تتمثل خطوات التفكير العلمي في الشعور أو الإحساس بمشكلة أو تساؤل يحير الباحث أو يجلب اهتمامه، فيضع لها حلولا محتملة أو إجابات محتملة،تتمثل في"الفروض" أو "فرضيات البحث " ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة، وهي اختبار صحة الفروض والوصول إلى نتيجة معينة، و هذه الخطوات الثلاثة الرئيسية تقود الباحث في مراحل دراسته المختلفة ما دام قد اختار المنهج العلمي كسبيل لوصوله إلى نتائج دقيقة و موضوعية، ومن الطبيعي أن يتخلل هذه الخطوات الرئيسية عدة خطوات تنفيذية مثل، تحديد طبيعة المشكلة المراد دراستها، وجمع البيانات التي تساعد في اختيار الفروض المناسبة، وكذلك البيانات التي تستخدم في اختبار الفروض، والوصول إلى تعميمات واستخدام هذه التعميمات تطبيقيا،وبذلك يسير المنهج العلمي،على شكل خطوات – مراحل – لكي تزداد عملياته وضوحا،إلا أن هذه الخطوات لا تسير دائما بنفس التتابع، كما أنها ليست بالضرورة مراحل فكرية منفصلة، فقد يحدث كثير من التداخل بينهما، وقد يتردد باحث بين هذه الخطوات عدة، كذلك قد تتطلب بعض المراحل جهدا ضئيلا،بينما يستغرق البعض الآخر وقتا أطول، وهكذا يقوم استخدام هذه الخطوات على أساس من المرونة الوظيفية. ولا يغيب عن البال،أن مناهج البحث تختلف من حيث طريقتها في اختبار صحة الفروض، ويعتمد ذلك على طبيعة وميدان المشكلة موضوع البحث، فقد يصلح مثلا المنهج الوصفي التحليلي في دراسة مشكلة لا يصلح فيها المنهج التاريخي أو دراسة الحالة وهكذا. وفي حالات كثيرة تفرض مشكلة البحث المنهج الذي يستخدمه الباحث، وإن اختلاف المنهج لا يرجع فقط إلى طبيعة وميدان المشكلة، بل أيضا إلى إمكانات البحث المتاحة، فقد يصلح أكثر من منهج في تناول دراسة بحثية معينة، ومع ذلك تحدد الظروف، الإمكانات المتوفرة و أهداف الباحث نوع المنهج الذي يختاره الباحث.(1)
مهارات التفكير العلمي:
وهي المهارات التي يجب أن يتصف بها الباحث ليستطيع القيام بما هو مطلوب منه في سبيل الوصول إلى نتائج يمكن الاعتماد عليها.وعلى الباحث اكتساب العديد من المهارات التي تجعله قادراً على إجراء أو تنفيذ البحث الذي يقوم به بكفاءة وفاعلية عالية و من هذه المهارات(2):
1. مهارة الملاحظة والقدرة على التجريب.
2. مهارة القراءة الهادفة سواء السريعة أو المتعمقة والقراءة الرأسية أو الأفقية.
3. مهارة الكتابة العلمية التي تتصف بالموضوعية والدقة والأمانة والأصالة والوضوح والبساطة.
4. مهارات التفكير السابقة،ومهارات أخرى منها:
5. مهارة الوصف الكمي والكيفي والتحليل والنقد والتفسير واستخلاص النتائج بشكل منطقي و علمي سليم.
6. مهارات الاتصال الفعال مع المشرف ومع المبحوثين والمسئولين عن المكتبات ومراكز البحوث والدراسات والمعلومات.
7. مهارة الاتصال للآخرين بما يعطي لهم حق الحديث والكلام بحرية وهذا يسهم بدوره في تحقيق الفهم الجيد لهم وجمع البيانات المطلوبة.
8. مهارة الإقناع عند التعامل مع الآخرين وخاصة إقناع المبحوثين بأهمية بحثه وحثهم على التعاون معه من خلال عقده المقابلات وملئ الاستمارات.
9. مهارة استخدام علم الإحصاء حيث لا بد للباحث أن يكون قادراً على استخدام مبادئ وأسس الإحصاء والتحليل الإحصائي للبيانات وعمل الجداول وعرض البيانات بالطرق المناسبة.
(1) دعمس، مصطفى نمر، منهجية البحث العلمي في التربية والعلوم الاجتماعية ، الأردن- عمان ، دار غيداء،2009،ص46.