* * كأنَّها الجولة الأخيرة !!! *
بقلم د * أدهم الشرقاوي *
:thumbsup: إنَّ زوال " إسرائيل " من الوجود حقيقة قرآنيّة ، ووعدٌ نبويٌّ ...
لهذا نحن لا نسأل هل ستزول أم لا ؟
لأنها زائلة لا محالة ! بإذنه تعالى .
وإنما السُّؤال هو متى ؟!
وليس من مذهبي القعود عن العمل وإنتظار المعجزات ، بل إني أؤمنُ أن المعجزات إنما تأتي بعد أن يستنفدَ المؤمنُ أقصى ما يستطيعُ من العمل !
حين يرمي الباطل بكلِّ قوته فيبدو على بعد خُطوة من الظَّفرِ ، ويصمدُ الحقُّ حتى آخر ذرَّة فيه الصمود ،
فيبدو أنَّه قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة .
:point_left:تأتي المعجزة !
القرآن الكريم يُعلَّمنا حقيقة ثابتة وهي أنَّ صراع النفوذِ يختلفُ عن صراع العقيدة !
في صراع النفوذ يذرُ اللهُ النَّاسَ لما بين أيديهم من الأسباب وموازين القوى ، فمن ملكَ أقواها غلبَ !
أمّا في صراع العقيدة ، فلا يلزمُ أبداً أن تتكافأ القوى ، ولا أن تتقابل موازين الأسباب !
كل الطغاة الذين أخذهم الله أخذ عزيز مقتدرٍ إنما أخذهم وهم في قوّة جبروتهم !
:white_check_mark: حين أهلكَ اللهُ *(فرعون)* لم يهلكه بتغيير موازين القوى ، وإنما
أهلكه وهو يقول :
*( أنا ربكم الأعلى )*!
أخذه وهو في أوج قوّته ، على رأسِ جيشه المدجج !
:white_check_mark: وحين أهلكَ اللهُ *(النمرود)* لم يهلكه في لحظة ضعفٍ ، وإنما
أهلكه وهو في قمّة غطرسته ، يُنادي
في النَّاس : *( أنا أُحيي وأميتُ )*!
:white_check_mark: وحين أهلكَ اللهُ *(عاداً)*، لم يهلكها بتغيير الأسباب ، وإنقلاب
الموازين ، وإنما أهلكهم وهم
يقولون : *( من أشدُّ منّا قوَّة )*!
:white_check_mark: وحين أهلكَ اللهُ *(ثمود)*، فإنما
أهلكهم وهم ما زالوا يجوبون
الصَّخر بالواد !
:white_check_mark: وحين شتَّتَ اللهُ شمل *(الأحزاب)* يوم الخندق ، كانت الأرض قد ضاقتْ على المومنين بما رحبت ،
وبلغت القلوب الحناجر !
حين بدأتِ الحربُ على غزَّة كنتُ أعتقدُ أنها جولة من جولات الحرب ، ستنتهي كما إنتهتْ كلّ الجولات التي قبلها ، أما الآن فشيءٌ ما في
داخلي يقول إنها الجولة الأخيرة !
وإنها لن تبقى على الشكل الذي هي عليه الآن !
ستأتي ريح الأحزاب بإذن الله ، ورياح اللهِ لها ألف شكلٍ وهيئة ، *( وما يعلمُ جنود ربّك إلا هو ! )*
وحتى إن إنتهت كما إنتهتْ
الجولات السّابقة ، فستكون قد بدأت من حيث إنتهتْ !
ولكن الشيء المؤكد أنَّ هذه
الحربُ خرجتْ منذ زمنٍ من
أيدينا وأيديهم ، ويدُ اللهِ تُسيِّرها !
لستُ ضدَّ العقلانيّة ، وحساب
الأسباب ، والنظر إلى الواقع !
ولكن العقلانيّة ترفضُ كلَّ هذا
الصمود ، كلُّ ما يحدثُ هو ضدُّ العقل أساساً !
والأسباب لا تُنتج كلّ هذا الثبات !
والواقع يقول إن دولاً عظمى كانت لتنهار تحت كل هذا القصف والعدوان :bangbang:
فكيف يصمد قطاع هو
أصغر مساحةً من كلِّ عواصمنا ؟!
والأدهى من ذلك أنه بجغرافيته المسطحة بلا جبال ولا وديانٍ ولا
غابات هو منطقة ساقطة عسكرياً ؛ عند أول هجوم من هذه الترسانة المهولة التي تملك البحر والجو
واليابسة !
وبالنظر إلى أنَّ حروب إسرائيل السابقة مع جيوشنا كانت تنتهي بساعات ، فالحديث عن الواقعيَّة
يبدو إيماناً !
لا يوجد محتلٌ بقيَ على إحتلاله ،
هذه حقيقة ثابتة لا يستطيع أحد تكذيبها ، بغض النظر عن عقيدة أصحاب الأرض !
كل إحتلالٍ زال هكذا يخبرنا
التاريخ ، وكل الغزاة رحلوا نهاية المطاف ، وهذا الاحتلال زائل طال
الوقت أم قَصُرَ ، وعسى أن يكون قريباً !