التفكير الإبداعي الجاد
استخدم هذا المفهوم من قبل دي بونو ليشير إلى الإبداع الناتج من خلال أدوات واستراتيجيات مقصودة ومحددة تعمل على تنمية الإبداع . عرفه دي بونو بأنه ذلك النوع من التفكير الذي يتطلب حل المشكلات بطرق غير تقليدية أو بطرق تبدو غير منطقية لغالبية الناس من خلال النظر إلى المواقف من زوايا مختلفة ومتنوعة . واعتبر دي بونو التفكير الإبداعي الجاد مرادف لمفهوم التفكير الجانبي الذي يقصد به ذلك النوع من التفكير الذي يسعى إلى الإحاطة بجميع جوانب المشكلة والعمل على توليد جميع المعلومات الممكنة وغير المتاحة حول المشكلة .
وعلى الرغم مما ذكر اعلاه فقد تعددت مسميات التفكير الجانبي وفقا لوجهة نظر دي بونو والعلماء التربويين والنفسيين ومن تلك
التسميات :-
- التفكير الجانبي
- التفكير الجوانبي
- التفكير الإحاطي
- الإبداع الجاد
- التفكير المتجدد
- التفكير خارج الصندوق
كان دي بونو أول من وضع مصطلح Lateral Thinking التفكير الاحاطي ( أو الجوانبي ) وعند الجمع بين المصطلحين يكون وهو ذلك النوع من التفكير الذي يسعى إلى الإحاطة بجوانب المشكلة التي يجابهها في البحث عن حلولها .انه ذلك التفكير الذي يسعى لتوليد المعلومات غير المتاحة عن المشكلة ، وذلك لاستيفاء متطلبات أحكامه . انه يتجاوز بهذا التفكير العادي .
جاءت تسمية التفكير الجانبي Lateral Thinking من العالم دي بونو وهي التسمية الأكثر استخداما من بقية التسميات من التربويين والنفسيين ، وبالمقابل جاءت تسمية التفكير الجوانبي فيرى مترجمو كتاب تعليم التفكير لدي بونو ٢٠٠١ بأنها الترجمة الأصح وهي أكثر اتصالا للمفهوم إذ أن كلمة الجانبي تدل للوهلة الأولى على أمر ثانوي لا قيمة له. ولكن يمكن القول أن كلمة الجوانبي هي جمع تكسير لكلمة جانب وهي تشير إلى التعددية في أكثر من جانب ولو رجعنا إلى كلمة Lateralفهي كلمة بصيغة المفرد لا بصيغة الجمع وبناء عليه فأن تسمية التفكير الجانبي أكثر ملائمة من التفكير الجوانبي.
أما التسميات الأخرى كالإبداع الجاد والتفكير المتجدد استخدمها دي بونو كمرادفات للتفكير الجانبي في كتاباته فعندما يذكر الإبداع الجاد أو التفكير المتجدد يقصد به التفكير الجانبي والعكس صحيح، إذ يشير إلى أن الإبداع هو التفكير المعتمد على فهم أنظمة المعلومات ذات التنظيم الذاتي التي تنظم فيها المعلومات نفسها بشكل متتاليات وأنماط ولا يوجد أي غموض فيما يتعلق بها
ويعد التفكير الجانبي بمثابة نمط من التفكير يعتمد على ابتكار اكبر قدر ممكن من الحلول والبدائل، ويمكن من خلال التفكير الجانبي النظر إلى أكثر من جهة في المشكلة أو الموقف والقفز بخطوات حل المشكلة أي الإبقاء على كل المعلومات المتاحة ، إذ يركز التفكير الجانبي على واقع الأمر وليس الأمر الواقع.
ويعتمد التفكير الجانبي على تخطى العوائق التي تحد تفكيرك في إطار معين ثم تحاول العمل على حل المشكلة بطريقة مختلفة عشوائية ربما أو جانبية (هي لا تتعارض مع المنطق ولكنها غريبة أو مختلفة) وتتزايد فرصة النجاح في حل المشكلات مع تقلص العوائق الداخلية في عقولنا التي يطلق عليها في بعض الأحيان "المعوقات الإداركية" والتي تحول بيننا وبين الوصول إلى النجاح، تكون هذه المعوقات في أحيان كثيرة من صنعنا نفرضها على أنفسنا وفي أحيانا أخرى تتشكل بسبب قصور في المعرفة أو التركيز على تفاصيل أو معلومات غير واضحة .
ويرى الكثير من العلماء بأن التفكير الجانبي هو التفكير خارج الصندوق ومعنى ذلك الخروج عن نمطية التفكير الموضوعي لعموم البشر إلى التفكير غريب (نوعا ما) ولكنه يبقى معقولا ومنطقيا .(