قلم رصاص
عدد المساهمات : 67 تاريخ التسجيل : 20/09/2011
| موضوع: واجبنا تجاه الأحداث والثورات الجمعة أكتوبر 07, 2011 2:36 pm | |
| في مثل هذه الأحوال التي تدور بين اليأس – كما في حال العراق , والصومال , وانفصال السودان والخلافات المتكررة في لبنان والتناحر من أجل السلطة في اليمن وفلسطين - وبين التطلع إلى الأفضل كما يراه البعض في حال تونس ومصر وليبيا أو التوقف لشلال الدم والبحث عن حرية وكرامة كما يحدث في سوريا, يرد سؤال وهو : أننا نردد وجوب الاتحاد بين الدول وتوحيد الكلمة , فنلقي باللائمة والواجب إما على الدول , وإما على المجتمعات وإما على الحكام.. وهكذا دواليك , لكن ما الواجب على الفرد المسلم في سائر المجتمعات ؟ وهو سؤال في غاية الأهمية ينحى فيه المجيبون مناح عدة منها :- العودة إلى الإجابة العمومية وهنا يبقى الإشكال نفسه , ومنها: الإنتقال إلى عمومية أخرى كالإتيان ببعض البشارات العامة وطلب الفأل دون تفقيط عملي . ومنها : اليأس والقنوط أنه لا مخلص أبدا ومن ثم القعود والكسل وعدم العمل. ومنها : أن هذه الأحداث لا تخص الأفراد مطلقا بل هي واجب على الحكومات ومن ثم يقع الفرد في توتر مستمر , ويتواصل التوتر إلى الأسرة والشارع ويقع ما يقع من المفاسد العظمى .. ومنها : الإجابة بدور الفرد إلى أن يحمل ما لا يحتمل فيباشر التغيير العام، فيقع فريسة للأحزاب والمنظمات والمتربصين ونتيجة ذلك : القتل والتدمير والرجوع إلى الوراء , ولذلك أرى أنه يتحتم على العلماء والعقلاء وأهل الرأي والفكر والدعوة أن يفقطوا دور الفرد بشفافية ووضوح ويوصلوه إلى الأفراد لئلا تزل قدم بعد ثبوتها , وأركز هنا في ذكر النقاط الآتية :- 1- تعاون الجميع من دول وحكومات ومؤسسات وأحزاب وأفراد كلٌ حسب الإمكانات والطاقات للمشاركة والمساهمة في حل المشكلات ..ويأتي هذا من دور الفرد : الإعداد العلمي والتربوي له ولمن تحت يده كل بحسبه . 2- الشعور بكل قضية بحسبها فليست كل القضايا في ميزان واحد , فقضية السودان ليست كقضية لبنان، وسوريا غير ليبيا بالرغم من تشابه المشهد،وتونس غير اليمن ،والصومال غير مصر، أما فلسطين كانت وما زالت قضية أصبحت تتقزم من إسلامية فعربية ففلسطينية وبين الحين والآخر فردية .وأحوال السياسة غير الاقتصاد، وهكذا، فينبغي أخذ كل قضية بمعطياتها , ومعرفة ما هو المشترك بينها وغير المشترك . 3- الدعاء لكل المسلمين حكامهم وعلمائهم ومفكريهم وقادتهم ,وهو من أهم الواجبات الفردية والجماعية , وهذا منطلق من معرفة أن هذا الكون بقدر الله , ولا يرد القضاء إلا الدعاء , كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح . 4- عدم قياس مجتمعك على أي مجتمع آخر فلكل ظروفه وأحواله التي تجعل النظر والأحكام مختلفة , فتستوجب الرجوع إلى علماء البلد وعقلائه وحكمائه ليرسموا المنهاج العملي لأهله . 5- عدم الوصاية على الآخرين , فمما يسمع ويقرأ أنه على أهل البلد الفلاني أن يعملوا كذا وكذا , مثل دخولهم في حكومة فلان أو عدم دخولهم , أو مناهضتهم لهم أو عدم ذلك .. وهكذا مما يربي في النفوس الإحتقان والتوتر والفرقة والتناحر .. وربما يكون لبعض الأفراد صلة معينة مع من يوجد في تلك البلدان فيصل إلى أن يملي عليه .. وهذا من الآفات للفرقة , ولعل بديل ذلك إرجاع أي أمر إلى علماء البلد نفسه وحكمائه وأهل الحل والعقد فيه لئلا تتسع دائرة المشكلات فتصعب الحلول , وأزعم أن هذا مما أسهم في تعقيد مشكلة العراق وأفغانستان والصومال وغيرها. 6- الإسهام بما يطلب من الفرد فعند طلب المساعدة المادية , أو الفكرية , أو الرأي أو غيرها يسهم بما يستطيع من خلال القنوات الواضحة . 7- التأكيد على أن الواجبات متفاوتة فهناك واجب وأوجب , وواجب ومستحب , وما يسمى اليوم ( فقه الأولويات ) فيتنبه الفرد إلى ألا يقفز إلى المستحب وهو لم يعمل الواجب , ومن الواجبات القيام بمهامك الواجبة عليك ثم التي تليها. وهذا من الفقه الأكبر الذي يعصم من وقوع الفرد في قواصم كثيرة. 8- ضبط اللسان لئلا يزل , فزلته قد تسري إلى آفاق بعيدة من حيث لا يشعر الفرد , ولهذا جاءت الآثار الكثيرة بأهمية : ضبط المشاعر , وأهمية العبادة في الفتن , وعدم الوقوع فيها , والصبر , والدعاء . وما يرى من التناقض بين مقالات بعض الأفراد مع أنفسهم كان بهذا السبب ( فليتأمل ) . 9- البعد عن مواطن الفتن والشبهات والشهوات التي يكون الفرد مسهما فيها بتأجيج الفتن فيقع في المحظور , مثل الخوض في بعض القضايا الشرعية الكبرى وهو لا يحسنها , ومما سمعته في هذه الأحداث : تجويز الانتحار , والسمة بالبطولية لهؤلاء ونحو ذلك , وهي زلة ليست بالسهلة . ومن ذلك : إلقاء المعلومات والجزم فيها ولو لم تكن من مصدر موثوق ومن ثم تداول هذه المعلومات حتى تصبح حقائق وهي ليست كذلك أصلا . 10 – المبادرة بالأعمال الخيرية والتطوعية وبخاصة عند الحاجة إليها كما يكون ذلك في بعض الأزمات.وأختم بالعودة إلى تلاحم النفوس البشرية وتعاون الجميع من قادة وأفراد ومن دول ومؤسسات كل جهة مسئولة , وضرورة تعاملها بالقيم العليا , فأزعم اننا كبارا وصغارا ذكورا وإناثا , بحاجة إلى تجديد غرس تلك القيم: فالإخلاص , والصدق , والشفافية , وحسن الأداء , ومحاولة الإتقان , والعمل , والعدل , وإعطاء الحقوق , والأمانة , ومعالجة المشكلات , وصد المناوئين , وسد الأبواب التي ينفذ منها الحقد والحسد والتعدي والظلم والاعتداء والإخلال بالأمن والغش والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل , كلها مقررات أساسية للبناء والتنمية , وهذه المقررات هي جزء من العودة إلى شرع الله تعالى ودينه وتعاليمه التي يجب أن تكون المصدر الأساس للانطلاقة إلى الإصلاح والبناء والتنمية والسير بحرية نحو التقدم والمنافسة ومعالجة المشكلات الكبرى والصغرى .
* * *
أعود لأقول : تلك خواطر متفرقة لا يجمعها سوى ما جرى ويجري من أحداث تهز المشاعر لأخذ العبرة والدرس , وهي إسهام فردي أرجو أن يصب في باب المنهجية السلمية للتعامل مع هذه المشكلات وأمثالها , وهي لا تعدو إلا أن تحمل تذكيرًا لمن يهمهم الأمر , كما أحسب أنها نقطة إيجابية في هذا الباب , وتفاؤل يحمل نقاطا عملية عند اجتماعها قد يتكون منها منهاج عملي يسهم في الإصلاح المنشود . فإن لم تكن هذا ولا ذاك فلعلها تفيد في براءة الذمة , ومشاركة الآخرين خواطرهم . وأختم ذلك كله بالنداء لقادة الفكر والرأي والعلم والحكمة والدعوة والمسؤولية بأن لا تحملوا الرجل العامي أكثر مما يتحمل في عملية البناء والمعالجة , فالمسؤولية تكبر بكبر بهمّة أصحابها في العلم والعمل والمسؤولية, وأنتم أهل لها وعلى مستواها . أعانكم الله .
سدد الله الخطى وحقق الآمال والطموحات
| |
|
مصطفى دعمس المدير العام - الأستاذ مصطفى دعمس
عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
| موضوع: رد: واجبنا تجاه الأحداث والثورات الخميس أكتوبر 13, 2011 3:11 pm | |
| | |
|