[size=30]رحم الله رجلا سمحا[/size] [size=30]، للشيخ/ كمال[/size] [size=30]المهدي[/size][size=30] الله صلى الله عليه وسلم: (غَفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلًا إذا باع سهلًا إذا اشترى سهلا إذا اقتضى).[/size]
[size=30]فأين الذي يبحث عن رحمة الله تعالى؟ أين الذي يريد أن ينال دعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا…”؟ أين الذي يريد مغفرة الله؟[/size]
[size=30]أين من يريد أن يعتق نفسه من النار؟ أين من يريد أن يحرِّم الله جسده على النار؟[/size]
[size=30]إن كنت أخي الحبيب تريد ذلك، فلتكن هيِّناً ليِّناً في بيعك وشرائك وقضائك واقتضائك. في كل أحوالك.. نعم.. عليك بالسماحة في كل شئون حياتك.[/size]
[size=30]فكن سمحـًا إذا عاملت أو دعوت، سمحـًا إذا حاورت أو رافقت، سمحـًا إذا ظُلمت أو جُهل عليك، سمحا إذا بعت أو اشتريت، فرسالتنا حنيفية سمحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بُعِثْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ”(رواه الإمام أحمد والطبراني). [/size]
[size=30]ورحم الله الشافعي حينما قال: وكُن رجلًا على الأهواء جلدًا * وشيمتك السماحة والوفاءُ[/size]
[size=30]وإن كثرت عيوبك في البرايا * وسرك أن يكون لها غطاءُ[/size]
[size=30]تستَّر بالسخاء فكل عيبٍ * يغطيه كما قيل السخاءُ[/size]
[size=30]ولا ترجو السماحة من بخيلٍ * فما في النار للظمآن ماءُ[/size]
[size=30]وتعالوا بنا أحبتي في الله: – لنرى بعضا من صور السماحة في حياتنا: –[/size]
[size=30]** أولا: – (السماحة مع من أساء إليك):[/size]
[size=30]ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسوة الحسنة. فقد أوذي صلى الله عليه من قومه شدة الإيذاء ومع ذلك كان سمحا معهم يدعوا لهم بالهداية.[/size]
ولقد اقتدى الصحابة رضوان الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وسلم.
[size=30]فهذا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، كان ينفق على رجل فقير من قرابته يدعى مسطح بن اثاثة ، فلما وقعت حادثة الإفك، كان هذا الرجل ممن خاض في عرض ابنة الصديق رضي الله عنها، وتكلم بالظلم والخطأ، فلما برأها الله من فوق سبع سماوات، وإذا بصديق الأمة يعيد عليه صدقته ونفقته، أيُّ سماحة هذه وقد فعل ما فعل، أتدري لماذا؟، لأن الله قال له: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: ٢٢]، حتى لو كنتَ قد أحسنتَ له بهذا الإحسان، وهو أساء إليك بهذه الإساءة، سامح، لعل الله أن يغفر لك ما هو أكبر من هذا وأعظم، وقد يوسوس لك الشيطان يقول لك إنك لو تسامحت وصفك الناس بالعجز ، وظنوا فيك الضعف ، فيا أخي الحبيب لأَنَ تُؤْثِرَ أن يقال فيك ما يقال خير لك من الوقوع في الفجور ، بحيث يخشى الناس شرّك .[/size]
[size=30]كتبه : الشيخ /كمال السيد محمود محمد المهدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
[/size]