برامج إعداد المعلم القائمة على كفايات إدارة الصف كمدخل لتفعيل الإدارة الصفية: إن قضية إعداد المعلم هي قضية التربية ذاتها لأن إعداد النوعيات ذات الكفايات العالية من المعلمين له أهميته وخطورته وتأثيره على نوعية حياة المجتمع ومستقبل أجياله، إن ذلك يتطلب قدرات ومهارات، ولهذا كانت في مقدمة ما اهتمت به المؤسسات التربوية الدولية والعربية والوطنية مسألة إعداد المعلمين وتدريبهم إقراراً من تلك المؤسسات بالدور الأساسي للمعلم وإسهامه في تنمية الإنسان وتطور المجتمع الجديد، كما يتفق أغلب المربين على ضرورة أن يكون إعداد المعلم مرتبطاً بما ينبغي أن يكون عليه عمله بعد التخرج وبما تتطلبه مهنته من كفاءات ومسؤوليات ومهارات واتجاهات ومعلومات وأنماط سلوكية، ولهذا فأن أي جهود تبذل لتحسين أي جانب من جوانب العملية التعليمية، لا يمكن أن تؤدي إلى التقدم المنشود ما لم نبدأ بالمعلم فنرفع من كفاياته التدريسية حتى يضطلع بمسؤولياته ومهماته، وعليه نجد أن كثيراً من دول العالم المتقدمة والنامية أولت اهتماماً متزايداً بتطوير برنامج إعداد المعلمين وتدريبهم في أثناء الخدمة موظفة في ذلك أحدث الاتجاهات والأساليب المعاصرة في هذا الصدد، إن من تلك الكفايات التدريسية التي ينبغي تدريب المعلم عليها ما يلي : كفايات العرض والتواصل، وكفايات التخطيط للتعليم، وكفايات تفريد التعليم، وكفايات طرح الأسئلة، وكفايات إدارة الصف وكفايات الاتصال في العملية التعليمية، وكفايات إدارة الصف، وكفايات التقويم، وكفايات استثارة الدافعية، وكفايات تتعلق بتحقيق الذات، وكفايات استثارة تفكير الطلاب وتوظيفه، وبالرغم من أهمية هذه الكفايات لقيام المعلم بمهامه التعليمية والاضطلاع بدوره ومسؤولياته على الوجه المطلوب إلا أن كفايات إدارة الصف تشكل أهمية خاصة من بين تلك الكفايات لعدة أسباب من أهمها:
1. ارتباطها ارتباطاً مباشراً بأداء الطلاب وتحصيلهم.
2. إسهامها في إنشاء بيئات تعليمية فعالة.
3. اختزال السلوك الغير مرغوب فيه ومنع غالبية المشكلات الصفية.
4. حُسن استخدام الوقت الصفي المخصص وتحقيق الأهداف التعليمية.
5. حُسن استخدام المكان والمواد والتجهيزات لتحقيق الأهداف التعليمية.
6. المشاركة الفعلية من الطلاب في تحقيق الأهداف المحددة وزيادة فرص اهتمام الطلاب في مهام ووظائف فعالة ومنتجة (الجاسر، 2002م: ص 5-6).
إن برامج تربية المعلمين القائمة على مفهوم الكفاية تحتوي على قدرات ومهارات ومهام بالإضافة إلى معارف مطلوب أداؤها من المعلم بالإضافة إلى معايير الأداء الدالة على درجة التمكن من المهارة، ويقوم المعلم بالاطلاع عليها والإحاطة بها قبل أن يبدأ العمل في دراستها ويعتبر مسؤولاً مسؤولية مباشرة أمام البرنامج وأعضاء هيئة التدريس عن تحقيق معايير التمكن، ولا ينتقل المتعلم من دراسة مهارة إلى أخرى قبل إتقانها وفقاً لسرعته الذاتية ويعتبر قيام المتعلم بأداء مهارة ما وإثبات قدرته وجدارته في ممارستها دليلاً كافياً على أنه أصبح قادراً على أداء المهارة نفسها أو غيرها من المهارات التي يتضمنها البرنامج داخل ميدان التدريب أو خارجه قبل التخرج أو بعده.
وبما أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية فقد أصبحت الحاجة إلى تدريبه أثناء الخدمة جزءاً هاماً في العملية التربوية حيث أن التدريب يساعد المعلم على اكتشاف قدراته واستعداداته ويلبي رغباته وميوله ويعزز ثقته بنفسه واعتزازه بنجاحه، ونظراً للمتغيرات السريعة في المجال المعرفي والتقنيات والمبتكرات في المجالات التربوية الحديثة وطرائق التعليم المستحدثة مما قد لا يتيح للمعلم أثناء ممارسته الوظيفية مسايرتها إلا بالتزود منها من خلال دراسة برنامج تدريبي أو بالانضمام إلى دورات تدريبية مستمرة ومن هذا المنطلق برزت العديد من الاتجاهات الحديثة التي تهتم بإعداد المعلم وتدريبه على المستوى العالمي والتي كان من أبرزها برامج إعداد المعلم القائمة على الكفاية. (الجاسر، 2002م: ص7).