تقويم المنهج
والمشكلات التي تواجه عملية التقويممفهوم تقويم المنهج :تقويم المنهج الدراسي يعني إصدار أحكام وقرارات تقويمية على كافة عناصر المنهج الدراسي وهي : أهدافه , محتواه , طرق التعليم والتعلم المستخدمة في تنفيذه , الأنشطة البرمجية والمواد والأجهزة التعليمية ( الكتب , الأدلة التدريسية , البرمجيات التعليمية , أساليب التقويم وأدواته , بيئة المنهج ). ( زيتون , 2003م)عرّف الشافعيّ وزميلاه تقويم المناهج بأنّها عمليّة " إصدار حكم على صلاحيّة المناهج الدراسيّة عن طريق تجميع البيانات الخاصّة للحكم عليها , وتحليلها , وتفسيرها في ضوء معايير موضوعيّة تساعد على اتّخاذ قرارات مناسبة بشأن المنهج " ( الشافعي وزميلاه , 1996) .أمّا الوكيل والمفتي فيريان أنّ تقويم المنهج عندهما هو عمليّة " جمع الأدلّة التي تساعد عل تحديد مدى فاعليّة المنهج , أي مدى تحقيق المنهج لأهدافه , وذكرا أنّ ثمّة جانبين لتقويم المنهج , الأوّل يحكم على المنهج من خلال توافر معايير أسسه ومكوّناته , ويسمّى التقويم الداخليّ للمنهج , أمّا الجانب الآخر من التقويم فهو ذلك الذي يحكم على فاعليّته في إحداث التغيّرات المطلوبة في المتعلّمين , ويسمّى التقويم الخارجيّ للمنهج " ( الوكيل والمفتي , 1998).
غير أنّ الحارثي يطلق على التقويم الداخليّ للمنهج مصطلح جدارة المنهج العلميّة Merit , ويطلق على التقويم الخارجي للمنهج مصطلح جدارة Worth المنهج العمليّة, فقد ذكر أنّ تقويم المنهج هو عمليّة تهدف إلى " تقدير جدارته أو جدواه أو كليهما معاً ؛ من أجل المساعدة في اتّخاذ قرار صائب بشأنه , حذفاً , أو تعديلاً , أو تغييراً " ( الحارثي , 1998).
ويقصد الحارثيّ بتقويم المنهج من حيث جدارته , تقويمه نظريّاً من حيث مراعاته المواصفات والمعايير السليمة في الأسس والمكوّنات والتنظيم , أمّا تقويه من حيث جدواه , فيعني تقويمه من حيث فائدته في العمليّة التعليميّة عند تطبيقه على أرض الواقع , في بيئة محدّدة .
ومن هنا نرى أنّ مفهوم تقويم المنهج هو عمليّة جمع بيانات كميّة من خلال قياس مدى تعلّم المتعلّمين من جهة , ومدى توافر المعايير السليمة في أسس المنهج , وعناصره , وتنظيمه من جهة أخرى , وتفسير تلك البيانات , والوصول إلى قرارات في ضوئها .
ومن خلال ما تقدّم من التعريفات يتبيّن ما يأتي:
" 1- تقويم المناهج عمليّة تبدأ بجمع البيانات , وتنتهي باتّخاذ القرارات المناسبة في ضوء تفسير هذه البيانات .
2- عمليّة تقويم المنهج لا بدّ أن تتمّ في ضوء معايير موضوعيّة , بمعنى أنّه لا يصحّ اتّخاذ قرارات مبنيّة على وجهات النظر الشخصيّة , أو الانطباعات الذاتيّة .
3- إنّ التقويم يعتمد أساساً على جمع البيانات , وجمع البيانات تعتمد على القياس , والقياس عمليّة جزئيّة , إذ يتطلّب كلّ جانب من جوانب المنهج قياسات معيّنة , ونتائج هذا القياس مقادير كميّة , أي أرقام أو إحصاءات تصف الجانب المقيس بلغة كميّة .
4- التقويم عمليّة إصدار الأحكام ,واتّخاذا القرارات المناسبة في ضوئها , وتتوقّف صحّة هذه الأحكام , ودقّة تلك القرارات على مدى دقّة القياس , ومدى صلاح أدواته .
5- التقويم ليس مقصوراً على قضايا الحكم على مدى تعلّم التلاميذ فقط , ولكنّ هناك معايير Standards يُتَّخذ في ضوئها قرارات أخرى تتعلّق بعناصر المنهج وأسسه وتنظيمه " ( المكاوي , 2006م ).
- أنواع تقويم المنهج :يرى كثير من الباحثين بأن هناك وجود أنواع متباينة من التقويمهناك عدة تصنيفات لتقويم المنهج، وفق إجرائه هناك:- التقويم التمهيدي- التقويم البنائي- التقويم النهائيالتقويم وفق شموليته:- التقويم الكليالتقويم وفق الشكلية المنهجية:- التقويم الرسمي )المنهجي(- التقويم الغير رسمي )غير المنهجي(التقويم وفق المعلومات والبيانات:- التقويم الكمي- التقويم النوعيالتقويم وفق القائمين به نجد نوعين منه هما:- التقويم الداخلي- التقويم الخارجيالتقويم وفق الموقف من الأهداف:- تقويم معتمد على الأهداف- تقويم غير معتمد على الأهداف ( الجعفري ماهر , 2009 )- خطوات تقويم المنهج :يشمل تقويم المنهج كافة عناصره وهي :الاهداف التعليمية – المحتوى الدراسي – طرق التعليم والتعلم – الانشطة التعليمية – الوسائل التعليمية – طرق التقويم .ويمكن تقويم عناصر أي منهج في ضوء مجموعة من المعايير لذلك ثم عرض :- اعداد قائمة المعايير – أسلوب تحليل المحتوى – قائمة بالمعايير التي يتم التقويم في ضوئها (كنموذج ) وكذلك ثم عرض مجموعة من أدوات التقويم ومنها :- الاستبيان او الاستبانة او استطلاع الرأي .- مفهومه – خطوات اعداده – عينة الدراسة – تطبيقه .- اداة استطلاع الرأي ( كنموذج ) لتقديم كافة عناصر المنهج من وجهة نظر المعلمين أو الموجهين أو جزاء المفاهيم وطرق التدريس في الفصل - اعداد استمارة جمع بيانان لتقويم الأنشطة .- إعداد بطاقة حصر لتقويم الوسائل التعليمية .وفيما يلي تفصيل ذلك :3- إعداد قائمة المعايير :يلزم عند تقويم أي منهج " توفر مجموعة من المعايير يمكن في ضوئها إجراء عملية التقويم فالمعيار هو " نموذج متحقق أو متصور لما ينبغي ان يكون عليه الشيء والجمع معايير " .4- أسلوب تحليل المحتوى :يمكن استخدام اسلوب تحليل المحتوى , لتحديد مدى مراعاة أي منهج لبنود قائمة المعايير التي تم أعدادها مسبقاً .أ – تحليل المحتوى :يعرف تحليل المحتوى بأنه احد أساليب البحث العلمي التي تهدف الى الوصف الموضوعي والمنظم والكمي للمضمون الظاهر لمادة من المواد "والتعريف السابق يؤكد على أن اسلوب تحليل المحتوى أسلوب للوصف , موضوعي , منظم وكمي يتناول الشكل والمضمون , ويتم وفقاً لمعايير محددة .ب- أهداف تحليل المحتوى :- معرفة نواحي القوة ونواحي الضعف في الكتب الدراسية .- تقديم المساعدة للمؤلفين بتزويدهم بمبادئ توجيهيه .ولتحقيق ذلك يجب :- تحديد جوانب التعلم- تحديد الوسائل التعليمية .- تحديد الأنشطة التعليمية .- تحديد أدوات التقويم .5- خطوات تحليل المحتوى :- اختيار عينة التحليل : هي الكتب الدراسية المراد تحليلها .- طريقة تحليل محتوى وأهداف الكتب المراد تحليلها .6- المعيار :أولاً الأهداف :1- مدى ارتباط الأهداف العامة للمناهج بالأهداف العامة للتعليم 2- مدى ارتباط الأهداف العامة للمناهج بأهداف المرحلة التعليمية3- مدى ارتباط الأهداف العامة للمناهج بالأهداف العامة للمواد الدراسية4- مدى انبثاق الأهداف الخاصة لتلك المناهج عن الأهداف العامة لها 5- مدى وضوح الأهداف وصياغتها 6- مدى الاتساق بين الأهداف ومستوى نضج الطلاب7- مدى واقعية الأهداف وإمكانية تحقيقها 8- مدى شمول الأهداف لجوانب الخبرة المعرفية والمهارية والوجدانية .9- مدى اهتمام الأهداف بجميع جوانب نمو الطالب .ثانياً المحتوى :أ – اختيار المحتوى :10 – مدى ارتباط المحتوى بالأهداف المرجوة .11 - مدى ارتباط المحتوى بالواقع الثقافي .12- مدى مناسبة المحتوى لمستوى الطالب 13- مدى توافر الصدق والدلالة .14- مدى مراعاة التوازن بين الشمول والعمق 15- مدى مراعاة ميول وحاجات الطالب .ب- تنظيم المحتوى :16 – مدى مراعاة التنظيم للموضوعات .17 – مدى مراعاة التوازن بين الترتيب المنطقي و السيكولوجي .18 – مدى مراعاة المرونة في تنظيم المحتوى.ج – لغة الكتاب : 19 – مدى كفاية لغة الكتاب .ثالثاً : طرق التعليم والتعلم :2- مدى مراعاة التعليم والتعلم للشروط التربوية التالية :- متسقة مع الأهداف التربوية المرجوة .- مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمحتوى .- تتضمن استخدام الوسائل التعليمية المناسبة.- الارتباط بين طرق التعليم والتعلم والتقويم .رابعاً : الوسائل التعليمية :21 – مدى مراعاة الوسائل التعليمية للشروط التربوية التالية :- تحقيقها للهدف التي وضعت من أجله- ملاءمتها للمحتوى - توفرها- مناسبتها لمستوى الطالبخامساً : الأنشطة :22- مدى مراعاة الأنشطة التربوية للشروط التربوية التالية :- الارتباط بين النشاط وعناصر المنهج الأخرى - الارتباط بين النشاط والمتعلم- مناسبة النشاط لمستوى نضج الطالب- التنوع لمقابلة الفروق الفردية سادساً : التقويم :23- مدى مراعاة التقويم للشروط التربوية التالية :- دقة صياغة الأسئلة ووضوح أهدافها وهذا يشمل : - الصدق – الثبات – الموضوعية .- استمراريتها باستمرار العملية التربوية24- مدى استخدام نتائج التقويم كمصدر للمعلومات اللازمة .25- مدى توفر أسئلة في نهاية الكتاب للربط والمقارنة .26- مدى توفر إرشادات خاصة بالإجابات في نهاية الكتاب .سابعاً : الشكل والإخراج الطباعي :27 – مدى مناسبة الكتاب للطالب .ثامناً : مدى احتواء الدليل على مقدمة وأهداف ووحدات وطرق التعليم والوسائل والانشطة التعليمية والتقويم والمصادر والتجارب .7- إعداد الاستبيان .8- عينة الدراسة .-وظائف تقويم المنهج: رغم إن الوظيفة الرئيسة للتقويم هو توفير تغذية راجعة لازمة للمحافظة على بقاء نظام المنهج واستمرارهفي التربية، إلا إن هناك وظائف أخرى هي:- المساعدة في الحكم على قيمة الأهداف التعليمية.- المساعدة في الكشف عن حاجات الطلاب وميولهم وقدراتهم واستعداداتهم.- المساعدة في رفع مستوى العملية التعليمية عن طريق تحديد مدى تقدم الطلاب نحو الأهداف المنشودة .- توفير معلومات كافية وصحيحة عن الطلاب الذين يتخذ بشأنهم قرار يتعلق بتعليمهم من الناحيتين الكمي والكيفي.- تعرف نواحي القوة والضعف في تحصيل الطالب ليعمل عل تدعيم نقاط القوة ويسعى إلى علاج الضعف .- التأكد من استعداد الطلاب لتعلم موضوع أو مفهوم معين مما يساعد عل توفير دافعية كافية لتعليمة.- تمكين المعلم من اكتشاف جهودهم المبذولة في عملية التقويم.- تزويد أولياء الأمور بمعلومات دقيقة عن مدى تقدم أبنائهم وعن الصعوبات التي يواجهونها.- تمكين صانعي القرار من اتّخاذ القرارات المناسبة حول تطوير التربية بشكل عام و تطوير المنهج بشكل خاص ( شيرين عبدالمجيد , 2010 )مجالات تقويم المنهج:
لا تقتصر مجالات تقويم المنهج على تقويم وثيقة المنهج و انما تشمل تنفيذه و نتائج التعلم ، ويمكن تناول كل جانب بشكل مبسط من خلال التالي:
1. تقويم وثيقة المنهج (الكتاب المدرسي): ويعني الخطة المكتوبة للمنهج وهذه الخطوة الاولى في تقويم المنهج و يشمل تقويم المنطق الذي تقوم عليه الاسس، و تقويم كيفية اشتقاق غايات التربية و مقاصدها التعليمية وأهدافه التعليمية، و يشمل أيضاً على تقويم محتوى المنهج ومدى مراعاته لشروط اختياره ومعايير تنظيمه، وكذلك يشمل على تقويم النشاطات التعليمية و تقويم ادوات التقويم والشكل العام لوثيقة المنهج ومدى ملائمتها للطلاب- تناولته الطالبة بشيء من التفصيل في المبحث الثالث-.
2. تقويم المنهج المنفذ : أي الذي يجري تنفيذه داخل الصف، أي تقويم المهارات و الانشطة التي تنفذ داخل المدرسة.
3. تقويم نواتج التعلم ( الطلاب) : أي تقويم نمو الطلاب وما تعلموه من المنهج من جوانب معرفية ووجدانية و نفسحركية ، فيتم تقويم مدى فعالية التعلم و المساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة، وتعرف الكثير من نواحي القوة و الضعف في المنهج، وللحكم على ذلك من خلال استخدام اساليب متنوعة في التقويم من اختبارات بأنواعها ( عبد الحليم ، والمهدي , 2008م ).
معايير تقويم المنهج:
المعايير هي: مستوى محدد من التميز في الأداء أو درجة محددة من الجودة ينظر لها كهدف محددا مسبقا للمسالة التعليمية أو كمقياس لما هو مطلوب تحقيقه لبعض الأغراض.
وتوفر هذه المعايير خطوطاً إرشادية يتم في ضوئها استخدام أساليب تقويم مناسبة لجمع بيانات تربوية بصورة قابلة للقياس، مثل ما يجب أن يقوم المعلم بتعليمه و ما يجب أن يقوم الطالب بتعلمه.
ومن أهم معايير تقويم المنهج التالي:
1. معايير تقويم و وثيقة المنهج : وتشتمل على معايير فلسفة المنهج و معايير أهداف المنهج، ومعايير محتوى المنهج، و معايير الأنشطة، و معايير طرق التدريس و التعلم، ومعايير مصادر المعرفة والتكنولوجيا ومعايير التقويم.
2. معايير تقويم المعلم من خلال عدة مجالات هي : مجال التخطيط و مجال استراتيجيات التعلم و إدارة الفصل، ومجال المادة العلمية و مجال التقويم سواء الذاتي أو الطالب ،ومجال مهنية المعلم سواء أخلاقيات المهنة أو التنمية المهنية.
3.معايير تقويم نواتج التعلم، من خلال عدد من المجالات هي: البنية المعرفية – والمهارات العلمية والعملية – المهارات الحياتية المعاصرة – الجوانب الشخصية و الاجتماعية. ( عبد الحليم والمهدي ، 2008م )
بعض وسائل تقويم المنهج : هنالك وسائل وأساليب عدة لتقويم المنهج منها التالي :
أ - تقويم تحصيل الفرد من مجالات المنهج العديدة ومنها قياس المتعلم في الجانب المعرفي والجانب الانفعالي والجانب التطبيقي ، ومن الأساليب المتبعة فـي تقويم تحصيل المتعلم ما يلـي :
v[size=9] الأسئلة الشفوية .[/size]
v[size=9] الاختبارات التحريرية .[/size]
v[size=9] الملاحظة والمقابلات الشخصية .[/size]
v[size=9] اختبارات الأداء العملي .[/size]
v[size=9] كتابة المقالات والبحوث وغيرها .[/size]
ب- تقويم التكيف الشخصي والاجتماعي للفرد : ومن الأساليب المتبعة في ذلك :
v[size=9] السجل الشخصي .[/size]
v[size=9] الرسوم البيانية الاجتماعية . [/size]
v[size=9] استفتاءات توضح رأي الطلاب في زملائهم . [/size]
v[size=9] استفتاءات توضح رأي الطلاب في الطاقات الإنسانية . [/size]
v[size=9] استفتاءات توضح رأي الطلاب في الطاقات في الميدان العملي . [/size]
ج- تقويم النمو في الميول والاتجاهات عن طريق الاستفتاءات الخاصة أو الملاحظات أو تحليل إنتاجهم وأعمالهم وغيرها .
د- تتبع نمو المتعلم عن طريق بطاقات خاصة تسمى بالبطاقات التتبعية .
هـ تقويم المجموعة لعملها و تقويم العلاقات بين أفراد المجموعة عن طريق الرسومات البيانية وغيرها .
و- تأثير المؤسسة التعليمية في المجتمع ومن أساليبها :
v[size=9] الإحصائيات الخاصة بتطور المجتمع في النواحي المختلفة . [/size]
v[size=9] تتبع خريجي المؤسسة التعليمية في حياتهم الخاصة والعامة ومعرفة مدى استفادتهم من المنهج الدراسي ومدى استفادة المجتمع منه . [/size]
v[size=9] آراء المواطنين ورجال العمال ورؤساء المصالح وغيرهم في مدى صلاحية الخريجين للأعمال التي يكلفون بها . [/size]
أهمية تقويم المنهج:
تبرز أهمية تقويم المنهج في النقاط التالية:
1. تحديد الأهداف التعليمية بطريقة واضحة و التأكد من مدى صلاحيتها وواقعيتها و إمكانية تحقيقها.
2. تحديد محتوى المادة التعليمية لتقدير القيمة العلمية للمادة التعليمية و مدى مواكبتها للتطورات الحديثة في المجال العلمي الخاص الذي تتصدى له و احتوائها على العناصر الرئيسة و التأكد من دقة المعلومات و البيانات التي تتضمنها ومدى وضوحها.
3. تجريب المنهج لأنه يتم تعديل المنهج و تكييفه حسب حاجات الطلاب و يعد تجريبه عليهم قبل تعميمه و استخدامه على نطاق أوسع، فيتم تجريب المرحلة الأولى من تنفيذه في عدد محدد من الصفوف و المؤسسات التعليمية بغرض تحديد نقاط الضعف و تحديد المجالات التي تحتاج لمراجعة وتعديل مع كشف الصعوبات التي تواجه تنفيذه، ويتم ذلك استنادا على نتائج التقويم التكويني المنظم لهذا المنهج من اجل تقديم مقترحات بتعديله و تحسينه و التأكد من ملائمة هذا التعديل وصولاً بالمنهج إلى المستوى المطلوب، ثم يتم تطبيق المنهج المراد تطويره على نطاق أوسع من الطلاب يتم اختيارهم بطرقة عشوائية من (30-50) صف و الهدف من ذلك هو معرفة الشروط التي تضمن تنفيذه بنجاح.
4. تنفيذ المنهج و استمراريته و التحقق من فعالية المنهج من حيث تحقيق الأهداف التي وضع من اجلها ،ومن كفاية التغييرات و التعديلات التي أدخلت على المنهج، ولا تنتهي عملية التقويم بالانتهاء من تطويره و البدء بتنفيذه بل هي عملية مستمرة باستمرار المنهج و ديمومته، فالرقابة المستمرة على فعالية المنهج تعطي أساس لبقائه و استمراره لفترة من الزمن (الشيخ وآخرون،1425 ه )
ـمسوّغات تقويم المنهج :
- الثورة المعرفيّة والتكنولوجيّة في مختلف المجالات التي تعمّ العالم , جعلت مناهج التعليم التي لا تسارع إلى مواكبتها من خلال التقويم والتطوير الدائمين متخلّفة عمّا يجري في العالم , وعاجزة عن تحقيق أهدافها , وبالتالي فاقدة لمسوّغات وجودها أصلاً .
- التغيّرات الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة المتسارعة , وما يصاحبها من ظهور مصطلحات وأفكار و اتّجاهات وقيم وعادات وأساليب تفكير جديدة ( ديمقراطيّة التعليم , تعليم الإناث , ربط التعليم بسوق العمل , العناية بالتعليم الفنّي والمهنيّ ....) تستدعي تحليل المناهج وإثرائها بهذه المستجدّات بشكل دوريّ .
- التطورات المستمرّة في مجال علم النفس وتكنولوجيا التعليم , ومن نتج عن ذلك من ظهور إستراتيجيّات تعليميّة جديدة , ووسائل تعليم تكنولوجيّة حديثة أسهمت إلى حدّ كبير في حثّ أصحاب القرار التربويّ على التوجيه بضرورة تقويم المناهج ؛ لتطوير طرائق التدريس والتعلّم والتعليم والأنشطة المدرسيّة وأساليب التقويم , ووسائله .
- ثورة الاتّصالات , وما أحدثته من تواصل عالميّ , وتسارع في الانتشار الثقافيّ اضطر النظم التربويّة إلى العناية باللغات الأجنبيّة , وجعل كثيراً منها يعيد النظر في المناهج القائمة , ويقوّم مناهج تعليم اللغات الأجنبيّة , ويوسّع دائرة تلك اللغات لتشمل اللغات الصينيّة واليابانيّة والروسيّة والألمانيّة , بعد أن كانت مقتصرة على اللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة .
- ازدياد عدد الدراسات والبحوث التربويّة المختلفة في مجال المناهج , وما تمخّض عنها من نتائج , تظهر ثغرات المناهج القائمة , وتوصي بضرورة تقويمها المستمرّ .
- ثبوت مقولة إنّ استثمار رأس المال البشريّ أفضل أنواع الاستثمار دفع التربويين إلى تقويم المناهج وتطويرها باستمرار للحصول على أفضل مخرجات بشريّة مؤهّلة لدفع عجلة التطوّر الوطنيّ الاقتصاديّ والاجتماعيّ .
-[size=9] انتشار التعليم , ودخول المنهج إلى كلّ بيت , جعل هذا المنهج أمراً مهمّاً لكلّ فرد في المجتمع , يشرّحه , ويكشف عيوبه , ويثني على إيجابيّاته , ويبدي رأيه فيه في وسائل الإعلام المختلفة التي رأت في الخوض فيه مادّة خصبة تهمّ الجميع , وترضي فضولهم ؛ الأمر الذي لفت الأنظار إلى أهميّته , ودفع القائمين على العمليّة التربويّة إلى العمل على تقويمه وتطويره بشكل مستمرّ .[/size]
-[size=9] ولا يعني البند السابق أنّ عين التربية مغمضة عمّا يجري في الميدان التربويّ , بل إنّ ثمّة لجاناً مشكّلة لغرض متابعة تطبيق المنهج القائم وتقويمه , وتقدّم هذه اللجان تقارير دوريّة عن عملها لصاحب القرار , تظهر فيها جوانب القوّة , ونقاط الضعف في المنهج , فيختار الوقت المناسب لإجراء التطوير في ضوء نتائج التقويم .[/size]
أهداف تقويم المنهج :
يشمل التقويم أسس المنهج وعناصره كافّة , وهو بذلك يسعى إلى تحقيق مجموعة من الوظائف والأهداف منها:
" - معرفة ما حقّقه التربويون من بناة للمنهج ومنفّذين له , الأمر الذي يرفع من معنويّاتهم من جهة , ويزوّدهم بمؤشّرات يستطيعون بموجبها تخطيط عملهم اللاحق .
- التعرّف إلى آثار المنهج لدى المتعلّمين في ضوء الأهداف التربويّة ؛ الأمر الذي يساعد في تطوير المنهج .
- جمع البيانات التي تساعد متّخذ القرار في اتّخاذ موقف من المنهج تطويراً أو استمراراً أو إلغاء .
- تطوير أساليب التقويم وإجراءاته ونظريّاته نتيجة للخبرة المباشرة في الممارسة " ( الشبلي 2000 , ص 143) .
وقد ذكر الشريفيّ وأحمد بعض الأهداف التفصيليّة لعمليّة تقويم المنهج , منها:
" - المساعدة في تطوير الأهداف التعليميّة والإجرائيّة .
- المساعدة في تطوير المحتوى التعليميّ للمنهج .
- المساعدة في تطوير طرائق التدريس المستخدمة , واختيار المناسب منها للمنهج وخصائص التلاميذ .
- المساعدة في تطوير الوسائل التعليميّة المستخدمة .
- المساعدة في تطوير الأنشطة التعليميّة .
- المساعدة في تطوير أساليب التقويم المستخدمة وأدواته " ( الشريفي وأحمد 2004 , ص 79 ) .
وبالإضافة إلى ما ذكر من أهداف , فإنّ عمليّة تقويم المنهج تهدف أيضاً إلى :
- تعرّف مدى التقدّم والتطوّر الذي أحدثه المنهج في سلوك المتعلّمين بصورة صادقة , الأمر الذي يساعد على تطوير إنجازاتهم , وتوفير أفضل الظروف – من خلال التوجيه والإرشاد – للأخذ بيدهم نحو التميّز والتفوّق .
- التأكّد من توافر المعايير السليمة في الأسس التي استند إليها المنهج , كالأساس الفلسفي , والأساس الاجتماعيّ , والأساس النفسيّ , والأساس المعرفيّ .
- العمل على زيادة الكفاية العلميّة والمهنيّة للمدرّسين , من خلال تنفيذ دورات تدريبيّة تتناول احتياجاتهم التدريبيّة .
- صقل المهارات الإشرافيّة والإداريّة وكفايات البحث العلميّ لكلّ من المشرفين والمديرين والمعلّمين من خلال إشراكهم بشكل فعليّ في عمليّة تقويم المنهج التي تتضمّن جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها , واتّخاذ القرارات المناسبة في ضوئها .
المشكلات التي تواجه عملية التقويم :هناك العديد من المشكلات التي تواجه المعلم في عملية التقويم عند تنفيذ المنهج , فقد أورد الجاغوب) 2002م, 253ص ( بعض مشكلات التقويم ومنها :- كثرة أعداد التلاميذ في الصف الواحد.- ارتفاع نصاب المعلم من الحصص الأسبوعية .- كثرة الأعباء الإدارية الملقاة على كاهل المعلمأما علام ) 1430هـ, ص303 (فقد أورد بعضاً من هذه المشكلات وهي كما يلي: -- ضعف وعي المعلمين بأهمية التقويم في تحسين عملية التدريس .- قلة خبرة بعض المعلمين بكيفية تنفيذ أساليب التقويم المتنوعة .- قلة تدريب المعلمين على كيفية بناء أدوات التقويم .- الاقتصار في التقويم على رصد الدرجات وملء بطاقات المهارات فقط. - عدم تبرير الأسس التي توضح درجات الأنشطة الصفية بموجبها .- عدم إسهام التقويم في تعليم التلاميذ في تحسين أدائهم . - ضعف الثبات والصدق بنتائج التقويم .أما الدراسة الاستطلاعية التي أجراها الباحث فإن المشكلات التي تواجه المعلم فيالتقويم عند تنفيذ المنهج المطور ما يلي: -- قلة الدورات التدريبية في هذه المجال .- كثافة المحتوى للمنهج المطور مما يقلل من مصداقية عملية تقويم التلاميذ .- ضعف متابعة المعلم من قبل المشر التربوي في تطبيق عملية التقويم بطريقةسليمة وصحيحة .- كثرة مهارات التقويم المستمر وقلة الوقت.- قلة التنوع في أساليب التقويم لكثرة مواضيع المنهج المطور. المراجع1- إبراهيم محمّد الشافعيّ و زميلاه ( 1996 ) : المنهج المدرسيّ من منظور جديد , مرجع سابق , ص 366-367. 2- حلمي أحمد الوكيل و محمّد أمين المفتي (1998 ) : المناهج : المفهوم , العناصر , الأسس , التنظيمات , التطوير , القاهرة , مكتبة الأنجلو المصريّة ط3 , ص 10.3- إبراهيم أحمد مسلم الحارثي (1998 ) :تخطيط المناهج وتطويرها من منظور واقعيّ , مرجع سابق ص 260.4- الشيخ، تاج السر عبد الله و عبد الرحمن، نائل و عبد الحميد، بثينة.(1425هـ). القياس والتقويم التربوي.ط2.مكتبة الرشد: بيروت.
5- عبد الحليم ، احمد المهدي. (2008م). المنهج المدرسي المعاصر.دار المسيرة: عمان.
6- اصول التقويم والقياس التربوي , المفهومات والتطبيقات , ( د حسن حسين زيتون ) . (2003م)7- محمد أشرف المكاويّ ( 2006 ) : أساسيّات المناهج , مرجع سابق , ص 264-265 .8- إبراهيم مهدي الشبلي ( 2000 ) : المناهج , بناؤها , تنفيذها , تقويمها , تطويرها ( باستخدام النماذج ) , عمّان , دار الأمل للنشر والتوزيع , ص 143.9- شوقي السيّد الشريفي , وأحمد محمّد أحمد (2004 ) : المناهج التعليميّة , مرجع سابق , ص 79 .10- علام , صلاح الدين محمود (1430هـ): القياس والتقويم التربوي في العملية التدريسية ,ط3 , عمان , الأردن , دار المسيرة للنشر والتوزيع .11- الجاغوب , محمد عبدالرحمن (2002م) : النهج القويم في مهنة التعليم , عمان , الأردن , دار وائل للنشر والتوزيع .12- المناهج الدراسية فلسفتها، بناؤها، تقويمها، ماهر إسماعيل الجعفري 200913- جامعة ام القرى –كلية التربية – بحث بعنوان تقويم المنهج ل شرين بنت عبد المجيد حكيم