العلاج الاكلينيكي وفق مبادئ التعلم ( الإجراءات المستندة الى التعرض)- إزالة التحسس التدريجي.- العلاج الانفجاري.- الافاضة بالواقع.- العلاج المنفر.إزالة التحسس التدريجي Systematic Desensitizationلقد ساعدت نظرية الاشراط الكلاسيكي على تطوير أساليب علاجية لمشاكل كثيرة، وبشكل خـاص تلك التي تتعلق بالخوف والقلق والادمان والتي تعتمد أساسـا عـلى الـتحكم بـالمثير لتغيـير الاسـتجابة، أو التحكم بالاستجابة لتقلل من شدة المثير ومن هذه الأساليب إزالة التحسس التدريجي الذي طوره جوزيف ولبي (Wolpe) عام 1958 .
لقد استخدم أسلوب ازالة التحسس التدريجي لعـلاج الخـوف والقلـق بشـكل خـاص، أو تقليـل الأفكار التي تسبب القلق وفق مواقف معينة لكي يجعل المواقف سوية لا تثير أفكـارا وخـواطر مخيفـة أو قلقـة .وقـد أشـار ولبـى ولازاروس (Wolpe and Lazaros, 1966) في كتـابهما أسـاليب العـلاج السـلوكي إلى فاعلية هذا الأسلوب .
قد يكون اسلوب ازالة التحسس التدريجي واقعيا Real systemtic Desensitization وذلـك مـن خلال تعريض الفرد على المواقف الحية، الحقيقية، الواقعية .
وقد يعتمد أسلوب التحسس التدريجي على الخيال أو التصور (Imaginal Desensitization) .إن هذا الأسلوب، يـدعو إلى الـتحكم بـالمثيرات لتغيير الاستجابة، وذلك من خلال تعريض الفرد لمجموعة مـن المثـيرات ذات العلاقـة بالاسـتجابة )الخـوف مثلا( ابتداء من المثير الأقل تأثيرا إلى الأكثر تأثيرا في حـدوث الاسـتجابة بحيـث تقلـل مـن الاسـتجابة المـراد تغييرها بشكل تدريجي .وقد لا نستطيع التحكم بالمثير فنغير الاستجابة، فمثلا الامتحان كمثـير قـد يسـبب القلق لبعض الأفراد، وبهذا الحال لابد من التحكم بالاسـتجابة مـن خـلال أسـلوب الاسـترخاء (Relaxation Technique) ويعتبر الاسترخاء استجابة نقيضة للخـوف والقلـق والـذي يـؤدي إلى اخفـاء الاسـتجابة الأولى لتحل محلها الاستجابة الثانية، وهو شكل مـن أشـكال الأشراط المضـاد (Counter Conditioning) تـتلخص عملية الاسترخاء بشكل عام بعمليتي التوتر )القبض بشدة (والاسـترخاء لجميـع اجـزاء الجسـم ابتـداء مـن الأعضاء العليا وانتهاءا بالأعضاء السفلى، ليميل الفرد بعد ذلك إلى الجانب الذي يحقق الراحة الذاتية .
يشتمل أسلوب ازالة التحسس التدريجي على :أولا بناء هرم القلق (Building Anxiety Hierarchy) وهو تقسيم المثيرات أو المواقف التي تسـبب القلـق من البسيط إلى الشديد، ويكون مدرج القلق على شكل مثيرات جزئيـة تبـدأ بمثـيرات حقيقيـة أو متصـورة (خيالية).
أما العنصر الثاني الذي يتضمنه ازالة التحسس التدريجي هو تقرير نوع الاستجابة التي نسـتطيع من خلالها كف القلق .ولا يمكن أن تحـدث الاسـتجابة ونقيضـها في ذات الوقـت، وإنمـا يفـترض أن تهـيمن الاستجابة الأقوى لتظهر واضحة جلية، وتختفي أو تتلاشى الاستجابة الأقل.
فالاسترخاء نقيض للقلق، إذ يوجد علاقة بين الشد العضلي وإدراك الفرد للحالة الانفعالية . ولابد من الإشارة إلى أن الأفراد يختلفون في مـدى اسـتجابتهم لأسـلوب الاسـترخاء، وهـذا يتعلـق بمدى التهيؤ النفسي للفرد، ولا يكون الأفراد جميعا بنفس الدرجة من التهيؤ النفسيـ إضـافة إلى ذلـك فـإن درجة القلق ليست واحدة، وذلك يتعلق بالمثيرات المسببة له .لذلك قـد يكـون الفـرد (س ) أسرع اسـتجابة للاسترخاء، بينما يكون (ص) طيئ الاستجابة .كما يفترض إن يراعي المعـالج الطاقـة التحمليـة للفـرد، أي لا يحمل الفرد أكثر من طاقته، وهذا يتطلب مرونة في التعامل مع الأفراد .الأمر الذي يبعـده عـن الاستفسـار وطرح الأسئلة التي قد تعرقل تحقيق الاسترخاء المطلوب .( الظاهر ، 2008، ص217)
العلاج الانفجاري Implosive Therapyوهو أسلوب علاجي يتمثل بمواجهة المثيرات أو المواقف المسببة للخوف والتي تكـون في الغالـب أشد واحد من المثيرات أو المواقف الحقيقية .وهذا الأسلوب يختلف عن أسلوب إزالة التحسس التـدريجي في أن الأخير يعرض الفرد لمجموعة من المثيرات أو المواقف المسببه للخوف أو القلق، وتكـون مـن المثـيرات البسيطة إلى المثيرات الشديدة.
يرتبط هذا الأسلوب بالعالم سـتامبفل (Thomas Stampfle) الـذي بـدأ سلسـلة تجاربـه الاكلينيكية مع الحيوانات والتي توصل من خلالها إلى معالجة اضطرابات الخوف والقلق بأسلوب المواجهـة الحقيقية للمثيرات المسببة لهما (Stampfle and Levis, 1967) إن أحد المبادئ الرئيسية التـي ترتكـز عليهـا النظريات السلوكية هو إن كل سلوك متعلم، وما زال كـذلك يمكـن تغيـيره مـن خـلال الـتحكم بـالمتغيرات البيئية التي سببت ذلك السلوك .
العلاج بالافاضة (أو الغمر) بالواقع Flooding Therapyوهو أسلوب يتلخص بتعرض الفرد للمثـيرات التـي سـببت لـه الخـوف أو القلـق دون أي منفـذ للتخلص أو الهروب .وهذا الأسلوب يختلف عن أسلوب العلاج الانفجاري (Implosive Therapy) في كونه :1- لا يجري التأكيد على مظاهر القوى النفسية )الديناميات النفسية (للسلوك (Psychodynamic) 2- لا يحاول هذا الأسلوب تنشيط الذكريات المخزونة والتي يعتقد أنها المسؤولة عـن تطـور ذلـك السـلوك المستهدف.3- هناك بعض الشعور بان استحضار القلق خلال فترة العلاج بهذه الطريقة ليس مطلوبا لإطفاء السـلوك . ماركز (Marks, 1978)ولكن تشير الشواهد، كما يشير الى ذلك كالش (Kalish, 1981) الى الميل بشـكل كبـير لاستحضـار المثيرات المسببة للقلق في كلا من اسلوب العلاج الانفجاري وأسلوب الافاضة الواقعية ليكون العلاج فاعلا .
يتطلب أسلوب العلاج بالإفاضة الواقعية استحضار مواقـف مسـببة للخـوف، وتكـون في الغالـب مثيرات حقيقية من الواقع، ولكن قد تكون صعبة التحقيق لأنها تحتاج إلى ظرف مناسـب أو تهيئـة مخـبر تتوفر فيه مثيرات حقيقية مثل القطط، الكلاب، التلوث ..الخ . وقد يكون هذا الأسلوب مناسبا للأفراد الذين يعانون من مشاكل تخيلية
العلاج المنفر Aversive Therapyوهو تعرض الفرد لمثير مؤذي (معاقب)، وهذا المثير من شـأنه أن يقمـع أو يوقـف السـلوك غـير المرغوب فيه والذي يتصف بالاستمرارية .فمثلا، إذا أردنا أن نعالج المدمن عـلى الخمـر، فـيمكن أن نضـيف مـادة كيميائيـة (منفـرة ) مـع الخمر تسبب التقيؤ والصداع الشديد أو الغثيان بحيث تغير من استجابته لهذا المثير (الخمـر) . فبـدلا مـن الاستجابة التي تتسم بالنشوة والارتياح إلى استجابة تتسم بعدم الارتياح والازعاج .
كما استخدمت الصدمة الكهربائية في علاج التدخين كأسلوب للعلاج المنفر .ويشير بوب (Pope,
1975) في الحجار (1989 ) إلى أن عدة تجارب اشارت إلى نجاح هذه الطريقة، حيث أدت إلى كف التـدخين بنسبة 70 %وبمتابعة دامت سنة واحدة .
