إن الطوفان ابتدأ في ساعات الصباح الأولى من يوم السبت الموافق للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، ويغفلون عن أن الصباح وعد رباني بولادة فجر جديد أطل على العالم بوجه الحقيقة الثابتة التي لا جدال فيها، ففلسطين لنا للمسلمين والعرب من أهلها، وترابها يلفظ كل معتد أثيم.الجزيرة
تصفح في التطبيق
معاينة داخل التطبيق
البث الحي
تسجيل
القائمة المفتوحة
طوفان الشعر.. كيف وثق الشعراء 7 أكتوبر وتفاعلوا معه؟
والأدب بشقيه شعرا ونثرا لن يترك حدثا عظيما مثل طوفان الأقصى يمر من دون تأريخ أدبي يحفظ للأجيال القادمة من بعدنا ذكرى خالدة خطتها بنادق الأبطال فرسان الأقصى، بكلمات من عز وفخار. فالقضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في صفحات الأدب الذي كتب في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ليفضح الإرهاب الإسرائيلي ويعري زيف الإنسانية والعالمية الشوهاء التي تدعيها قوى الاستعمار الغربي الغاشم، وازداد حضور القضية الفلسطينية في الأدب قوة وبهاء بعد الانتفاضة الفلسطينية في آخر الثمانينيات. فانبرى الشعراء والقصاص والروائيون إلى تناول القضية من جوانب عدة، لا سيما جانبها الإنساني وآثارها في حياة الفلسطينيين عامة.
شاء القدر أن يحمل الفلسطينيون هم الأمة ويواجهوا امتحانها بوجوه سافرة مدججة بنظرات الإصرار والعزيمة، فكان معظمهم على قدر حمل هذه الأمانة، لكن خذلان الأمة الإسلامية والعربية قوض كثيرا من قدراتهم، وتركهم وحدهم في غياهب الجب يقاومون سفالة العالم ويحاربون عدوا قذرا لا يعرف للحق وجها، عبد لكل ما يرضيه ويخدم مصالحه، وكأنه بث في هذا العالم للظلم والطغيان والتعذيب والتنكيل.
دواوين وقصائد شعرية خاصة بتوثيق ملحمة طوفان الأقصى
[size][size]
اعتاد الشعراء والأدباء العرب تدوين أحزان الأمة ونكباتها، حتى صاروا ينبرون إلى ذلك على عجل وكأنهم في سباق مع الوقت المنتظر لتحقيق النصر أو نيل الشهادة. وهم فيما يكتبون يأملون أن يستنهضوا الهمم ويحيوا القيم ويوقظوا من ﴿ألقى السمع وهو شهيد﴾، وبمثل حماسهم في كل جيل تبادروا إلى تأريخ أحداث طوفان الأقصى شعرا ونثرا، فرثوا الشهداء ونددوا بجرائم الاحتلال الصهيوني ومجازره التي يرتكبها في حق الفلسطينيين المدنيين، وأشعلوا شمعة أمل بالنصر والخلاص
فالشاعر السوري فرحان الخطيب تناول في مجموعته الشعرية "صهيل في مرابع الدم" أفكارا تحاكي طوفان الأقصى وتؤرخ لسيرورة المقاومة والكفاح في الشعر العربي، فجاءت بعض قصائده تحمل عناوين مثل "طوفان الأقصى" و"من غزة إلى الشاعر محمود درويش" و"القدس". وكذلك الأديب عبد الفتاح إدريس الذي كتب تراويد فلسطينية اعتمد فيها بعض الكلمات العامية، وقد جاءت إحداها تحت عنوان "أسقط في يدي"، تحدث فيها عن الشباب الفلسطيني الذي يخرج من منزله من دون وداع وينطلق للقاء الأصحاب المجاهدين، فيعود إلى أسرته شهيدا جميلا محملا على الأكتاف.جاء طوفان الأقصى على ما يوازيه من آلام الفلسطينيين شفاء لغليل الشرفاء في الوطن العربي، ومنهم الشاعر اليمني سامي العياش الزكري الذي قال في قصيدته "طوفان الأقصى":طوفان أقصانا أسر خواطري
وشفى الغليل من العدو الماكر
دهس العدو بنعله ومشى على
أشلائه طوفان بحر زاخر
كم سرني هذا وكم طربت له
نفسي وكم هتفت بذاك حناجري
فجرٌ يشعشع من نوافذه لنا
ضوءا تتوق له شموس هواجري
ويتمنى الشاعر الزكري لو أنه يستطيع مرافقة المقاومين في معاركهم، فيحمل بندقيته ويقاتل إلى جانبهم:
يا ليتني في صفهم متقدما
نحو العدو ببندقي وذخائري
إما نشردهم ونحصد جمعهم
[/size]
[/size]