الاجراءات المستندة الى التعرض لقد اثبتت الاجراءات المستندة الى التعرض فاعليتها في علاج اضطرابات القلق وتستند هذه الاجراءات الى نظرية التعلم وفي العموم فان هذه الاجراءات تؤدي وظيفة الاشراط المضاد او الإطفاء.إن لسلوك الإنسـان نتـائج تحـددها البيئـة، وهـي تـؤثر في احتماليـة حـدوث السلوك، أي أن السلوك يتأثر بنتائجه فإذا كانت نتائج السلوك مفرحة إزدادت احتمالية تكـرار ذلـك السلوك، أما إذا كانت نتائج السلوك مؤلمـة قلـت احتماليـة تكـرار ذلـك السـلوك، لـذلك فـإن نتـائج السلوك تؤدي إلى زيادته أو نقصائه (طفاءه) .
إن التركيـز عـلى السـلوك الظـاهر يسـاعد عـلى القيـاس بشكل دقيق، بعيدا عن التنبؤ الكيفي، كما يمكن التعرف على فعاليـة الإجـراءات المتبعـة في العـلاج . ولن يكون القياس دقيقا وموضوعيا إذا كان السلوك غير قابل للملاحظة.
السلوكات غير المقبولة كثيرة الأنماط ومتعددة الدرجات ومختلفة الأسباب، وقد يكـون كثـيرا منهـا لا يحتاج إلى علاج طبي، وإنما يحتـاج إلى عـلاج تربـوي، والمـدخل السـلوكي قـد يكـون فـاعلا في هـذا المجـال، وخاصة في المؤسسات التعليمية، لأن المعلم أعد لمعالجات تربوية، وليس لمعالجات طبية . ويقول ايزنك (Eysenek, 1978) في هذا الصدد، إن نظرية العلاج السلوكي ترى أنه لا توجد امـراض وراء الأعراض وإن هذه الأعراض، لا تخبئ شيئا مخفيا، فإن استطعت معالجة العرض تخلصت من المرض.
ويشير ولبه (Wolpe, 1970) مثلا وبوضوح إلى أن الأعصاب والـذهان اضـطرابان سلوكيان اسبابهما منفصلة ومتباعدة . ويذكر البعض إلى احتمال دخول اسباب فسـيولوجية غـير مكتسـبة عـلى بعـض الـذهان، لكـنهم يقترحون أن القصور الفسيولوجي يؤدي إلى اسـتجابات معرفيـة ووجدانيـة، وإن هـذه الاسـتجابات يمكـن اكتشافها وازالتها وفق قوانين التعلم (ابراهيم، 1988، ص 82 ).
إن المدخل السلوكي في تحليله للسلوك الإنساني وتعديله يعتمد على المبادئ الأساسية الآتية :
1- مبدأ التعزيز : وهو مبدأ الثواب والتعزيز مصطلح عام يشير إلى عملية التعلم التي تشمل على تقديم أو إزالة مثير معين بعد حدوث الاستجابة مما يؤدي إلى تقوية تلك الاستجابة ويسمى المثير الذي يؤدي إلى تقوية السلوك معزز موجب بينما المثير الذي يؤدي إلى اختفاؤه إلى تقوية السلوك بمعزز السلبي وهو من أهم مبادئ تعديل السلوك . وهناك نوع من التعزيزات الداخلية(التعزيز غير الظاهر أما التعزيز الضمني) التي يعزز بها الطالب نفسه مثل تقبله ورضاه عن سلوك ما قام به، أ, مشاعر الفخر والزهو التي تنتابه لأداء سلوك معين (أبو أسعد، 2011 الروسان، 2010).
إن فاعلية التعزيز تعتمد على كيفيـة اسـتخدامها، ومكـان وزمـان الاسـتخدام، ومراعـاة الفـروق الفردية بين الأفراد من حيث الصفات والسمات والأمزجة التي يتصفون بهـا، فضـلا عـن اخـتلاف ظـروفهم البيئية. (الظاهر ، 2008).
2- مبدأ العقاب : وهو ما يشير إلى المثيرات البيئية التي تعمل على تقليل احتمالات حدوث السلوك في المستقبل ويتم العقاب أما عن طريقة إضافة مثير منفر بعد السلوك مباشرة أو عن طريق إزالة مثير ايجابي بعد السلوك .
3- مبدأ المحو : وهو يشير إلى إلغاء التعزيز الذي يحافظ على استمرارية السلوك مما يؤدي إلى إيقافه وبالتالي فتجاهل السلوك نوع من أنواع المحو ولذلك يسمى التجاهل .
4- مبدأ ضبط المثير : وهو يشير إلى إزالة كل المثيرات التي ترتبط بتلك الاستجابة وإزالة كل الاستجابات التي ترتبط بذلك المثير وهو ما يستند إلى حقيقة هامة أن السلوك الإجرائي تحكمه المثيرات التي تسبقه .
5- مبدأ التمييز : ( ظهر في دراسات بافلوف ) وهو ما يشير إلى القدرة على التفريق بين مثيرين متشابهين والتميز يمكن تعلمه بسهوله من خلال التدريبات التمييزية والتي يتم فيه تعزيز الاستجابة من خلال مثير معين وعدم تعزيزها مع مثير آخر ( تعزيز رسم الطفل في دفتر الرسم ’ وعدم تعزيزه في الرسم على الحائط ) .
6- مبدأ التعميم :وهو يؤكد على تعلم الفرد سلوك معين في موقف معين بدفعه للقيام بذلك السلوك في مواقف متشابهة للموقف الأصلي فإذا أدى تعلم سلوك معين في موقف ما إلى حدوثها في مواقف متشابهه يسمى تعميم المثير ( كتعلم الطفل في المدرسة ) إلى حدوث ( سلوكاً وقام به في المنزل والأماكن الأخرى ) وإذا أدى تعلم استجابة معينة استجابات متشابهه يسمى تعميم الاستجابة ( تعلم الطفل القيم الدينية أدى إلى تعلمه الالتزام , الاحترام , إتباع القوانين ) .