الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل
كاتب الموضوع
رسالة
Aseel
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 20/09/2011
موضوع: الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل السبت سبتمبر 23, 2023 1:59 pm
الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل تُعدّ الحرف اليدوية من أقدم الصناعات التقليدية التي اعتمدها الإنسان الأولي منذُ العصور القديمة إلى هذه اللحظة، فكانَ الإنسان في القدم يحتاج إلى العديد منَ الأشياء المهمة في حياته، ولذلك اكتشفَ طريقة فعّالة في تصنيعها بكلتا يديه أو باستخدام مواد بسيطة جداً، وبالفعل نجحَ الإنسان في مجال الحرف اليدوية وعبَّرَ بها عن إبداعه وثقافته وخياله الكبير في التفنن بها وأصبحت مصدر رزق وفير لصاحبها إلى جانب أنها هواية تحتاج إلى التركيز والإبداع، فما هو تاريخ الحرف اليدوية؟ وما أنواعها؟
ما هو تاريخ ظهور الحرف اليدوية؟
الحرف اليدوية موجودة منذُ ظهور الإنسان، فكانت واحدة من أقدم الصناعات التي ساهمت في الحماية منَ العوامل الخارجية والبيئية، لذلك تمَ صناعة العديد منَ الجلود وتطريز الأقمشة وصناعة السجاد لحماية المنازل منَ البرد الشديد، وصناعة أغطية الرأس للوقاية من برودة الجو.
وتكمن أهمية الحرف اليدوية في أنها مصدر ترفيهي للتسلية كانَ يعتمدها الجنسين سواءً الإناث أو الذكور، ومن ثمَ تطوّرت لتُصبح مصدراً للدخل، كما أنها ليست بالأمر السهل بل تحتاج إلى مدة طويلة للتعلم والخيال والإبداع والتفنن والتركيز على العمل، بالإضافة أنها تُسهم في القضاء على الملل والطاقة السلبية.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه الحرف مازالت حتى اللحظة الحالية تُحافظ على أهميتها وجودتها في الأسواق الشعبية القديمة، فهيَ تُعبّر عن التراث القديم والحضارات والبلدان، وبالرغم من وجود الآلات التكنولوجية المتطوّرة والتقدّم الهائل، إلّا أنَ بعض الناس يعشقون شراء الحرف اليدوية ووضعها في منازلهم كمصدراً للزينة أو للاحتفاظ بها.
تُمثّل الحرف اليدوية تاريخ الشعوب وجغرافيتها وهوياتها. هي الماضي والحاضر، وربما المستقبل، مع الجهود الحكومية والدولية في مناطق عدة للحفظ والتطوير، وذلك في عالم تتآكله العولمة والتكنولوجيا. يتشعب الحديث عن الحرف التي تندرج تحت مسمى التراث الثقافي غير المادي حسب اليونسكو، فقد عقدت المنظمة الدولية اتفاقية عام 2003 من أجل الاعتراف بهذا التراث على الصعيد العالمي وأهميته وصونه.
في منازل بعض الناس قطع يدوية الصنع لا يتخلصون منها، مهما مر الزمن عليها؛ قطع تعني الكثير لمقتنيها؛ لأنها تُمثّل الماضي، هذا الخزان الذي لا تنضب قصصه. في هذه القطع، صغيرة كانت أو كبيرة، آثار لجهود عمال يطمحون إلى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم ووقائع تاريخية ومميزات... هي إبداعات أيد لم يجف عرقها، ومقومات لصمود بعض الناس في الأرياف أو الأحياء في المدن.
للحرف دور مهم في تمثيل ثقافة وتقاليد أي بلد أو منطقة، فهي نموذج للمهارات الفردية والإبداع، علماً أن «هناك نوعين من الحرف: التقليدية ذات القيمة التراثية، ومنها: الحياكة والنحاسيات ونفخ الزجاج والتطريز، إضافة إلى الحرف المهنية كالنجارة وغيرها»،
ما هيَ أنواع الحرف اليدوية؟
توجد الكثير منَ الابتكارات اليدوية التي لاقت رواجاً مهماً، ولذلك سنُقدّم لكم الآن أفضل 7 حرف يدوية، يُمكن اختيار واحدة منها والتعلم عليها وإتقانها في المنزل، وتحويلها إلى مصدر رزق وفير:
صناعة الدمى المتحركة
هل تسائلتَ من قبل كيفَ يُمكن صناعة الدمية؟ حسناً يُمكنكَ التدّرب عليها وصناعتها بسهولة من خلال الجوارب الإضافية الموجودة في منزلك، أو الأقمشة التي لا تحتاج إليها، فيُمكن عمل أشكال متنوعة منَ الجوارب{كالعرائس، الأطفال، أشكال طفولية}أو أي نوعٍ آخر، فما عليك إلّا تخيّل الشكل النهائي للتصميم والبدء في العمل عليه، ويُمكنكَ الاستعانة ببعض الجوارب الملونة والعيون البلاستيكية والأقلام ولاصق وبعض القطن والخيوط، في المرحلة الأولى ستشعر أنها صعبة ولكن فيما بعد ستتطوّر بالممارسة المستمرة، ويُمكنكَ الاستعانة بشبكة الإنترنت من خلال مشاهدة الفيديوهات لأعمال الدمى اليدوية.
[size=45]الحرف التقليدية في الاردن .. فن يحاكي التراث والحضارة[/size]
لا تخرج الحرف اليدوية بأي حال عن كونها فنوناً جميلة ذات حيوية عملية لا تقتصر فوائدها على التمتع بجمالها فقط ، بل تتعدى ذلك لاستخداماتها العملية المقترنة ببهائها الجمالي ، ومن تنافس فنانيها وتباري محترفيها في البراعة والاتقان .
وقد شهد الاردن في مختلف المراحل التاريخية عددا من الممالك العربية مثل دولة العمونيين التي كانت ربة عمون عاصمتهم ، ودولة المؤابيين في مادبا والكرك ودولة الادوميين ومركزها في الطفيلة ، ودولة الانباط التي من اهم آثارها البتراء حيث تعتبر من اهم الاثار في العالم .
وكان الاردن بحق مركز اشعاع حضاري حظيت به الفنون دائما باهتمام الاردنيين لكون هذه الفنون تعبيرا حقيقيا عن مدى المساهمة والتفاعل التي من الممكن ان يسجلها اي شعب في سجل الحضارة الانسانية.
المنسوجات: حيث تعتبر هذه المهنة من اقدم المهن في العالم حيث كان الانسان القديم يتخذ ملابسه من اوراق الاشجار او جلود الحيوانات الى ان اهتدى الى الصوف والكتان والقطن ، ومع الزمن استطاع تطوير ادواته وتمكن من انتاج منسوجات بزخرف ورسم ، فتميزت منطقة البلقاء بغزل الصوف وكذلك قرية باعون من قرى عجلون ولعبت دوراً مهماً في هذه الصناعة كما عُرف النسيج في منطقة الكرك والريف الاردني حيث تقوم به النساء في الغالب .
اما "الحصر" فقد مارس الانسان هذا النمط من الحرف اليدوية منذ القدم ، إذ كان يبني كوخه من عيدان الشجر واوانيه من عيدان النباتات المختلفة مثل القمح والقصب والخيزران ، وقد وُجد صنف من الحصر يسمى الكركر او الكركي ويصنع من نباتات الحلفا التي تشد الى بعضها بخيوط الكتان ، وتصبغ بألوان مختلفة ، وكانت حصر الكرك مميزة جدا في بلدان المشرق والمغرب .
حرفة "البُسط" حيث تعتبر بلاد الشام من اقدم البلاد التي انتجت البسط والسجاد وكان الانسان القديم قبل اكتشاف النول يربط الخيوط على شجرة ، ويجعل في اسفل الخيوط ثقلاً للمحافظة على استقامتها ، ومع اكتشاف النول تطورت هذه الصناعة واصبحت اكثر قوة وجمالا ، وقد عُرفت في الكرك والشوبك والآن اصبحت البسط لوحات فنية رائعة في التصاميم والالوان والخط العربي ..
ومن ضمن الحرف التقليدية "صناعة السيوف والاسلحة التقليدية" ، حيث اشتهرت هذه الصناعة في منطقة الكرك وفي مؤتة التي اشتهرت سيوفها ( المشرفية ) نسبة الى اشراف مؤتة على بلاد الشام
حرف نسائية ورجالية في السعودية
أن الحرف في السعودية كثيرة، البعض منها يخصّ أهل البادية، مثل: السدو، وحلب الغنم، وخض اللبن لاستخلاص الزبدة، وعمل السمن، والطحن على الرحى، وخرز جلود الغنم، وصنع القِربات منها. «لكل منطقة من المناطق السعودية حرف يدوية معينة؛ ففي الجنوب، هناك الفضة وتطريز الملابس الجنوبية والقط العسيري والسعف وعمل أطواق من الفل ونقش الحناء. وفي الشرقية، تبرز حرف النحت على الخشب وصناعة السفن وتطريز البشوت وعمل شباك الصيد. وفي المنطقة الغربية، يتصدّر الفخار، والسبح، والإكسسوارات، والكروشيه. وفي الشمالية، حرف السدو وصناعة المباخر وعمل بيوت الشعر والسجاد اليدوي وصنع الصابون من زيت الزيتون. وفي الوسطى، نشاط الحرفيين يتركّز على التطريز والخياطة والبخور والعطور والطحن على الرحى والسدو والحناء». أن «هناك حرفاً نسائية وأخرى رجالية، فمن النسائية تبرز السدو والتطريز والطحن على الرحى والخياطة وخرز الجلود وعمل السعف. ومن الرجالية، هناك رب الدلال؛ أي تلميعها وتنظيفها وصيانتها، ورعي الغنم، وخياطة البشوت، وعمل بيوت الطين والفخار».
الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل