الإبداع في اللغة :أبدع الشيء اخترعه لا على مثال والإبداع اصطلاحاً اختلف الباحثين والدارسين والمختصين في تعريفاتهم للإبداع بحسب رؤية كل فئة منهم والمدرسة التي ينتمي أو النظرية التي تأثر بها ، لذا تعددت تعريفات الإبداع منها :
عرفه جيلفورد 1959 بأنه "تفكير في نسق مفتوح يتميز الإنتاج فيه بخاصية تنوع الإجابات المنتجة التي لا تحددها المعلومات المعطاة وعرفه. تورانس 1962 بأنه " عملية تجعل الفرد حساس لإدراك الثغرات والاختلال في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق الذي لا يوجد له حل متعلم والبحث عن الدلائل والمؤثرات في الموقف وفيما يملكه الفرد من معلومات وصياغة الفروض واختبار صحتها والربط بين النتائج وإجراء التعديلات و إعادة الفروض في حين اكد ميدنك بأنه " عملية صب عدة عناصر متداعية في قالب جديد يحقق احتياجات معينة أو فائدة ما وتعد هذه الحلول أو العمليات الإبداعية بمقدار جدة أو أصالة العناصر التي يشملها هذا التركيب فيما اشار هافل .الإبداع " عملية ينتج عنها عمل جديد ترضى عنه الجماعة أو تتقبله على انه مفيد واشار عصام الدين الى ان الابداع .هو"المبادرة التي يبديها الفرد1 :تباينت وجهات نظر العلماء والباحثين حول التعريف العام للإبداع . فمنهم من يفسره على أسس معرفية (العمليات الذهنية ووظائف الدماغ وأثرها في حدوث الإبداع ) ، وآخرون يفسرونه على أسس سلوكية (أساليب التعزيز وأثرها في إظهار النواتج الإبداعية) ، وغيرها من الأسس والمداخل التي انطلقت منها نظريات الإبداع ، والتي بدورها تعيننا على فهم عملية الإبداع . وقد يعزى التعدد في نظريات الإبداع المطروحة في الأدب التربوي إلى محاولة الباحثين صياغة تعريفاتهم الخاصة التي تؤكد على وجهات نظرهم المختلفة ، ومدارسهم الفكرية في التعامل مع هذا المفهوم من جهة ، وتعدد جوانبه وتعقده من جهة ثانية
أدت زيادة الاهتمام بدراسة الإبداع إلى تقديم تفسيرات متعدد لمفهومه . إلا أن محاولة الباحثين في التوصل إلى تعريف محدد ، كانت من الأمور الشاقة ، وذلك نسبة للاختلاف في فهم المعنى ، الذي توحي إليه كلمة إبداع أو ابتكار كما يذكر بورجيت Burgett فقد سارت تعريفات الباحثين في عدد من الوجهات ، فمنها ما ينظر إلى الإبداع كعملية Process وأخرى تركز على الإنتاج أو الناتج Product وثالثة ترى جانباً من الشخصية Personality
الإبداع على نحو ما نشاط شامل للشخصية يهدف إلى توسيع نطاق الخبرة الإنسانية إما بالمتعة الجمالية كما في الفن ، أو بفهم الطبيعة وتوقع ظواهرها والانتفاع بها كما هو الحال في العلم . يهدف النشاط الإبداعي إلى إشباع رغبة أو بحث موضوع جديد أو حالة أو خبرة جديدة. أو يهدف إلى إيجاد ما ليس من السهل الحصول عليه أو كشف ما غمض على السلف ، وفي كنف هذا النشاط الشامل للشخصية قد يتحقق حل لبعض الصراعات النفسية الأساسية في شخصية المبدع . أي أن الإبداع إما أنه يستخدم ايجابياً لإشباع حاجات نفسية داخلية أو أنه يخدم مطالب اجتماعية وبيئية .
يرى هوبكنز ومازلو Hopkins and Maslow أن الإبداع أسلوب للحياة ، بينما يرى شتاين وجيلفورد Stein and Gulford أن الإبداع عملية عقلية ، بينما يرى ماكينون Mackinnon أن الإبداع ظاهرة متعددة الأوجه أكثر من كونها مفهوماً نظرياً محدد التعريف ، ويرى روشكا Roshka أن الإبداع وحدة متكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية التي تقود الفرد إلى تحقيق إنتاج جديد وفيه أصالة وله قيمة للفرد أو الجماعة .
يتمثل جوهر الإبداع في نشاط الإنسان الذي يتصف بالابتكار وبالتجديد ، وهو يمثل النشاط الذي يقف على العكس من الإتباع والتقليد ، ومعنى الإبداع في اللغة : إحداث شيء جديد على غير مثال سابق ، لهذا فان الإنتاج الذي يتصف بالإبداع تتوفر في صياغته النهائية صفات الجدة والطرافة ، وان كانت عناصره الأولية موجودة من قبل . ويمكن أن يوصف بالإبداع كل من الانتاجات الأدبية والفنية والعلمية ، وعدد كبير من ضروب النشاط في مواقف الحياة المختلفة بشرط أن تتوفر في هذه الانتاجات إحدى الصفتين الآتيتين أو كلتاهما :
( أ ) الإحداث : الذي يتمثل في ظهور الإنتاج أو الأفكار إلى حيز الوجود الفعلي ، أو أمام وعي الإنسان في لحظة معينة من الزمان لأول مرة .
(ب) التكوين أو الصنع : الذي يتمثل في وجود مادي (جديد) للشيء .
ويعرف الإبداع على انه توليد للأفكار الجديدة والمفيدة ، فالأفكار المفيدة يمكن توليدها بعمل بعض التحسينات على الأفكار الموجودة بالفعل ، أما الأفكار الجديدة فتنزع إلى أن تكون مختلفة بدرجة كبيرة عن الأفكار الموجودة بالفعل
كما يرى (عيسوي) أن الإبداع ليس مجرد محاكاة لشيء موجود ، وإنما هو في اكتشاف علاقات ووظائف جديدة ، ووضع هذه العلاقات وتلك الوظائف في صورة إبداعية جديدة .
ويعرّف ( السويدان ، والرفاعي ، ) الإبداع بأنه النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال .