متغيرات الإدارة الصفية:
يمكن عرض أهم المتغيرات التي تؤثر في الممارسات الإدارية في الصف كالتالي:
1- الرؤية التربوية التي يهتدي بها المعلم في إدارته للصف الدراسي :
وتتمثل في تحويل الصف الدراسي من وحدة خدمات تعليمية ترهن خدماتها بالوقت والزمن والاستعدادات إلى مجتمع متكامل يشكل فيه التعليم كإحدى نتائج دورة الحياة فيه، وهذا يعني على المستوى الإجرائي:
أ – أن ترتبط الأدوار والمواقع بالمسؤوليات التي تتوزع بدورها ويتغير توزيعها في كل مرة تبرز مهمة جديدة أو مشروع جديد.
ب – أن يكون التعلم من معايشة الحياة هو التغذية الراجعة الأساسية.
ج – أن يكون الفعل التربوي عملاً متكاملاً غير مقسم.
د – أن تكون حياة الصف قائمةً على التعاون والتنسيق والتكافل والتكامل والتبادل.
د – أن تكون الإدارة الصفية وحدة مستقلة نسبياً تمارس التسيير الذاتي ضمن الاستراتيجيات والسياسات والأهداف العامة التي تضعها الوزارة (نتو، 1995، ص ص 391-392).
2- العناصر البشرية (الطلاب والمعلم):
تعتبر إدارة الصف الناجحة تلك التي ترتكز على محاور المعنى الاجتماعي للتربية، ولا شك أن العلاقات الإنسانية كهدف اجتماعي للإدارة الصفية ضرورة ثابتة وبدون تحقيق العلاقات الإنسانية يصبح الصف الدراسي وحدة مادية لا تحمل أي معنى أو مشاعر إنسانية ذات قيمة علمية (الرشيدي، 2000، ص 76).
وتسهم المتطلبات الاجتماعية في الإدارة الصفية في تحقيق مجموعة من السمات الضرورية لإنجاز العمل التربوي بجودة عالية ومن أهم تلك الإسهامات ما يلي:
أ- القدرة على دفع الطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية للعمل مع الإدارة بأعلى درجة من التعاون والمحبة.
ب – تحقيق التماسك والترابط الاجتماعي بين الطلاب والجماعة لتسيير العمل وتحمل المشاق المترتبة على ذلك.
ج – الإسهام في إكسابهم عنصري الانتماء والولاء للوطن والجماعة.
د – غرس مبدأ تقبل النقد البناء لصالح العمل دون أن يؤثر في العلاقات الاجتماعية بين الطلاب (الرشيدي ، 2000، ص 77).
3- التشريعات والقوانين واللوائح التي تحدد السلطات والمسؤوليات ونظم الثواب والعقاب ونظم التقويم والإشراف ومن المتطلبات التربوية للثواب والعقاب ما يلي :
أ – الإيمان بأن للإنسان طبيعة إنسانية مزدوجة تحتاج كل منها إلى ثواب وعقاب محدد.
ب – الوعي بتدرج العقاب على مراحله المختلفة حتى يكون قادراً على الحفاظ على قيمة الإنسان.
ج – التوفيق الواعي بين الثواب والعقاب للأخطاء والأعمال الجيدة.
د – أن يعتمد المعلم كثيراً على وسائل غير بدنية لعقاب الطلاب حتى لا يتعودوا على التبلد واللامبالاة.
هـ- التركيز على الثواب المبني على الثقة لإثارة حماس الطلاب نحو التنافس الشريف، وتأكيداً لقيمة الإنسان المعنوية باعتبار أن المعنويات أعلى قدراً ودرجة في كل الأحوال وعلى جميع المستويات (الرشيدي، 2000، ص 144).
كما أن من المعلوم أن الأنظمة بلا جزاءات تعد عديمة الفائدة، فلا بد أن يكون لكل إساءة أو إزعاج جزاء منطقي وكلما عظمت الإساءة عظم الجزاء فوضع مجموعة من الجزاءات يتيح للمعلم إثبات حساسيته تجاه الاحتياجات الفردية للطلاب وظروفهم الخاصة، وعند قيام المعلم بتحليل مشكلة تتعلق بالانضباط، عليه أن يدرسها في سياقها، ولا بد للمعلم من فرض تلك الأنظمة بطريقة متسقة ومتناغمة، وتطبيق الجزاءات بصورة عادلة، فعندما يكون المعلم متبعاً في تطبيقه للأنظمة، يستطيع الطلاب التنبؤ بتصرفاته وتوقع ما يتخذه من إجراءات، ويعد التنبؤ بإجراءات المعلم مصدر ارتياح كبير للطلاب، ومعروف أن توافر بيئة مريحة وآمنة في الصف تمكن الطلاب من التركيز بصورة أفضل على الدراسة والتعلم (روسيسى ، 2001، ص ص 35-36).
4- المواد والتجهيزات التي تستخدم في التعليم والتعلم:
لإحداث توازن في مجال الإدارة الصفية لا بد من توافر العديد من المواد والتجهيزات المستخدمة في عمليتي التعليم والتعلم مثل :
أ – توفير الأثاث في صورة مقاعد للطلاب، وكذلك توفير تكنولوجيا المعلومات والممثلة في الكمبيوترات وارتباطها بشبكات المعلومات.
ب – إمكانية تقديم برامج تعليمية غير تقليدية.
جـ - لا بد أن يتوفر داخل الإدارة الصفية هيكل مرن لا يعتمد على التنظيم التقليدي في صورة صفوف منفصلة ولكن تكون الفصول مفتوحة على بعضها أو على البيئة الخارجية بما يمكن الاستفادة من العناصر المتواجدة بالبيئة (سليمان، 2001م: ص 223).
5- المكان الذي يتم فيه العمل كالغرفة الصفية أو المختبر أو مركز المصادر التعليمية وغيرها مما يمكن أن يتم فيه التعليم والتعلم:
إن الطلاب في حجرة الدراسة يمثلون العنصر الرئيسي والمهم في العملية التعليمية والبيئة الفيزيقية تشكل الإطار الذي يتم فيه التعلم، ولا يتطلب تنظيم بيئة التعلم الكثير من الجهد أو التكلفة ولكنه يحتاج إلى فهم طبيعة المتعلمين واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية وأساليبهم في العمل، بالإضافة إلى حسن التخطيط بحيث يتم استغلال كل جزء وركن من أركان الغرف الصفية دون شغلها بأشياء لا ضرورة لها، وتوزيع الأثاث والتجهيزات والوسائل والمواد التعليمية بما يتناسب وطبيعة الأنشطة التي يمكن تنفيذها بسهولة بين أركانها المختلفة ويسمح بالتالي من انتقال الطلاب أنفسهم من مكان لآخر فيها(أحمد، 2006م: ص 7).
6- الوقت أو الزمن:
ويعني حصة الدرس أو اليوم الدراسي كله أو الزمن الذي يتطلبه النشاط وهو يمثل الوسط الذي تتم من خلاله إجراءات وعمليات الإدارة الصفية ويقتضي ذلك أن يعي الطلاب أن هناك وقتاً للإنصات، ووقتاً للمناقشة والحديث، ووقتاً للحركة والنشاط ووقتاً للعمل، ومن خلال الاستثمار في الوقت أو الزمن المخصص للعملية التعليمية يستطيع المعلم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والتمكن من مختلف المداخل المناسبة للتدريس، والقدرة على التبسيط والتوضيح، والقدرة على استخدام الطرائق التدريسية المناسبة لطبيعة المادة والموضوعات التي يقوم بتدريسها والقدرة على التخطيط والتنفيذ للدرس واستخدام الوسائل التعليمية، وكذلك القدرة على المراجعة وكشف الصعوبات التي تعوق فيهم الطلاب وتحصيلهم، والإلمام بحقائق المادة ومفاهيمها (أحمد، 2006م: ص ص 16-17).
7- الأساليب المستخدمة في التدريس وفي إدارة الصف:
هناك مجموعة من الكفايات الواجب توافرها في المعلم الناجح وهي تندرج تحت أربع نقاط رئيسية :
أ- كفايات التخطيط للدرس وأهدافه: وتتضمن تحديد الأهداف التعليمية الخاصة بالمادة التعليمية ومضمونها والنشاطات والوسائل الملائمة لها .
ب – كفايات تنفيذ الدرس: وتشتمل على تنظيم الخبرات التعليمية والنشاطات المرافقة لها وتوظيفها في العملية التعليمية والتعلمية.
ج – كفايات التقويم، وتشتمل على إعدادات أدوات القياس المناسبة للمادة التعليمية.
د – كفايات العلاقات الإنسانية، وتتضمن بناء علاقات إنسانية إيجابية بين المعلم والطالب وبين الطلبة أنفسهم في العملية التعليمية والتعلمية (أحمد، 2006م: ص30).
أما عن الأساليب المستخدمة في التدريس وفي إدارة الصف فلا بد أن يقوم المعلم بالآتي:
أولاً : تحديد الاحتياجات التعليمية للطلاب.
ثانياً: التخطيط لأهداف كبرى وليس لمعلومات تفصيلية.
ثالثاً: تصميم الأنشطة التعليمية الملائمة.
رابعا: استخدام استراتيجيات تعليمية تستجيب لحاجات الطلاب.
خامساً: تسيير خبرات التعلم الفعال.
سادساً: إشراك الطلاب في حل المشكلات والتفكير الناقد والإبداعي.
سابعاً: توفير مناخ ميسر للعدالة.
ثامناً: الاستخدام الفعال لأساليب متنوعة لإثارة دافعية المتعلمين.
تاسعاً: إدارة وقت التعلم بكفاءة والحد من الوقت الضائع.
عاشراً: التمكن من بنية المادة العلمية وفهم طبيعتها.
الحادي عشر: التمكن من طرق البحث في المادة العلمية.
الثاني عشر : تمكن المعلم من تكامل مادته العلمية مع المواد الأخرى.
الثالث عشر: القدرة على إنتاج المعرفة.
الرابع عشر : إحداث التقويم الذاتي وتقويم الطلاب وإجراء التغذية الراجعة (أحمد، 2006م: ص 213).
