منذ 1940، زاد الزراعة إنتاجيتها بصورة كبيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استخدام المبيدات الحشرية المستخلصة من البتروكيماويات، والأسمدة، وزيادة الميكنة (ما يسمى الثورة الخضراء). بين عامي 1950 و 1984، حيث حولت الثورة الخضراء الزراعة في جميع أنحاء العالم، ازداد إنتاج الحبوب العالمى بنسبة 250 ٪.
وهذا ما سمح لسكان العالم بالنمو أكثر من الضعف خلال السنوات ال 50 الماضية. ومع ذلك، كل وحدة طاقة تستخدم قي نمو الغذاء باستخدام التقنيات الحديثة يتطلب أكثر من عشر وحدات طاقة للإنتاج والتسليم، على الرغم من أن هذه الإحصائيات المتنازع عليها من انصار الزراعة المعتمدة على النفط. والغالبية العظمى من هذه الطاقة تستخرج المدخلات من مصادر الوقود الحفري. بسبب الاعتماد الشديد الحالى للزراعة الحديثة على البتروكيماويات والآلات، هناك تحذيرات من أن تناقص توريد النفط باستمرار (الطبيعة الهائلة والتي تعرف باسم ذروة النفط سيؤدى إلى إلحاق ضرر كبير على نظام الزراعة والصناعة الحديثة، ويمكن أن يتسبب في نقص كبير قي المواد الغذائية.
الزراعة الحديثة أو الصناعية تعتمد على النفط في اثنين من الوسائل الأساسية :
(1) الزراعة هو المحصول من الحصول على البذور إلى الحصاد
2) النقل هو الحصول على المحصول من المزرعة إلى ثلاجة المستهلك. يستهلك حوالي 400 غالون من النفط سنويا لكل مواطن في تشغيل الجرارات والحصادات وغيرها من المعدات المستخدمة في المزارع للزراعة أو 17 قي المائة من اجمالى استهلاك الطاقة المحلى.
يعد النفط والغاز الطبيعي كذلك من لبنات تصنيع الأسمدة والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب المستخدمة في المزارع. ويقوم النفط أيضا بتوفير الطاقة اللازمة لتجهيز المواد الغذائية قبل وصولها إلى الأسواق. يقوم تحضير كيس من حبوب الافطار باثنين جنيه باستهلاك الطاقة ما يعادل نصف جالون من البنزين.
وهذا لا يزال لم يحصي الطاقة اللازمة لنقل الحبوب إلى السوق، بل هو نقل الأغذية المجهزة والمحاصيل التي تستهلك معظم النفط. فإن الكيوي من نيوزيلندا، والهليون من الأرجنتين، والبروكلى والبطيخ من جواتيمالا، والخس العضوي من كاليفورنيا، حيث ان معظم المواد الغذائية على قائمة المستهلك تنقل مسافة في المتوسط 1،500 ميلا فقط للوصول إلى هناك.
النقص في النفط يمكن أن يعترض هذه الامدادات الغذائية. وعى المستهلك المتزايد لهذا الضعف هو واحد من عدة عوامل زيادة الاهتمام الحالى بالزراعة العضوية وغيرها من طرق الزراعة المستديمة. افاد بعض المزارعين المستخدمين لأساليب الزراعة العضوية الحديثة بإنتاج مرتفعة مثل تلك المتاحة من الزراعة التقليدية (و لكن بدون استخدام الاسمدة أو المبيدات الحشرية الصناعية المستخدمة للوقود الحفري. ومع ذلك، فإن إصلاح التربة لاستعادة مغذيات التربة المفقودة خلال استخدام تقنيات زراعة محصول واحد الممكنة بفضل التكنولوجيا المعتمدة على النفط سيستغرق وقتا.
الاعتماد على النفط وضعف الإمدادات الغذائية للولايات المتحدة قد أدى أيضا إلى خلق حركة استهلاك واعية التي يعول المستهلكين "ميل الغذاء" المنتجات الغذائية التي تنقل. إن مركز ليوبولد للزراعية المستديمة يعرف ميل الغذاء على النحو التالي : "... المسافة التي ينتقلها الطعام من حيث يزرع أو التي طرحت فيها إلى حيث تشترى من قبل المستهلك أو المستخدم النهائي". في مقارنة بين الأغذية المزروعة محليا والمواد الغذائية المنقولة لمسافات طويلة، الباحثون في مركز ليوبولد أن الغذاء المحلي ينقل بمعدل 44.6 ميل للوصول إلى وجهتها في مقابل 1،546 ميلا للزراعة التقليدية وشحن المواد الغذائية.
المستهلكين قي الحركة الجديدة للمواد الغذائية المحلية الذي تحسب ميل الغذاء تطلق على نفسها "المحليون"، يقومون بالدعوة إلى العودة إلى نظام الغذاء المحلي، حيث يأتي الغذاء من أقرب مكان ممكن، سواء أكان عضوي أو لا. يجادل المحليون بأن الخس المزروع عضويا من كاليفورنيا التي تم شحنها إلى نيويورك لا يزال مصدر غذاء غير مستديم بسبب الاعتماد على الوقود الحفري لشحنه. بالإضافة إلى حركة المحليون، ازداد القلق بشأن الاعتماد على النفط قي الزراعة زيادة كبيرة في بستنه المنزل والمجتمع.