توسع قاع المحيط :
اكتشفت في القرن العشرين سلاسل جبلية في قاع المحيط سميت ب ظهر أو حيد المحيط (Rift médio-océanique) و التي تحتوي على شقوق كبيرة تخرج منها الحمم البركانية باستمرار(الشكل 12) . يلاحظ من هذا الشكل أن صخور الحيد الخاص بوسط المحيط الأطلسي ذات اتجاهات موازية للحافات القارية على جانبي المحيط الأطلسي. كذلك، بينت الدراسات التي أجريت على عينات ملتقطة من القشرة المحيطية أن عمر هذه العينات يزداد بصفة تناظرية كلما ابتعدنا عن محور سلسلة حيد المحيط و اقتربنا من القارات (الشكل 13) و أكبر عمر لهذه العينات لا يزيد عن 160 مليون سنة . يدل هذا أيضا على أن عمر قاع المحيطات أحدث عمرا من القارات التي تبلغ أعمارها أحيانا عدة مليارات من السنين.
انطلاقا من هذه المعطيات، قدم العالم هاس (Hess) تفسيرات تدعم فكرة انزياح القارات مفادها أن قاع المحيط كان و ما زال يتسع. يفسرالشكل الموالي المراحل الأساسية الخاصة بكيفية نشأة قاع المحيط و يمكن تلخيص هذه المراحل على النحو التالي:
المرحلة الأولى: يوضح الشكل 14 صفيحة قارية تتعرض إلى صعود الصهير (الماغما) من الغلاف العلوي و نتيجة ذلك تتمدد الطبقة الصخرية القارية بفعل الحرارة و من ثم تتقوس إلى الأعلى فتنشأ من ذلك تشققات عدة في صخور الصفيحة. يستمر اندفاع الصهير أسفل الصفيحة و على خارجها بواسطة براكين على جانبي الشق، الأمر الذي يؤدي إلى كسر الصفيحة القارية إلى صفيحتين (الشكل 15) مع حدوث انخفاضات مرفقة بانهدامات و خير مثال على ذلك وادي الإنهدام بشرق إفريقيا (الشكل 16).
المرحلة الثانية: باستمرار تباعد الصفيحتين القاريتين عن بعضها البعض و اندفاع الصهير إلى السطح يتكون غلاف صخري جديد بينها و في وسطه حيد محيطي و بتوسع قاع المحيط يتحول الإنهدام إلى بحر ضيق كما هو الحال في البحر الأحمر حاليا (الشكل 17) نتيجة انفصال صفيحة شبه الجزيرة العربية عن صفيحة إفريقيا.
المرحلة الثالثة: باستمرار عملية توسع البحر الضيق يتحول في النهاية إلى محيط واسع (الشكل 18) و مثال ذلك المحيط الأطلسي.