منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى المعلم مصطفى دعمس - منتدى تربوي شامل
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتبحـثأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى تربوي شامل للأستاذ مصطفى دعمس
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شركة تركيب كاميرات مراقبة بالقصيم
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 11:17 pm من طرف ثناء مجدى

» كل قواعد اللغة العربية في صفحة واحدة
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالثلاثاء أكتوبر 22, 2024 10:32 pm من طرف مصطفى دعمس

» استشهاد يحيى السنوار
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:43 am من طرف مصطفى دعمس

» شركة تركيب شلالات ونوافير بالباحة
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالأحد أكتوبر 13, 2024 9:49 pm من طرف ثناء مجدى

» اضرار العاده السرية
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالأحد أكتوبر 13, 2024 6:50 am من طرف مصطفى دعمس

» اللاءات العشر في سورة الكهف.. أسرار قرآنية طريقك للجنة والسعادة في الدنيا
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالجمعة أكتوبر 11, 2024 3:44 pm من طرف مصطفى دعمس

» الإسلام مصدر الرحمة لكل الكائنات
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالجمعة أكتوبر 11, 2024 3:14 pm من طرف مصطفى دعمس

» مفهوم الأمة لغة واصطلاحا
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالجمعة أكتوبر 11, 2024 3:05 pm من طرف مصطفى دعمس

» وإن هذه أمتكم أمة واحدة كل حزب بما لديهم فرحون
 تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالجمعة أكتوبر 11, 2024 2:56 pm من طرف مصطفى دعمس

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

  تأصيل العلوم الطبيعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى دعمس
المدير العام - الأستاذ مصطفى دعمس
مصطفى دعمس


عدد المساهمات : 1749
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
العمر : 53
الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس

 تأصيل العلوم الطبيعية Empty
مُساهمةموضوع: تأصيل العلوم الطبيعية    تأصيل العلوم الطبيعية Emptyالأحد نوفمبر 28, 2010 9:22 pm

مقدمة:
للتأصيل معاني عديدة ، وأبعاد مختلفة تختلف باختلاف رؤى الناسواهتماماتهم ومعتقداتهم ، ويعني التأصيل وفق منظورنا الإسلامي إعادة صياغةمناهج حياتنا بحيث تراعى وتعبر عن القيم والمعتقدات الإسلامية . وتعتبرالعلوم الطبيعية من أحد أهم الموضوعات التي نحتاج لتأصيلها بحسبان أنالسمة المميزة لهذا العصر هي التقنية التي ترتكز على العلوم الطبيعية ،ويشمل ذلك علم الطبيعة (الفيزياء) والكيمياء والأحياء والرياضيات . وسوفنحاول في البحث تناول أحد جوانب التأصيل والتي تختص بإعادة صياغة منهجيةهذه العلوم الطبيعية بحيث تنبثق من مشكاة الوحي وتهتدي بهديه . وهذايستدعي أن نتدبر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والسيرة النبويةلنستنبط منها بعض المؤشرات التي قد تعين مستقبلاً بإذن الله لصياغة منهجيةإسلامية علمية متكاملة بديلة للمنهجية الغربية التي سنحاول استعراض سماتهاقبل أن نشرع في تلمس طريقنا للمنهجية الإسلامية البديلة .

المنهجية العلمية الغربية :
لقدشهد القرن العشرين منذ بدايته وحتى نهايته ثورة تقنية وعلمية ضخمة بكلالمقاييس ، حيث شهد تطوراً كبيراً في وسائل النقل والاتصالاتوالالكترونيات والذرة فانتشرت السيارات بنماذج مختلفة وانتشرت أجهزةالتلفاز والمذياع والهاتف والأجهزة اللاسلكية والأقمار الصناعية ، وتماختراع أجهزة الحاسوب الرقمي وأجهزة التحكم والاستشعار عن بعد . وتم توليدالكهرباء من المفاعلات النووية الانشطارية ومن الشمس .
وفي المجالاتالحيوية تم اكتشاف العقاقير الكيميائية المختلفة لعلاج مختلف الأمراض .وتم اكتشاف وسائل جديدة لتشخيص الأمراض ، فظهرت الأشعة السينية وأجهزةالموجات فوق السمعية ، وأجهزة الرنين المغنطيسي ، وتم التعرف على تركيبالخلية الحية وأسرار الصبغيات والشفرات الوراثية الموجودة بها ، وظهر علمجديد يرعى هذه الجوانب وهو يسمى بعلم الهندسة الوراثية .
أما في المجالالزراعي فقد تم ابتكار أسمدة كيميائية لزيادة الإنتاج الزراعي بصورة كبيرة، وتم تصنيع مبيدات كيميائية للقضاء على الآفات الزراعية . كما تم إنتاجعلف صناعي تضاف إليه الهورمونات لزيادة إنتاج الحيوانات من اللحوموالألبان والبيض .
تعتمد المنهجية الغربية في مذهبها الذي يعرف بالمذهب الوضعي المنطقي على عنصرين للمعرفة وهما :
الكونالمحسوس الذي نرغب في معرفة النواميس التي تحكم سلوك ظواهره، والعقلالبشري الذي يمتلك الأدوات التي تمكن الإنسان من تحليل هذه الظواهر وصياغةالقوانين المتعلقة بها . وهذا يعني أن الدين والغيب والوحي ليس لهما دورالبتة كمصادر للمعرفة في المنهج الغربي .
وتنقسم الحقائق العلمية فيالمنهج الغربي إلى قضايا تحليلية يعتمد صدقها على أحكام العقل الأوليكقولنا الجزء أقل من الكل . أو قضايا تجريبية يعتمد صدقها على مطابقةالواقع الخارجي والاختبار التجريبي كقولنا : أن الحديد يتمدد بالحرارة .
ولمعرفةالقوانين التي تحكم سلوك المادة اعتمد الغربيون أولاً على المنهج التجريبيالذي يتعرّف قوانين ظاهرة معينة بإجراء سلسلة من التجارب . على هذهالظاهرة ، ثم يتم استخلاص القانون أو القوانين المتعلقة بهذه الظاهرةبتحليل نتائج تلك التجارب . وعندما ولج العلم عالم الذرة الذي لا تدركهحواسنا مباشرة اضطر العلماء لاعتماد المنهج الاستنباطي الذي يقوم فيهالعلماء بوضع نظرية معينة لتفسير ظاهرة أو عدد من الظواهر حيث توضع مجموعةمن الفرضيات ثم يتم وضع إطار رياضي على ضوء هذه الفروض وعلى ضوء ذلك تتنبأالنظرية بنتائج معينة يتم اختيار صحتها على ضوء التجربة .
وتنحصر وظيفة العلم في توظيف العلم لمنفعة الإنسان ورفاهيته .

فشل المنهجية التقنية الغربية :
وماأن بدأت شمس الربع الثالث من القرن العشرين في الافول حتى أفاق الغرب مننشوة التفوق العلمي . فإذا به يتبين أن سياراته ومصانعه تبعث آلاف الأطنانمن السموم التي تصيب الإنسان بأوجاع وآلام مستعصية مثل أمراض السرطانوالكلى ، وإذا بمفاعلاته النووية الانشطارية تنشر أشعة الرعب والموتوالدمار .
أما العقاقير الكيميائية التي ظنوا أنها هي البلسم الشافيوالدواء ، فقد تبيّن لهم أنها هي نفسها داء ، إن قوم جانباً من الجسد هدمجوانب أخرى منه ، فاصبحت مضاعفات العقاقير الكيميائية في بعض الأحيان منحيث يدري الإنسان أو لا يدري - أخطر من المرض نفسه ، حيث تبين للعلماء بعدفوات الأوان وبعد سقوط آلاف ضحايا الآثار الجانبية لكثير من العقاقيرالكيميائية . أما المبيدات والأسمدة الكيميائية فقد ظهر أنها هي أيضاًتحوي سموماً مدمرة تنتقل من النبات ثم للحيوان والإنسان . وفيما يختصبالأعلاف الصناعية فيكفي أنها متهمة بالتسبب في مرض جنون البقر ، هذافضلاً عما تسببه هذه الهرمونات من فوضى في الأنظمة الحيوية للجسم وفي صفاتالأنوثة والذكورة .
ويرجع فشل المنهجية الغربية لإغفالها لعنصر الوحيكمصدر من مصادر المعرفة ولكونها تعتبر أن الكون خلق بالصدفة وبصورةعشوائية ، لذا فهي تعتبر أن مفاعلات الطاقة الاندماجية الموجودة في الشمسوالتي تمدنا بطاقة الكون كله مخلوقة عشوائياً لذا فإن الإنسان بعقلهالمدبر يستطيع أن يصنع ما هو أفضل .
وهي تعتقد أن الأعشاب وهي التيتمثل الدواء الرباني الطبيعي هي مخلوقات وجدت بالصدفة . وعقل الإنسانالمدبر كفيل بإيجاد الأحسن ، كما أنها تظن أن الأسمدة الطبيعية والمبيداتالطبيعية والحيوية كلها مخلوقات جزافية . وهي تعتقد أنها يمكن أن تصنعخيوطاً صناعية تصنع منها الملابس أفضل من خيوط القطن المستخلصة من المصنعالرباني المسمى بالنبات . وينطبق نفس الفهم الغربي على الأعلاف والغذاءالطبيعي للحيوان ، حيث قام العلماء باستبدال الأعلاف الطبيعية بأعلاف منصنع البشر .
كما يرجع فشل المنهجية الغربية كذلك لقيام أركانها علىالنظرة النفعية والمادية الصرفة والتي تهدف لتقليل تكاليف التقنيات دونالنظر لعواقبها على الإنسان ، فقد هرعوا لمفاعلات الانشطار ، لأنهم وجدوهامن أرخص مصادر توليد الطاقة ، ولجأوا للعقاقير الكيميائية لإيجاد بدائلأرخص للأعشاب ، واستخدموا المبيدات والأسمدة الكيميائية لزيادة الإنتاجالزراعي ، واستبدلوا الأعلاف الطبيعية بالصناعية لكونها تزيد إنتاج اللحوموالألبان ، ولكن حتى هذه النظرة المادية المنفعية الصرفة العاجلة أصبحتتفرز أضراراً تحتاج لعلاجها من الجهد والمال أضعاف أضعاف ما ظنوا أنهمسيوفرونه عند استبدال التقنيات الطبيعية بتقنياتهم البائسة الخاسرة .
وقدأدرك الغرب بعد أن شاهد بأم عينيه الخراب والدمار والأضرار البليغة التيأحدثتها تقنياته بالبيئة والإنسان - خطأ منهجيته المبنية على تفوق العقلالإنساني وعشوائية الطبيعة ، والنظرة النفعية المادية الصرفة ، فظهرت علىالفور المدرسة الطبيعية ، ومن يسمون أنفسهم بأنصار البيئة . فأيقنوا أنالطاقة الاندماجية التي توجد في أكبر مفاعل اندماجي طبيعي وهو الشمس ، هومن أفضل أنواع الطاقات وأقلها ضرراً للبيئة والإنسان ، وتأكدوا أن طريقةالنبات في الاستفادة من الطاقة الشمسية ستمد الطبيعة بالأكسجين المفيدللإنسان وتنظف البيئة من غازات ثاني أكسيد الكربون الضارة . وتبينوا أنالأسمدة الطبيعية والأعلاف الطبيعية لا تحدث أمراضاً للإنسان والحيوان .كما ثبت لهم بالتجربة العملية أن تناول الإنسان للغذاء الطبيعي بدون حذفأو إضافة من الإنسان يقيه من كثير من الأمراض المستعصية ، فقد أظهرتالبحوث الطبية أن نزع نخالة القمح من الخبز الذي نتناوله يتسبب في إصابتهبكثير من أمراض الجهاز الهضمي والقلب . كما أن إضافة المواد الحافظةومكسبات النكهة تعرض الإنسان للإصابة بأمراض السرطان وأمراض الحساسيةالمختلفة .

المنهجية العلمية الإسلامية :
لقد سردنا باسهابإخفاق المنهجية العلمية الغربية في التعامل مع الطبيعة والإنسان وتأكدهبالتجربة أن عدم تغيير سنن الله في خلقه هي وحدها مفتاح النجاح في التعاملمع البيئة وتوظيفها لخدمة الإنسان . ولكن ما ينقص هذه المنهجية هواعتمادها على التجربة وحدها مع إغفال تام لعنصر الوحي الرباني الذي هو راسالأمر وذروة سنامه ، لذا فإن مآل هذه المنهجية هي أن تتخبط على غير هدىإلى يوم القيامة ، وأن تقدم الآلاف بل ملايين الضحايا وقوداً لتجاربها حتىتنضج .
من هذا المنطلق نجد أن واجبنا الأول كمسلمين - أن نطرح مرتكزاتالمنهجية العلمية الإسلامية المستمد من الوحي الرباني الموجود في رسالةالإسلام وهديه خاصة بعد أن بينت تجارب العالم الغربي نفسها بعض سمات هذاالمنهج .
فإذا أمعنا النظر في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، نجد أنهاقد أوردت الكثير من الحقائق المتعلقة بخلق هذا الكون وتركيبه وطريقةالتعامل مع مخلوقاته المختلفة .
وتتمثل هذه المرتكزات في أن هذا الكونخلق بإحكام وبتدبير حكيم سليم ؛ لذا فإن تعاملنا مع هذا الكون يتطلب ألانغير سنن الله في خلقه بل أن نجتهد في محاكاة الطبيعة ومحاولة الاستفادةمن إبداع الخالق عند ابتكارنا لتقنيات جديدة .
أما الركن الثاني من هذهالمرتكزات فهو يتمثل في الاستفادة مما ورد في القرآن الكريم من موجهات فيعلوم الطبيعة (الفيزياء) والكيمياء والأحياء والهندسة والطب ، وفي مجالالعلوم الإنسانية ويشمل ذلك علوم الاقتصاد ، والإدارة ، والنفس ، والتربية، وغيرها من فروع العلم والمعرفة المختلفة .

مجاراة سنن الله في خلقه وتقليدها :
بينالله في محكم تنزيله أنه خلق كل شيء في هذا الكون بإحكام ، وأورد ذلك فيعدة مواضع ؛ فقد ورد قوله تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر[القمر:49].
وقدورد في تفسير المؤمنين (1-424) لقد خلق الله كل شيء وفق تقدير حكيم ودقيق، ما من شيء يريد تحقيقه إلا تحقق مثل لمح البصر . وقد أورد ابن كثير فيتفسير (2-266) قوله تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر كقوله  وخلق كل شيءفقدره تقديرا [الفرقان : 2] ، وكقوله تعالى :  سبح اسم ربك الأعلى الذيخلق فسوى والذي قدر فهدى  [الأعلى: 1-3] .
كما ورد  الذي له ملكالسموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدرهتقديرا  [الفرقان : 2] ، فقد ورد في تفسير ابن كثير (2-308) في تفسير هذهالآية : " أن الله نزّه نفسه عن الولد والشريك ثم أخبر أنه خلق كل شيءفقدره تقديراً أي كل شيء مما سواه مخلوق مربوب وهو خالق كل شيء وربهومليكه وإلهه وكل شيء تحت قهره وتسخيره " أما تفسير المؤمنين فقد أورد فيتفسير المؤمنين (1-287)  فقدره تقديراً  : قدر حجمه وشكله ووظيفتهوزمانه ومكانه وتناسقه مع غيره من الموجودات .
كما ورد  الذي خلقفسوى [الأعلى : 2] ، وورد في تفسير المؤمنين (1-473) في قوله تعالى: فسوى  أحسن خلقة متناسقة. أما ابن كثير فقد اورد في تفسير هذه الآية أيخلق الخليقة وسوى كل مخلوق في أحسن الهيئآت (2-50).
فإذا تدبرنا هذهالآيات نجد أن المولى سبحانه وتعالى أشار بجلاء ووضوح إلى أنه خلق كل شيءفي الكون بتقدير دقيق وإحكام وتناسق تام ، فلا ينبغي لبشر أن يغير خلقالله بالحذف أو الإضافة وقد حذر الله البشر من ذلك في سورة النساء في قولهتعالى :  ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهمفليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناًمبيناً  [النساء:119] . وقد أورد ابن كثير تفسير ابن عباس (7) لقولهتعالى :  فليغيرن خلق الله  فقد فسره ابن عباس يعني بذلك هي الدواب وقالالحسن البصري يعني بذلك الوشم ، وكذلك ورد عن ابن مسعود أنه قال: " لعنالله الواشمات والمتوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيراتخلق الله عز وجل " وكذلك ورد : " لا تبدلوا فطرة الله ودعوا الناس علىفطرتهم " وقد تبين للغرب الآن بجلاء ووضوح مدى الضرر البليغ الذي يحدثللإنسان عندما يحاول تغيير خلق الله بالحذف أو الإضافة ، فقد تسبب نزعالنخالة من دقيق القمح عند صنع الخبز نتيجة لاعتبار الإنسان هذه النخالةزيادة لا ضرورة لها في إصابة الإنسان بكثير من أمراض الجهاز الهضمي ؛لقدرة الألياف على تقليل كثافة الطعام ومروره في الأمعاء بسهوله ولفعاليتهفي تنشيط الأمعاء وانعاشها وتسبب كذلك في إصابة الإنسان بالتوتر لاحتواءالنخالة على مادة مهدئة للأعصاب ، كما أدى كذلك إلى إصابة الإنسان بأمراضالقلب الناتجة من تليفه ، لأن لبعض مواد النخالة مقدرة في تمديد الشعيراتالدموية في الأنسجة المتليفة لتمدها بالغذاء والطاقة والأكسجين فتحييها منجديد ، وهناك عبارة قالها الطبيب العالمي (الفرد مكان) في كتابه علمالتغذية عن النخالة ، حيث قال : " لو أننا وضعنا في كفة ميزان جميعالأدوية التي يتناولها مرضى العالم المتحضر ، وفي الكفة الثانية وضعناالنخالة التي تحذف من الحبوب عند طحنها لتعادلت الكفتان " إن حرمانالإنسان من النخالة وما فيها من فيتامينات وأملاح معدنية ثمينة وغيرهاجعله يتهافت على تناول العلاجات والأدوية، كما أدت إضافة المواد الحافظةومكسبات النكهة واللون للأطعمة إلى ظهور أمراض السرطان والحساسية بأنواعهاالمختلفة . وقد اتجه الغرب بكليته نحو منحى جديد في الطب يقوم على تناولالغذاء كما خلقه الله للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي والقلب والسرطان .بل ذهب الغربيون لأبعد من هذا فأصبح الناس في أمريكا يستبدلون العطروالصابون الكيميائي بعطور وصابون مستخلصه من مواد طبيعية .
أما في مجالعلاج الأمراض فقد تأكد لهم أيضاً مدى ما تحدثه العقاقير الكيميائية منآثار جانبية خطيرة بالإنسان فاتجهوا الآن نحو استخدام الأعشاب الطبيعيةلعلاج مختلف الأمراض . وهذه الأعشاب هي نباتات طبيعية تنبت في الأرض وقداشار المولى عز وجل لتكوين الأعشاب بنسب دقيقة في قوله تعالى :  والأرضمددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون  [الحجر : 19]، فقد ورد في تفسير " موزون " في تفسير المؤمنين (1-210) معلوم ومقررمقداره بالضبط.
أما في تفسير ابن كثير فقد ورد: " ثم ذكر تعالى خلقهالأرض ، ومده إياها وتوسيعها وبسطها ، وما جعل فيها من الجبال والرواسيوالأودية والأراضي والرمال وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة " ،وقال ابن عباس في تفسير من كل شيء موزون أي معلوم ، وقال بعض المفسرينمقدر بقدر ، وقال ابن زيد من كل شيء يوزن ويقدر بقدر .
ويجب ألا نقتصرعلى عدم تغيير طبيعة خلق الله فقط ، بل يجب كذلك أن يتعلم الإنسان منمخلوقات الله كيف يتغلب على مشاكله ويطور تقنياته . وقد ذكر القرآن نماذجلتعلم الإنسان من البيئة في قوله تعالى :  فبعث الله غرابا يبحث في الأرضليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغرابفأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين [المائدة : 31] ، فورد في (المؤمنين)في تفسير هذه الآية : " وحار كيف يفعل بجثته فأرسل الله إليه غراباً أخذيحفر في الأرض حتى يواري جثة غراب آخر " وتبين هذه الآية أن الإنسان تعلمكيفية الدفن من الغراب . لذا فإن من واجبنا التعلم من مخلوقات الله كيفيةتوليد الطاقة مثلاً فنولدها بالاندماج ، كما يحدث في الشمس ، ولو فعلناذلك لوقانا الله شرور الاشعاعات الضارة الناجمة في توليد الطاقة منالانشطار . كما كان يمكننا التعلم من النبات تحويل طاقة الشمس الضوئيةلطاقة كيميائية مفيدة للإنسان وغير مضرة بالبيئة كطاقة النفط (البترول) .وكان من الممكن أيضاً معرفة الطريقة التي تجعل البعوض يحمل طفيل الملاريافي أحشائه دون أن يؤثر ذلك عليه للوقاية من الملاريا ، وكذلك تعرّف الآليةالتي يستخدمها جهاز المناعة للقضاء على الطفيليات، ومحاولة تقليدها وأنتتحول آلية العلاج من القضاء على الأمراض بإدخال أدوية للجسم تعمل كسمومتقضي على الطفيليات أو تعالج الخلل العضوي ، بالقضاء على الأمراض بتقويةجهاز المناعة وتحفيزه بحسبان أن دفاعات الجسم لم تخلق عشوائياً بل خلقتبدقة وإحكام ، وقد تمت تجربة ذلك في أبحاث الإيمان عندنا بإشراف الأستاذالنور عبد المجيد والطبيب يوسف صفي الدين ، وكذلك هنالك تجربة في منظمةالبدائل بإشراف الدكتور مرتضى وخبيري الأعشاب عثمان عبد المنعم وخالدحدربي ، بالإضافة لتجارب أخرى داخل السودان وفي الولايات المتحدة ، وكانتالنتائج مبشرة جداً . وقد بدأت أنا بنفسي بتجربة هذا الأسلوب على نفسيوأسرتي ومن حولي في علاج مرض المصران بإشراف الأستاذ الدكتور يحيى الطيبالعربي وفي علاج الملاريا وكانت النتائج مبشرة جداً ، حيث لوحظ أن آليةتحفيز المناعة عن طريق الأعشاب ومنها الحبة السوداء يزيل المرض بسرعة ولايوهن الجسم بل يبعث فيه النشاط بعكس الدواء الكيميائي الذي إن قضى علىالطفيل أو أصلح جانباً من الجسم خلف للجسم آثاراً ومضاعفات جانبية ، وقديكون من بينها إلحاق الضرر بأجزاء أخرى من الجسم ، كما تفعل بعض الأدويةبالكلى والكبد والقلب .

استخلاص الإطار النظري والأسس العامة
للعلوم من الوحي القرآني والسنة المطهرة :
رغمأن القرآن ليس كتاباً متخصصاً في العلوم الطبيعية إلا أنه حوى معلومات ثرةوقواعد عامة يمكن أن نهتدي بها لوضع الأسس النظرية العامة لكل العلومالطبيعية والإنسانية ، مما يبين مدى إعجاز هذا القرآن ، ويقدم لنا برهاناًجديداً على احتواء القرآن على المبادئ الأساسية والأسس العامة ليس للعلومالشرعية فحسب كما يظن الكثيرون ، بل لكل العلوم التي على ظهر الأرض ، وقدأشارت بعض آيات القرآن الكريم لهذه الحقيقة ، فقد ورد ... ما فرطنا فيالكتاب من شيء ... [الأنعام : 38] ، وفي قوله تعالى :  ويوم نبعث في كلأمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهبداً على هؤلاء ونزلنا عليك الكتابتبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين  [النحل : 89] .
وسوف نحاول هنا استعراض بعض الإشارات التي وردت في القرآن الكريم لبعض أساسيات العلوم الطبيعية ومبادئها .
مبادئ واساسيات العلوم الطبيعية والفيزياء :
تحدثالقرآن الكريم عن خواص الفضاء والزمان والمكان ، وعن قوانين البقاءوالتماثل وكيفية تطوير النظريات الفيزيائية . وتعتبر هذه الخواص منالأساسيات التي ارتكز عليها علم الطبيعة " الفيزياء " الحديث والتقليدي ،والتي أخذت قروناً عديدة حتى تبلورت في صورتها الحالية فعلى سبيل المثالتطور مفهوم الزمان والمكان منذ القرن السابع عشر الميلادي والذي كان فيهنيوتن يعتبر الزمان والمكان ظواهر مطلقة ، وتغير هذا المفهوم في بدايةالقرن العشرين ، حيث قدم ألبرت انشتاين نظريته النسبية الخاصة ، والتياعتبر فيها الزمان والمكان ظواهر نسبية .
أما مفاهيم التماثل والتجانسوقوانين البقاء فقد أصبحت تمثل حجر الزاوية التي ترتكز عليها النظرياتالطبيعية " الحديثة " إذ نجد أن أحدث النظريات الطبيعية مثل النظرياتالمعيارية (Standard Model) والتي وحدت القوى الكهربية المغنطيسية معالتفاعلات النووية الضعيفة قد ارتكزت بصورة أساسية على قوانين التماثلوالبقاء . وكذلك ارتكزت نظريات التوحيد العظمى والتي تحاول توحيد كل قوىالطبيعة وإخراجها من مشكاة واحدة على مبادئ التماثل وقوانين البقاء .
وقد أشار القرآن الكريم لهذه المبادئ العامة التي ترتكز عليها نظريات علوم الطبيعة بجلاء ووضوح في بعض آياته .

نسبية الزمان والمكان :
ذكرناأن علم الحركة الذي صاغه نيوتن في في كتاب سماه (Principa) (3) اعتبر أنظاهرة الزمان والمكان هي ظواهر مطلقة بمعنى أن المدى الزماني والمكاني بينأي حدثين يكون ذا قيمة واحدة لكل أنظمة المراقبة ، وبغض النظر عن حركةبعضها بالنسبة لبعض . وقد ظل هذا المفهوم سائداً لفترة طويلة حتى مطلعالقرن العشرين والذي شهد اخفاق قوانين نيوتن في تفسير سلوك الجسيمات التيتوجد في عالم الذرة ، وكذلك بعض الظواهر ونتائج بعض التجارب الطبيعية ومنأشهرها تجربة "مايكلسون ومورلي" والتي تأكد فيها للعلماء أن سرعة الضوءثابتة . وليست متغيرة كما تنبأت نظرية نيوتن . مما حدا بانشتاين اعتبارالزمان والمكان ظواهر نسبية في نظريته المشهورة بنظرية النسبية الخاصة (4)والتي قدمها للعالم عام 1905م عند قيامه بتعميم احساس الضوء بالزمانوالمكان ممثلاً في تحويلات " لورنس" على المادة ، وقد أقامت هذه النظريةالدنيا ولم تقعدها حتى الآن لنجاحها المنقطع النظير في تفسير كثير منالظواهر الذرية المهمة ونجاحها في وصف الظواهر الكونية والتثاقلية . ولازال الناس متعجبين حتى الآن كيف استطاع انشتاين اعتبار الزمان والمكانظاهرتين نسبيتين رغم تعارض هذه النسبية مع تجاربنا اليومية وإحساسناالمباشر ، واعتبروا ذلك فلتة من فلتات الدهر وعنواناً للعبقرية الفذة .
ولوتدبر علماء الطبيعة القرآن لوجدوا هذه المفاهيم مذكورة بجلاء ووضوح، ممايؤكد أن هذا القرآن ليس من عند بشر بل من عند الله العزيز الحكيم لأنهأورد مفاهيم استعجمت على الناس وكثير من العلماء حتى في القرن العشرين .ففيما يخص نسبية الزمن ورد في القرآن الكريم  أو كالذي مرّ على قرية وهيخاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمبعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظرإلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلنك آية للناس وانظر إلىالعظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كلشيء قدير  [البقرة:259] . وقد أورد ابن كثير في تفسيره (2-314) أن رجلاًمن بني إسرائيل يقال له عزير مر على بيت المقدس بعد تخريب بختنصر لها وقتلأهلها فوقف مفكراً فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة . وقال  أنّىيحيي هذه الله بعد موتها  وذلك لما رأى من دثورها وشدة خرابها وبعدها عنالعود إلى ما كانت عليه ، قال تعالى:  فأماته الله مائة عام ثم بعثه فلما بعثه الله بعد أن أماته مائة عام وسأله بواسطة الملك كم لبثت ، قال:لبثت يوماً أو بعض يوم . ويمكن بسهولة استنباط نسبية الزمن في هذه الآيةعلى ضوء النظرية النسبية ، فحسب مفاهيم النسبية فإن الرجل عندما مات أصبحفي حالة شبه نورانية فصار يومه طويلاً جداً بالنسبة للكائنات الحية التيعلى ظهر الأرض بحيث يعادل هذا اليوم مئات السنين على ظهر الأرض والله أعلم.
ووردت الإشـارة أيضاً لنسبية الزمـن في سورة الكهف في قوله تعالى : وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوماًأو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلىالمدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكمأحداً  [الكهف :19] . فقد أورد ابن كثير في تفسيره (2-76) أن أصحاب الكهففروا من قومهم إلى الكهف فناموا ثلاثمائة عام بحساب أهل الأرض ولأنهمكانوا في حالة شبه نورانية فإنهم شعروا بأن فترة النوم استغرقت يوماً أوبعض يوم ، لأن يوم الكائن النوراني يعادل مئات ، وربما ألوف السنين بحسابأهل الأرض . وتبين هذه الآيات أن الزمن نسبي على ظهر الأرض وبالنسبةللمخلوقات الأرضية التي تخضع لقوانين علم الطبيعة "الفيزياء" ، كما وردتآيات أخرى توضح أن الزمن نسبي بالنسبة للسماوات والمخلوقات السماوية التيلا تخضع لقوانين علم الطبيعة، فقد ورد في الآية  يدبر الأمـر من السماءإلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون [السجدة :5] ، وفي قوله تعالى  تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسينألف سنة  [المعارج : 4] . وقد تم التحقق من ذلك بقياس عمر الجسيم الذريالمسمى بالميزون (chap. 6-9) فوجدوا أن عمره وهو ساكن يساوي 2 ميكرو/ثانيةبينما وجدوا أن عمر الميزون المتحرك بسرعة تقارب سرعة الضوء هو 32ميكرو/ثانية تقريباً . وهذا يعادل 16 مرة قدر عمر الميزون الساكن .
وكذلكارتكزت ميكانيكا نيوتن على اعتبار أن خواص الفضاء مطلقة بمعنى أن الفراغأقليدي وتكون أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم في كل أجزائه. ولماصاغ انشتاين نظريته النسبية العامة وجد أن الفراغ محدب (4) ومتعرجالمسارات ولا يكون تحدب الفراغ واحداً في كل أجزاء الكون بل يتغير التحدببتغير كثافة المادة الموجودة حيث يزيد التحدب بزيادة كثافة المادة . وقدتأكد للعلماء تحدب الفضاء في مايو 1919م بمنطقة سويرال في الشاطئ الشماليالشرقي للبرازيل حيث لاحظ أثناء كسوف الشمس أن مواقع النجوم تنزاح لمواقعظاهرية مختلفة عن مواضعها الأصلية عند مرور شعاعها قرب الشمس مما يدل علىانحناء شعاع الضوء وتحدب مسار الفضاء حول الشمس .
وقد أورد القرآنالكريم هذه الحقيقة أيضاً بجلاء ووضوح في كثير من الآيات التي تبين أنالفضاء الكوني محدب لقوانين الطبيعة "الفيزياء" للمخلوقات السماوية التيلا تخضع للقوانين الطبيعية أيضاً ففيما يختص بتعرج المسارات لمخلوقاتالأرض ورد في الآية  ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون [الحجر : 14] ، وهذه الآية توضح أن الكفار وهم مخلوقات أرضية يسلكونمسارات متعرجة في الفضاء . وكذلك وردت الإشارة لتحدب الفضاء في الآية يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهوالرحيم الغفور  [سبأ : 2] .
وتعني هذه الآية أن الله يعلم كل ما يلجفي الأرض ويخرج وما ينزل وما يعرج وشمل ذلك الكائنات الأرضية الحيةوالجامدة والكائنات السماوية . ويعني العروج في اللغة العربية ، وكما وردفي لسان العرب لابن منظور (5- 2869) المسار المائل حيث ورد : " عرج النهرأي أماله وعرّج البناء تعريجاً أي ميله فتعرج " .
من هذا نخلص إلى أنالقرآن تحدث عن الزمان والمكان باعتبارهما ظاهرتين نسبيتين ويعتبر هذاالمفهوم الذي عززته التجارب العلمية من أحد أركان علم الطبيعة "الفيزياء"الحديث .
تماثل وتجانس الكون :
يعتبر مبدأ التماثل (Symmetry) منأحد أهم أركان العلوم الطبيعية "الفيزياء" الحديثة ، فقد تم اكتشاف الخواصالموجبة للجسيمات (4) على يد العالم "ديبرولي" الذي اعتبر أن الطبيعةمتماثلة فاستند على حقيقة أن موجات الضوء تتصرف أحياناً كجسيمات ليفترض أنمبدأ التماثل يقتضي أيضاً أن تتصرف الجسيمات أيضاً كموجات ، فافترض أنجسيمات مثل الالكترون تتصرف كموجات لها طول موجي يتناسب عكسياً معاندفاعها " كمية تحركها " وقد تم التأكد من ذلك عند تسليط حزمة الكتروناتعلى بلورة فوجد العلماء أن الالكترونات تتشتت بشدة وتتغير دورياً من الصفرلقيمة عظمى وكأنها موجات تتداخل مع بعضها . وكذلك يتم استخدام التماثل فيوصف تفاعلات الجسيمات الأولية ومثال ذلك التماثل المرآوي . وتعتمد نظرياتالتوحيد ونظريات الجسيمات الأولية بصورة أساسية على مبدأ التماثل . كماتعتمد نظريتا النسبية الخاصة والعامة على مبدأ تجانس الكون كركن اساسي فيالنسبية .
وقد وردت إشارات في القرآن لمبدأ التماثل والتجانس كأحدالمبادئ والسمات الأساسية للمخلوقات . فقد ورد في الآية  الذي خلق سبعسماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطورثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير  [الملك : 3-4] .وقد ورد في تفسير ابن كثير في معنى قوله تعالى :  ما ترى في خلق الرحمنمن تفاوت بل هو مصطحب مستو ليس فيه اختلاف ولا تنافر ولا نقص ولا عيب ولاخلل . كما ورد في تفسير المؤمنين في قوله تعالى:  تفاوت  تباين وعدمتناسب . وما ورد في تفسير هذه الآية يوضح بجلاء شديد أن هذا الكون متماثلمتجانس .

قوانين البقاء :
تلعب قوانين البقاء أيضاً دوراً مهماًفي وصف سلوك كوننا المحسوس وعالم الذرة حيث يدخل قانون بقاء الطاقة كأحدالمرتكزات الأساسية في كل نظريات علم الطبيعة "الفيزياء" تقريباً . وكذلكتوصف تفاعلات الجسيمات الأولية بقوانين بقاء معينة مثل قانون بقاء العددالليبتوني والباريوني والغرابة . وقد تسبب قانون بقاء الطاقة في اكتشافجسيم ذري اسمه النيوترينو (10-423) . فعندما يتحلل البروتون إلى نيوترونوزوج الالكترون وجد العلماء أن قانون بقاء الطاقة لا يتحقق فافترض العالمالإيطالي فيرمي جسيماً ثالثاً ينتج من التحلل وأسماه النيوترينو ؛ لانفاذقانون بقاء الطاقة . وقد تم التأكد من وجود النيوترينو تجريبياً الأمرالذي أكد صحة قانون بقاء الطاقة .
ولقد وردت الإشارة لحقيقة أن مقاديرالأشياء معلومة وثابتة في القرآن الكريم في قوله تعالى:  وإن من شيء إلاعندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم  [الحجر : 21] ، وقد ورد في تفسيرابن كثير في تفسير قوله تعالى  وما ننزله إلا بقدر معلوم  يخبر اللهتعالى أنه مالك كل شيء وأن كل شيء سهل عليه يسير لديه . وأن عنده خزائنالأشياء من جميع الصنوف  وما ننزله إلا بقدر معلوم  كما يشاء وكما يريدولما له من ذلك من الحكمة البالغة .
ويتضح من سياق الآية وسياق التفسيرأن الله ينزل الأشياء بمقادير معلومة ثابتة ، وهي عين ما تنص عليه قوانينالبقاء المتعددة ، ويشمل ذلك قوانين بقاء الطاقة وكمية التحرك ، وقوانينالبقاء المختلفة الأخرى .

مبادئ واساسيات العلوم الحيوية :
تعتبرالهندسة الوراثية ، والكيمياء الحيوية ، والطب ، والصيدلة - من أهم فروعالعلوم الحيوية ، وقد وردت إشارات في القرآن لبعض الحقائق والمبادئوالأساسيات في هذه العلوم .
ففي مجال هندسة الوراثة تطور هذا العلم علىيدي العالم " مورقان " (11-100) في حقبة الأربعينيّات من القرن العشرين ،وتطور فهم السلاسل الوراثية المعروفة باسم الصبغيات ، أو الكروموزمات ،وقد ساعد العلماء على هذا الفهم التجارب التي أجريت على ذباب الفاكهةباعتباره من أبسط الخلايا وأسهلها . ولو أمعن المسلمون النظر للقرآنالكريم لوجدوا الإشارة للذباب كأبسط خلية واضحة في قوله تعالى:  يأيهاالناس ضُرِب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباًولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالبوالمطلوب  [الحج : 73] . فالله سبحانه وتعالى تحدى خلقه بأن يخلقواذباباً والتحدي يكون دائماً بأبسط المخلوقات . وكان من الممكن علىالمسلمين إدراك هذه الحقيقة لو تدبروا هذا القرآن .
أما في مجال الطبفكما هو معلوم فإن الإنسان يصاب بالأمراض لسبيين رئيسين هما: خلل وظيفي فيأعضاء الجسم نتيجة للغذاء الفاسد الذي يتناوله الجسم، أو لعوامل وراثية ،وينتج عن هذا أمراض مثل الضغط ، وأمراض القلب والمصران ، والسكري . أماالسبب الثاني للأمراض فهو ناتج عن مهاجمة الطفيليات للجسم .
وقد ثبتللعلماء والأطباء الآن أن تناول الغذاء الطبيعي كما خلقه الله يقيه منأمراض السرطان ، والضغط ، والقلب ، وكثير من الأمراض . وأصبح الاتجاهالطبي الحديث في دول الغرب يعتمد بصورة كبيرة على أن الغذاء الطبيعي وسيلةرئيسة للوقاية والعلاج من الأمراض . فتناول الخبز كما خلقه الله دون نزعالنخالة منه يقي من كثير من أمراض الجهاز الهضمي والقلب والضغط والسكريوقد صدق الله حين قال  والحب ذو العصف والريحان فبأي آلاء ربكما تكذبان [الرحمن: 12-13] . فالعصف ويحتمل معنى النخالة وهي فعلاً من نعم اللهوآلائه. وتناول الغذاء الذي لا يحتوي على مواد حافظة وكيميائية يقي منأمراض السرطان .
كما أن لبن الأم الطبيعي أفضل بكثير من اللبن الصناعيفإضافة لتكامل لبن الأم ، فهو يحتوي أيضاً على أجسام مضادة تقي الطفل منكثير من الأمراض الطفيلية ، خاصة أن جهاز المناعة الطبيعي للطفل يكونضعيفاً جداً .
وكذلك وجد العلماء أن الملابس القطنية غير مضرة بجسمالإنسان في حين وجدوا أن الملابس المصنوعة من الغزل الصناعي الذي هو منصنع الإنسان يصيب الإنسان بكثير من أمراض الجلد والحساسية . وقد توصلعلماء الغرب لهذه الحقائق بعد معاناة مريرة إذ تبين أن الغذاء الطبيعي -وهو من صنع الله - يقي الجسم من كثير من الأمراض ، في حين أن الغذاءالصناعي - الذي هو من صنع البشر - يصيب الإنسان بأمراض عديدة وخطيرة . ممايؤكد أن هذا الكون بنباتاته وحيواناته هو من صنع الله الذي اتقن كل شيء ،وأن هذه المخلوقات صنعها الله بتوازن دقيق ومقادير موزونة لخدمة الإنسانوإطعامه وقد أورد القرآن حقيقة التوازن والتقدير لخلق الله في قولهتعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر[القمر : 49] في تفسير المؤمنين، لقد خلقالله كل شيء وفق تقدير حكيم كما ورد في قوله تعالى:  الذي له ملكالسماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيءفقدره تقديراً [الفرقان : 2] ، وفي تفسير المؤمنين (1-287) فسرت هذهالآية على أن الله خلق كل شيء فقدر حجمه وشكله ووظيفته وزمانه ومكانهوتناسقه مع غيره من الموجودات .
وقد أورد القرآن أيضاً صنوفاً منالغذاءات التي ثبتت فائدتها في وقاية الإنسان من السرطان فقد ورد في قولهتعالى:  وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيباتما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون  [البقرة : 57] . وقدأورد الله سبحانه وتعالى في هذه السورة إشارة إلى أفضلية المن والسلوى فيقوله تعالى  وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرجلنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلونالذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم وضربت عليهمالذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات اللهويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون[البقرة :61].فحينما طلب بنوا إسرائيل البقول والعدس والبصل بدل المن والسلوى تم عتابهملأنهم استبدلوا الذي هو أدنى من البقول وغيرها بالذي هو خير وهو المنوالسلوى ومن أنواع المن الكمأة أو عش الغراب حيث ذكر الرسول  ذلك فقال :" الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين " ، وقد أثبتت التجارب التي أجريت فيإحدى الجامعات المصرية بالقاهرة أن تناول الكمأة يقلل من نمو الخلاياالسرطانية ويقلص حجم الورم بنسبة تصل إلى 90٪ مما يعطي مؤشراً واضحاًلفعالية المن في مكافحة السرطان . كما تأكد للعلماء أيضاً أن تناولالفاكهة باستمرار يزود الخلية بسياج يمنع دخول الطفيليات والأجسام الغريبةإليها ، حيث لاحظ الباحثون أن سكان المناطق الريفية النائية الذين يكثرونمن تناول الفاكهة قلما يصابون بالأمراض وهم يعمرون حتى سن التسعين .
وقدأورد القرآن الكريم أهمية الفاكهة وأفضليتها في الدنيا والآخرة على السواء، ففي أفضليتها في عالمنا الأرضي ورد قوله تعالى  وأنزلنا من السماء ماءبقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات مننخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون وشجرة تخرج من طور سيناءتنبت بالدهن وصبغ للآكلين وأن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونهاولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون  [المؤمنون : 18-21] .
فقد اعتبرالمولى عز وجل الفواكه جزء من جنات الدنيا مما يؤكد أفضليتها. وكذلك وردتالإشارة لفائدة اللبن في الآيات وهو يعتبر تقريباً غذاءً كاملاً . كماوردت الإشارة للفاكهة كنعمة من نعم الله في قوله تعالى:  والأرض وضعهاللآنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأي آلاءربكما تكذبان  [الرحمن : 10-13] ، فالملاحظ هنا أن الآية قدمت الفاكهةعلى النخيل والحبوب ، وذكر أنهما آلاء الله مما يؤكد أفضليتها . كما وردتالإشارة للفاكهة كطعام لأهل الجنة ، وقدمت على باقي المأكولات في قولهتعالى:  وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون  [الواقعة : 20-21] .
أماالسبب الثاني للأمراض وهو الطفيليات فإن علاجها وفق المنظور القرآنيبتحفيز جهاز المناعة أو باستخدام العسل أو الماء أو باستخدام الأعشاب .فحسب منظورنا فإن هذا الكون لم يخلق عشوائياً كما يعتقد الغربيون بل خلقهمدبر حكيم هو الله سبحانه وتعالى ؛ لذا فإن مقتضى هذا يتطلب منا أن نعتقدونتأكد من أن الله قد زود جسم الإنسان بأفضل الأجهزة الدفاعية ضد الأمراضمتمثلاً في جهاز المناعة الطبيعي للإنسان . وقد تأكد للغربيين الآن أن منأفضل الوسائل لمقاومة المرض هي تحفيز جهاز المناعة الطبيعي ، وقد حاولواصنع عقار اسمه الانترفرون للقيام بهذه المهمة ولا زالت أبحاثهم جارية فيهذا المجال . وقد تحدث الرسول  عن هذا العقار السحري متمثلاً في الحبةالسوداء وذكر إنه شفاء لكل داء إلا الموت ، وقد منح عالم مسلم جائزة فيعهد الرئيس الأمريكي ريغان لأنه أثبت أن الحبة السوداء تحفز جهاز المناعةوترفع كفاءته بنسبة 30٪ .
أما العلاج بالعسل فقد ورد في قوله تعالى وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثمكلي من كل الثمرات فاسلكلي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلفألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون  [النحل : 68-69] .
فإذاتدبرنا هذه الايات نجد أن القرآن أشار بجلاء ووضوح لشراب النحل كعلاج شافٍوأن هذا الشراب ليس نوعاً واحداً ؛ لأنه أوحى للنحل أن يأكل من كل الثمراتوليس بعضها ؛ ولأن بطونها يخرج منه شراب مختلف ألوانه وليس شراباً واحداً. وقد أوضحت الأبحاث التي أجريت في مختلف أنحاء العالم ومن ضمنها بعضالأبحاث التي أجريت بجامعة السودان بقسم المعامل الطبية واطلعت عليهاشخصياً - أن العسل هو أقوى مضاد حيوي طبيعي ومفعوله أقوى من مفعولالمضادات الحيوية التي صنعها الإنسان وهو لا يضر بالجسم عكس المضاداتالحيوية الصناعية التي ما قومت جزءاً من الجسم إلا قامت بهدم جزء آخر منه .
وهناكنوع آخر من العلاج لم يلتفت له العلماء المسلمون وانتبه له اليابانيونمؤخراً ، وهو العلاج بالماء والذي اصبح استخدامه يتنامى في الآونة الأخيرة. ويرتكز العلاج على اعتبار أن الأمراض يمكن أن تنشأ من خلل في ماء الخليةوأن إعادة التوازن لماء الخلية بماء من خارجها يمكن أن يزيل هذه الأمراض .
وهذاالأمر ليس بمستغرب إذ أشار القرآن إلى أهمية الماء للحياة في قوله تعالى: ... وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون  [الأنبياء : 30] . كماوردت الإشارة لاستخدامـه في العلاج في قـوله تعالى  واذكر عبدنا أيوب إذنادى ربه إني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب[ص : 41-42] . فعندما أصاب السقم سيدنا أيوب أمره المولى عز وجل باستخدامالماء .
وهناك إشارة في هذه الآية لمسبب آخر للأمراض أغفلت عنه نظرياتالغرب وهو الشيطان ، إذ ورد أن سيدنا أيوب نادى ربه:  أني مسني الشيطانبنصب وعذاب ، وكذلك وردت الإشارة للماء كعلاج من رجز الشيطان في قولهتعالى  إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم بهويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام[الأنفال :11] .
أما العلاج بالأعشاب فقد أصبح الوسيلة الطبية الجديدة التيتستخدم في العلاج بدلاً عن العقاقير الكيميائية ، بحيث أصبحت الأعشاب فيالصيدليات في دول الغرب تحل تدريجياً محل العقاقير الكيميائية بدرجة أنالأعشاب أصبحت تشكل حضوراً أكثر من العقاقير الكيميائية في أحيان عديدة .وقد تأكد للعلماء أن العقاقير الكيميائية التي هي من صنع البشر تسبب فيمعظم الأحيان آثاراً جانبية مضرة في حين أن الأعشاب وهي التركيبة الدوائيةالربانية تكاد لا تترك آثاراً جانبية تذكر ، مما يؤكد أن هذه الأعشاب وهيمن فصيلة النباتات لم تخلق عشوائياً كما يعتقد الغربيون والذين تأكد لهمالآن بما لايدع مجالاً للشك أن هذه الأعشاب النباتية قد صنعت بدقة وإحكاموبتوازن دقيق . وأن أي تدخل للإنسان بعقله القاصر لاستخلاص ما يسمىبالمادة الفعالة يخل بهذا التوازن ويضر بالمريض أبلغ الضرر. فعلى سبيلالمثال ، وجد العلماء أن استخلاص المادة الفعالة من شجر الصفصاف لصنع عقارالأسبرين يحدث أضراراً بالجهاز الهضمي للإنسان في حين أن استعمال شجرالصفصاف كما خلقه الله يخلو تقريباً من الآثار الجانبية . كما وجد العلماءأن محاولة تصنيع المادة الفعالة بطريقة كيميائية رخيصة لا يخلو أيضاً منالخطورة إذ وجدوا أن المادة الفعالة الطبيعية أكثر أماناً . بل أن أيمحاولة لتقليد صنع الله في أي مادة طبيعية باءت بالخسران . فعلى سبيلالمثال حاول اليابانيون عمل صمغ صناعي وقاموا بنشره وترويجه في السوق .ولم تمض بضع شهور على ذلك حتى وجدوا أن صمغهم الصناعي هذا يسبب سرطاناً فيالجلد ، ولما حاولوا معرفة الشيء الموجود في التركيب الرباني للصمغ والذييمنع الإصابة بالسرطان - تعذر عليهم ذلك ، مما يؤكد أن الله خلق هذهالمواد والنباتات بتوازن دقيق ، وقد أورد القرآن هذه الحقيقة الناصعة فيقوله تعالى:  والأرض مددناها وألقينا فيها راوسي وأنبتنا فيها من كل شيءموزون  [الحجر : 19] ، وقد جاء في تفسير المؤمنين في معنى قوله تعالى موزون  معلوم ومقرر مقداره بالضبط .
وورد استعمال النبات كعلاج فيسورة الصافات الآية في قوله:  وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلىمائة ألف أو يزيدون  [الصافات : 146-147] . واليقطين هو نبات القرع وهوطارد للذباب (6) وكأن الله أراد أن يحمي سيدنا يونس من مصدر الطفيلياتوالوسيط الناقل لها وهو الذباب .
النظم الدراسية وفق المنظور الإسلامي :
إذانظرنا لنظم القبول العادية في المراحل التعليمية المختلفة نجد أنها تهدفلانتقاء الصفوة في كل مرحلة للدخول للمرحلة التي تليها ، في حين أنالمنظور الإسلامي يتطلب أن يكون التعليم إلزامياً لكل الناس في كل مرحلةلأن الرسول  ذكر أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة .
كما أنالدولة لا تدرب الشخص الذي تجاوز عمره الأربعين سنة في حين أن المنظورالإسلامي يتطلب أن يكون التدريب في كل مراحل العمر حيث أن الرسول  يطلبمنا أن نتعلم العلم من المهد إلى اللحد أي في كل مراحل العمر بل أن النبوةأتت الرسول  بعد سن الأربعين . كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحملهوفصله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أناشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي فيذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين  [الأحقاف : 15] وهذا يتطلببالإضافة لجعل التعليم إلزامياً لكل الأعمار - توسيع مواعين التعليمالمستمر .
أما فيما يختص بالمهارات التي نتعلمها في المؤسسات التعليميةفهي ترتكز على تزويد الدارس بمعارف وعلوم عقلية لإعمار هذه الدنيا . فيحين يتطلب المنهج الإسلامي أن تزود الإنسان على ما يعينه على عبادة اللهوإعمار الأرض وفق الحدود التي رسمها خالق الكون لقوله تعالى:  وما خلقتالجن والإنس إلا ليعبدون  الذاريات : 56] ، لذا يجب أن يكون تدريس القرآنوعلومه ، والسنة وعلومها ، والفقه وأصوله ، والسيرة النبوية العطرة - منأول أولويات وأهداف المؤسسات التعليمية . وكذلك يجب على المنهج التعليميأن ينمي كل مهارات الإنسان الروحية والنفسية والعقلية والجسمية ، بحيثتخرج هذه المؤسسات العاملين في كل مجالات الحياة ويشمل ذلك المهن الحرفيةوالتقنية مثل الزراعة ، والحدادة والخراطة ، والنجارة ، وكافة المهنالهندسية ، كما يشمل المهن التعليمية والإعلامية والطبية وكل المهنوالمجالات التي يعمل فيها الإنسان . وهذا يتوافق مع ما نهانا عنه الرسول الذي تعوذ من علم لا ينفع .
أما فيما يخص الفترة الدراسية فإن المنظورالإسلامي يتطلب أن لا يتفرغ الإنسان للعلم فقط بعد سن البلوغ والرشد ، كماهو حادث الآن في مؤسساتنا التعليمية. وهذه السن يدركها الطالب قبل المرحلةالثانوية أو في بدايتها والتي يجب عليه بعدها التكاليف الشرعية مثل الصلاةوالصوم والزكاة والحج وكيف يزكي الإنسان ويحج إن لم يكن يملك مالاً . كماأن الرسول  حث الشباب على الزواج في سن الشباب في حديثه المشهور " يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصومفإنه له وجاء " . كما أوجب الإسلام على الرجل الإنفاق على زوجته ويتضح ذلكفي سياق الآية  الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعضوبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اللهواللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكمفلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليّاً كبيراً  [النساء : 34]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mustafa.jordanforum.net
 
تأصيل العلوم الطبيعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجموعة من باقات الأبحاث والرسائل في مجال العلوم الطبيعية
» الكوارث الطبيعية
» الخواص الطبيعية للمعادن
»  استنزاف المصادر الطبيعية
» الخواص الطبيعية للمعادن Physical Properties

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المعلم مصطفى دعمس التربوي :: الفئة الأولى :: الملتقى العلمي :: ملتقى البحث العلمي-
انتقل الى: