استطاع العلماء أن يصوروا لنا تركيب الكرة الأرضية وأن يقسموها إلى نطاقات من سطحها إلى مركزها على النحو التالى : ـ1 ـ القشرة الأرضية Crust
2 ـ وشاح القشرة Mantle
3ـ اللب Core
وفيما يلى وصف موجز لكل من هذه النطاقات :
أولاً : ـ قشرة الأرض Crust :
نحن نعيش على سطح القشرة الأرضية ولكننا لا نرى إلا الجزء الضيئل منها . إذ أنها مغطاة فى كثير من أجزائها برواسب سميكة يترواح سمك هذه القشرة بين 30-60 كم تحت الكتل القارية تقريباً . وتكون الصخور الرسوبية ( الحجر الجيرى ، الطين ، الطفل ، الحجر الرملى ) جزءاً رقيقاً من سطح القشرة الأرضية فى حين أن الجزء الأعظم منها يتكون من صخور نارية Igneous Rocks مثل الجرانيت والبازلت . وتتكون القشرة الأرضية من نطاقين أو طبقتين هما : ـ
أ – الطبقة الخارجية أو طبقة السيال Sial :
حيث أن عنصر السيليكون Si من مكونات صخور هذه الطبقة ثم يليه فى النسبة عنصر الألومينيوم Al . لذا فقد أطلق على هذه الطبقة اسم "سيال" وهى كلمة مكونة من الحرفين الأولين لكل من كلمتى السيليكون والألومنيوم . وتتميز صخور هذه الطبقة بلونها الفاتح وخفة أوزانها النوعيه ، إذ يبلغ متوسط وزنها النوعى 2.7 تقريبا وكثيرا ما تعرف هذه الطبقة بطبقة الجرانيت لأن صخور الجرانيت والصخور المماثلة لها هى الصخور الأساسية المكونة لهذه الطبقة وتوجد طبقة السيال فى الأجزاء القارية من القشرة الأرضية ( أى تحت القارات فقط ) ولا توجد فى قاع المحيطات .
ب- الطبقة الداخلية أو السيما Sima :
وأهم العناصر المكونة لصخور هذه الطبقة عنصر السيليكون ويليه فى النسبة عنصر الماغنسيوم . لذا فقد أطلق على هذه الطبقة "السيما" ، وهو اسم مكون من الحرف الأول والثانى لكل من كلمتى السيليكون الماغنسيوم . وتعرف هذه الطبقة باسم طبقة البازلت ، لأن صخور البازلت والصخور المماثلة له هى الصخور الأساسية لهذه الطبقة . ومعظم صخور هذه الطبقة داكنة اللون ثقيلة الوزن النوعى نسبياً ، (إذ يبلغ وزنها النوعى حوالى 3.6 ) وتوجد هذه الطبقة تحت السيال فى القارات فى حين أنها فى قاع المحيطات لا يغطيها إلا طبقة رقيقة من الصخور الرسوبية . من هذا نلاحظ ان القشرة الأرضية سميكة فى القارات إذ يترواح سمكها بين ( 30 –60 كم ) تتكون من طبقتى السيال و السيما معا ، فى حين أنها قليلة السمك تحت المياه فى المحيطات إذ يصل سمكها إلى 5 كم تقريبا و تتكون من طبقة السيما فقط .
ثانيا : وشاح الأرض Mantle :
تمثل هذه المنطقة حوالى 85 % من الحجم الكلى للكرة الأرضية و سمكها حوالى 2900 كم . وتفصل هذه المنطقة عن القشرة الأرضية التى تعلوها بحد الفاصل أطلق عليه اسم " فاصل موهو" نسبة الى العالم اليوغسلافى موهو روفيشيك Mohorovicic الذى اكتشفه حيث لاحظ هذا العالم أن سرعة الموجات الزلزالية تتغير فجأة عند دخولها منطقة وشاح الأرض الأكثر كثافة من القشرة الأرضية . والمعروف أن هذه المنطقة مكونة من صخور أكثر قتامة فى اللون وأكبر كثافة من صخور القشرة الأرضية التى تعلوها . ويتراوح وزنها النوعى بين 5-8 وتعتبر منطقة الوشاح المنطقة التى تحدث فيها كل القوى المسببة للاضطرابات والحركات الأرضية على مختلف أنواعها مثل البراكين والحركات الأرضية السريعة منها والبطيئة وما ينتج عنها من تغيرات فى شكل الكرة الأرضية ومظاهر السطح فيها كبناء الجبال والقارات وهبوط قيعان المحيطات وتكوين الأخاديد العظيمة .
ثالثا : نواة الأرض Core :
يشكل لب الأرض الكتلة المركزية للكرة الأرضية ويبدأ من عمق 2900 كم إلى مركز الأرض ويحيطه من الخارج وشاح الأرض . وقد تمكن العلماء من تمييز منطقتين واضحتين فى لب الأرض هما : اللب الخارجىOuter Core واللب الداخلىInner Core ( أو المركزى Central Core) واللب الخارجى منطقة سمكها حوالى 2270 كم ، تمتد ما بين منطقة وشاح الأرض واللب المركزى .
ويعتقد أن اللب الخارجى غنى جدا بالعناصر الفلزية الثقيلة مثل الحديد والنيكل كما يعتقد أن صخور هذه المنطقة توجد فى حالة مصهورة ، بسبب الحرارة العالية . أما اللب المركزى أو قلب الأرض فيعتقد أنه يتكون من كرة مركزية قطرها 1216 كم تتكون من عناصر فلزية ثقيلة ، أهمها الحديد والنيكل كما يعتقد أن صخور اللب الداخلى توجد فى الحالة الصلبة على الرغم من الحرارة العالية لمركز الأرض ، والتى تقدر بحوالى 6000 درجة سيليزية وذلك نتيجة للضغط الهائل الواقع عليها من ثقل ما يعلوها من صخور ويبلغ متوسط كثافة مكونات اللب الداخلى بين 14.5-18 جم/ سم3 .