في اعتقادي، أن ما جرى يوم 7 أكتوبر من عام 2023 يمكن أن يُؤرّخ له بأنه من الأحداث المفصلية الكبرى في تاريخ شعبنا الفلسطيني العظيم، بل وفي تاريخ أمتنا العربية والإسلامية. وهذا التأريخ لن يكون في شقّيه العسكري والعملياتي فقط، بل يمكن أن يتوسّع ليشمل جوانب أخرى من قبيل القدرة على اجتراح المستحيل، والرغبة في كسر حدود اللاممكن، والذهاب في اتجاه تحقيق إعجاز فشلت فيه قوى كبرى، وعجزت عنه دول عظمى.
منذ ما يقرب من مائة عام والشعب الفلسطيني يناضل من أجل حريته واستقلاله وبناء دولته الفلسطينية.
7 أكتوبر تاريخ المجد والبطولة ...الذكرى الاولى لطوفان الاقصى
يوم 7 اكتوبر كشف لنا حجم العمالة والخيانة التي سيطرت على بعض العرب والمسلمين الذين تخلوا عن المبادئ والقيم الاسلامية وتواطأوا مع الاحتلال الغاشم من جهة وكشف حقيقة وزيف وكذب المنظمات الاجنبية التي تنادي بالدفاع عن حقوق الانسان فنجدها اليوم اّصيبت بالخرس والعمى امام المجازر الوحشية التي ارتكبها الصهاينة واعوانهم من جهة اخرى..
واليوم وعندما ازدادت حدة التحديات من خلال: زيادة الاعتداءت على المسجد الأقصى المبارك، وعلى المرابطين والمرابطات وحرائر القدس، وبعد أن زادت وتيرة الاستيطان وقضم الأرض، وعمليات ممنهجة لتهويد القدس ومحاولات طمس هويتها، واشتداد محنة الأسرى البواسل في سجون الاحتلال بسبب السياسات الإسرائيلية الجديدة. وبعد أن صممت هذه الحكومة الصهيونية المتطرفة على حسم الصراع وإنهاء القضية الفلسطينية.
معتمدين في ذلك على حالة الهوان العربي الرسمي المتمثل بالهرولة نحو التطبيع وإقامة التحالفات مع بعض الأنظمة العربية، ومستندين إلى حالة الضعف الإسلامي الرسمي للأسف الشديد، وبطبيعة الحال تحت الغطاء والحلف الاستراتيجي مع الغرب وخاصة أميركا المنحاز بالكامل إلى دولة الاحتلال. في ظل ذلك كله، جاءت الاستجابة تلو الاستجابة. فخاضت المقاومة الفلسطينية في مسيرتها التاريخية العديد من محطات الجهاد والكفاح.
وخاضت في مسيرتها المعاصرة الكثير من الهبات والانتفاضات والمعارك (خمسة معارك كبرى) راح ضحيتها آلاف الشهداء وآلاف الجرحى. ليس بآخرها معركة سيف القدس المفصلية في تاريخ الصراع. أما (معركة طوفان الأقصى)، إنما تأتي في سياق مرحلة متقدمة من مراحل مشروع التحرير والعودة بإذن الله تعالى. إنها معركة حققت انتصارها منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها بتكتيكها ونوعيتها وعبقريتها في الإعداد والاستعداد والتنفيذ. إنها معركة قامت لتقول:
لا وجود للكيان الصهيوني الغاصب على أرضنا، وأن الشعب الفلسطيني ومقاومته سينتقم من هذا الكيان وكل ما قام به ضد شعبنا؛ لشيوخنا ونسائنا وأطفالنا، وسينتقم لأقصانا ومقدساتنا، وللتحضير لانفاء صفقة ثانية لتحرير أسرنا الأسود الرابضين في سجون الاحتلال.
إنها معركة العزة والكرامة والفخر، معركة تنتظر أن ينخرط فيها شعوب هذه الأمة المجيدة بشبابها وعلمائها ونسائها وكل شرائحها وفئاتها، معركة تنتظر من كل حركات المقاومة ومن حلفائنا وشركائنا أن يسهموا في بذل جهدهم وجهادهم بالنفس والمال حتى التحرير والعودة.
لقد أحدثت عمليَّة طوفان الأقصى زلزالًا في الوعي الإنساني، الذي أدرك عمق القضيَّة الفلسطينيَّة وحقيقة الصراع الذي تخوضه المقاومة الفلسطينيَّة باعتبارها حركة تحرُّر وطني في مواجهة عدو محتل، مغتصب للأرض ما انفكَّ يعمل على تشويه الحقائق التاريخيَّة والحضاريَّة وعلى طمس الهويَّة الفلسطينيَّة الضاربة في عمق التاريخ.
لقد كان لعمليَّة طوفان الأقصى ارتداداتها على الوعي الغربي الذي بدأ يتخلَّص من أدران الصهيونيَّة، لم تسلم من تلك التداعيات النخب الفكريَّة والأكاديميَّة والحقوقيَّة والسياسيَّة، ففي فرنسا وبريطانيا انقسمت الطبقة السياسيَّة على نفسها، وكذلك الشأن داخل الأحزاب السياسيَّة التقليديَّة كحزب العمَّال في بريطانيا والحزب الديمقراطي في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة.
يحيي شعبنا الفلسطيني الذكرى، في ظل استمرار المأساة، وتواصل المجازر في الضفة والقطاع، بدعم وتواطؤ أميركي بارتكاب حرب إبادة جماعية، لم تعد خافية من حيث حجمها ونتائجها ودوافعها، والدور الأميركي حاضر دوماً كالعادة في منع اتخاذ قرار وقف إطلاق النار من خلال استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن.
اليوم، نحن أمام لحظة فارقة يمكن البناء عليها لو تضافرت الجهود العربية لدعم قضيتنا الفلسطينية والمقاومة التي سجلت تاريخ جديد من السابع في أكتوبر ، حماس أثبتت ان المستحيل أصبح حقيقة . سؤال مطروح للعرب هل يمكن تحقيق الحلم بأن تتحد الامة العربية في بوصلة وجبهة واحدة .لو حدث ذلك فعلاً في هذه المرحلة الحاسمة، ستكون الأمة أمام نصر كبير لم يحدث له مثيل من قبل.
بالرغم من الكارثة الإنسانية والابادة الجماعية ستبقى غزة رمز للصمود و العزة.
سيكتب التاريخ أن غزة كانت تقاتل لوحدها وحولها 21 بلد عربي مدجج بالسلاح لم يحرك ساكنا.
سيكتب التاريخ أن متطوعين إماراتيين تطوعوا في صفوف نجمة داوود الحمراء للمساعدة في علاج الجرحى الصهاينة
سيكتب التاريخ أن أبناء غزة احتاجوا الغذاء والدواء والماء وعلى مرأى لم تستطع إدخال شاحنة معونات لإغاثتهم.
سيكتب التاريخ أن غزة الصغيرة البسيطة المحاصرة منذ أكثر من "17" عاماً، قهرت جيش يخشاه "21" جيش من جيوش الدول العربية.
سيكتب التاريخ أن غزة رسمت طريق الأمة وثبتت على مواقفها ولم ترضح للإحتلال وأعوانه في الوقت الذي يهرول قادة الأمة للتطبيع مع هذا الكيان .
سيكتب التاريخ أن أطفال غزة علموا الامة معنى الرجولة والعزة التي فقدناها منذ نكبة فلسطين وما زلنا في حالة يكون.
سيكتب التاريخ ان 7 أكتوبر علامة فارقة في تاريخ المعارك حيث أن نتائجها سبقت بدايتها وما زالت الصدمة في نفوس الكيان الصهيوني والمنافقين.
سيكتب التاريخ أن طوفان الاقصى لم تكن معركة عابرة بل أسست جيلا لتحرير فلسطين.
سيكتب التاريخ أن (لا سمح الله) سيكون درساً للدعاء في حالة الثبات والنصر والتمكين والإيمان باللة وعدم الاعتماد على البشر.
سيكتب التاريخ أن معركتنا مع العدو الصهيوني تحالف فيها كل أضلاع الكفر أي إنها معركة عقيدة.
الذكرى الأولى لـ «طوفان الأقصى»
سيكتب التاريخ أن معظم شعوب العالم هبت لنصرة قضية فلسطين وأصبحت تتصدر كل المجالات وأصبحت غزة "الترند" وتصدرت العناوين ؛ لأن غزة العزة هي رمز العزة والكرامة والرجولة .
سيكتب التاريخ أن السعودية احتفلت على جراح غزة واستقبلت نجوم الماثونية ورقصت على جراح هذه الأمة .
سيكتب التاريخ أنه عندما كانت السماء تمطر بالصواريخ فوق رؤوس اخواننا في غزة كانت سماء الرياض تمطر بالألعاب النارية لإفتتاح موسم ( الترفيه والمتعة) في السعودية
شكرا غزة لأول مرة في تاريخ المعارك نتيجة المعركة تسبق بدايتها..نتائج معركة طوفان الاقصى ظهرت من اليوم الأول وما بعد ذلك فلكم الله أهلنا في غزة فالعرب خذلوكم وبقيتم لوحدكم تدافعون عن شرف هذه الأمة ولن يخذلكم ربكم والنصر ٱت بإءذن الله
وإنه لجهاد، نصر او استشهاد.
مصطفى دعمس 7/10/2024