مصطفى دعمس المدير العام - الأستاذ مصطفى دعمس
عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
| موضوع: ماهية الأبداع السبت أكتوبر 01, 2011 10:10 pm | |
| تكثر في حياتنا تساؤلات عن ماهية الأبداع بحد ذاته .. مع العلم بأن الفئة الغالبة في المجتمع هي فئة ناجحة لأستمرارها في الحياة وتكوين أسر سعيدة .فكم هو جميل أن يعتاد الإنسان على العيش بطاقة وحيوية متجددة يوماً بعد يوم . يطفح بحب الحياة.يحلق بسماء الأمل ، يودع تلبد غيوم الشؤم التي عكرت صفاء حياته بما فيه الكفايةهناك من يخنق نفسه باحتمالات الفشل ,, النقص اللامحدود ,, إلغاء مفهوم ( التجربة ) لعل كثير منهم الناجحين بحد ذاتهم !!فالحياة تجارب .. مجموعة من الحفر .. تقع بواحدة .. انهض .. واقفز الأخرى .. تعداها .. وحينتصل لخط النهاية .. أنظر لأول حفرة وقعت فيها .. جدد الطموح .. فأنت أنسان مبدع ولا بأس من التجارب . تميز وردد دائما .. أنا شخص مبدع .. أنا مميز ..لذا فإنه من المهّم التعرف إلى خصائص المبدع من خلال دراسة متغيرات الشخصية، والفروق بين الأفراد في مجالي المعرفة والإبداع.وعند التحدث عن الشخص المبدع لا بدّ من أن نتحدث عن ثلاثة جوانب أساسية من الشخصية وهي:الخصائص المرتبطة بالعمليات والنواحي المعرفيةمثل: التجديد، والأصالة، والمرونة، والطلاقة اللفظية والشكلية، والخيال الواسع، والتصور الذهني، والتحويل، والحساسية تجاه المشكلات، والإسهاب، والتفكير المجازي، والحدس، وكثرة التساؤلات، والإحساس بالجمال، والميل للتعقيد، والتعريف بالمشكلة، وتحليل المعلومات وتصنيفها، وإيجاد المعلومات وجمعها، والتقييم، والتخطيط، والاستنتاج، والقياس، واتخاذ القرار، والقدرة على رؤية العلاقات والربط، والقدرة على التنظيم والتصنيف والتسلسل، وتطوير التفسيرات، والتركيز.الخصائص الشخصية (الخصائص المرتبطة بالنواحي الشخصية والانفعالية)مثل: المثابرة، والميل للبحث، وحب الاستطلاع، والانفتاح على الخبرات الجديدة، والالتزام بالعمل، والدافعية الذاتية العالية، وحب الدعابة، والثقة بالذات، والاستقلالية، والتأثير على الآخرين، والعفوية، والمغامرة، والطاقة العالية، والميل للخيال، والقدرة على تحمل الغموض، والتلاعب بالأفكار. وقد ينتج عن القصور في الرعاية السليمة للمبدعين، بعض الخصائص السلبية، منها: العناد، ومقاومة السيطرة، وعدم المبالاة في التقاليد، والمجاملات، والسخرية، وشرود الذهن، والمزاجية، والعزلة، وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين. الخصائص التطورية§ في حالات كثيرة يكون المبدع المولود الأول في الأسرة. § قد يكون المبدع قد عانى من فقدان أحد الوالدين أو كليهما. § يُلاحظ أن الأجواء الأسرية للمبدعين مثيرة ومتنوعة وغنية بالخبرات. § يسهم المبدع مسبقاً في العديد من المنجزات في المدرسة. § يمتاز المبدعون بالكتابة والنشر بشكل مبكر. § يتميز المبدعون بالقدرة على التحكم الذاتي (ضبط الذات).مكونات الإبداع لا يقتصر الإبداع على فئة مُختارة من الأفراد دون غيرها، بل هو موجود عند معظم الناس بنسب متفاوتة، شأنه في ذلك شأن الذكاء تماماً، وعملية إظهار هذه القدرة وتوظيفها يرتبط بتدريب الأفراد على تنمية إبداعاتهم. ونتيجةً لتعدّد الاتجاهات النظرية التي تناولت الإبداع واختلافها، فقد اختلفت تعريفات الإبداع، والمُدقّق في تعريفات الإبداع يجد أنها تتمحور في معظمها حول أربعة مكونات أساسية هي:الشخص المبدع (خصائص شخصية ونمائية ومعرفية).العملية الإبداعية ومراحلها، وارتباطها بحلّ المشكلات وأنماط التفكير ومعالجة المعلومات.الإنتاج الإبداعي والحكم عليه، على أساس الأصالة والملاءمة.السياق الذي يحدث فيه الإبداع (البيئة). العملية الإبداعية العملية الإبداعية هي سلسلة من الخطوات التي يقوم بها الشخص المبدع، تبدأ بالشعور بالمشكلة وتحديدها وتعريفها وتبيّن مظاهرها، ثم وضع التصورات والحلول الملائمة لها.يُعد الإبداع طريقة لتناول واستخدام المعارف بطريقة حسّاسة بهدف البحث في المشكلات وإيجاد الحلول والوصول إلى النتائج.وتعتبر جميع المهارات العقلية مهارات مهمة للوصول إلى الإبداع للوصول إلى الإبداعية. يستخدم الإنسان المبدع نفس الطرق التي يستخدمها الفرد العادي, وهذه الطرق تعتمد على المشاعر والمنطق. فالمشاعر تقودنا وتوجهنا بصدق، وما يشعر به الفرد بأنه صحيح يمكن أن يكون صادقاً، ويوثق بهذه المشاعر كأي إستراتيجية متعلمة بشكلٍ واعي.المنطق: يراقب القرارات التي يتخذها الأفراد، ويتفحص مُدخلات المشاعر التي تم توظيفها بشكل واعي.وبالرغم من أن إحدى أشكال المعرفة (المشاعر و المنطق) يمكن أن تكون مسيطرة على الأخرى, فإن الانسجام والتناسق في استخدامها يعتبر أساسي وجوهري للتعبير عن الموهبة.إن القدرة على التنسيق بين هذين النوعين من المعارف تتطور من خلال الممارسة والخبرة, وتتبلور من خلال الحساسية الداخلية, وهذا يقود إلى تألق الموهبة.وبالرغم من أن نتاج العمل الإبداعي يُسيطر عليه من قبل شكلي المعرفة السابقين, إلا أن الحالة الأساسية للدماغ تكون مرنة ومنفتحة، مثلاً: الفنان يجب أن يكون قادراً على أن يصل إلى حالة استرخاء ذهني وتكون مشاعره جياشة بهدف الوصول إلى مشاعر عميقة وأحياناً غير منطقية، والتي تعتبر المنبع الأساسي لأعماله الإبداعية، وللوصول إلى هذه الحالة, فإن هذا يتطلب من الفنان.ان يكون قادراً على تحمل القلق, لأن هذه المشاعر يمكن أن تكون مشوِّشة وتحمل في طياتها معنى الغموض والصراع والتناقض.أن يكون قادراً على التأرجح مابين الانفتاح والضبط (التحفظ) ومابين الحاجة إلى الحفاظ على عقل متقبل للمعلومات الجديدة, وبنفس الوقت يكون واعياً لخبراته.يتطلب قدرة في التعامل مع المزيج المعقد من الأفكار في نفس الوقت، والتلاعب بها وتنسيقها بطريقة منهجية للوصول إلى حلها بطريقة جديدة.يسهم الإبداع في حل الصراعات,حيث يتمكن الفرد المبدع من رؤية الأبعاد المتنوعة والمتعددة للصراعات، ويعمل على إعادة صياغتها بشكل متكامل يمكنه من معرفة المدخل الأفضل لها، أي حلها.يميل المبدعون إلى التعقيد كنمط من أنماط الشخصية.أن هناك عدداً من العوامل الاساسية التي تسهم في تطوير الإنتاجية الإبداعية عند الأفراد المبدعين تتمثل في: الذكاء، والشخصية، والدافعية، وأساليب التفكير، والمعرفة والبيئة.ومن العوامل المؤثرة في تطوير الإنتاجية الإبداعية: التزام الطالب بالإنجاز والدافعية، ومفهوم الذات الإيجابي، ومتابعة المبدعين والعناية بهم، وتنويع الخبرات التعليمية، والتدريب على الإدارة والمرونة في التخطيط.البيئة الإبداعية وهي البيئة التي ينمو فيها الفرد ويتطوّر سواء أكانت بيئة أسرية، أو مدرسية، أو بيئة عمل، أو المجتمع بشكل عام. فالبيئة إما أن تكون محفزة للإبداع وداعمة له، أو مُقوّضة ومُعيقة. أن تطوّر الشخصية المبدعة يقوم على:تفاعل الفرد الإجتماعي، فإذا ما توافرت أنماط من الرعاية الوالديه الجيدة في تنشئة الطفل، مثل: اتصاف الوالدين بالعقلانية، والتواصل مع الطفل، والقدرة على تقييم الإنجاز، والانسجام مع الطفل كان هناك احتمالية لتبلور شخصية مبدعة.تؤدي المدرسة والمعلم دوراً مهماً في تطوير الإبداع لدى الأفراد، ووصول الفرد إلى الإنتاج المتميز من خلال: دعم المعلم للطالب في اعتماده على ذاته، وتدريبه على المثابرة، وتنمية القدرات الإبداعية عند الطالب، وتعريض الطالب للعديد من الخبرات الواقعية التي تسهُم في إظهار الإبداعات، وتشجيعه بالاستمرار، والنظرة الإيجابية.بيئة العمل الداعمة للإبداع، والتي توفر مناخ وظروف العمل المناسبة لدعم الطاقات الإبداعية لمنسوبيها وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار داخل المنظمة. فالإبداع لا يحدث بصورة عشوائية وإنما يعزَّز من خلال عوامل ذات علاقة بالبيئة، ومتى ما عرفنا تلك العوامل أمكننا تبنّيها في بيئة العمل.أهمية الإبداع الإبداع يُغني حياة الأفراد ويمنحهم القوة على الإنتاج الأفضل لهم وللآخرين. ويرى ديفز (2003,Davis) أن الإبداع نمط حياة، وسمة شخصية، وطريقة لإدراك العالم، فالحياة الإبداعية تتمثل في تطوير مواهب الفرد، واستخدامه لقدراته وتوظيفيها في إنتاج الجديد المختلف والمفيد، وبعامّة فإن أهمية الإبداع تظهر في المجالات الآتية:§ يطوّر قدرة الفرد على استنباط الأفكار الجديدة، وتطوير الحساسية لمشكلات الآخرين. § يساعد الفرد في الوصول للحل الناجح للمشكلة بطريقة أصيلة. § يُعَدّ مهارة حياتية يمارسها الفرد يوميا،ً ويمكن تطويرها من خلال عملية التعلم والتدريب. § يُسهم في تحقيق الذات الإبداعية وتطوير النتاجات الإبداعية، والإسهام في تنمية المواهب وإدراك العالم بطريقة أفضل. § يجعل الفرد يستمتع باكتشاف الأشياء بنفسه. § يُسهم في تطوير اتجاهات إيجابية نحو حلول المشكلات، والتحديات التي تواجه الأفراد في حياتهم العادية. § يؤدي إلى الانفتاح على الأفكار الجديدة، والاستجابة بفاعلية للفرص والتحديات والمسؤوليات لإدارة المخاطر والتكيف مع المتغيرات. § يُحفز على الميل إلى التعاون مع الآخرين لاكتشاف الأفكار. § يُسهم في تطوير أساليب التعلم وأنماطه لتصبح أكثر فاعلية. § يُسهم في مساعدة الأفراد على تلبية ميولهم ومواهبهم وتنميتها. § يُسهم في تطوير قدرة الفرد على التعامل مع التحدّيات والمواقف الحياتية بطريقة أكثر إبداعية. § يُسهم في تحفيز المدارس لتكون بيئة ملائمة لاكتشاف المواهب والعمل على تنميتها من خلال توفير برامج متخصصة. | |
|