دمج التكنولوجيا في الإدارة
اعداد: أ. مصطفى دعمس
تمهيد:
شهد بداية القرن الواحد والعشرون تطوراً كبيراً وثورة علميةً وتكنولوجيةً هائلة، مما أدى إلى الاهتمام بالتطبيقات والبرامج الحديثة، واستخدام الأفضل منها في التعليم لرفع كفاءة ومستوى القيادة المدرسيّة بشكل خاص، لإنجاز كافة الأعمال بسهولة ويسر، وتوفير الوقت والجهد، وتخفيف العبء الإداري.
إضافة إلى أن الظروف المتغيرة التي تعيشها مؤسسات التعليم حالياً مثل الركـود الاقتصـادي وثورة المعلومات جعل من المحتم أن تستجيب لذلك بإحداث تعديلات تواكب هذه الظروف عن طريق أساليب قيادة تمكن المدارس من تطوير قدراتها المؤسسية وتحمل بين جنباتها كيان مؤسسى يسهم في تطوير رأس المال النفسي للمعلمين، وتفاؤلهم الأكاديمي، باعتبار المعلمـين أحـد أهـم المقومـات الأساسية لعملية تطوير المدرسة.
ويتميز العالم التنافسي الحديث بتطورات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية وسياسية وابتكاريـة متكررة ومستمرة، تزيد من طلب قادة يظهرون نمط انفتاحي أخلاقي واضـح فـي سـلوكياتهم وممارساتهم تجاه الآخرين. مما يؤكد على أن القيادة في هذا القرن تتضمن أنماط واضحة تعتمد على التعاون والمشاركة، وتعزيز الإبداع في المؤسسة وتنافسية الأفكار على قـدم المساواة، بما يؤكد حقيقة ذهاب المؤسسات إلى ما يشكل قدرات الأفراد على التعاون، وعمل علاقات أصيلة في جميع أجزاء الكيان المؤسسي، وبزوغ نموذج جديد للفكر التربوي يهتم بإنتاج المعلومـات بدلاً من نقلها. وحدوث تحولات جوهرية في أدوار قادة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمـور، حيـث مدرسة ذي أداء أصيل، ومناهج دامجة، ومعلم ميسر لبيئة التعلم، وجداول مدرسية مرنة وتعلم نشط، وتقويم حقيقي، وقيادة أصلية تمتلك القدرة على وضع رؤية للمؤسسـة التعليميـة تـرتبط بـالواقع، وبأسلوب أصيل في المعالجة.(Avey,et.al,2010:434)
تختلف أنماط القيادة الحديثة عن غيرها من الأنماط التقليدية، فالقيادة الحديثة بعيدة عن الاستبداد، وإجبار المرؤوسين على اتباع التعليمات بشكل أعمى، بل هي قائمة على التعاون فيما بينهم والاستماع إليهم بالإضافة إلى تشجيعهم للتقدم والنمو، وسنتحدث في هذا البحث عن القيادة التكنولوجية
ان التغير المتسارع فى جميع مجالات الحياه هو السمه المميزه لعصرنا الحالى بل ان معدلات سرعة هذا التغير تكاد تصدم الكثيرين سواء على مستوى الافراد او المؤسسات. ونتيجه لهذه التغيرات كان من الضرورى الاستجابه لها من خلال تغيير وظائف المؤسسات بكافة انواعها واشكالها واحجامها ، لمجارات طبيعة العصر والاستجابه للتحولات التى تكتسح مجالات الحياه المختلفه . ومن المتغيرات الكبيرة التى يتسم بها عالمنا المعاصر تلك الثورة التكنولوجية الهائلة ، والتقدم التقني الهائل الذي تشهده على كل الاصعدة .
مفهوم القيادة التكنولوجية
عرفها الأقطش (2019) بأنها "عملية تأثير اجتماعي تقودها تكنولوجيا المعلومات المتقدمة، بهدف تغيير نية الأفراد والجماعات والمنظمات من حيث المواقف والمشاعر والسلوك والتفكير والأداء".
جاءت القيادة التكنولوجية لتعكس مفهوماً آخر للقيادة التربوية، يستجيب مع التغيرات التي فرضتها متطلبات العصر، لتحسين مستوى أداء عناصر البيئة المدرسية بأكملها(Sorensen; Range, 2013)، وتشير( عريان، 2018 ) إلى أن القيادة التكنولوجية تؤدي إلى تجويد أداء العمل في المدرسة، عن طريق استخدام أساليب تكنولوجية حديثة، تتسم بالكفاءة و الفعالية والسرعة، فهي تعمل على تحقيق المزيد من المرونة الإدارية في التخطيط والتنظيم والمتابعة الإدارية، وكذلك التفويض، والتمكين الإداري، وتحسين فاعلية الأداء واتخاذ القرارات.
أن القائد التكنولوجي له دور لا يتوقف فقط على توظيف التكنولوجيا في إدارته لمدرسته فقط، وانما يتجاوز ذلك إلى توفير كل ما يلزم لتوظيف التكنولوجيا في التعليم، من توفير البنية التحتية التكنولوجية المناسبة، والدعم الاجتماعي والمعنوي لجميع المستخدمين داخل المدرسة، وهذا يحُدث التكامل بين القيادة التكنولوجية والتعليم الفعال باستخدام التكنولوجيا. (,2014 Mwawasi)
ويعدّ دمج التكنولوجيا في الإدارة نمط متقدم يقوم على الاستخدام الواعي للأدوات التكنولوجية في ممارسة الوظائف الأساسية للإدارة، والقيام بالمهام المطلوبة لجميع العاملين، بغض النظر عن الزمان والمكان، وتحقيق الجودة المرجوة ولتسهيل العمليات الإدارية اليومية سواء داخل المدرسة أم خارجها، وهذا يتطلب من المدير رغبة وقدرة على استخدام التقنيات التكنولوجية في تطوير أداء المدرسة (عيدروس ومحمد، 2011).
القيادة الإلكترونية: هي القدرة على معاملة الطبيعة البشرية أو التأثير في السلوك البشري لتوجيه الناس نحو هدف مشترك بطريقة تعمل على اكتساب طاعتهم وتعاونهم والقائد هو من يتولى أدارة جماعة من الأفراد لتحقيق أهداف معينة إذن القيادة الإلكترونية تعتمد على القائد الإلكتروني ذو الخصائص الأكثر ملائمة مع بيئة الأعمال الإلكترونية المتسمة بالسرعة والتغيير وبصفة عامة فإنه يجب أن تتوفر في القيادة الإلكترونية المعارف التقنية مثل تقنية المعلومات والحاسبات الآلية وشبكات الاتصال الإلكترونية والبرمجيات الخاصة بها والتعامل معها.( نجم،2009، ص40)
القيادة الرقمية: يعرّفها (134:2016, Bounfour ) بأنها تعبئة الموارد القيادية والقيادة الهيكلية ،لإقناع أفراد المجتمع من أجل الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة والموارد التي يمكن أن تساعد في تحقيق أهداف التعليم.
مبررات التحول إلى القيادة التكنولوجية
شهدت السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً في النظريات المستخدمة في الإدارة المدرسية ، ومن ثم سعت الدول لتطبيق التقنيات والوسائط في التعليم والإدارة المدرسيّة ، فظهرت دعوات واسعة تطالب بدمج التكنولوجيا في المنظومة التعليميّة عامة، والدارجة خاصة (الطشة،2013).
قد أوردت الكليش (2017 ) بعض مبررات التحول إلى النظام التكنولوجي، ومنها: التطوّر السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يؤثر بشكل مباشر على عمل المؤسسات التعليمية، حيث أتاحت التكنولوجيا إمكانية التخزين لكميات كبيرة من المعلومات واسترجاعها بأقل وقت ممكن، ومن المبررات أيضا أن الإدارة هي الجهة المسؤولة عن شؤون التربية والتعليم، وهي مفتاح التطوّر، وتلبية حاجات المجتمع التعليمي وتطلعاته في ظل الظروف العالمية المتسارعة والمتغيرة، وبالتالي يجب التخلي عن الأسلوب التقليدي الذي من شأنه تضييع الوقت والجهد وتنفيذ الأعمال الإدارية والتعليمية ببطء.
وقد أشارت دراسة (الزهراني، 2013 ) إلى ضرورة تحويل غالبية المعاملات الإدارية في إدارة التعليم التكنولوجي تماشياً مع التقدم العلمي والتقني ، بأقل تكلفة ووقت ممكن وبأعلى جودة، والابتعاد عن الأساليب التقليدية البحتة.
دور مدير المدرسة في تحقيق القيادة التكنولوجية
إن مسؤولية المدير هي جلب معلميه لبث التكنولوجيا في عملية التعلم بالإضافة إلى تحسين مهاراتهم وكفاءتهم في استخدام التكنولوجيا في التدريس لتحقيق الطلب على الاقتصاد الرقمي والقوى العاملة، نظراً لأن التكنولوجيا منتشرة وواحدة من الأسرع نمواً في عصر اليوم ، والحاجة إلى مديري المدارس التكيف وتطبيق التطورات التكنولوجية لا غنى عنه، وينصح المديرون بالتطوير لريادتهم التكنولوجية الرقمية من أجل مواجهة العالم الجديد. (97: 2011, Dalgıç & Karadeniz, Hacıfazlıoğlu)
ويمكن إدراج الأدوار الجديدة للمديرين على أنها تسعى التقنيات الجديدة لإنشاء معامل الكمبيوتر ، وتحضير المعلمين لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل فعال عبر المناهج الدراسية، وبث القدرات القيادية في التكنولوجيا، و يجب أن يكون المدراء على دراية بأهداف التعليم ومعايير التكنولوجيا، لذا يجب أن يفهم المدراء فوائد كيفية دمج التكنولوجيا في التعليم والقدرة على تطوير الموظفين.(Beytekin, 2014: 441)
لقد أشار بول وآخرون(2017) أن قادة المؤسسات التعليمية بحاجة امتلاك الكفاءة القيادية المتعلقة بتكنولوجيات التعليم وذلك لإعداد معلمين أكفاء، نظراً لتوقع التغير الدائم للتكنولوجيا ذاتها (2017, Meier & Persichitte, Spector, Bull ).
وقد أشار(2010, Chin ) إلى أن القيادة الرقمية تختلف عن القيادة التقليدية من حيث أنها لا تركز على خصائص أو أفعال القادة ولكن بدلاً من ذلك تؤكد على أن القادة يجب أن يطوروا ويوجهوا ويديروا و يطبقوا التكنولوجيا على العمليات التنظيمية المختلفة لتحسين الأداء التشغيلي؛ إن تطبيق المهارات القيادية ضروري لقادة المدارس لمساعدة مؤسساتهم على تطبيق التكنولوجيا بطرق مفيدة وإعداد مدارسهم للـقرن 21 .
وتعتبر القيادة الرقمية لمديري المدارس أمرا ً ضرورياً في المدرسة؛ لذا يجب على المدراء أن يكونوا نموذجا ًللقيادة التقنية الفعالة. (Chang, Chin & Hsu, 2008: 229)
و تعد القيادة المدرسية ضرورية لتحسين التدريس والتعلم، أن مديري المدارس يؤثرون على التحصيل الد ارسي للطالب من خلال طريقة دعمهم وتفاعلهم مع المعلمين؛ وأن مجتمع التعلم الداعم والجذاب يتطلب وجود مدير مدرسة فعال متعاون ومتواصل وذكي. (Drysdale, Gurr, Jacobson & Merchant, 2014: 798)وهناك إيجابيات لتوظيف التكنولوجيا الرقمية في ميادين التربية والتعليم، ومنها تكوين معلمين ومهنيين قادرين ومتمكنين؛ وتوفير آليات فاعلة لترقية الخبرة التربوية العربية، والبد من إضفاء الطابع العالمي على هذه الخبرة، وتوفير الإطار الثقافي الملائم وتعبئة جميع المؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية لنقلها إلى الثقافات الأخرى؛ بالإضافة إلى إحداث تغيرات نوعية في أنماط ومستويات الخدمة التعليمية مما يمكن أن تقدمه وسائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية والإعلام الإلكتروني، ما يساهم في عرض وتسويق على العالم بشكل واضح مع إظهار مجملها انسياب المعارف والمعلومات وتبادلها بين الدول؛ ونشر العملية التعليمية على نطاق أوسع من المحلي والداخلي من خلال التلفاز والقنوات الفضائية والإنترنت ومواكبة القضايا التربوية والتعليمية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. (بوكريسة، 2013 :259 )
لذا يجب أن يكون قادة المدارس (المديرون) قادة تعليميين في بيئة تكنولوجية تماماً كما هو متوقع منهم في البيئة الغير تكنولوجية (2019, Taylor & Shepherd).
هناك عدة معايير لتحقيق القيادة التكنولوجية في المدرسة، تتمثل في معارف القادة التربويين ومهامهم وممارساتهم وهي كما ذكرها (الخطاب،2015 ؛ العريان،2018)
أهمية القيادة التكنولوجية
إن ممارسة القيادة التكنولوجية كأسلوب إداري جديد وفاعل وما هو إلا ضرورة ملحة لرفع المستوى إيجابي مع المتغيرات المختلفة كلما كان تحد الإداري، لذا كلما كان هذا التفاعل لمدير المدرسة، يضاف إليه تقبله واستعداده للخروج من صندوق القيادة التقليدية ومواكبة كل ما هو جديد في علم الإدارة المدرسية، لما له من تأثير إيجابي على العملية التعليمية والكادر التعليمي.
تتمثل أهمية القيادة التكنولوجية في دورها بتوظيف الأدوات التكنولوجية الحديثة في انجاز المعاملات المدرسية وأرشفتها بكل سرعة وسهولة، مع إمكانية استرجاعها في أي وقت مع حمايتها من أي اعتداء أو عوامل طبيعية، ومن خلال وجود قاعدة بيانات أو نسخة احتياطية في أماكن خارج المدرسة (الغيث، 2017.)
بالإضافة إلى تحسين العمليات الإدارية والتعليمية ورفع مستوى جودتها، من خلال التعامل مع كم هائل من البيانات التي يمكن للحاسوب معالجتها، وتطوير أداء العاملين من خلال الحد من التحديات والصعوبات الموجودة في المعاملات الورقية، ولتقليل الجهد والإجراءات الروتينية التي تبدد جهداً ووقتاً في عملية اتخاذ القرار عند مديري المدارس، واعطاء المعلمين قدراً من الثقة والاستفادة من قد ارتهم وابداعاتهم للارتقاء بمستوى المدرسة إلى مستويات جديدة(الحميدين والسرحان،2015).
تهدف القيادة التكنولوجيّة إلى توفير عمل متكامل ومنظم بما يحقق أفضل الخدمات الإدارية، إضافة إلى الاستفادة الأمثل لموارد المنظمة، وقد ذكر عابد (2015 ) عدداً من الأهداف منها:
إدارة ومتابعة الإدارات المختلفة للمؤسّسة وكأنّها وحدة مركزية، تجميع البيانات من مصادرها الأصلية بصورة واحدة، تقليص معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير البيانات وربطها، تقليل أوجه الصرف في متابعة عمليات الإدارة المختلفة، توفير البيانات والمعلومات للمستفيدين بصورة فورية، التعلم المستمر وبناء المعرفة، زيادة ترابط العاملين والإدارة العليا.
متطلبات القيادة التكنولوجية
وقد صنّف أبو تيلخ (2014) متطلبات القيادة التكنولوجية إلى:
المتطلبات الإدارية: وتتضمن وضع خطط واستراتيجيات للتعامل مع القيادة التكنولوجية وأدواتها وتقنياتها التي تحتاجها بما يناسب محيط المدرسة وامكانياتها، وايجاد بيئة العمل المناسبة لها، وتوفير البيانات والمعلومات عن المدرسة والعاملين فيها كافة، والتأقلم معها وقابليتها للتحول من القيادة التقليدية إلى التكنولوجية.
المتطلبات المادية والتقنية: تتضمن توفير الدعم المالي لاقتناء الأجهزة والأدوات اللازمة لإنشاء المواقع الإلكترونية الخاصة بعمل المدرسة، وتطوير وتوفير البرامج التي تسهل الأعمال الإدارية والتدريسية بشكل عام، وتأمين شبكة إنترنت ذات سرعة ملائمة لإجراء المهام بسرعة وفاعلية وحماية البيانات من أي اعتداء أو سرقة.
تعتمد القيادة التكنولوجية على ثلاثة عناصر أساسية وهي : ( بالخير، 2016)
1- أجهزة الحاسوب أو الأجهزة الذكية وهي المكونات المادية والأنظمة والشبكات وغيرها.
2- البرمجيات مثل قواعد البيانات والبريد الإلكتروني والتطبيقات والبرامج.
3- العنصر البشري ويقع في قلب هذه المكونات الأساسية ويتكون من القيادات التكنولوجية والمديرون، والمحللون ورأس المال الفكري.
توظيف القيادة التكنولوجية في التعليم عن بعد
لتوظيف القيادة التكنولوجية في التعليم عن بعد لدى مديري المدارس ، ويشمل:أولاً: مدراس المدارس:- تزويد المدارس بالوسائل والأدوات المناسبة والتكنولوجيا لتقديم خدمات ذات أثر فعال في اكتساب المعارف.- تحديث القيادة المدرسية لتكون أكثر ملائمة مع احتياجات عصر العولمة.- تشجيع مديري المدارس على اقتناء واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في المدارس.- التوعية بأهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة والأدوات والأجهزة في سير التعليم.- توفر كل التسهيلات التقنية والاتصالات.- وجود كوادر مدربة لصيانة الحواسيب.- التعاون والتنسيق بين المدارس والمؤسسات التعليمية ذات الخبرة في مجال استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات.ثانيا: الإدارة:- ينبغي أن تتسم الإدارة بالتركيز على التجديد والتحديث بما يتلاءم مع مستجدات العصر التقني.- التركيز على المضمون في تسيير العملية الإدارية، بالإضافة إلى التخلص من الشكل الروتيني التقليدي للإدارة.- تفاعل الإدارة المدرسية مع المتغيرات العالمية والدولية والمحلية، واستخدام التكنولوجيا فائقة الجودة وتفعيل الإدارة الإلكترونية وتوظيفها، حتى تكون جزء لا يتجزأ عن أي عمل مدرسي.ثالثا: وزارة التعليم:- زيادة الميزانية المخصصة لتوفير تقنيات الاتصالات والمعلومات الحديثة؛ وضرورة تطبيق التكنولوجيا الحديثة.- عمل دورات تدريبية مستمرة لقادة المدارس على كيفية الاستفادة من التقنيات الرقمية.- الاهتمام بالكادر البشري المؤهل والمتخصص في مجال التقنيات التربوية و التعليمية ، وتقنية المعلومات ببرامج التأهيل والتدريب المستمر وفق المستجدات التقنية، لمواكبة التطور التقني.- السعي نحو تعزيز مفاهيم التعلم الذاتي، البحث العلمي، التفكير النقدي الإبداعي والابتكار المتنوع.- تشجيع التنافس الفوري والمستمر بين المدارس عبر التقنيات الرقمية.- تحقيق الأهداف المدرسية، بما يسمح بمسايرة التقدم العالمي. (الحربي، 2020،ص 102)
الإدارة الإلكترونية Management Electronicلقد أصبحت تقنية المعلومات الإدارية عنصر أساسية ومهمة في المؤسسات بمختلف أنواعها واختصاصاتها صغيرة أو كبيرة لكونها أداة مهمة في عملية إنجاز الأعمال بشكل كفء ودقيق وسريع، وكذلك مواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها الثورة المعلوماتية في الوقت الحاضر.
تتمثل أهم السمات التي تميز العصر الذي نعيشه- العقـد الأول مـن القـرن الحادي والعشرين- في ازدياد المعلومات من حولنا، وازديـاد اسـتخدامنا لهـذه المعلومات، وازدياد اعتمادنا عليها في حياتنا اليومية، ويتمثل ذلك بصورة جليـة في نمو شبكة الانترنت ، وتزايد الاعتماد على البريد الالكتروني، وتزايد المواقـع التي تقدم خدماتها على الشبكة العالمية ، فبدأ الإنسان ينتقل إلى الحياة الرقمية بعد أن دخلت التقنيات الرقمية إلى كل مجالات الحياة سواء في وسائل الاتصـال مـع الآخرين أو الاتصال مع الآلة" (داوود، ٢٠٠٤م،ص٢٩ ).
وتعد الإدارة الالكترونية إحدى ثمار التطور التقني في مجال الاتصالات، فبعد بروز ثورة المعلومات وثورة الاتصالات التي ساعد عليها تطور أجهزة الحاسب الآلي وتقنياته، جاءت الإدارة الالكترونية كرد فعل واقعي لاستخدام تطبيقات الحاسب الآلي في مجالات الخدمة العامة، والاستفادة من منجزات الثورة التقنية في توفير الوقت والجهد والتكلفة من ناحية أخرى. (لصيرفي ، 2007، ص12)
لقد حظي موضوع الإدارة الإلكترونية بالإهتمام الواسع و الذي انعكس إيجابا في تعددالتعريفات المقدمة لهذا المفهوم من بينها : العملية الإدارية القائمة على الإمكانات المتميزة للإنترنت وشبكات الأعمال في تخطيط وتوجيه ورقابة على الموارد والقدرات الجوهرية للمنظمة وآخرون بدون حدود من أجل تحقيق أهداف المنظمة. (نجم، 2004، ص127).
كما عرفت الإدارة الالكترونية على أنها "وظيفة إنجاز الأعمال باستخدام النظم والوسائل الالكترونية". (یاسین، 2005، ص 22)
وقد أشار (عزمي، 2008) إلى أن الإدارة الإلكترونية هي “استراتيجية إدارية لعصر المعلومات، تعمل على تحقيق خدمات أفضل للمواطنين والمؤسسات، مع استغلال أمثل لمصادر المعلومات المتاحة من خلال توظيف الموارد المادية و البشرية المتاحة في إطار إلكتروني حديث من أجل استغلال أمثل للوقت والمال والجهد وتحقيقا للمطالب المستهدفة بالجودة المطلوبة.”
فالإدارة الالكترونية "تعني تحويل كافة العمليات الإدارية ذات الطبيعة الورقية إلى عمليـات ذات طبيعة الكترونية باستخدام مختلف التقنيات الالكترونية في الإدارة. وهذا يعني تحويل الدورة المستندية الورقية في المنظمة إلى دورة الكترونية، وهذا ما يطلـق عليه العمل الالكترونـي أو الإدارة بـلا أوراق Management Paperless . (أبو مغـايض،٢٠٠٥م)أبعاد الادارة الالكترونية : بناء على التعريفات السابقة يمكن تحديد أبعاد الإدارة الالكترونية في مجموعة من العناصر أوردها رضوان (2007، ص 88) كما يلي:
1- إدارة بلا أوراق: حيث يتم الاعتماد على التوثيق الإلكتروني، والبريد الالكتروني، والأدلة والمفكرات الالكترونية، والرسائل الصوتية، ونظم تطبيقات المتابعة الآلية.
2- إدارة عن بعد: من خلال الاتصال الالكتروني عن طريق الهاتف المحمول والمؤتمرات الالكترونية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة.
3- الإدارة بالزمن المفتوح: حيث العمل يكون على مدار 24 ساعة متواصلة دون الارتباط بالليل أو النهار.
4- إدارة بلا تنظيمات جامدة: فالعمل يتم من خلال المؤسسات الشبكية والمؤسسات الذكية التي تعتمد علي صناعة المعرفة.
تتميز الإدارة الالكترونية بأنها إدارة بلا أوراق وبلا حدود وقتية، وهي إدارة بلا مبان تقليدية، فلا حاجة إلى الغرف والمكاتب والدواليب الكثيرة لحفظ الأوراق، وهي إدارة لا تحتاج لأعداد كبيرة من العاملين، وهي إدارة بلا هياكل تنظيمية تقليدية.
نموذج الإدارة الإلكترونية
المصدر: السالمي، 2008، الإدارة الإلكترونية، ص 25. أهمية التدريب في مجال الإدارة الإلكترونية للتعليميعد العنصر البشري في الإدارة الإلكترونية محورًا أساسيًا للوصول إلى أهدافها، فمهما توافرت الموارد المادية والمالية والتكنولوجية والهياكل التنظيمية، فإنها تبقى خامات تحتاج لتوافر الإنسان الكفء القادر على التعامل معها، بما يسهم في دعم الميزة التنافسية للمدرسة. وانطلاقًا من أهمية إدارة الموارد البشرية ودورها في تطوير أداء المدرسة الكترونيا، فلابد من الاهتمام بالموارد البشرية اللازمة لتطبيق الإدارة الإلكترونية، ولكي تتمكن المدرسة من التحول إلى الإدارة الإلكترونية، فإنها بحاجة إلى جهود عالية في مجال تدريب الإداريين في المدارس على كيفية تحقيق مثل هذه المهمات، بحيث يصبح المديرون قادرين على اختيار الأنسب للقيام بهذه المهمات وتدريبهم عليها، كل وفق قدراته ومؤهلاته. وقد تم تصنيف هذه الاحتياجات إلى أربعة محاور هي(ياسين ، 2005) :
1- الاحتياجات التي تتعلق بمهارة استخدام الحاسب الآلي والإنترنت:
ويتضمن استخدام الحاسب الآلي والأجهزة الملحقة به وربطها، واستخدام شبكة الإنترنت، واستعمال البريد الإلكتروني في الأعمال الإدارية، وتنمية القدرة على استخدام البرامج الإدارية الرسمية، ومعرفة طرائق تحميل البرامج وتفعيلها على جهاز الحاسب الآلي، بالإضافة إلى التدريب على أساليب وقواعد البحث في قواعد المعلومات وشبكة الإنترنت، وكيفية الاستفادة من التطبيقات المتاحة في مجال الإدارة الإلكترونية.
2- الاحتياجات التي تتعلق بإدارة الشبكات والتعامل مع قواعد البيانات الإلكترونية:
ويتضمن الاحتياجات اللازمة للتعامل مع البيانات والمعلومات الإلكترونية، وطرق التعامل مع إدارة المعلومات الرقمية، وأساليب الاشتراك والاستفادة من قواعد البيانات المتاحة على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع قواعد البيانات وأنواعها وأسس بنائها، ومهارات التعامل معها.
3- الاحتياجات التي تتعلق بالقدرة على حفظ البيانات واسترجاعها:
ويتضمن الاحتياجات اللازمة لمعرفة طرق تحويل السجلات الورقية إلى ملفات إلكترونية، ومعرفة أساليب الحفظ الإلكتروني للملفات، وكيفية استرجاع المعلومات من نقاط وصول مختلفة، وطرق وأساليب نقل الملفات الإلكترونية، وأساليب تنظيمها وتحديثها.
4- الاحتياجات التي تتعلق بأمن المعلومات وسرية البيانات:
ويتضمن الاحتياجات اللازمة لاكتساب مهارات وأساليب حماية كلمات السر وكيفية تغييرها، ومهارات أساليب النسخ الاحتياطي للمعلومات وكيفية إخفائها واستردادها، والإلمام بأساليب الحماية الوقائية للمعلومات، ومعرفة أنواع برامج الحماية الإلكترونية وآليات عملها، ومعرفة أخطاء البرامج والتطبيقات التي قد تؤدي إلى فقدان المعلومات، والمعرفة بأنظمة حماية الشبكات الحاسوبية، من الاختراق وطرق وأساليب تشفير المعلومات، وكيفية التعامل مع برامج الحماية من الفيروسات.
المراجع
أبو تيلخ، آلاء(2014) . واقع الإدارة الإلكترونية في التعليم المستمر بمؤسسات التعليم العالي في محافظات غزة وعلاقته ببرامج التدريب، (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة الأزهر، فلسطين.
أبو مغايض،يحي محمد(٢٠٠٤م)،الحكومة الالكترونية :ثـورة علـى العمل الإداري التقليدي،ط١،الرياض،مكتبة العبيكان.
الأقطش، نور(2019 ). أثر ممارسات القيادة الإلكترونية على الإبداع الاستراتيجي، أطروحة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط. عمان، الأردن.
بالخير، نسيبة بنت محمد بن محمد (2016 ). دور الإدارة الإلكترونية في الحد من الفساد الإداري: دراسة ميدانية على موظفات جامعة الملك عبد العزيز بجدة. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاقتصاد والإدارة، جامعة الملك عبد العزيز، السعودية.
بوكريسة، عائشة )2013 (.توظيف التكنولوجيا الحديثة في العالم التربوي : الاتجاه نحو التربية الرقمية، جرش للبحوث والدارسات , مج 15 عدد خاص، جامعة جرش.
الطشة، غنيم محمود (2013). متطلبات تطبيق الإدارة الإلكترونية في وزارة التربية والتعليم في دولة الكويت من وجهة نظر العاملين فيها. مجلة كلية التربية عين شمس، مصر، العدد الأول.
الحربي، حمدان بن محمد دخيل هللا، 2020: واقع توظيف القيادة الرقمية في التعليم عن بعد وإدارة الأزمات الطارئة لدى قادة المدارس الابتدائية في مدينة مكة المكرمة، جامعة أم القرى / كلية التربية، المجلة العربية للنشر العلمي العدد السابع والعشرون: 2 – كانون الثاني – 2021 م.
الحميدين، رحمة والسرحان، خالد (2015 ). تقدير حاجات المدارس الحكومية الثانوية في مديريات التربية والتعليم في عمان للإدارة الإلكترونية، دراسات العلوم التربوية، 42(3) .
الخطاب، ايفينت (2015 ). درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية للقيادة التكنولوجية وعلاقتها بدرجة التغيير في مدارسهم من وجهة نظر المعلمين في العاصمة عمان. رسالة ماجستير غير منشورة،جامعة الشرق الأوسط، الأردن.
رضوان، رأفت (2007 ):الإدارة الإلكترونية، الملتقى الإداري الثاني للجمعية السعودية للإدارة، القاهرة، مركز المعلومات ودعم القرار، مجلس الوزراء المصريالزهراني، سعيد (2013 ). معوقات تطبيق الإدارة الإلكترونية بمكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب.(رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية.
داود،حسن طاهر(٢٠٠٤م)،أمن شـبكات المعلومات،الرياض،معهـد الإدارة العامة.السالمي،علاء عبد الرازق محمد حسن، السليطي، خالد بن ابراهيم ،2008، الإدارة الإلكترونية، دار وائل للنشر والتوزيع عمان، الأردن.
عابد، يوسف رجب (2015 ). أثر مكونات الإدارة الإلكترونية على فاعلية القرارات في القطاع العام. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التجارة الجامعة الإسلامية، غزة.
عريان، فاطمة محمد مصطفى (2018). درجة ممارسة مديري مدارس منطقة حولي التعليمية للقيادة التكنولوجية وعلاقتها بدرجة قيادة التغيير في مدارسهم، (رسالة ماجستير غير منشورة)، دار المنظومة، كلية العلوم التربوية، جامعة آل البيت، الأردن.
عزمي، نبيل جاد (2008). تكنولوجيا التعليم الإلكتروني، القاهرة: دار الفكر العربي.
عطوي، جودت (2016 ). الإدارة التعليمية والإشراف التربوي أصولها وتطبيقاتها. دار الثقافة، عمان، الأردن.
عيدروس، أحمد نجم الدين ومحمد، أشرف محمود (2011 ). الإدارة التربوية بين العلمية والمهنية المستقبلية، جدة، خوارزم العلمية.
الغيث، العنود محمد (2017) . درجة تطبيق مديري المدارس الحكومية لمفاهيم الإدارة الإلكترونية في الميدان التربوي بمدينة الرياض والصعوبات التي يواجهنها، دراسات العلوم التربوية، 44.
الصيرفي، محمد (2007 ): الإدارة الالكترونية، الإسكندرية، دار الفكر الجامعي.
الكليش، كريمة (2017 ). درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعلاقتها بمستوى الإبداع الإداري لديهم من وجهة نظر المعلمين بمنطقة الجبل الغربي، (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة الشرق الأوسط، عمان، الأردن.
نجم، نجم عبود(2009): الإدارة والمعرفة الإلكترونية، ط،.د دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الأردن.
ياسين، سعد غالب(2005): الإدارة الإلكترونية وأفاق تطبيقاتها العربية، الرياض: معهد الإدارة العامة.
المراجع الأجنبية
Beytekin, Osaman, F. (2014). High school administrators’ perception of their technology leadership preparedness. Educational Research and Review. 9(14), 441-446.
Bounfour, A. (2016). Digital Futures, Digital Transformation, Progress in IS. Springer International Publishing, Cham,p134.
Bull, Glen; Spector, J. Michael; Persichitte, & Kay; Meier, Ellen (2017). Preliminary Recommendations Regarding Preparation of Teachers and School Leaders to Use Learning Technologies, Contemporary Issues in Technology and Teacher Education
.(CITE Journal), 17(1) 1-9
Chin, J.M. (2010). The theory and application of educational leadership. Taipei, TW: Wunan.
Hacıfazlıoğlu, Ö., Karadeniz, Ş., & Dalgıç, G. (2011). School administrators’ perceptions of technology leadership: an example for metaphor analysis. Journal of Educational Sciences 97–121.
Garza, E., Drysdale, L., Gurr, D., Jacobson, S., & Merchant, B. (2014). Leadership for school success: Lessons from effective principals. International Journal of Educational Management, 28(7), 798-811.
Mwawasi, F (2014) Technology Leadership and ICT Use: Strategies for Capacity Building for ICT integration, Journal of learning for development-JL4D(2), 1-8,
Sorensen, B.J., & Range, B.G. (2013). Challenges School Principals Facing in the Context of Technology Leadership, Educational Sciences: Theory and Practice, 13 (2), 1273-1284
Shepherd, Andrew C.; Taylor, Rosemarye T. (2019). An Analysis of Factors Which Influence High School Administrators' Readiness and Confidence to Provide Digital Instructional Leadership, International Journal of Educational Leadership
Preparation, v14 n1, PP 52-76