الدستور ـ سلاف حسن التل
يؤثر التلفزيون ايجابا وسلبا في تربية الاجيال ، ولا يمكن انتزاع اهمية الفضائيات من حياتنا بعد ان دخلت كل البيوت ، واصبحت جزءا هاما من يومياتنا كما هو الحال لاهمية الفضائيات على اختلاف مشاربها وانواعها وما تشكله من اهمية للاجيال .
ويشكل التلفزيون بحضوره القوي احد ابرز العوامل المؤثرة في مسلكيات الفرد من الجيل الناشيء وخاصة من اخذت شخصيتهم بالتشكل واستمرار البناء حتى بلوغهم سن الرشد القانوني والاستقلال الشخصي والفكري والميول والاهواء ..غير ان ما يميز العديد من الفضائيات هو ما تبثه من افلام ومسلسلات تعزز ثقافة العنف في مشاهدها المتكررة مما يعكس ذلك تربية خاطئة على الجيل الناشيء وخاصة الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 13( ـ )16 عاما وفق ما تؤكده دراسات بحثية حول مدى تأثير التلفزيون على الاجيال في ظل تفاقم افلام تستند على العنف والعنف المضاد .
وتؤكد امهات في محافظة اربد التقتهن "الدستور" على حالة من القلق غير المعلن الذي ينتاب اطفالهن ممن اتموا سن الخامسة عشر عند مشاهدتهم افلام عنف تبثها فضائيات التي تستند على اكشن الحركة او الخوف من افلام تعرض مشاهد تتعلق بالارواح الشريرة وما يرافقها من لقطات صادمة لمن هم دون الخامسة عشر من العمر .
ويصف احد الاطفال 14 عاما مشاهد لكوابيس واحلام مزعجة يرى فيها الوحوش ولقطات شريرة مبينا ان سبب ذلك هو مشاهدته لافلام تلفزيونية يتخللها عنف وافلام اخرى تتعلق بالارواح الشريرة في حين يبد ارتياحه عند مشاهدته مسلسلات تتعلق بالطبيعة وعمل الخير او البرامج العلمية .
وتشير الدراسة الى اهمية تحديد البرامج التلفزيونية من قبل الاهل للاطفال منذ تشكل وعيهم لتعزز فيهم القيم الاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية التي تساهم الى حد كبير في نشأتهم وتشكيل شخصيتهم .
وتنتقد امهات في اربد برامج وافلام تلفزيونية يطغى عليها طابع الشر والعنف ومشاهد دموية تؤذي المشاعر موضحة انه مهما كانت عملية الرقابة الاسرية موجودة وتعمل على تحديد البرامج الا ان اسر عديدة بدأت تلاحظ ميول اطفالهم نحو افلام وبرامج فيها عنف بعيدة عن القيم التربوية والانسانية المسالمة بشكل عام التي يتطلع اليها الانسان .
وتستغرب امهات من الحضور القوي عند اطفالهن لفضائيات عرف عنها عرض افلام عنيفة يتخللها قتال ودماء .
وتحذر الدراسة من اتساع دائرة الاضطرابات النفسية عند الفئة العمرية التي تتراوح بين 12( ـ16) عاما بسبب جلوس الاطفال امام شاشات التلفزيون في متابعة طويلة لافلام وبرامج تبث مشاهد العنف مبينة الدراسة التي اجريت على نحو 280 طفلا وطفلة تحت سن السادسة عشر بان نسبة الاضطرابات النفسية جراء متابعة مثل هذه الافلام وصلت الى مؤشرات تستدعي التوقف عندها والعمل على معالجتها من خلال برامج تلفزيونية تدعو الى السلم والعلم والفكر والثقافة لتعزيز قيم نبيلة في نفوس الاجيال .
واشارت الدراسة الى مخاطر صحية تؤثر على الاطفال نتيجة سهرهم لفترات طويلة اذ اشارت الدراسة الى العديد من الاطفال ينامون على مقاعد الدراسة في الصباح مع عدم تركيزهم على الحصة المدرسية نتيجة تعب وارهاق واضطرابات نفسية سببتها برامج وافلام اجترتهم الى السهر لاوقات طويلة في الليل على حساب صحتهم ودراستهم .
وتبين مرشدة تربوية في احدى مدارس محافظة اربد في حديثها لـ "الدستور" ان الارشاد التربوي يدرك المخاطرالصحية والنفسية الى جانب ضعف الجانب التربوي المبني على المسالمة الاجتماعية نتيجة برامج وافلام تعرضها فضائيات تركز على العنف والخوف وافلام خيالية تتحدث عن اشياء غير واقعية .
ودعت المرشدة التربوية التي طلبت عدم الاشارة الى اسمها الى اهمية احلال برامج وافلام تدعو الى الخير والعلم والثقافة والفكر بما في ذلك البرامج التعليمية بطرق جاذبة للطفل ليتخلص من رغباته في متابعة افلام عنف .
واعتبرت الدراسة ان التلفزيون يعد عدو الطفل الاول والمؤثر الرئيسي على شخصيته والمساهم الى حد كبير في بناء شخصية الطفل بعد ان اصبح التلفزيون سيد الموقف في كل بيت ان لم يكن هو المربي الاول .
</TD></TR>