خصائص الإدارة الصفية:
تتفق الإدارة الصفية مع غيرها من أنواع الإدارة، من حيث أنها تهدف إلى بلوغ أفضل النتائج، بأقل كلفةٍ ممكنةٍ من الوقت والجهد معاً، إلا أن لها خصائص ومميزات، تميزها عن غيرها من أنواع الإدارة، وأهم هذه الخصائص ما يلي:(حميدة، 2000م: ص234)
1- العلاقات الإنسانية السائد فيها:
من المعروف أن العلاقات الإنسانية من الأمور الهامة والضرورية لكل إداري، حتى ينجح في عمله، ويبلغ الأهداف المنشودة، وإن كان الأمر كذلك بالنسبة لجميع أنواع الإدارة، فإنه بالنسبة للإدارة الصفية أمر لا يمكن الاستغناء عنه، وتعتبر العلاقات الإنسانية بين المعلم و الطلاب، وبين الطلاب أنفسهم ذات شأنٍ بالغٍ في نجاح المعلم، وبلوغ الأهداف المنشودة، ومع هذه الأهمية فإن من واجب المعلم أن يعمل على تنمية العلاقات الإنسانية مع طلابه بشكل سليم من جهة، ومع الطلاب بعضهم ببعض من جهة أخرى، ومع المعلمين وإدارة المدرسة والمجتمع المحيط بالمدرسة، كأولياء الأمور والمؤسسات الاجتماعية، ويعمل المعلم جاهداً على غرس هذه المبادئ في نفوس طلابه، سواءٌ داخل المدرسة أو خارجها.
2- صعوبة قياس التغير في سلوك الطلاب:
يقوم المعلم بأعمال كثيرة، ومختلفة داخل الصف الدراسي، وهذه المهام تستوجب من المعلم تقويمها، وقياسها باستمرار لمعرفة مدى الأثر والتغير الحاصل في المجالات المختلفة، سواءٌ منها المعرفية، أو المهارية، أو الوجدانية، وهنا يواجه المعلم صعوبة في القياس الدقيق لهذه المجالات، بسبب كثرة العوامل المؤثرة على التغير في سلوك الطالب سواءٌ كانت عوامل تختص بشخصية الطالب، أو عوامل خارجية تؤثر عليه، مثل: المنزل، والمؤسسات الدينية، والمجتمع ككل بمؤثراته الثقافية، والحضارية، أيضاً هناك عوامل تؤثر على إنجاز المعلم في هذه المجالات، حيث أن بعض النتائج تحتاج لوقتٍ طويلٍ، وتحتاج لجهد ومتابعة، حتى يظهر أثرها واضحاً للعيان، كما أن المعلم قد يواجه صعوبةً في اختيار وإعداد أدوات القياس، حتى تكون دقيقةً وصادقةً، من أجل الوصول إل النتائج الحقيقية.
3- التركيز على التأهيل العلمي والمسلكي للمعلم:
من أهم أسباب نجاح المعلم في عمله أن تتوفر لديه الكفايات العلمية الأكاديمية والمهنية، وخاصة في مجال إدارة الصف، التي تتعدد فيها أدوار المعلم المهمة، ويتم فيها تنفيذ عملية التدريس، وما يرتبط بها من عمليات أخرى، كالتخطيط، والتقويم، وعلى هذا فإنه من الضروري أن يكون المعلم قد عد إعداداً علمياً ومسلكياً بشكل يتلاءم مع أهمية دوره وعمله في الإدارة الصفية لتحقيق النجاح المطلوب المتمثل في قدرته على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية الخاصة بهذه المرحلة.
4- الإدارة الصفية عملية شاملة ومعقدة:
ينبغي أن يدرك المعلم أنه في إدارته الصفية ليس هو المؤثر الوحيد في سلوك الطلاب، وإنما هناك جهات أخرى تؤثر على الطلاب مثل: أولياء الأمور، والجمعيات الاجتماعية، والأندية، وجماعات تحفيظ القرآن الكريم، والمؤسسات الإعلامية، من: صحافة، وإذاعة، وتلفزيون، وفضائيات، واتصالات، كل هذه الجهات لها تأثير على تعلم الطلاب، فينبغي أن يكون هناك قدر مناسب من التنسيق بين هذه الجهات، لما فيه مصلحة الطلاب، وأن يتجنب المعلم كل ما يتعارض مع ما تقدمه هذه المؤسسات، وما يقدمه داخل الصف الدراسي، وأن تتكامل هذه الجهود مع بعضها البعض في تثقيف وتكييف وتعليم الطالب كل ما يهمه في جميع النواحي الجسمية، كما يجب أن يدرك المعلم أنه لا يتعامل مع أشياء مادية يمكن أن تقاس أو يعرف المقدار المطلوب منها، بل يتعامل مع أفراد لهم أفكار ومشاعر وأحاسيس يصعب التعرف عليها جميعاً، وما يناسب كلاً منها، كما أن اختلاف القيم الاجتماعية التي يتبناها الأفراد في المجتمع تزيد من انعكاساتها على الطلاب تعقيداً وصعوبة في عمل المعلم في إدارة الصف بنجاح، ومن خلال هذه النظرة الشاملة إلى الإدارة الصفية، نلاحظ أن المعلم يهتم بالطلاب من عدة جوانب، فهو يحاول أن ينظمهم في الصف، بشكل مريح، ويعمل على معالجة ما يعانون منه من مشكلات سلوكية، واجتماعية، واقتصادية، ويعمل على مراعاة الفروق الفردية بينهم.
كما يضاف إلى ما سبق أن التعلم الحقيقي الفعال لا يمكن أن يتم في صف تسوده الفوضى والاضطراب، أو تسيطر عليه أجواء القلق والتوتر، أو يظهر على تلاميذه الاسترخاء والفتور وعدم الاكتراث بما يجري؛ ولذلك تميزت الإدارة الصفية الفعالة فب إنجاح العملية التعليمية( أبونمرة وقشيطات 2009م).