عدد المساهمات : 1749 تاريخ التسجيل : 15/11/2010 العمر : 53 الموقع : منتدى المعلم مصطفى دعمس
موضوع: مع نهاية عام 2011م الصمت العربي انكسر السبت ديسمبر 31, 2011 10:58 pm
مع اقتراب نهاية عام 2011م لساعات فقط أعود لأكتب وألخص ما جرى في هذا العام من أحداث يتذكرها الصغير والكبير والحكام والشعوب ؛لأن هذا العام عرف بالربيع العربي ومغزاه هو عنوان مقالتي (الصمت العربي انكسر) ويراودني في هذه اللححظات ونحن نودع هذا العام كيف أبدأ بالكلام ..ان الإجابة ستكون من خلجات قلبي حيث ان دماغي يأمر أصابع يدي لجهاز الحاسوب باختيار الحروف المناسبة لتترجم إلى كلمات وهي عبارة عن دفقات وأفكار كما جرت العادة في كتاباتي السابقة الكلمات تتزاحم..لذلك سوف أختصر المسافات لكي نعي الدروس والعبر من خلال كتاباتي السابقة التي لها علاقة بالموضوع .
لقد كتبت هذا العام في هذا الملتقى ما يلخص هذا العام من أحداث ومنها :
إننا نعي المخاطر والمؤامرات التي تحيط بهذه الثورات والانتفاضات والمسيرات التي عمت الوطن العربي ، وندرك تماماً مدى المؤامرة الأمريكية الاستعمارية التي تتعرض لها البلدان والشعوب العربية وثورات التغيير العربي ، وتستهدف دك الشعوب العربية ونهب خيراتها، والاستيلاء على الثروة النفطية العربية ،وإجهاض الثورة ضد أنظمة السقوط والتخاذل العميلة المتساوقة مع الطرح الأمريكي والمشروع الأمريكي الامبريالي الاستعماري في المنطقة .
كما لا يخفى على أحد دور الناتو والمشروع الأوربي الجديد لإعادة الاستعمار البريطاني والفرنسي في المنطقة العربية لنهب خيرات الأمة العربية كما حصل في ليبيا من خلال التخلص من الجرذ الليبي القذافي وقد يكون هذا إحدى ثمرات هذا التدخل.
والكل من حكومات وشعوب تريد الإصلاح والسؤال المطروح على حساب من؟؟ ومن الضحية ؟؟؟ وما هو البديل؟؟ الشعوب في العالم العربي اختارت لنفسها الكرامة وأرادت الإصلاح انبثقت منها تراكمات وتداعيات انفجرت على شكل مظاهرات شعبية واحتجاجات غاضبة اجتاحت مواقع السلطة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، وما زالت تزحف، وأطاحت حتى الآن بالعروش والقلاع الحصينة في تونس ومصر وليبيا والحبل ع الجرار . هذه الانتفاضات الشعبية والجماهيرية جاءت بالأساس لمحاربة الظلم والفساد والإذلال والقهر والمهانة والتسلط القمعي الرسمي ،ومحاربة الفقر والفاقة والجوع والبطالة وسحق كرامة الإنسان وسلب الحريات الشخصية والعامة ،ولتحقيق الإصلاحات الجذرية وتحقيق الحرية والديمقراطية وإعادة البلاد إلى مواقعها القومية التاريخية.
وبالرغم من أن ثمار هذه الثورات لم يؤت بعد ، لكنها تسير في الاتجاه الصحيح ، رغم ما يعتريها من مصاعب ومتاعب وعراقيل ومؤامرات داخلية وخارجية . وتبقى هذه الثورات تعبير عن رغبة عارمة وصادقة في التغيير نحو الاستقلال الحقيقي والديمقراطي والعيش الحر الكريم والمستقبل الأفضل الأكثر اشراقاً وجمالاً واخضراراً لشعوبنا العربية . وأهم شيء حققته هو كسر الخوف والرعب لدى الإنسان العربي المهمش ، الذي لم يعد يخشى الموت أو يخاف النظام الحاكم ، فراح يتظاهر للإطاحة بالنظام والمطالبة بمحاكمته ومعاقبته.
أخيراً يمكن القول، ان الثورة والانتفاضة العربية الممتدة هي حاجة ماسة وضرورة موضوعية ، سياسية واجتماعية ووطنية ، وفي حال نجاحها ستتغير موازين القوى لصالح القوى الطبقية والوطنية والتقدمية والديمقراطية المناضلة ولصالح قضايا الأمة العربية ، وفي حال فشلها ستكون النتائج وخيمة وسلبية ومدمرة على كل الواقع العربي ،من محيطه وحتى خليجه. وواجب على المتثقفين العرب والنخب الاكاديمية المثقفة الطليعية هو دعم هذه الثورات وليس التقليل من شأنها ، وزرع مشاعر الإحباط واليأس في قلوب الجماهير ، إذ أن المثقفين هم الأقدر على فهم واستيعاب ونقد الواقع واعادة بناء الوعي النقدي وطرح الفكر الجديد والمساهمة في التغيير والإصلاح ومقاومة الراهن.
لقد سألت سؤال قد يعجب البعض منه وهو هل هذه الثورات صناعة عربية ؟؟ أم أجنبية ؟!!! لعل الإجابة هنا لا تحتاج لنعم أو لا ....بل الأمر يحتاج إلى غربلة وتمحيص والتفكير عميقاً لأن تقاطع المصالح مع الغرب لا يعني بالضرورة التواطؤ. ولعل في حرب القاعدة ضد الدب الروسي في افغانستان خير مثال وأكبر برهان لما يحصل الآن !!! وحتى في زمن الدعوة المحمدية المباركة كان الصحابة عليهم الرضوان ومن قبلهم خير البشرية القائد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يميلون للروم ويتمنون كسر شوكة الفرس على يد الروم مع أنهم كانوا لا يدينون الإسلام وكانوا أهل كتاب .... وليست العبرة في الصناعة بقدر ما تكون في النتائج..للعلم معظم الصناعات العربية موادها الخام الأساسية أجنبية وبالنهاية لإضافة اللمسات الأخيرة لهذه الصناعات فإنها توسم بختم صناعة محلية .... فهل أحد من خلال القوانين أو التشريعات أنكر عليهم فعل ذلك[b] .. فلماذا ينكرون علينا ثوراتنا!!!!!!!!!!!!!
إنها ثقافة الخوف من التغيير...... والرعب من المجهول .... والطعن في البديل ...والتقليل بالكثير ..والتواطؤ على كل ذو رأي ومشورة ....وإن كنت لا أتبنى أن الغاية تبرر الوسيلة فإنني أؤمن بقول حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم العبرة بالخواتيم.[/b]
وفي هذا العام كتبت مقال هكذا فهمت الحياة.. وهنا أقتططف ما جاء في المقال :
هكذا فهمت الحياة العنوان الذي راودني وتدفقت بي الأحاسيس لأكتب بقلبي لا بعقلي حتى لا تتغلب عليَ عاطفة العقل على القلب أو العكس؛لأنني قبل أن أكتب تصفحت النت وكتبت عنوان المقال ووجدت آخرين ممن كتبوا نفس العنوان..لكن الذي يختلف هو اتخاذي القرار لأكتب كما قلت بقلبي أي بدمي الأحمر الذي يتدفق من القلب إلى جميع أنحاء الجسم محملاً بجميع ما يحتاجه الجسم بما هو مفيد وخاصة الأكسجين النقي لجميع خلايا الجسم وخاصة الدماغ الذي يتحكم بجميع أعمال الإنسان الواعية واللاواعية وبالتالي بدون أكسجين لا يعمل هذا العضو المهم.
هكذا فهمت الحياة كلمات تبدو سهلة وواضحة للجميع في كل زمان ومكان؛لكنها تبدو صعبة جداً ونتيجتها خطيرة إذ فات الأوان على الإنسان فهم الحياة،ولعل أفضل مثال وأقرب للجميع عندما نرجع للخلف قليلاً هذا العام الذي يشهد عدة ثورات أطاحت بثلاثة أصنام والشعوب العربية تترقب سقوط أو تكسير أصناماً أخرى..وقد ينتهي هذا العام بسقوط صنمين كما يتابع ويرصد المشهدين السوري واليمني ..وقد فهم أول الأصنام الحياة متأخرة والكل يذكر كلمات الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي " أنا فهمت الجميع " لقد لخص لنا بإختصار بهذه الكلمات الثلاثة السهلة إنه فهم ما يريده شعبه وفهم ما يخططه الإستعمار وفهم ما سيئول له مصيره وكانت النتيجة بما ردده أحد التونسيين : "بن علي هرب ... بن علي هرب ". أما الصنم الآخر الرئيس المصري السابق حسني مبارك لم يفهم الحياة ولم يتعلم الدرس حتى جاءت الأوامر من الخارج بزواله وخلعه من الحكم وتنحيه !!بالرغم إنه كان المخلص الوفي لهم والعميل الأمريكي الأول بلا منازع وكانت النتيجة بما يعرفها الجميع فلم يفهم الحياة بالرغم من كبر سنه وخبرته السياسية والعسكرية الطويلة والتي آلت مصيره وهو على السرير أمام محاكمة قد تكون إذ لم تطول محاكمة تاريخية...أما الصنم الذي تم تحطيمه وتكسيره هو الصنم الذي تحدى شعبه ولم يفهم معنى الحياة ولم يستفد من الآخرين...لكن قد يحسب له معنى الحياة وفهمه بطريقته العجيبة!! عندما تنبأ في مؤتمر دمشق عام 2008 بعد إعدام صدام حسين (اغتياله من الرافضة)* قائلاً للزعماء العرب وهم يسخرون منه ويضحون أولهم بشار الأسد ذلك الصنم الذي يترقب الجميع سقوطه من شعوب حتى زعماء وكانت لقطات تاريخية وكأن التاريخ يعيد نفسه لنفهم معنى الحياة بكل أسرارها وغرائبها ألم يوجه القذافي للزعماء سؤالاً يسأل:من وراء قتل صدام حسين وياسر عرفات؟؟ جاييكوا الدوور!!!!!!وقد صدقت تنبأته...
وأليكم ما قاله القذافي للزعماء العرب
هكذا فهمت الحياة بكل جنونها وتقلباتها عند القذافي الذي كان مصيره القتل والذي كان يستهتر بكل ما يحيطه من أسرته وشعبه والأمة العربية والإسلامية حتى من الزعماء العرب..هكذا انتهى مصير القذافي وهو يستنجد الثوار قبل قتله حرام عليكم تقتلوني لكنه حلال قتل الأبرياء عنده شاهد ما قاله القذافي قبل سقوطه.
انها لحظات تاريخية لكي يدرك كل إنسان معنى الحياة والحياة مليئة بالتجارب والحقائق لفهم الحياة ولكي نختصر المسافات وتكون إجابتي واضحة يفهمها الجميع لنعود فقط ما قاله حبيبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :"عليكم بكتاب الله وسنتي" هذا بإختصار لمن يريد أن يفهم الحياة ومن تخلى عن ذلك فإن مصيره أشبه بسقوط الأصنام السابقة...ولا يمكن أن نغير او نصلح أنفسنا أو غيرنا ما لم نكن مع الله سبحانه. ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
نعم هكذا فهمت الحياة عندما أخترت طريقاً ومسلكاً واضحاً أن أكون مع الله ولا شيئاً سواه..."لا إله إلا الله " كلمات أربع ومن أربعة حروف هي الله...يا الله كلمة ولا أجمل ولا أحلى يرتاح القلب عند سماعها..هو الله الذي دلني لحبيبه ولا شخصاً سواه هو قدوتي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال عز وجل:
فمن منا ينسى موقفه صلى الله عليه وسلم المتسامح مع ( وحشي ) قاتل عمه حمزة ؟ ومن منا ينسى موقفه مع مشركي مكة عندما فتحها ؟ عندما قال : إذهبو فأنتم الطلقاء. هل نتمثل نحن مواقفه الشريفة ونحاول الإقتداء به ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا “
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاثا على المحبة والألفة : “ لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم“
و اذا نظرنا الى علماء المسلمين من الأئمة نقرأ أبيات ( الشافعي ) التي يقول فيها :
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ*****وأكره أن أكون له مُجيبا يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً***** كعودٍ زاده الإحراق طيبا
تأمّل معي: قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).. ماذا تفهم من هذا الربط العجيب: ربط الإيمان بالله وباليوم الآخر بالتأسي به صلى الله عليه وسلّم؟
ألم نفهم حتى الآن أعزائي معنى الحياة..ونفهم أيضاً بما سيئول به الإنسان عندما يدرك هذا المسكين أن كل حياته وقدره مربوط بالرحمن وأخيراً أقول الذي لا يعرف قدرة نفسه لا يعرف قدرة الله عليه...فهل عرف كل إنسان نفسه؟وما هي شخصيته؟وما هي أفكاره؟وهل يحتاج إلى تغيير أو إعادة برمجه أو سوفتوير كما يفعل بالأجهزة؟ لكي يدرك ويفهم كل معاني الحياة.
تذكير وتلخيص لعام 2011 م : ..
عندما أحرق الشاب التونسي محمد بوعزيزي نفسه سخطا وقهرا، فإنه لم يكن يدرك انه لم يشعل شرارة النار في نفسه فقط، وإنما أشعلها في جميع الأقطار الأخرى، ليكون رمزا للثورات الحديثة. ثورة الشاب بوعزيزي حركت الشباب الآخرين في الأماكن الأخرى لينظموا صفوفهم، ويعدوا أنفسهم، ويستعدوا للامتحان الأكبر، وحسب الظروف. وثورات شباب اليوم لا تحاك مضامينها في السراديب السرية وخلف الأبواب المغلقة، وانما تبدأ حين تتداول علنا وجهرا بأحدث وسائل الانتشار السريع وبالتقنية الحديثة المتوافرة، ليسمعهم كل العالم ويقف معهم. - الثورة التونسية هي الشرارة والمحرك للثورات العربية
- الصمت العربي انكسر والمشهد الرئيس للشعوب وليس للحكام
- سقوط أصنام عربية وأصنام أخرى تتهاوى
- الشعب يريد أسقاط النظام
- اللعبة الأمريكية لم تنتهي والشعوب أدركت كل المخططات "ويمكرون والله خير الماكرين"
- الحبر الأزرق أغلى من الدماء السورية!!!!!في ظل صمت عربي واضح للأسف
أخيراً ومع اقتراب ساعة العام الجديد أنهي كلامي بالتهنئة لجميع الأعضاء ولجميع أمتنا العربية والإسلامية بالعام الجديد
وأقول كل عام والشعوب الحرة بخير
كل عام والثوار الأحرار بخبر
ووداعاً للصمت العربي فالشعوب اخارت لنفسها الحرية والكرامة
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يسيرون على خطى المصطفى وليس بممن يتسلفون بسلف ليس هم أهل للخلف
وأسأل الله أن يوفقنا لفهم الحياة وفهم الإسلام كما فهمه الصحابة وأن نكون بصحبتهم يوم القيامة ويرزقنا الشهادة
وأسأل الله أن تكون جميع أفعالنا وأقوالنا خالصة لوجه الله سبحانه.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا ولا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ..اللهم اخلص نياتنا وأهدنا سبل الرشاداللهم آمين وتقبلوا تحياتي