الموضوعية والدقة والاختصار في المنهج العلمي

من الشروط التي اتفق عليها المحدثون لصياغة وتقيس المصطلح الفني ، " الدقة والإيجاز" وهما من أهم خصائص المصطلح العلمي بعامة، والمصطلح الصوتي بخاصة ، إذا يشترط فيه الموضوعية ، والاختصار ، وعدم احتمال التأويل ، وأن يؤدي المعني بوضوح ودقة " بحيث لا يقع أي لبس في ذهن القارئ أو السامع " ^([1]) .

وإذا تأملنا مصطلحات سيبويه ،نلاحظ أن سيبويه في الأغلب الأعم يفضل اختبار اللفظة المفردة ، لسهولة استعمالها وحفظها ، فالإيجاز في مصطلحات سيبويه أمر واضح ، نجده يتحقق إذا كان يرمز إلى مدلول بسيط غير مركب كضبط مفهوم معين ، أو ضبط صفة من صفات الصوت ، ومن الأول استعمال " الصوت" و "الحرف" ، " المخرج" ،" الموضع" ومن الثانية " الشديدة" والرخوة " غير أن هذا لا يعني التعسف في التزام هذا المبدأ ، وقد يتحتم الإتيان بالمصطلح مركباً إذا كان المدلول يتضمن نفس الصفة نحو قولة " اللين والمد" أو "الأصوات الرخو" و" بين الشديد والرخوة" ، فالعلاقة بين المصطلح والمفهوم علاقة رمزية لا وصفية ، ولذلك فهو مختصر ومكثف ^([2]).

ولم يشترط علماء المصطلح ، أن يكون المصطلح من لفظة واحدة ن يقول عبد الصبور شاهين عن المصطلحات : " سواء تكون من لفظ أو من عبارة أو من حروف مختصرة أو من حرف رمز أو من رقم حسابي في العمليات الرياضية أو حتى من اسم شخص . ففي هذه الحالة يتناسى جانب الدلالة على الشخص ولا يذكر إلا الحقيقة العلمية ^([3]).

أما الدقة فمطلقة ، أي أنها مطلوبة في المصطلح البسيط والمركب ، وذلك بغية تحديد مفهومها تحديداً محكماً ، يفصلهما عن باقي مفاهيم المصطلحات الأخرى . إذا توفرت الصفتان المذكورتان في المصطلح الصوتي ، كان الاتصال بين الباحثين في هذا الحقل أسرع وأوثق ومن ثم يكون مجال الخلاف بينهم أقل ^([4]).

([1])معجم المصطلحات العربية في اللغة و الأدب ، مكتبة لبنان ط2، 1984، ص368

([2])العربية لغة العلوم ، عبد الصبور شاهين ص 235

([3])مجلة مجمع القاهرة 11/137

([4])مجلة مجمع القاهرة 11/13