كفاية عرض الدرس:
يقصد بكفاية عرض الدرس كافة الإجراءات والخطوات التي يقوم بها المعلم بغرض مساعدة المتعلمين على إدراك المفاهيم والمعلومات الواردة في الدرس واستيعابها، والتأكيد على حسن متابعتهم لموضوع الدرس وإثارة اهتمامهم وزيادة دافعيتهم للتعلم، ومن مهارات عرض الدرس التي يجب أن يتقنها المعلم: التهيئة للدرس، وتنويع المثيرات، والغلق (إنهاء الدرس)، وسيتم عرض تلك المهارات الثلاث مع بيان المقصود بكل منها، وكيفية استخدامها في المواقف التعليمية المختلفة على النحو التالي:
أولاً : التهيئة للدرس:
يقصد بها كل ما يصدر عن المعلم من أقوال أو أفعال بقصد إعداد المتعلمين للدرس الجديد أو النشاط التعليمي الجديد حتى يكونوا في حالة ذهنية وانفعالية وجسمية مناسبة لتلقي ما يعرضه المعلم وقبوله، وتعد التهيئة للدرس إحدى المهارات الأساسية التي يتطلبها تنفيذ الدرس، وأحد العوامل التي تضمن حسن متابعة المتعلمين، وزيادة رغبتهم في التعلم فهي وسيلة لجذب انتباههم للدرس الجديد وإثارة اهتمامهم وزيادة دافعيتهم.
أهداف التهيئة:
1. توفير الاستمرارية في العملية التعليمية، عن طريق ربط موضوع الدرس أو النشاط بخبرات المتعلمين السابقة وبذلك يصبح التعليم ذا معنى.
2. استثارة دافعية المتعلمين للتعلم من خلال تركيز انتباههم على المادة التعليمية الجديدة، وجذب اهتمامهم لما يحدث في الموقف التعليمي بما يضمن اندماجهم ومشاركتهم فيه.
3. إيجاد إطار مرجعي لتنظيم الأفكار والمعلومات التي يتضمنها الدرس أو النشاط، فمن خلال التهيئة للدرس أو النشاط يعرف المتعلمون مقدماً فكرة عن محتواه أو عما هو متوقع منهم مما يساعدهم على الفهم وتحقيق الأهداف المتوقعة للدرس أو النشاط.
أنواع التهيئة:
يختلف نوع التهيئة باختلاف الموقف التعليمي، وباختلاف الهدف الذي يسعى المعلم إلى تحقيقه، فيمكن التمييز بين ثلاثة أنواع وفيما يلي توضيحها:
1- التهيئة التوجيهية: ويستخدمها المعلم بهدف توجيه انتباه المتعلمين نحو الموضوع أو النشاط الذي يعتزم تقديمه، ومثال ذلك : إذا أراد المعلم التهيئة لدرس في الأحياء بعنوان "الأمراض المعدية" فإنه يمكن أن يناقش طلابه في خبر صدر في الجريدة اليومية أو أعلن في نشرة الأخبار حول انتشار مرض أنفلونزا الخنازير في مكان ما من العالم وموت بعض الأشخاص بتأثير الإصابة به.
2- التهيئة الانتقالية: ويستخدمها المعلم بهدف تسهيل الانتقال التدريجي من مفهوم أو معلومة سبق تقديمها للمتعلمين إلى مفهوم أو معلومة جديدة، أو من نشاط تعليمي إلى نشاط تعليمي آخر، معتمداً في ذلك على الأمثلة التي يمكن أن يقاس عليها، وعلى الأنشطة التي يألفها المتعلمون، مما يسهم في تحقيق الانتقال التدريجي ومثال ذلك: إذا شرح معلم الأحياء خاصية الضغط الأسموزي لطلابه، ثم أراد أن ينتقل إلى تفسير السبب في موت النباتات التي تزرع في الأراضي الملحية، فإنه يقوم بعرض عملي توضيحي أمام طلابه لبيان انتقال الماء من داخل ثمرة بطاطس إلى خارجها إذا عملت فيها حفرة صغيرة ووُضع بها قليل من ملح الطعام.
3- التهيئة التقويمية: ويستخدمها المعلم بهدف تقويم ما تعلمه الطلاب قبل الانتقال إلى أنشطة أو خبرات جديدة، من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة لربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة، ومثال ذلك : إذا شرح معلم الفيزياء لطلابه مبدأ بقاء الطاقة، ثم أحضر في بداية الدرس التالي مجموعة من الأجهزة مثل المدفأة، والمصباح الكهربي، والجرس الكهربي، والعمود البسيط وسأل طلابه عن نوعية تحولات الطاقة في كل جهاز من الأجهزة السابقة.
اعتبارات ينبغي على المعلم مراعاتها في أثناء التهيئة:
1- اختيار الأسلوب المناسب للتهيئة:
أ ) تناسب أسلوب التهيئة مع مستوى المتعلمين.
ب) تناسب أسلوب التهيئة مع طبيعة المجال الدراسي.
ج) تناسب التهيئة مع موقع الدرس من الوحدة التعليمية.
د) تناسب أسلوب التهيئة مع موقع الحصة من اليوم الدراسي.
2- مراعاة الزمن المناسب للتهيئة: لا يوجد زمن محدد للتهيئة ولكن يرى التربويون أنها ينبغي أن تستغرق زمناً يتراوح بين خمس إلى سبع دقائق، فلا يجب أن تستغرق التهيئة زمناً قصيراً جداً فلا تؤدي الغرض منها، ولا تستغرق أكثر من سبع دقائق حتى لا يشعر المتعلمون بالملل فينصرفون عن المعلم، ولا يبالون بما يقوله أو يفعله، مع مراعاة ألا يطيل المعلم في التهيئة على حساب زمن الدرس.
3- متابعة ردود أفعال المتعلمين: فالمعلم الناجح يتابع ردود أفعال طلابه في أثناء التهيئة من حيث حماسهم واستجاباتهم للأداءات الصادرة عنه، وملاحظة ما إذا كانوا مستمتعين بذلك أم لا، وبناءً على ذلك يقوم بإجراء التعديلات والتغييرات على الأساليب التي يتبعها في التهيئة.
4- التنويع في أساليب التهيئة: ينبغي أن يراعي المعلم التنويع في أساليب التهيئة من درس إلى آخر، وعدم الاقتصار على أسلوب واحد حتى لا تفقد التهيئة جاذبيتها لدى المتعلمين وتصبح متكررة ومملة.
5- الانتقال التدريجي من التهيئة إلى موضوع الدرس: من الاعتبارات المهمة التي يجب على المعلم مراعاتها الانتقال بسلاسة وتدرج من التهيئة إلى موضوع الدرس، بحيث يبدو أمام المتعلمين أمراً طبيعياً وليس فيه تكلف، ويمكن أن يتم ذلك إذا اختار المعلم أسلوباً للتهيئة وثيق الصلة بموضوع الدرس، ووضع تصوراً واضحاً للتهيئة في أثناء إعداده لخطة الدرس اليومي، وكيفية الانتقال منها إلى موضوع الدرس.
ثانياً: تنويع المثيرات:
سيأتي الحديث عنها في كفاية جذب انتباه الطلاب.
ثالثا: الغلق (إنهاء الدرس):
يقصد بغلق الدرس: كل ما يصدر عن المعلم من أقوال أو أفعال يقصد بها أن ينهي عرض الدرس أو النشاط نهاية مناسبة من خلال إبراز أهم العناصر المتضمنة في الدرس أو النشاط وربطها في شكل متماسك ضماناً لتكاملها في الخريطة المعرفية للمتعلم، ويعد الغلق (إنهاء الدرس) إحدى المهارات الأساسية التي يتطلبها تنفيذ الدرس، وهو مهارة مكملة لمهارة التهيئة للدرس، فإذا كان المعلم يبدأ درسه بالتهيئة له، فإنه يختم الدرس وينهيه باستخدام الغلق بهدف مساعدة المتعلمين على استيعاب ما عرض عليهم خلال الدرس، وتنظيم المعلومات التي درسوها في عقولهم، ولا يقتصر استخدام المعلم للغلق على إنهاء الدرس فقط، ولكنه يستخدمه لإنهاء كل مرحلة من مراحل الدرس أو إنهاء كل نشاط من الأنشطة المتضمنة بالدرس.
أشكال الغلق:
1- تلخيص النقاط الأساسية التي تناولها الدرس أو النشاط.
2- توجيه أسئلة للمتعلمين تتناول العناصر الأساسية الواردة في الدرس.
3- كتابة الأفكار الرئيسية المتضمنة في الدرس على السبورة.
4- قراءة الأفكار المتضمنة في الدرس من الملخص السبوري.
5- استخدام بعض الرسوم التخطيطية لتوضيح العناصر المتضمنة في الدرس مثل خرائط المفاهيم.
6- عرض الأفكار الأساسية للدرس مكتوبة على لوحة أو على جهاز عرض.
مزايا استخدام الغلق:
يعد الغلق أحد الأساليب التي يستخدمها المعلم لمساعدة المتعلمين على تنظيم المعلومات التي تعرض عليهم وإدراك العلاقات بينها، مما يسهم في زيادة كفاءة العملية التعليمية وفعاليتها، ولاستخدام الغلق مزايا:
1- جذب انتباه المتعلمين وتوجيههم لنهاية الدرس.
2- مساعدة المتعلمين على تنظيم معلوماتهم.
3- إبراز النقاط المهمة في الدرس وتأكيدها.
أنواع الغلق:
يتضح من استعراض المواقف التي يستخدم فيها الغلق، أنه لا يستخدم لإنهاء الدرس فقط، ولكنه يمكن أن يستخدم في مواضع متعددة أثناء الدرس، ويختلف نوع الغلق المستخدم باختلاف الهدف الذي يسعى المعلم لتحقيقه، وباختلاف توقيت استخدامه، ويوجد نوعان من الغلق يمكن للمعلم استخدامها منفردين أو مجتمعين تبعاً لما يقتضيه الموقف التعليمي هما:
أولاً: غلق المراجعة: ويهدف المعلم من استخدام غلق المراجعة إلى مساعدة المتعلمين على تنظيم أفكارهم وإدراك العلاقات بينها سواءٌ تم ذلك في أثناء عرض الدرس، عند مراجعة النقاط الأساسية في مفهوم معين قبل الانتقال إلى مفهوم جديد، أو تم في نهاية مناقشة صفية في أثناء الدرس، أو تم في نهاية الدرس لمراجعة النقاط الأساسية في الدرس ككل.
ثانياً: غلق النقل: ويمكن للمعلم استخدامه لتحقيق هدفين هما: مساعدة المتعلمين على اكتساب معارف جديدة من معلومات سبق تعلمها، وإتاحة الفرصة للمتعلمين لتطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة.