مفهوم التربية:
التربية هي الحياة بكل ما فيها وتشمل جميع العوامل المختلفة والقوى المتعددة التي تؤثر في الإنسان وتؤدي إلى الرقية وتقدمة.
فالتربية في معناها الغوي تتضمن معنى النمو والزيادة .
أن المعنى اللغوي للتربية يتضمن عملية النمو والزيادة لجميع جوانب الإنسان.
والتعليم هو جانب جزئي من جوانب التربية يقتصر على تنمية الجوانب العقلي والمعرفي .
وعرّف أفلاطون التربية بأنها : " تدريب الفطرة الأولى للطفل على الفضيلة من خلال اكتسابه العادات المناسبة " ،في حين عرّف أرسطو التربية بأنها : " إعداد العقل للتعليم كما تُعد الأرض للحرث لإلقاء البذور " .
وقال سبنسر أن : " التربية هي الإعداد لحياة كاملة " ، ويرى أبو حامد الغزالي أن التربية هي : " صناعة التعليم ، وهي أشرف الصناعات والمهن " ويرى عالم التربية جون ديوي أن التربية هي : " مجموعة العمليات التي يستطيع بها المجتمع أو الجماعة أن ينقُلا أهدافهما المُكتسبة من أجل استمرار المجتمع والجماعة " .
وينتهي دور كايم ليُعرف التربية بأنها : " ذلك العمل الذي تُحدثه الأجيال الراشدة في الأجيال التي لم تنضج بعد اللازم للحياة العملية " .
وهكذا يتضح أن للتربية مفاهيم مُتعددة ويختلف الناس حولها ، فهي تُفسر التربية من وجهات نظر جُزئية ، وتركز على جانب وتُهمل جوانب أُخرى .
ثم تحدث الكتاب عن خصائص التربية ، وذكر منها :
1 ـ هي العملية التي اصطنعها المجتمع لتنشئة الأجيال الجديدة .
2 ـ تتضمن التربية تغييراً مُستمراً موجهاً للفرد والمُجتمع .
3 ـ تستفيد التربية من الماضي من أجل الحاضر ، وتعمل من أجل المُستقبل
4 ـ تهتم التربية بالفرد باعتباره عضواً في المُجتمع وتهتم بالمُجتمع باعتباره مكوناً من عدة أفراد .
التربية والتعليم :
يتم الخلط كثيراً بين التربية والتعليم ، وقد يرجع ذلك لترجمة كلمة education عن الإنجليزية ، فهي تُترجم أحياناً على أنها تربية ، وأحياناً على أنها تعليم .
والتربية عملية إنسانية اجتماعية تستهدف إظهار وتنمية إمكانات الفرد وقدراته ، وتكوين اتجاهاته وتنمية وعيه بالأهداف التي يسعى المجتمع إليها ، وهي بذلك تعمل على تحقيق السعادة للفرد والمجتمع .
أما التعليم فهو جزء من العملية التربوية .
ثم تحدث عن أنماط التربية ، وذكر منها : التعليم العرضي ، والتعليم النظامي ( المدرسي ) ، التعليم غير النظامي .
وبعد ذلك ذكر أهمية التربية لكل من المجتمع والفرد والأسرة والمعلم ، وكان ذلك على النحو التالي :
أهمية التربية للمجتمع :
1 ـ للتربية دور هام في الحفاظ على الجيد من التراث الثقافي ، فالمجتمع متصل اتصالاً بماضيه .
2 ـ للتربية دور في تنمية التراث الثقافي وتجديده .
3 ـ مساعدة الفرد والمجتمع على الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي .
أهمية التربية للفرد :
1 ـ عدم انتقال العلم بالوراثة ، بل من خلال التعلم والتدريب وهذا ماتتيحه التربية .
2 ـ إعداد الفرد وإدخاله تدريجياً في المجتمع ، من خلال تدريبه على معتقدات وقيم وعادات المجتمع .
3 ـ تُهئ التربية للفرد صقل مهاراته وتنمية قدراته وتحسين إنتاجه .
أهمية التربية للأسرة :
1 ـ الأسرة هي الجماعة الأولى للفرد .
2 ـ التنشئة الاجتماعية المبكرة ، فعن طريق التربية يكتسب الطفل اللغة والعادات والاتجاهات و...
أهمية التربية للمعلم :
التربية بالنسبة للمعلم هي الوسيلة لإعداده مهنياً كي يتمكن من القيام بواجبه على أحسن وجه ، وهي في نفس الوقت سبيل المعلم إلى تحقيق أهداف المجتمع بالنسبة للتلاميذ الذين أكل المجتمع إليه تنشئتهم .
خصائص التربية :
1 ـ التربية عملية إنسانية اجتماعية .
2- التربية عملية تغيير مستمر .
3- التربية العملية نمو متكامل .
4- التربية العملية مشروطة بعوامل الزمان والمكان .
ثانياً: المجتمع :
المجتمع بالمعنى العام هو: " ذلك الإطار العام الذي يحدد العلاقات التي تنشأ بين الأفراد الذين يعيشون في الداخل نطاقه في الشكل وحدات أو جماعات " .
خصائصها المجتمع :
(1) يتكون المجتمع من مجموعة أفراد بينهم تفاعل ونشاط داخل مؤسسات متنوعة من أجل أهداف مشتركة وعلى أرض مشتركة (بقعة جغرافية) .
(2) تسود بين أفراد المجتمع مؤسسات بقعة جغرافية قنوات اتصال وتواصل تمتثل في نظام للقيم ومعايير الاجتماعية التي تنظم في ضوئها العلاقات بين الأفراد.
(3) ليس للمجتمع دياناً مادياً فحسب بل ومعنوياًَ أيضاً، والجانب المعنوي في المجتمع هو قنوات الاتصال والتواصل.
(4) أن هناك علاقة تأثير وتأثر لكل مكونات المجتمع.
(5) يوجد المجتمع في حدود بيئة محدودة.
ثالثاً: الثقافة (مفهومها وخصائصها):
تُعرّف الثقافة على أنها " الكل المركب الذي يشمل المعرفة والاعتقادات والفن والقيم والقانون، وأي قدرات يكتسبها الإنسان بوصفة عضواً في المجتمع " .
والثقافة تُقسم إلى قسمين ثقافة مادية و ثقافة لا مادية ، ويرى بعض العلماء أن الثقافة هي أفضل ما أنتجه الفكر الإنسانية في العالم .
وللتميز بين الثقافة والحضارة يرى بعض أن لفضة حضارة تُشير إلى الجوانب المادية في المجتمع وخاصة التقدم العلمي والتكنولوجي ، بينما أطلق لفظة ثقافة على الجوانب غير مادية كالقيم ، واللغة والدين والفلسفة .
خصائص الثقافة:
(1) الثقافة مكتسبة
(2) الثقافة نتاج الاجتماع الإنساني
(3) الثقافة المستمرة
(4) الثقافة معتقدة ومتشابكة
(5) الثقافة متغيرة
(6) الثقافة منتشرة
وظائف الثقافة:
(1) أنها تساعد على الاتصال بالآخرين خلال اللغة المتعلمة.
(2) الثقافة تزود المجتمع بمعايير للمتميز بين ما يعتبر صواب وما يعتبر خطأ.
(3) تمد الثقافة أفراد المجتمع بمجموعة من الأنماط السلوكية
(4) تمد الثقافة أفراد المجتمع بالقوانين والنظم التي تتيح التعاون بين أعضائها بما ينتج عنه تكيف مع الموقف المختلفة.
(5) تميز الثقافة بين المجتمعات وبعضها.
عناصر الثقافة:
(1) العناصر الثقافية الغالبة أو المسيطرة
(2) العناصر الثقافة المستمرة (الدائمة)
(3) العناصر المنبثقة (الطارئة)
(4) العناصر الثقافية الباقية
أما رالف لنتون فيقسم الثقافة إلى ثلاث أنواع هي : العموميات والخصوصيات والمتغيرات، (أو العناصر البديلة) .
رابعاً – أهمية دراسة العلاقات المتبادلة بين المجتمع ،والثقافة والتربية.
خامساً:التربية والعوم الاجتماعية:
التربية ذات علاقة بعلم الاجتماع : الذي يبحث في النشاطات الاجتماعية والتنظيمات المختلفة في المجتمع ، ويكفي لكي نبين درجة أهمية هذه العلاقة أن نقول أن التربية تتم دائماً في أوساط اجتماعية مختلفة ، وعلى رأسها المدرسة .
والتربية ذات علاقة بعلم النفس: الذي يدرس السلوك بنوعية الشعوري واللاشعوري ، فهو يوفر للمربي النتائج والنظريات التي تفسر سلوك المتعلم ، وتمكن من اختيار الطرق المناسبة للتعلم ، ويتيح علم النفس معرفة التلميذ من حيث مراحل نموه العمري وخصائص كل مرحلة .
والتربية ذات علاقة بعلم التاريخ: فالهدف من دراسة التاريخ هو فهم الحاضر ، والأحداث الحاضرة هي نتائج لأحداث سابقة ، والتربية لها أصولها التاريخية التي توضح دراستها نشأتها وتطورها .
والتربية ذات علاقة بعلم الاقتصاد : ذلك العلم الذي يبحث في العلاقات المتعلقة بالإنتاج والأموال وتوزيعها ، والتربية باعتبارها العملية التي تنمي إمكانات الفرد وقدراته ، فهي القادرة على تشكيل الفرد القادر على استغلال عنصر الطبيعة وإنتاج رأس مال .