السبيل - نسبت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى منصور ضو رئيس الحرس الشعبي للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي قوله إن القذافي قضى الأسابيع الأخيرة متنقلا من مخبأ إلى آخر بشكل متكرر في مدينة سرت، وإنه كان يشعر بالغضب واليأس وهو يرى نظامه ينهار من حوله.
وأضاف ضو الذي يحتجزه الثوار في زنزانة في مقر قيادتهم في مدينة مصراتة أن القذافي ونجله المعتصم وأكثر من عشرين من الحاشية المخلصين كانوا يعيشون في مدينة سرت منعزلين عن العالم الخارجي في منازل هجرها أصحابها من المدنيين، وخلت من أجهزة التلفاز أو الهاتف أو الكهرباء، مما جعلهم يستخدمون الشموع للإنارة ليلا.
وأما القذافي فكان يقضي وقته في القراءة وتدوين الملاحظات وعمل الشاي على موقد الفحم، ولم يكن يقود المعارك، بل كان أولاده يقودونها، وأضاف أن القذافي لم يخطط لأي شيء ولم يفكر في أي خطة.
وقال ضو إن القذافي غادر مقر إقامته في طرابلس في 18 أو 19 أغسطس/آب الماضي، يرافقه نجله المعتصم قبل أن يجتاح الثوار العاصمة، وإنهما اتجها إلى سرت بشكل مباشر، وأما نجل القذافي الآخر سيف الإسلام فالتجأ إلى بلدة بني الوليد.
موكب القذافي
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه في يوم القبض على القذافي، كان موكبه وبعض الموالين له يسيرون بسرعة خارج مدينة سرت بهدف النجاة، وكانت في الموكب سيارة لاندكروزر خضراء بلون الزيتون تقل القذافي وضو، وتعرض الموكب لقصف من طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما أسفر عن إصابة القذافي وضو بجروح.
وأوضح ضو أن المقاتلين الموالين للقذافي كانوا حوالي 350 برئاسة المعتصم، وأن كثيرا منهم ولى هاربا حتى تقلصوا إلى حوالي 150 مقاتلا، وأن القذافي كان يجري مكالمات من خلال هاتف ثريا يعمل عبر الأقمار الصناعية.
وأضاف أن القذافي كان في الفترة الأخيرة متوترا وغاضبا وحزينا وفي حالة أقرب إلى الجنون، وأنه كان يعتقد أن الشعب الليبي لا يزال يحبه حتى بعد أن أخبره من حوله بسقوط طرابلس.
سائق القذافي
وأما السائق الشخصي حنيش نصر الذي خدم لدى القذافي ثلاثين عاما، فيروي كيف أن حالة من الإنكار والارتباك خيمت على الأيام الأخيرة للنظام المنهار، موضحا لصحيفة ذي غارديان البريطانية أن كل شيء في سرت "كان يتفجر".
وبشأن اللحظات الأخيرة قبيل القبض على القذافي، قال نصر إن "الثوار كانوا قادمين إلينا، وإن (القذافي) لم يكن خائفا، ولكن يبدو أنه لم يكن يدري ماذا يفعل، وكانت تلك هي المرة الوحيدة التي رأيته فيها على ذلك الحال".
وأضاف السائق أنه شخصيا رفع يديه مستسلما عندما اقترب الثوار من المكان، وأنه قبل أن يسقط أرضا بضربة من كعب بندقية على عينه اليسرى، شاهد الثوار يخرجون القذافي من أنبوبة المجاري ويتجمعون حوله ثم انهالوا عليهما ضربا ولكما من كل حدب وصوب.
وقال السائق نصر الذي يبدو في الستين من عمره إنه تمت إحالته إلى التقاعد في 17 مارس/آذار الماضي وإنه عاد إلى منزله في سرت، وإنه رأى القذافي وعددا من مرافقيه بمن فيهم سائقه الجديد في المدينة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال نصر المعتقل في مصراتة إنه تم أخذه الثلاثاء الماضي مع عدد قليل من الرجال ليرى القذافي يدفن في الصحراء ويغطى بالرمال، مضيفا أنه كان مصيرا لم يكن يتوقعه لرجل لم يشاهده اقترف خطأ في حياته كما نقلت عنه الغارديان.