أهداف التربية الرياضية في المدرسة :
ولما كان الجسم البشري ينمو ويتحرك كان لا بد للعقل من أن يفكر في تأديـة رسـالة كاملة للاحتفاظ بجزيئات هذا الجسم وذلك بالعمل على تأدية واجباتهـا والتمييـز بـين المفيـد والضار، وهذا ما دعا الإنسان القديم (الذي عاش أولاً في إفريقيـا الشـرقية والهنـد) للتفكيـر بالوسائل التي تحفظ له حياته بين سائر المخلوقات من حيوان أو طير ليعيش آمناً فهـداه عقلـه للانتقال من التفكير الفردي إلى التفكير الجماعي وبالتالي إلى تكوين الأسرة فالقبيلة. (الشافعي. 1998)
وعلى مر الأيام تكونت للإنسان أسلحة للدفاع عن النفس، فأصبح لديه علوم ثلاثة، هي: الحركة والتغذية والدفاع عن النفس، وبذلك ضمن حياته على هذه الأرض وهذا ما يمكننا تسميته بالخلاصة الحقيقية للتاريخ الرياضي، إذ إنه لا يمكننا القول أن هناك فضلاً لإنسان على إنسـان أو لجنس على جنس أو لدولة على دولة، فالعلوم الثلاثة التي اكتسبها الإنسان لم تكن حكراً على أحد، إنما هي حلقات من سلسلة بدأها الإنسان الأول وتعاقب البشر على تنميتها والمساهمة فـي تطويرها جيلاً بعد جيل. (الكردي. 1983مـ).
وبالرغم من أن التربية البدنية نالت اهتماماً بسيطاً في سياقات التعليم الرسـمي، إلا أن التراث الطبي والعلاجي الصيني يزخر بأفكار ومعلومات ممتازة عن الجسم وتشـريحه وعـن التدليك والعلاج الفيزيقي وأفكار عن الاسترخاء وفنونه وأساليبه. (الخولي
. 2002، ص 261) .إن التمرينات البدنية تعمل على استعادة التناسـب الصـحيح بـين الجانبين الأساسيين في التربية الإنسانية الروحية والبدنية.( فان دالين. 1970. ص 381 – 382)ومما تقدم نجد إن التربية الرياضية تسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية الآتية:- تعمل أساساً على تحقيق الصحة بمفهومها الشامل الذي يتضمن الصحة البدنية, العقلية, النفسية. - تهدف إلى تكوين المواطن اللائق من الناحية البدنية, والعقلية, والانفعالية والاجتماعية وذلك من خلال ممارسة ألوان النشاط البدني.- تعليم المهارات الاجتماعية والمعرفية والبدنية ، وتحقيق أهداف أخرى من خلال الحركة. (Sallis و McKenzie، 1991).ومن أهداف التربية الرياضية في المدرسة :( Kohl & Heather, 2013 )
- إعداد الأطفال والشباب لممارسة النشاط البدني مدى الحياة.- إشراكهم في نشاط بدني أثناء التربية البدنية. تمثل هذه الأهداف الفوائد مدى الحياة للتربية البدنية المعززة للصحة التي تمكن الأطفال والمراهقين من أن يصبحوا بالغين نشطين طوال حياتهم.
- التركيز على الحركة لاكتساب اللياقة البدنية، وبشكل يمكن الطلبة من تطوير مهاراتهم البدنية والحركية والتمتع بمجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية.
- تسهيل قدرة المتعلم على استخدام مختلف المعلومات المعرفية لفهم وتعزيز أدائه للمهارات الحركية، بهدف تمكينه من التحكم الحركي أو الأداء المباشر لمختلف الحركات والأنشطة الرياضية.
- الاهتمام بالمشاركة المنتظمة في الأنشطة الرياضية والبدنية للتحكم بالوزن وتنمية عضلات الجسم والتمتع بالحياة من باب التحدي والتعبير عن الذات والتفاعل مع الآخرين للحفاظ على نمط حياة صحي متكامل وفعال.
- تربي التعاون والروح الجماعية. ( قطب ، 2011)
فوائد الرياضة للصحة الجسديةتوفر الرياضة مجموعة من الفوائد الصحية للجسم ومنها:– تحد الرياضة من الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، كضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، والدهون الثلاثية، ومرض السكري، إذ يمكن لها أن تخفف من عوامل خطر الإصابة بها، أو تقللها بنسبة كبيرة بحسب ما جاءت به جمعية القلب الأمريكية.– تساعد عللى فقدان الوزن أو المحافظة على الوزن، إذ توصي الكلية الأمريكية للطب الرياضي بـممارسة من 150 إلى 250 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة أسبوعياً للوصول إلى الوزن المثالي.– تزيد من لياقة الجسم، والكتلة العضلية.- تساعد على بناء كتلة عظمية كثيفة، وتقلل من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام وذلك بحسب موقع سبن هيليث الإلكتروني (Spine-Health).– تحسن مرونة الجسم، وتزيد ليونته وتحمله للقيام بمختلف المهام.
أثبتت الدراسات الحديثة أن الرياضة البدنية تفيد الجسم كثيراً وتؤدي إلى:– التقليل من نسبة الإصابة بمرض السكري– تحكم أفضل بنسبة سكر في الدم– التقليل من نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والكولسترول– المحافظة على الوزن– التقليل من الإصابة بالبرد– ذاكرة أفضل– نوم أفضل– المحافظة على المفاصل– زيادة الثقة بالنفس– تحكم أفضل بالضغوطات والتوترما هو الوقت الأنسب لممارسةُ الرياضة؟ليس هناك وقتٌ مناسب لممارسة الرياضة، بل يعتمد ذلك على طبيعة الفرد وظروفه.
ولكن، هناك حاجةٌ إلى الاستماع إلى الجسم؛ حيث يشعر بعضُ الناس بصعوبة ذلك في الصباح، في حين قد يقفز آخرون من السرير ويقومون بالجري لمسافة 15 كم تقريباً.
لا تجوز ممارسةُ الرياضة بعدَ تناول وجبة ثقيلة إلا بعد 2-3 ساعات؛ فإذا مارس الشخصُ نشاطاً رياضياً بعدَ تناول وجبة كبيرة مباشرة، فمن المحتمل أن يشعر بتشنُّج في المعدة وغثيان وانزعاج.
الفوائد السريعة لممارسة الرياضة– تعد التمرينات الرياضية من العوامل الأساسية لتحسين صحة الأفراد واكتساب اللياقة البدنية والوقاية من بعض الأمراض، وتختلف الفائدة المكتسبة منها باختلاف الممارسة ومدتها وعدد مراتها في الأسبوع. كما التغذية السليمة وممارسة النشاط الرياضي وجهان لعملة واحدة وهي الصحة.
– أما أبرز هذه الفوائد فتتمثل في زيادة نبضات القلب وتدفق الدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية لإنتاج الطاقة لجميع أعضاء الجسم، كما تساعد على التنفس بعمق مما يزيد كمية الأكسجين وإعطاء طاقة أكبر لحمل الفضلات من الرئة، والتخفيف من اضطرابات ومشاكل الدورة الشهرية، وتقليل آلام تصلب المفاصل والأمراض المزمنة مثل الروماتيزم، وزيادة القدرة الجسمية في أداء الأعمال اليومية دون الشعور بالتعب والإجهاد، وتحسين المزاج والسلوك.
الفوائد على المدى البعيدأما فوائد ممارسة الرياضة بعيد المدى فتتمثل في تقوية جهاز الدورة الدموية بما يحتويه من القلب والشرايين فتخف الإصابة بأمراض تصلب الشرايين، وزيادة حجم الألياف العضلية وينتج عنها زيادة القوة العضيلة، والتقليل من فرص الإصابة بأمراض الشيخوخة، كما أن التمرينات الرياضية الهوائية (المشي، السباحة، ركوب الدراجات، القفز بالحبل) تزيد من مستوى الكوليسترول الجيد في الدم وتخفض الغلسريدات الثلاثية، وتساهم في زيادة كثافة وقوة العظام وزيادة امتصاص الكالسيوم والإقلال من فقدان العناصر المعدنية.
علاقة ممارسة المشي بالدماغ:إن ممارسة الرياضة والمشي والجري والنشاط البدني لا يساعدون في الحفاظ على جسم صحي فقط، وإنما يعززون قوة الدماغ والقدرة على التفكير وتقوية الذاكرة والتركيز بسبب تأثيرها في زيادة نسبة الأوكسجين بالدم وتحسين أداء الدورة الدموية، حيث أثبتت الدراسات من جامعة Illinois. بأن المشي لمدة 40 دقيقة لثلاث مرات بالاسبوع يعزز القدرات العقلية ويقلل تأثيرات العمر على التركيز والذاكرة.
عوامل اللياقة البدنية:
ليست التغذية الجيدة كافية للحصول على أداء متفوق، بل يجب أيضا توفر عوامل اللياقة البدنية التي تشمل تركيب الجسم واللياقة العضلية والسعة القلبية الوعائية cardiovascular capacityتركيب الجسم. إن أكبر متغير في جسم الإنسان هو الدهن ويوجد على نوعين هما:- الدهن الأساسي essential fat، ويوجد في نخاع العظام والجهاز العصبي المركزي وبعض الأعضاء الأخرى. ولا يتأثر هذا النوع من الدهن بالوجبة أو التمرين.- الدهن المخزون storage fat، وهو النسيج الدهني الذي يحيط بالأعضاء والموجود تحت الجلد، وتعتمد كمية هذا النوع في الجسم على الوجبة والتمرين.ويقدر الدهن الأساسي للذكور بنحو 3% من وزن الجسم، أما عند الإناث فتقدر النسبة بنحو 12% وهي أعلى مما هي عند الذكور لأنها تشمل الدهن الأساسي الخاص بالجنس sex - specific essential fat كالموجود في النسيج الثديي وغيره. ويستخدم أحيانا مصطلح "وزن الجسم الأدنى" minimal body weight". (مصيقر، 2007)