والكشف عن مواهبهم الفنية، وتفجير طاقاتهم الإبداعية وقدح شرارتها، وتدريبهم على التعبير الصحيح السليم.
ثانياً- الذكاء المنطقي الرياضي:
تعمل على تعزيز مهارات التفكير المنطقي، وتستخدم للارتقاء بالتفكير النقدي، وتربية العقول الذكية، وتعمق المفاهيم والتعميمات.
ثالثاً- الذكاء المكاني:
تنمي خيالات الطالب في الصور المجازية وتنمي الذوق الجمالي والفني.
رابعاً- الذكاء الجسمي الحركي
تدربهم على العمل الجماعي.
خامساً- الذكاء الموسيقي:
إن إضفاء الموسيقى التصويرية يؤدي إلى الاندماج والتعايش مع الشخصيات والأحداث ومع الجو الانفعالي للعمل الفني، بالإضافة إلى تنمية مواهب المتعلمين في الغناء.
سادساً- الذكاء الاجتماعي:
تنمي العلاقات الاجتماعية، وتطور مهارات التواصل لديهم، وتعمق مفهوم القدوة لديهم.
سابعاً- الذكاء الضمن شخصي:
فهي تعالج عيوب النطق و بعض المشكلات النفسية كالانطواء والخجل والتردد، وتنمي فيهم الثقة بالنفس، وتساعد على الجرأة الأدبية، وتعتبر أقوى معلم للأخلاق.
أنماط النشاط الدرامي الممسرح:
هذا وتتعدد أنماط النشاط الدرامي الممسرح، وفيما يلي بيان موجز لأهم هذه الأنماط:
التمثيل الصامت البانتومايم:
1. وتعتمد على التعبير الحركي بواسطة الجسم.
2. لعب الأدوار( ROLE Playing): وهو طريقة تدريس، يؤدي فيه التلاميذ الأدوار الرئيسية لما يراد تمثيله.
3. المواقف التمثيلية( Simulation): وهي نماذج لمواقف واقعية.
4. المسرحية(Drama): وهي نص سبق إعداده، ويستخدم فيها الملابس، والديكورات، وما يلزم لتنفيذ المسرحية.
5. التمثيل بالدمى والعرائس ذات الخيوط(Puppety & Marionetts): وهي محببة إلى نفوس الأطفال. (سمير يونس وشاكر عبد العظيم، 2000: 117)
خطوات التدريس وفقاً لاستراتيجية مسرحة المناهج:
مرحلة الإعداد للمسرحية:
وتتضمن تحديد المسرحية المناسبة للطلاب، و اختيار الممثلين، و تحديد أدوارهم، وإعداد الديكورات والملابس المناسبة.
مرحلة تدريس المسرحية:
وتتضمن التهيئة واستثارة حماس الجماعة، وعرض المسرحية إما مبرمجة حاسوبياً على برامج متطورة أو تمثيلها من قبل التلاميذ أنفسهم.
مرحلة التقويم:
وتتضمن مناقشة المسرحية وتحليلها مع الأطفال، وتقويمها.
مسرحة المناهج بين الواقع والطموح:
لاشك أن مدخل مسرحة المناهج فكرة قديمة، بيد أن صيحات النداء بتطبيقها لم تعلُ كثيراً، ولم تنتشر إلا في الفترة الراهنة، وهي انعكاس لفلسفة تربوية يتبناها أصحاب التربية التقدمية.
وسنعرض الآن بعض النقاط الهامة التي تبرز واقع مسرحة المناهج:
أولاً- الطرق التدريسية:
فما زالت الشكاوى تتعالى والصيحات تجأر من قصور أصاب بنيان تعليمنا ولغتنا العربية، وهذا القصور ينبع من جراء تلك الطرق التدريسية المتبعة حالياً في مدارسنا، ومن عدم قدرتها-إلى حدٍّ ما- على مواجهة مكامن الضعف المتجذرة في مهارات اللغة العربي، ولاسيما في مبحثي الإملاء والنحو العربي، ولعل مدخل مسرحة المناهج باعتباره مدخلاً شيقاً فهو من أفضل المداخل التي تيسر تعليم قواعد اللغة العربية على وجه الخصوص.
ثانيًا- المعلم:
ترى ما دور المعلم في إطار مدخل مسرحة المناهج؟
لا يخفى على بال أن المعلم إما أنه يبحر في بحار الطرق التقليدية القديمة، فهو يكتسح الدور الأكبر، وإما أن يكون مجدداً يستفيد من المعطيات التربوية الحديثة في المجال التربوي، ولاسيما مسرحة المناهج، وقد يكون ذكياً ومبدعاً.
ثالثًا- المتعلم:
المتعلم إما أن يكون ترساً في آلة صماء، أو أن يحاور ويناقش وينقد، ويفكر، ويبحث، ويؤلف مسرحيات تعليمية وقصصاً درامية خلاقة.
رابعًا- أجهزة مصادر التعلّم:
بالرغم من أننا نعيش الآن على شفا عصر جديد، هو عصر المستجدات والمنجزات التقنية، عصر الثورة المعلوماتية، إلا أننا نواجه صعوبات في توفير التقنيات التعليمية الحديثة في التدريس، ولاسيما إذا ما أردنا تصميم قصص ومسرحيات تعليمية مبرمجة حاسوبياً بالصوت، والصورة، والحركة.
خامسًا- وسائل الإعلام:
أ- لاشك أن هناك المسرحيات التي تقدمها البرامج التلفازية، ولكن الذي نفتقر إليه الآن وجود اتصال وتواصل بين هذه البرامج والمدرسة.
ب- الطموحات والتوجهات المقترحة في إطار مدخل مسرحة المناهج:
ت- مراعاة مخططي المناهج قابلية المحتوى للمسرحة، وذلك كخطوة لجعل الحجرة الدراسية مشوقةً ومحببة لدى التلاميذ.
ث- ضرورة التنسيق بين وزارة التعليم ووزارة الثقافة والإعلام؛ بهدف مسرحة المناهج، والاستفادة من وسائل الإعلام تربوياً وتعليمياً إلى أقصى درجة ممكنة.
ج- عقد دورات تدريبية للمعلمين بالميدان، لتدريبهم على كيفية مسرحة المحتوى، وتوظيف هذا المدخل في التدريس.
ح- ضرورة توفير المسرح المدرسي، ومسرح الدمى؛ كوسيلة فاعلة لإثراء المحتوى التعليمي.
خ- تطوير أساليب التقويم في المواد الدراسية المختلفة، بحيث لا تركز على الجانب المعرفي فحسب، وإنما عليه وعلى الجانبين المهاري والوجداني أيضاً، وذلك باستخدام البروتفوليو.
د- تضمين برامج إعداد المعلم خبرات تمكنهم من استخدام مسرحة المناهج في تخطيط التدريس وتنفيذه وتقويمه.
ذ- استعانة المؤسسات والمراكز التربوية والمنهجية بخبراء في المسرح؛ للمشاركة في تخطيط المناهج وتطويرها.
ر- تعويد التلاميذ على مشاهدة المسرحية التعليمية، وتحليلها، ونقدها، وتأليف مسرحيات وقصص تعليمية.
ز- تخصيص حصة أسبوعياً أو شهرياً لتدريب التلاميذ على الأداء المسرحي عبر الإذاعة المدرسية.
س- عرض أعمال الطلبة في مجلات إبداعية؛ تعزيزاً لهم.
ش- توفير التقنيات التعليمية الحديثة التي تسهم في عرض البرامج التعليمية المحوسبة، والإفادة منها.
وخير مثال على ذلك مسرحية "منتدى اللغة العربية": درس "الاسم المنقوص":
المنظر الأول:
(حجرة في وسطها منضدة، وحولها ثلاثة كراسٍ، يجلس في الصدارة مذيع المنتدى، وهو الخبير في اللغة العربية، وعلى الطرفين الأيمن والأيسر يجلس الاسم المقصور والاسم المنقوص، وخلف هذه الحجرة ديكورات تمثل غرفة تلفازية(استوديو)، ويبدأ مذيع المنتدى بتقديم البرنامج التلفازي)
مذيع المنتدى: أعزائي المشاهدين، أهلاً وسهلاً بكُم في حلقةٍ جديدةٍ من برنامَجِكُمْ المفضل" منتدى اللغةِ العربية"، ضيفا حلقتِنَا اليوم الدكتور: الاسمُ المقصور والدكتور: الاسمُ المنقوص.
مذيعُ المنتدى: بادئ ذي بَدْء نرحبُ بالاسمِ المقصورِ والاسمِ المنقوص، فأهلاً وسهلاً بكُمَا في هذا البرنامَجِ اللغويِّ الشيِّقِ، الذي يضعُ اللغةَ العربيةَ نصبَ أعينِنَا.
الاسم المنقوص: (متذمراً) أنا لم أعدْ أطيقُ وجودَكَ في حياتي...أبناءُ اللغةِ العربيةِ يخلطونَ بيني وبينك! أريدُ الانفصالَ عنكَ نهائياً، يجبُ أن تفهمَ جلياً أنَّ لي حياتي الخاصةَ وصفاتي المستقلة، فأنا الاسمُ المنقوصُ اسمٌ معربٌ، آخري ياءٌ لازمة، مكسورٌ ما قبلَها، غيرُ مشددة.
مذيع المنتدى: إلامَ التقاطعُ بينَكُما إلامَ؟ وهذي الضجةُ الكبرى عَلامَ؟
(أحمد شوقي، ب.ت: 209)
وهل هنالكَ أعضاءٌ مرتبطون في اللغةِ العربيةِ، ونحنُ لا نعلم؟؟
الاسم المقصور: لن أسمحَ لكَ بالتعدي على خصوصياتِي، فأنا واضحٌ كالشمس، وقنوعٌ بذاتي، فأنا الاسمُ المقصورُ اسمٌ معربٌ، آخري ألفٌ لازمة مفتوحٌ ما قبلَها؛ لذا لا أحدَ يخطئُ في تمييزي، أو ينكرُ فضائلي، ورمزي هو العصا السحرية.
مذيع المنتدى: يا للمصيبةِ الفادحة! قواعدُ اللغةِ العربيةِ تتدافعُ كالوحوش! فما بالُ أبناءِ اللغةِ العربيةِ إذن؟
الاسم المنقوص: في الحقيقةِ أنا مستغربٌ جداً، فكيف تسيطرُ عليكَ العجرفةُ والكبرياء؟ وكيف تتنازعُك العِزَّةُ والخُيَلاء؟ وما أنتَ سوى إنسانٌ قاصرٌ عن حملِ الحركاتِ؛ فجميعُ حركاتِكَ-أيُّها الاسمُ المقصور- مقدرةٌ رفعاً، ونصباً، وجراً.
الاسم المقصور: كفاكَ فخراً بنفسِكَ، فأنتَ تُعرَبُ بحركاتٍ مقدرةٍ في حالةِ كونِكَ نكرةً مرفوعةً أو مجرورةً أيضاً، بل إنني يكادُ يقتلني صوتُكَ المأفونُ عندما ترددُ النشيدَ التالي:
حذفُ الياء إن كانت نكرة ومرفوعة ومجرورة، والحركة مقدرة على الياءِ المحذوفة.
الاسم المنقوص: أم يا لجمالِ صوتِكَ عندما تغني:
أنا الاسمُ المقصورُ أنا الفتى المسرورُ
أنا اسمٌ معربٌ آخري ألفٌ أصلية
أتنقل إما بالرفعِ، أو النصبِ، أو الجرِّ.
وحركاتي مقدرة مُنعَت للتعذرِ.
مذيع المنتدى: مساكين...يبدو أن قضيتَهُمَا مستعصيةٌ جداً...
الاسم المنقوص: إذن. فهلْ لكَ أن تفكَّ الشجارَ بيننا، ولا سيما عند تثنيتِنَا؟
مذيع المنتدى: الأمرُ بسيطٌ جداً، تأمّلْ في الكلماتِ التاليةِ، فماذا تلاحظُ؟
(فتيان-فتيين- مصطفيان- مصطفيين-قاضيان-قاضيين)
نلحظُ أن الكلماتِ مثناة. تارةً بالألفِ وتارةً بالياء.
منها أسماءٌ مقصورةٌ... وأسماءٌ منقوصة.
إذن في حالةِ تثنيةِ الاسمِ المقصورِ الثلاثي(الطفل الصغير)، مثل: كلمة فتى(تُرَدّ الألفُ إلى أمها أي: أصلِهَا الواوِ أو الياء). أما في حالةِ الاسمِ المقصورِ فوقَ الثلاثي(الرجل العصامي)، مثل: مصطفى(تُقلَبُ الألفُ إلى ياء، ومن ثم تُضافُ علاماتُ التثنيةِ للاسمِ المقصور.
وفيما يتعلقُ بالاسمِ المنقوص، مثل: قاضي(تُضافُ علاماتُ التثنيةِ فقط)، في حين إذا كانت ياؤُه محذوفةً تُرَدّ، ومن ثُمَّ تُضافُ علاماتُ التثنيةِ...وخلاصةُ الرأيِ أن قاعدةَ الاسمِ المقصورِ مركبةٌ، بل قد تكونُ أكثرَ تعقيداً بتفريعاتِهَا من قاعدةِ الاسمِ المنقوص.
المنظر الثاني: (الاسم المنقوص يهلل فرحاً، أما الاسم المقصور يحاول أن يتعدى حدوده في هذا البرنامج).
الاسم المنقوص: اللهُ أكبر...اللهُ أكبر...ما أروعَ فكرةَ المذيعِ! لقد أعطاني حقوقي كاملةً.
الاسم المقصور: اتركوني سأشجُّ رأسَهُ بالمِطرقة. والآن تَرَوْنَ كيف سأكونُ معقداً نفسياً بتركيباتي الثلاثية وفوقَ الثلاثية، سأعطيكم -إنْ شاءَ اللهِ- حقوقَكُم كاملةً.
6- مذيع المنتدى: أعزائي المشاهدين، ما زلتمْ معَنا على الهواءِ مباشرةً، وحالةٌ عصبيةٌ يحاولُ فيها الاسمُ المقصورُ أن يشجَّ رؤوسَنا على مرأى اللغةِ العربيةِ، لا حول ولا قوة إلا بالله، انتظرْ دكتورنا الفاضل الاسم المقصور...انتظرْ...كنتَ معَنا في برنامَجِ الكاميرا الخفية عبرَ منتدى اللغةِ العربية، وشكراً لكُما على معلوماتِكُما اللُّغويةِ القيِّمة، وإلى اللقاءِ- أعزائي المشاهدين- في حلقةٍ قادمةٍ من برنامَجِكُم المفضلِ "منتدى اللغةِ العربية".