عندما نرى ثلة من الطلبة هنا او هناك وقد حادوا عن الدرب واخذوا يمارسون ممارسات خاطئة داخل وخارج مدارسنا :تاره يد خنون ...وطورا يخربون.. ومرات ومرات يعاكسون ويشاكسون... واحيانا يضربون زملاءهم الطلبة وزميلاتهم ويمضون... ووصل الامر ببعضهم الى الاعتداء على بعض اساتذتهم في مشهد لا يمت للانسانية بشئ .. وبعيد كل البعد عن الاخلاق التربوية وقيم الحضاره والسلوك البشري.
واننا وفي الوقت الذي لا نجد مبررا لضرب الطلبة في بعض من مدارسنا من قبل بعض المعلمين ولا نقبل به فاننا نرفض باي شكل من الاشكال ما يتعرض له بعض زملائنا المعلمين من اعمال استفزازيه تصل احيانا حد الضرب في مشاهد يندى لها الجبين ويخجل منها كل انسان يقدر العلم والتعليم والعلماء ...انهم المعلمين والمعلمات في وطننا الاحلى الذي نعتز بهم ونفتخر ونقدر انجازاتهم ونحني هاماتنا لهم اجلالا وتقديرا واحتراما وعرفانا ...فهم الذين علموا واناروا الدرب لحميع طلبة العلم والمعرفة وهم الذين يخرجون الطلبة الى انحاء المعمورة ليخرج من بين ايديهم القادة والوزراء والمدارء والناس كل الناس..فمن حقهم علينا ان نقدرهم ونعلي من شأنهم ونؤمن لهم احتياجاتهم ليعطوا ما وسعهم العطاء في كل ظروف مناخية سليمه حتى لا يضطروا الى ان يخرجوا من مدارسهم وهم يشكون الفقروضنك والحياه ومعاناه الزمن وويل الايام .
أرجو أن أوفق في طرحي ، المختصر والمركز ، وإلا فالحديث يطول والآراء تتباين والتجارب أكثر من أن تعد، لكنه جهد المقل الذي يرجوا أن يكون فيما طرحه الفائدة.حول المفاهيم التربوية والوقاية من الاساءة والتنمر والتواصل اللاعنفي وحل المشكلات وحل النزاعات وادارة الغضب ومفاهيم البيئة الامنة .
التربية فن يرسم به السمو والرقي في مدارج السالكين وطريق السعادتين وعلم يحدد به القواعد والضوابط لقطع الشطط والمزاجية والانحراف وعمل يجسد به التضحية والإخلاص والطاعة والأخوة والعطاء المستمر والقدوة الراشدة الهادئة الهادية الهادفة.
وكل من يتصدر للعمل التربوي في إطار التكوين والتأهيل أو يدير شؤون العملية التربوية والتوجه العام عليه أن يعي أبعاد ومقاصد العمل التربوي في إطار منظومة القيم وأركان التربية والتعليم.
وعملنا التربوي متعلق أساسا بالفكرة الإسلامية حيث ملامحها واضحة ومعانيها محددة مستخرجة من الأصول العامة للإسلام وأصول فهمنا في الرسالة التربوية السامية التي بإمكانها أن تكون قاسما مشتركا لجميع العاملين.
العمل التربوي في تصورنا:
إن العمل التربوي يمس في تصورنا عدة جوانب لها أهميتها في التغيير المنشود من خلال ثلاثية الاستيعاب التربوي الالتقاء ( التعريف ) والانتقاء ( التكوين) والارتقاء ( التنفيذ والعمل ) التي تحقق لنا الجوانب التربوية الآتية:
الجانب الأول: على أي شيء نربي؟:
أولا: نربي المجتمع باختلاف شرائحه وأنماطه من موقع الفضاء الإعلامي والدعوي والجمعوي والمؤسسات المختلفة التربوية والثقافية والعلمية والسياسية والفنية عل مقاصد الإسلام وأحكامه وجعله بارزا في هوية المجتمع وانتمائه الحضاري في بعده العالمي لقوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون).
ومن التربية الدفاع عن الثوابت الوطنية ،وبالإخلاص والولاء للوطن ؛لأن هدف أي عملية تربوية خلق جيل صالح يخدم وطنه .أن الإسلام فرض علينا أن يعمل كل مسلم لخير وطنه ويتفانى في خدمته ويبذل أقصى ما عنده من جهد وعطاء.
ثانيا: نربي خاصة المجتمع على الالتزام والارتباط بالإسلام عقيدة وثقافة وأخلاقا ومنهجا لأن المجتمعات تتأثر بالنخبة الفاعلة التي تحرك الواقع السياسي والمجال الاجتماعي وتصنع المشهد الثقافي والفضاء الإعلامي والتنمية الاقتصادية.
إن مثل هذا التركيز التربوي في عملية الاستيعاب التربوي والدعوي قد مارسه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال العملية الانتقائية الدعوية حيث قال عليه الصلاة والسلام " اللهم اهدي أحب الرجلين إليك - وفي رواية أعز الإسلام بأحد الرجلين – عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام ( أبو جهل)."
فأسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان فتحا على المسلمين واشتد حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه واصفا لتلك المرحلة " ما كنا نصلي في الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب لأنه تحصن بالإسلام وحصن الدعوة إليه فقل الخوف وراجع كفار قريش موازينهم ومخططاتهم".
إن العمل التربوي الذي نريده وننشده في المجتمع يسعى إلى تنويع مصادر التوجيه والتأثير في المجتمع وطمأنه المخلفين الخائفين ورفع الاحتجاج والتحجج عن المخالفين المعادين الذين يعترضون بقولهم دائما ما قال الملأ من قوم نوح (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ).
إن العمل التربوي الذي نتطلع إليه هو الرؤية الجديدة لوزارة التربية والتعليم بتوجيهات سامية من صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله ( بيئة مدرسية آمنة ) ،والابتعاد عن العنف سواء من الطالب أو المعلم،ونقصد بالعنف اللفظي أو السلوكي.كما نتطلع إلى الابتعاد عن سب الهيئات والأشخاص والمنظمات والمؤسسات كافة لأن ثقافة الاستعداء والتطاول تجلب الأحقاد والعداوات والصراعات التي لا طائل من ورائها سوى التمزق والشتات ونحن نسعى بتربيتنا في مدارسنا أن نجمع المجتمع كل المجتمع بدون استثناء جهوي أو لغوي فئوي أو عرقي، فالمسؤولية ملقاة شرعا وأخلاقا على الجميع من حكومات ومؤسسات وأفراد ،وقدوتنا في ذلك صاحبة الجلالة الملكة عبد الله الثاني الذي حرص منذ توليه القيادة علي تطوير وتجذير الحياة الديمقراطية باعتبارها تشكل اساساً في بناء الوطن وازدهاراً وتفعيل طاقات المجتمع لتحقيق التكافل والتعاون وتعميم الثقافة الديمقراطية حيث قال صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني المعظم إلى أسرته الأردنية بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي جلالته سلطاته الدستورية: "فقد رأيت أن أتحدث إليكم اليوم، وأنتم تحتفلون بمرور عشر سنوات على تسلمي أمانة المسؤولية الأولى بينكم، وقيادة مسيرة الأردن العزيز الغالي. ويسرني بهذه المناسبة، أن أتوجه بتحية الإعتزاز والتقدير والشكر إلى كل واحد منكم، للمعلم والطالب والجندي والمزارع والعامل والموظف، وإلى كل من يساهم في بناء الوطن.
أشكركم كل الشكر على وقوفكم إلى جانبي ودعمي ومؤازرتي في مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات، فقد كنت أستمد العزم من عزيمتكم والقوة من إرادتكم والأمل من الشباب الأردني الواعد المنتمي.
وقد تعلمنا جميعا في مدرسة الحسين الباني، طيب الله ثراه، أن المسؤولية عمل وعطـاء، وأن خدمتكم والعمل لتحقيق طموحاتكم، هو شرف لا يساويه الا شرف التضحية من أجل الأردن العزيز".
لقد كان هم جلالته الأول والأخير خدمة الشعب ومحاربة الفساد وتأمين المسكن والمأكل للفقراء والمحتاجين إضافة إلى سعيه وراء سعادة المواطن .وبنبرة ملؤها الجدية والحزم والشفافية ، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني رسائل "قاسية" إلى أصحاب الأجندات الخاصة والمشبوهة، الذين يعمدون الى نشر إشاعات تهدف إلى نشر الفتة في الأردن يوم الثلاثاء 4/8/2009 خلال اجتماع جلالته في القياده العامة للقوات المسلحة .
وقال جلالته "إن الذي يتحدث عن تهديد للأردن وهوية الأردن واستقرار الأردن وعن تهديد لوحدتنا الوطنية لا يعرف الأردن ولا يعرف الأردنيين ولم يقرأ تاريخهم".
جلالته حذر بوضوح من أي محاولة للإساءة للوحدة الوطنية، مشددا على أن "الوحدة الوطنية خط أحمر ولن نسمح لأحد في الداخل أو الخارج أن يسيء إليها"، لافتا إلى أن أكثرية من يحاول الإساءة هم للأسف في الداخل وهذا "عيب وحرام".
ان القيادة الراشدة لجلالته جعلته بأن يكون المبادر في وقوفه وحرصه بالحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.
ثالثا : نعمل من خلال التربية على تصحيح المفاهيم وتصويب الاجتهادات وترشيد المبادرات بدل تحريرها من غير قيد ولا شرط ودفع الشبهات التي تحوم حول العملية التعلمية والتعليمية وما يحوم أيضا حول أبعاد العملية التربوية. فلا يحق لأي فرد مهما علت مكانته العلمية أو التربوية أو القيادية أن يحدث في أمره ما هو مخالف لأصول الإسلام والثوابت الوطنية ودستور الدولة أما الإثراء والإبداع رهين المتغير والتطور وتحسين العمل والأداء والاستفادة من كل وافد تربوي لا يعارض ما هو قائم على أصله.
أن يتعرض نصف الأطفال في المملكة للعنف بمختلف أشكاله، فذلك يستحق حملة تكون منطلقاتها أنه "لا مجال للتهاون أو الاستهانة بموضوع الضرب في المدارس"، وهو الهدف الرئيس الذي انطلق يوم الأربعاء 18/11/2009 برعاية جلالة الملكة رانيا العبد الله بتدشين حملة "معا نحو بيئة مدرسية آمنة" .
أرقام العنف ضد الأطفال سواء داخل المدارس أو في البيئات التي يتواجدون بها، من شأنها تعليق جرس الخطر، فاجتماع جلالة الملكة الأول مع التحالف الوطني لمناهضة العنف ضد الأطفال في المدارس أمس، كشف أن نحو نصف الأطفال في الأردن يتعرضون لإساءات بدنية من الوالدين والمعلمين وإداريي المدارس والإخوة الذين يشاركون الطفل مكان الإقامة، في حين يتعرض نحو ثلثهم لإساءات بدنية في الحي من البالغين والأطفال الآخرين.
الأرقام كشفت عنها دراسة أعدتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونيسيف والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبينت أن نحو 15% من الأطفال يتغيبون عن المدرسة ليوم واحد على الأقل في العام الدراسي لعدم شعورهم بالأمان، وخوفا من ضرب المعلم وتهديده لهم، ووصفه إياهم بألقاب.
مساعي الحملة واضحة في أهدافها، فهي تطمح لتخفيض حالات العنف ضد الطلاب والطالبات بنسبة 40% في السنة الأولى من إطلاقها، وصولا إلى 90% مع السنة الثالثة.
جلالة الملكة رانيا أوضحت أنه "لا يوجد إطار قانوني رادع يحمي الطفل والمعلم"، ما يستدعي التعامل مع الموضوع في إطاره الوطني، ووضع استراتيجيات وميثاق ومنظومة قيمية سلوكية تساعد في الوصول إلى الهدف.
وأكدت جلالتها دور التثقيف والتوعية في توضيح الصورة الحقيقية لواقع العنف في المدارس، مؤشرة على دور المساجد في تغيير خطاب التعامل مع الطفل في البيت والمجتمع والمدرسة.
التحالف الوطني لمناهضة العنف ضد الأطفال الذي ترأسه فخريا جلالة الملكة رانيا العبدالله، ويرأسه وزير التربية والتعليم ،يضم في عضويته رئيس تنمية الموارد البشرية الدكتور منذر المصري، وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف، العين نوال الفاعوري، قاضي القضاة الدكتور أحمد هليل، المفوض العام في المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور محي الدين توق، وليلى شرف، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، هيفاء النجار، التربوية بشرى قدومي، وأمين عمان الكبرى المهندس عمر المعاني.
حملة "نحو بيئة مدرسية آمنة" ستتجه نحو دعم صناع القرار والمعلمين والعاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وزيادة الوعي لدى العائلات والمجتمع بأكمله حول أهمية اتباع الوسائل التأديبية الإيجابية ومناهضة العنف ضد الأطفال.
دراسة رسمية أخرى أكدت على أن ظاهرة العنف ما تزال منتشرة في المدارس، رغم وجود القوانين والتعليمات والتوجهات التي تمنعها.
الدراسة التي أعدتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونسيف في وقت سابق، كشفت أن نسبة الضرب بالعصا بلغت 40 %، فيما بلغت نسبة ممارسة الصراخ في وجه الطالب 45 %، أما التهديد بالضرب أو حسم العلامات فكانت نسبتها 38 %.
وتركز الحملة في مساراتها ومحاورها على الحد من العنف الممارس من قبل المعلمين ضد الطلبة كإجراء تأديبي، والاستعاضة عن ذلك بأسلوب إيجابي في توجيه وتعديل سلوك الطلبة.
ويتمثل الأسلوب البديل بمجموعة من الخطوات يتبعها المعلم أو المعلمة عند قيام أحد الطلبة بسلوكٍ غير مرغوب فيه، بحيث يسحب المعلم من جيبه بطاقة صفراء تشبه تلك التي يحملها حكام مباراة كرة القدم، ويبرزها أمام الطالب الذي صدر منه الفعل غير المرغوب فيه، إشعاراً للطالب بأنه ارتكب عملاً يستحق التوجيه والتعديل.
وجاءت توصيات المؤتمر العلمي حول بيئة مدرسية آمنة "وكالة الغوث كنموذج" والذي نظمته الجمعية الثقافية للشباب والطفولة بالتعاون مع الصندوق الكندي لدعم المبادرات المحلية بتعزيز المبادرات الايجابية في المدارس ،على النحو التالي :
•الاستمرار في تعميق وعي كافة العاملين التربويين والطلبة والمجتمع المحلي بمفاهيم حقوق الطفل والبيئة المدرسية الآمنة الجاذبة والقيم والمهارات المتصلة بها، وذلك من خلال عقد المزيد من المؤتمرات والندوات والورش التدريبية.
•تعزيز الممارسات الإيجابية في المدارس لتأمين بيئة مدرسية آمنة وجاذبة.
•رفع مستوى مشاركة الطلبة في تحقيق بيئة مدرسية آمنة ومبادراتهم
•تكثيف تدريب العاملين التربويين من إداريين ومعلمين ومرشدين في مجال المدرسة الآمنة.
•تعزيز الروابط والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني لرعاية وتطوير الأنشطة المتعلقة بدعم بيئات مدرسية آمنة وجاذبة.
•تعزيز المبادرات الإيجابية والعملية لتفعيل مفاهيم المدرسة الآمنة والجاذبة مثل مدونة السلوك والميثاق الأخلاقي والعقد الاجتماعي وغيرها.
•تكثيف تدريب العاملين التربويين من إداريين ومعلمين ومرشدين في مجال المدرسة الآمنة.
•التركيز على البحوث الإجرائية المتعلقة بحل المشكلات المرتبطة بالمدرسة الآمنة والجاذبة وتدريب الطلبة على التخطيط لها وتنفيذها وتقويمها
•عقد لقاءات دورية لمراجعة الإنجازات في مجال المدرسة الآمنة.
•عرض قصص النجاح وتعزيزها ونشرها.
وأخيراً أود أن أشكر بالجهود المبذولة في تحقيق بيئة مدرسية آمنه، وتعاون الجميع لتحقيق الحملة التي دعت إليها جلالة الملكة رانيا العبد الله بتدشين حملة "معا نحو بيئة مدرسية آمنة" ، وبجهود مدير مدرستنا مدرسة حسان بن ثابت،والمرشد التربوي وجميع زملائي المعلمين لتحقيق بيئة آمنة ، كما اشيد بالبحوث الاجرائية التي قام بها طلبة مدرسة حسان بن ثابت وتعاون الأهالي من خلال عقد عدة اجتماعات تهدف الى الانتقال من السلوكات السلبية الى السلوكات الايجابية والمبادرة للمساهمة في تحقيق بيئة تعلم آمنة .
قال ابن القيم رحمه الله نظما :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق ... يعطيهم بالرفق فوق أمان
هذا جهدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .
وبالله التوفيق....