أهداف التعليم الأساسي في إطار التعليم للجميع:
مع بداية التسعينات أقبل العالم على قرن جديد حافل بالكثير من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تحمل في طياتها تحديات وبشائر ، فالاعتراف بالحقوق الأساسية للإفراد ذكوراً وإناثا، إلى جانب التطور العلمي والثقافي والتقني كل ذلك يجعل من توفير التربية الأساسية للجميع هدفا قابلا للتحقيق، وقد أكد المشاركون في المؤتمر العالمي حول التربية للجميع المنعقد في جومتيين (تايلاند) 1990، على جملة من الحقائق ، ومنها: (اليونسكو،1990،ص2)
· التربية حق أساسي لجميع الناس، رجالاً ونساء، في كل الأعمار وفي كل أرجاء العالم.
· التربية يمكن أن تعين على ضمان إيجاد عالم أكثر أمناً وصحة ورخاء وسلامة بيئة، وان تسهم في الوقت نفسه في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وفي إحلال التسامح والتعاون الدولي.
· التربية شرط أساسي، وإن لم تكن شرطاً كافياً، لتحسين حالة الفرد والمجتمع.
· للمعرفة التقليدية والتراث الثقافي المحلي قيمتها وصلاحيتها وأنه يمكن الاعتماد عليها في تعريف التنمية والنهوض بها.
· التربية المتوافرة حاليا تنطوي بصورة عامة على نقص خطير، وانه يجب العمل على زيادة ملاءمتها وتحسين نوعيتها مع إتاحة الانتفاع بها للجميع.
· التربية الأساسية ضرورة لتدعيم المستويات العليا من التعليم وتعزيز الثقافة والقدرات العلمية والتكنولوجية وبالتالي لتحقيق تنمية قوامها الاعتماد على النفس.
· الحاجة إلى أن نقدم للأجيال الحالية والمقبلة رؤية موسعة والتزاما متجددا بالتربية الأساسية لمجابهة هذا التحدي بكامل حجمه وتعقيده
وقد نص الإعلان العالمي حول " التربية للجميع " في مادته الأولى على الأهداف الأربعة التالية: (اليونسكو،1990،ص3)
ينبغي تمكين كل شخص ـ سواء أكان طفلا أم يافعا أم راشدا ـ من الإفادة من الفرص التربوية المصممة على نحو يلبي حاجاته الأساسية للتعلم. وتشمل هذه الحاجات كلا من وسائل التعلم الأساسية ( مثل القراءة والكتابة والتعبير الشفهي والحساب وحل المشكلات)
1. والمضامين الأساسية للتعلم (كالمعرفة والمهارات والقيم والاتجاهات) التي يحتاجها البشر من اجل البقاء ولتنمية كافة قدراتهم وللعيش والعمل بكرامة وللمساهمة مساهمة فعالة في عملية التنمية ولتحسين نوعية حياتهم ، ولاتخاذ قرارات مستنيرة، ولمواصلة التعلم ويختلف نطاق حاجات التعلم الأساسية وكيفية تلبيتها باختلاف البلدان والثقافات ويتغيران لا محالة بمرور الزمن .
2. نقل القيم الثقافية والأخلاقية المشتركة وإثرائها فتلك القيم هي التي تكسب الفرد والمجتمع ذاتيتهما وقيمتهما.
3. أن التربية الأساسية أكثر من غاية في حد ذاتها، فهي الأساس للتعلم المستديم وللتنمية الإنسانية ويمكن للبلدان أن تبني عليها بانتظام مستويات وأنماطاً أخرى من التربية والتدريب.
4. وتشمل الرؤية الموسعة للتعليم الأساسي لتلبية الحاجات الأساسية للجميع على المحاور التالية: ( اليونسكو،1990،ص4-7)
أ. تعميم الالتحاق بالتعليم والنهوض بالمساواة.
ب. التركيز على اكتساب التعلم، بترجمة التوسع في الفرص التربوية إلى تنمية تكسب الأفراد المعارف النافعة والمهارات والقيم والقدرة على التفكير السليم.
ج. توسيع نطاق التربية الأساسية ووسائلها، لتلبي حاجات التعلم الأساسية للأطفال واليافعين والراشدين، وتشمل الرعاية المبكرة للطفولة، والمدرسة الابتدائية، وبرامج محو الأمية، فالقراءة والكتابة مهارة ضرورية تشكل أساساً للمهارات الحياتية.
د. تعزيز بيئة التعلم، بتوفير جميع ما يحتاجه المتعلمين من التغذية والرعاية الصحية، والدعم البدني والوجداني، لتمكينهم من المشاركة الفعالة فيما يتلقونه من تعليم والإفادة منه.
ه. تقوية المشاركات، بالتزام السلطات التربوية المسئولة وطنياً وإقليميا ومحلياً بتوفير التربية الأساسية للجميع، ولا يتوقع منها تقديم جميع المتطلبات البشرية والمالية والتنظيمية اللازمة، ولكن تنشط المشاركات على كل المستويات أمراً ضروريا يسهم في تخطيط برامج التربية الأساسية وتنفيذها وإدارتها وتقييمها. والرؤية الموسعة ترتكز على مثل هذه المشاركات.
وبعد مضي عقد من صدور إعلان جومتيين، جرى التأكيد مجدداً على الرؤية التي وردت فيه، وذلك في منتدى داكار العالمي الذي عقد خلال الفترة 26-28 أبريل 2000 داكار، السنغال من أجل استعراض التقدم المحرز نحو تحقيق هدف التعليم للجميع
وجاءت خلاصة المؤتمر في تحديد مرحلة ما بعد داكار بالتزام المشاركون جماعياً بتحقيق ستة أهداف محددة تتصل بالتعليم للجميع، وفيما يلي هذه الأهداف):اليونسكو،2000،ص 36)
1. توسيع وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة لصالح أكثر الأطفال تأثر وأشدهم حرمانا.
2. العمل على أن يتم بحلول عام2015 تمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي جيد، مجاني وإلزامي، مع التركيز بوجه خاص على البنات والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة.
3. ضمان تلبية حاجات التعلم لكافة الصغار والراشدين من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعلم واكتساب المهارات اللازمة للحياة.
4. تحقيق تحسن بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية الكبار بحلول عام 2015، ولا سيما لصالح النساء ، وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار .
5. إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2005، وتحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول 2015، مع التركيز على تأمين فرص كاملة ومتكافئة للفتيات للانتفاع بتعليم أساسي جيد والتحصيل الدراسي فيه.
تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم وضمان الامتياز للجميع بحيث يحقق جميع الدارسين نتائج واضحة وملموسة في التعلم، لا سيما في القراءة والكتابة والحساب والمهارات الأساسية للحياة .
المراجع:
1. احمد، محمد عبدا لقادر، استراتيجية التربية العربية لنشر التعليم الأساسي في الدول العربية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1983.
2. حسان، حسن محمد، التعليم الأساسي بين النظرية والتطبيق، مكتبة الطالب الجامعي، مكة المكرمة، 1986.
3. ديلور، جاك وأخرون، التعليم ذلك الكنز المكنون، تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين، قدم لمنظمة اليونسكو في مؤتمرها لعام 1996.
1. اليونسكو، إطار عمل داكار" التعليم للجميع- الوفاء بالتزاماتنا الجماعية،التقرير النهائي، المنتدى العالمي للتربية، داكار، السنغال، 26-28 أبريل 2000.
2. الفريجات،غالب عبدالمعطي، "التعليم الأساسي وكفايته التعليمية" دار المناهج للنشر والتوزيع، عمّان، 2003.
3. UNESCO, World Conference On Education For All, Meeting Basic Learning Needs, 5-9 march, 1990, Jomtien, Thailand, final report.
4. Unesco, World education report2000,The right to education .Towards education for all throughout life,paris,2000.