يقصد بالتفكير الإبداعي " قدرة الشخص على الربط بين الأشياء أو الأفكار التي تبدو من النظرة الأولى على أنها غير مترابطة (Rawlinson ,1981 ,p8) .
كما يعرّف فيلدهوسن (Feldhusen ,1998) التفكير الإبداعي بأنه نشاط معرفي يشتمل على تطوير واستخدام قاعدة معرفية كبيرة من المعلومات ومهارات التفكير واتخاذ القرار ، ومراقبة العمليات ما وراء المعرفية ، ويمتاز هذا النمط من التفكير بأنه متعلم .
يرتبط التفكير الإبداعي ارتباطاً وثيقاً بالإبداع ، ولكن الإبداع يصف الناتج ، أما التفكير الإبداعي فيصف العمليات نفسها .
إن التفكير الإبداعي Creative Thinking هو تفكير منفتح يخرج من التسلسل المعتاد في التفكير ؛ إلى أن يكون تفكيراً متشعباً ومتنوعاً يؤدي إلى توليد أكثر من إجابة واحدة للمشكلة .. ويعرف بأنه (( العملية الذهنية التي نستخدمها للوصول إلى الأفكار والرؤى الجديدة ، أو التي تؤدي إلى الدمج والتأليف بين الأفكار أو الأشياء التي يعتبر سابقاً أنها غير مترابطة )).
وهو بهذا المعنى لا يخرج عن مفهوم الإبداع ، إلا أن الفرق الواضح بينهما هو أن الإبداع يمثل ناتج أو ثمرة التفكير الإبداعي ، فإذا كان الهدف هو تطوير منتج أو تحسين آلية عمل أو توليد حلول متنوعة لمشكلة ما ؛ فان الأفكار المولدة أو المنتج المطور سيمثل الناتج الإبداعي ؛ في حين إن الطريقة المستخدمة في التفكير أو بمعنى آخر العملية الذهنية المستخدمة للوصول للحل تعرف بالتفكير الإبداعي .
يعد التفكير الإبداعي احد أنماط التفكير الفعال ويقسم إلى نوعين هما الإبداع المعتمد على الإلهام والبحث بلا هدف أملا في حدوث أمر ما . والثاني الإبداع المعتمد على التنظيم في المعلومات نفسها بشكل متتاليات وأنماط ولا يوجد أي غموض فيما يتعلق بها وهذه تدخل ضمن الإبداع الجاد الذي يدخل تحت مسمى التفكير الجانبي.
والإبداع يأخذ أشكال عديدة ، كالإبداع الذهني الذي ينعكس على شكل أفكار أو نظريات أو منتج فني أو موسيقي أو قصة أو قصيدة شعر مبدعة . وهناك الإبداع العلمي الذي يتمثل في أشكال كمية كتوسع رياضي أو التوصل إلى معادلة جديدة أو تسجيل رقم قياسي في لعبة معينة ، والإبداع النوعي الذي يتمثل في تطبيق جديد أو الإدارة الفاعلة لمؤسسة ما . كما يوجد هنالك شكل ثالث من الإبداع يجمع بين الشكل الذهني والعملي والذي يمزج بين النظرية والتطبيق كالتوصل إلى نظرية جديدة ووضعها موضع التطبيق العملي في مجال معين
أن الإبداع مجموعة من المهارات القابلة للتعلم والتدريب ولا تحتاج إلى مواهب وقدرات خاصة يجب توافرها لدى الفرد ليصبح مبدعاً .فالإبداع ليس صفة وراثية أو حكرا على فئات محددة من المجتمع سواء من حيث الجنس أو العرق وفي جميع المراحل العمرية ابتداء من الطفولة المتأخرة .
ويرى كثير من الباحثين الذين تعرّضوا في كتاباتهم لموضوع الإبداع أن مهارات الإبداع يمكن أن تتحسن بالتدرّب والممارسة والتعّلم، عن طريق الفرص والمواقف المثيرة للتفكير، والتي تتطلب من المتعلم تشغيل ذهنه فيها لفهمها أو لحّلها أو إبداع شيءٍ جديد منها، وذلك من خلال بناء برامج خاصة مستقلة عن المواد الدراسية تهدف إلى تعليم الإبداع ومهاراته