القائد المُلهِم هو القادر على إحداث الشغف لدى العاملين؛ فهو يحافظ على طاقة العاملين وحماسهم لواجباتهم، ويسهم في الإبداع. واذا تحدثنا عن مهنة التعليم كمثال فإن المعلمين المتحمسين لديهم المزيد من مهارات التفكير، وبإمكانهم الخروج بأفكار جديدة، وهذا ضروري لإصلاح التعليم من خلال الاهتمام بالموارد البشرية، وأهمها المعلم الذي نعتمد عليه كثيرًا؛ لذلك لا بد من الاعتزاز بالمعلم وكسب قلبه لأنه مصدر التعليم الجيد؛ فالقادة الملهمون لديهم رؤية وأهداف أعلى، ويكتسبون الاحترام ويعززون مشاركة الموظفين.
تُوفر القيادة المُلهِمة Inspirational leadership(IL) معنى للاحتياجات والإجراءات؛ فالقادة المُلهِمون قادرون على رؤية ما يحتاجه الأتباع وما يعتبره الأتباع تحديًا؛ فكثيرًا ما يرتبط الحوار والشفافية والطّاقة الإيجابية بـالقيادة الملهمة(Walumbwa, Hartnell, & Misati, 2017).
ويرى Bass (2007) القائد المُلهِم على أنه ذلك القائد المُطّلع المستنير الذي يَشعر بالمشكلات قبل حدوثها، حيث تنشأ الثقة فيه من خلال تعامله مع الأحداث والأشياء, ومشاركة تابعيه في مختلف الأمور.
يقول ميستري وهول Mistry; Hule(2015) يجب على القائد استثمار الوقت والعمل في تطوير عقله، مما يولد الإلهام. ويرى Barnett & Mccormick( 2003) أن القائد المُلهِم هو من لديه القدرة على تحفيز تابعيه لتحقيق مستوى أداء أعلى من خلال قدرته على توصيل رؤيته المستقبلية والتي سيكون التابعين بدورهم قادرين على قبولها ويناضلون من أجلها إلى جانب قدرتهم على الارتقاء بتوقعات تابعيهم ومن ثم الحصول على أداء يفوق الأداء المخطط له.
ويرى السكارنة(102:2014) أن القائد المُلهِم له بصيرة وبصر يعمل من خلالهما لمصلحة المؤسسة والإنتاج والجودة، ويمكننا التعرف على أهمية القيادة المُلهمة من خلال ما يتمتع به القائد المُلهِم من خصائص، وتلخصها الباحثة من مرجع سرحان(2018) في النقاط الآتية:
1 . يقدم رؤيةً مُلهِمةً وواضحةً لتتواءم مع الإستراتيجية، ويفسرها في الخطة التنفيذية للمؤسسة، ويعمل على تقيمها والاستفادة من التغذية الراجعة.
2 . يشجع الإبداع باستخدام المبادرات والتجريب من خلال التخطيط التنفيذي وبرنامج العمل اليومي.
3 . يجعل الإبتكار أساس العمل الفردي والمؤسسي، والإنطلاق منه نحو توفير بيئة مؤسسية خصبة في التميز والإبداع.
4 . يساعد المرؤوسين على التواصل من خلال الجمع بين الأهداف الشخصية وأهداف العمل، بحيث ينفذون هذه الأهداف ولا يَغلبون الأهداف الشخصية على أهداف المؤسسة.
5 . يُشرك المرؤوسين ويمكنهم من العمل، ويزرع الثقة في أنفسهم وفي قائدهم بشكل دائم.
6 . يُنشِط المرؤوسين ويزيد إلهامهم، ويحفزهم نحو الاجتهاد والعطاء والإعتراف بالإنجازات وتقديرها معنوياً ومادياً.
7 . يشجع المخاطرة والمغامرة، وذلك في سبيل تجديد الأداء وزيادة الطاقات والهمم عند المرؤوسين.
8 . يحافظ على القيم المؤسسية التي يقودها وينفذها، ويرفض القيم الهدامة التي تُطبق أجندات مرفوضة.
9 . حماية المرؤوسين والعمل على إكسابهم مهارات عالية ودرجة عالية من الرضا الوظيفي.
10 . يقلل أو يزيد أو ينهي من معدلات طالبي الوظيفة والعمل بما يتناسب مع رؤية المؤسسة وموازنتها المالية ومشروعاتها المستقبلية.
11 . يغير من رؤية المؤسسة وقت الحاجة وذلك حتى لا يحدث تقهقر وتباطؤ لدى المرؤوسين وأجهزة العمل بالمؤسسة.
12 . يسعى جاهداً لتحقيق كفاءة المؤسسة، والتي تعد ذات أهمية حاسمة لنجاح تنفيذ المهام لدى المرؤوسين وفريق العمل.
أضافGriffiths et al.(2019:27) أن القادة المُلهِون يمتلكون سبعة سمات تميزهم عن غيرهم من القادة وهي:
1.لديهم رؤية: يمتلكون رؤية واستراتيجية واضحة حتى في الظروف الصعبة، ويحافظون على تركيز الفريق على الأهداف والاستراتيجية، ويشاركون الفريق في تحديد وتطوير الرؤية واحراز التقدم في اتجاه تحقيق الأهداف.
2.التوجيه والتدريب: حيث يقوم القادة المُلهِمون بتزويد فرقهم بالتوجيه والتدريب والدعم المطلوبين لتمكّينهم من اتخاذ القرارات الخاصة وتحقيق أهدافهم والتعلم على طول الطريق حتى يتمكّنوا من الاستمرار في التحسن ويصبحوا قادة مُلهِمين في المستقبل.
3.المسؤولية والثقة: يتمتع القادة الملهمون بالثقة ويتحملون المسؤولية عن المهام والقرارات التي يتخذونها، لأنهم يُدركّون أنّ هذا جزء من التعلم.
4.التواصل وتجسيد الهدف والرؤية: القادة المُلهِمون يفعلون أكثر من مجرد الحديث والكلام أثناء قيامهم بالعمل وفي الطريق لتحقيق الأهداف يجسدون هدفهم ورؤيتهم أيضاً، وهم قدوة يُحتذى بها، وينقلون رؤيتهم وأهدافهم إلى الأشخاص الذين يقودونهم.
5.الإنصات الجيد: حيث إن درجة كبيرة مما نتعلمه يكون من خلال الاستماع، ولكي تكون قائد مُلهِم فإنه من المهم الاستماع من أجل مواصلة التعلم، ومن المُهم أيضاً الاستماع لأفكار ومقترحات ومخاوف الموظفين.
6.تحمل اللوم ومنح الفضل: يعطي القادة المُلهِمون الفضل في المكان المناسب ويدركّون أن إنجازاتهم نادراً ما تكون إنجازاتهم لوحدهم بل ترجع إلى جهود الفريق والأفراد الذين يقودونهم، وفي نفس الوقت عندما تسوء الأمور نادراً ما يكون السبب في ذلك فرد واحد أو فريق واحد، سيتحمل القادة الملهمون جزءًا من هذه الأحداث السيئة ولن يخافوا من اللوم والعتب.
الابتكار: الابتكار التكنولوجي والايديولوجي ضروري جداً؛ فالقادة المُلهِمون يفهمون ذلك بشكل جيد؛ لذلك يميلون إلى التفكير خارج الصندوق، وتشجيع التفكير الإبداعي.
اعداد : أ. مصطفى دعمس